سواليف:
2025-04-30@03:46:12 GMT

لغتنا الجميلة

تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT

#لغتنا_الجميلة د. #هاشم_غرايبه

من جملة ما فقدناه في خضم الحياة المعاصرة، مهنة الخطاط، وهو فن رفيع يتأتى بالموهبة، ويقتصر التفوق فيه على عدد محدود في كل قطر عربي، وكان المارة جميعا يستمتعون بجماليات اللافتات التي كان الخطاطون المعروفون يزينون بها الشوارع ومداخل المحلات، كان الخط يدويا يتبارى من خلاله الخطاطون ويتنافسون في إظهار إبداعات وجماليات الخطوط العربية.


انتهى كل ذلك وللأسف، فقد حلت الحواسيب والطابعات الرقمية مكانها، فباتت اللافتات مليئة بالألوان والصور، فيما لا تشغل الخطوط العربية الجميلة سوى مساحات مالئة بين الصور.
لكن الأنكى من ذلك كله حينما تجد الحروف اللاتينية قد حلت مكان العربية، وقد يكون المسمى كله غير عربي، أو أن شعار المؤسسة أو الشركة يتكون من حروف إنجليزية!.
هنالك قول لـ “بيكاسو”، قد لا يعرفه أغلب الناس، لأن التعصب الغربي يعتم عليه، فهو يقول: “لو أنني عرفت أن هنالك شيء مثل الخط العربي الإسلامي لما بدأت الرسم كله أبدا، لقد ناضلت للوصول الى أعلى مستويات الإتقان الفني، لكنني وجدت أن الخط الإسلامي كان هناك قبل ثلاثة عصور”.
في أي معلم إسلامي، ما يميزه هو الكتابات الجميلة والتي تشكل وحدات زخرفية، تتعانق مع تشكيلات من الطبيعة مشتقة من الزهور والأوراق، فتنتج من تكراراتها أرضية باهرة الجمال، يطلق عليها في عالم الفن: الأرابيسك.
هذا النوع من الفن الذي يجتمع فيه جمال معنى العبارة بجمال شكلها ينفرد به الفن الإسلامي، انبهر “بيكاسو” بجمال الشكل..فكيف لو عرف المضمون الغني بالحكمة!؟.
الخط العربي لمن يتقنه يعلم أنه رسم، وكل حركة في أي حرف هي منحنيات ترسم بدقة، بينما كل الحروف الللاتينية التي هي أصل معظم اللغات الأوروبية هي مستقيمات متعامدة أو متوازية.
ما يميز اللغة العربية هو التكامل بين مختلف العناصر التي يتألف منها المعنى والمبنى:
قوة المعنى يحققها عنصران: الأول: عمق الدلالات بتعدد الألفاظ التي تعطي درجات متعددة دقيقة التباين، والثاني بلاغة الوصف فتعطي معنى واسعا بألفاظ قليلة.
وإذا أكمل ذلك جمال المبنى الذي تحقق الصور التي ترسمها الحروف فتصبح العربية ممتعة فوق أنها مُغنِية.
أما عندما يخرج كل ذلك بخط جميل فيمكن عندها القول أنها بلغت القمة واستحقت التفوق على كل ما عداها.
هنالك ابداع في ابتكار الخطوط العربية، مما أنتج أكثر من 120 نوعا، وهي أكثر من مجموع خطوط اللغات الحية مجتمعة، لكن أشهرها هو: الكوفي والريحاني والجلي والثلث والنسخ والفارسي والديواني والرقعة والإجازة والطغراء والمشق والمكي والمدني.
قد لا يستطيع الجميع تطويع الكلمة وتنسيق العبارات حسب المراد، وقد لا يمكن إلا لقليلين كتابة الخط الجميل، فهذه ملكات فردية مثلها مثل أية مهارة أخرى، لكن الجميع يمكنه تذوق الجمال في الشكل والمضمون.
المنبهرون بحضارة الغرب من بني جلدتنا، كثيرا ما يغمزون من طرف من يبحث عن اعترافات مثقفين غربيين بتفوق ما لدينا، فيقول أحدهم: ما بالكم لا تفتؤون تتغنون بالماضي وأمجاده الدارسة، وتعيشون حاضرا لا تجيدون فيه شيئا يميّزكم، أليس الأفضل أن تنسوا ما كان وتلتحقوا بركب الأمم المتقدمة؟.
قد يكون في كلامهم بعض المنطق لو كان البحث عن النقاط المضيئة في تاريخنا بهدف القعود والبكاء على الأطلال، لكن ما نسعى إليه هو شد الهمم المتراخية وتثبيت العزائم التي أثبطها طول زمن الهزائم.
كل الأمم التي نهضت واستعادت عافيتها، كان المصلحون فيها متفائلون، يبحثون عن امجاد وإنجازات تستثير الهمم فتحيي الأمل في نفوس القاعدين لينهضوا، ويبنوا على أمجاد السلف.
فهذا “بسمارك” ما استطاع أن يجمع شتات الألمان بغير تذكيرهم بمواقعهم المجيدة بين الأمم الأوروبية، وذاك “غاريبالدي” ما استطاع أن يوحد المقاطعات الإيطالية من غير أن يعيدهم الى صفحات تاريخ الرومان بماضيهم وحضارتهم.
أمتنا تمتلك الكثير مما تعتز به، بل أكثر كثيرا من غيرها من الأمم، فهل من يشكك في تاريخنا ويعتبره سلسلة من المآسي والاخفاقات، ويبخس قيمة تلك الانجازات الحضارية التي اعترف بها حتى الأعداء .. هل هو ساع حقا لتقدم الأمة ونهضتها كما يدّعي، أم هو مساهم في جهود أعدائها لبث اليأس والإحباط والاستسلام لهم.
لماذا يحاولون أن يفقدونا قيمة لغتنا التي هي من أهم منجزاتنا؟.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: لغتنا الجميلة

إقرأ أيضاً:

مجلس النواب يوافق على منحة لتطوير وتجديد الخط الثانى للمترو

وافق مجلس النواب، خلال الجلسة العامة اليوم، برئاسة المستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس المجلس، على قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 116 لسنة 2025 بشأن الموافقة على "ملحق رقم (1) لاتفاق التعاون بشأن دراسة الجدوى لإعادة تأهيل الخط الثاني لمترو أنفاق القاهرة " بين حكومة جمهورية مصر العربية وبنك الاستثمار الأوروبي.

وقال علاء عابد، رئيس لجنة النقل بمجلس النواب، إن الاتفاق يهدف لتحسين أداء نظام النقل العام في القاهرة وتحديدًا في الخط الثاني لمترو أنفاق القاهرة، التعريف بعمليات تجديد أنظمة الخط الثاني للمترو وتوصيفها، وتلك العمليات تشمل البنية التحتية ومخازن الدرفلة، وهي ضرورية تلبية متطلبات القدرة على تلبية متطلبات القدرة الاستيعابية لعدد الركاب المستفيدين منها في السنوات القادمة. ه تمديد العمر المتوقع للنظام لمدة 25 سنة إضافية.

وأكد علاء عابد، رئيس لجنة النقل بمجلس النواب، أهمية المشروع المستهدف، لافتا إلى أن إعادة تأهيل الخط الثاني من مترو أنفاق القاهرة يسهم في إدخال تحديث لنظم التشغيل والإشارات التي باتت متهالكة منذ ٢٥ عامًا بدون تطوير بالإضافة إلى رفع كفاءة بعض الأنظمة مثل التكييف والتهوية  والصرف والمصاعد وهندسة السكة.

وتابع عابد:" الغرض من المساعدة الفنية توفير استشاريين لفحص الوضع الحالي لجميع أنظمة وهياكل الخط الثاني للمترو من أجل إعداد التصميم الوظيفي ووثائق العطاءات اللازمة لتمكين المنفذ من البدء في الأعمال؛ وقد وافق البنك على قرض في عام 2018 لتنفيذ أعمال المساعدة الفنية من خلال ست مراحل، قيام الاستشاري بالتحقق مما هو مطلوب لتحويل نظام مكافحة الحرائق الثابت للأنابيب الجافة إلى نظام الأنابيب الرطبة المستقل و الامتثال لمتطلبات السلامة من قبل الدفاع المدني، وإعداد المواصفات الفنية والرسومات اللازمة لإضافة نظام تجديد مكافحة الحرائق إلى المناقصة الدولية الخاصة بترقية / تجديد.

طباعة شارك مجلس النواب البرلمان النواب اخبار النواب اخبار البرلمان

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: أكثر من 72 ألف مهاجر لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال عقد
  • نجم فرنسا السابق يهاجم ريال مدريد: «أفسدتم اللعبة الجميلة»
  • مكتب “أوتشا” يعبر عن قلقه بشأن الغارات التي ضربت مركزًا لإيواء المهاجرين بصعدة
  • وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد حسن الشيباني يلتقي في مدينة نيويورك السيدة كارلا كينتانا رئيسة المؤسسة المستقلة المعنية بالأشخاص المفقودين في الجمهورية العربية السورية.
  • “أوتشا” يعبر عن قلقه بشأن الغارات التي ضربت مركزًا لإيواء المهاجرين بصعدة
  • وزير البلديات: أكثر من 500 ألف فرصة وظيفية في الأنشطة التي تشرف عليها الوزارة
  • مجلس النواب يوافق على منحة لتطوير وتجديد الخط الثانى للمترو
  • الانتهاء من صيانة خط دير علي _ الشيخ مسكين خلال شهر
  • وفد من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين برفقة صحفيين من السويد والدنمارك، يزور معبر باب الهوى في ريف إدلب للاطلاع على الخدمات والتسهيلات التي تقدمها الحكومة السورية للاجئين العائدين من تركيا
  • "سناء جميل: 95 عامًا من الإبداع والجَدَل... أيقونة الفن المصري التي لا تنسى"