وسط المعارك المحتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لجأ قرابة 80 شخصا لكنيسة في حي الشجرة بالعاصمة السودانية الخرطوم، وباتوا محاصرين تحت إطلاق النار الكثيف ويعانون من الجوع ونقص الإمدادات.
ويعاني الأب جاكوب ثليكادان المحاصر في مركز “دار مريم” الكاثوليكي من الجوع الشديد وتسبب شح إمدادات الطعام في نقص وزنه، ويؤي المركز العشرات من النساء والأطفال لحمايتهم من المعارك المستعرة في شوارع الخرطوم بحسبما أفادت وكالة رويترز.


وتعرض سقف المبنى الرئيسي بالكنيسة لأضرار جراء القذائف، واشتعلت النيران في أجزاء من سكن الراهبات.
وفي ظل شح الطعام، تقوم الراهبات بغلي أوراق الأشجار ليأكلها الأطفال، ولا يتناول البالغون ما يسد رمقهم.
وانتهت محاولة من الصليب الأحمر لإنقاذهم في ديسمبر الماضي بمقتل 2 وإصابة 7 آخرين، منهم 3 من موظفي المؤسسة الخيرية، بعد أن فتح مسلحون النار على قافلة مما أجبرها على العودة قبل أن تتمكن من الوصول إلى الدار، حيث تبادل الطرفان المتحاربان الاتهامات بالمسؤولية عن الهجوم.
وقال ثليكادان إنه والراهبات رفضوا عروضا من الجيش لنقلهم عبر النهر بشكل دائم مع ترك العائلات وراءهم، لكنهم آثروا المغادرة مع لناس.
وفر كثير من سكان العاصمة السودانية بعد اندلاع شرارة الصراع في أبريل من العام الماضي وامتدادها للخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان على نهر النيل، قبل أن يتسع الصراع سريعا إلى مناطق أخرى من البلاد.
وقال ثليكادان: “أصبح وضعنا الغذائي سيئا للغاية.. نشعر جميعا بالوهن الشديد”.
وينتشر الجوع الحاد في المناطق الأكثر نكبة بالصراع في أنحاء السودان، مما استلزم إطلاق تحذيرات من مجاعة في مناطق من بينها الخرطوم.
ولجأت بعض العائلات إلى المركز في يونيو من العام الماضي، على أمل الاحتماء تحت سقف خرساني.
وقال ثليكادان إن المنطقة مع ذلك سرعان ما صارت معزولة مع ضغط قوات الدعم السريع للسيطرة على مقر سلاح المدرعات ذي الأهمية الاستراتيجية الذي يبعد نحو كيلو مترين عن المركز الكاثوليكي، ضمن عدد من قواعد الجيش التي كانت تستهدفها.
ويتعرض حي الشجرة لهجوم عنيف من قبل قوات الدعم السريع، وسجل من يملكون المال اللازم من السكان بالقرب من الحي أسماءهم لدى الجيش ليتم نقلهم إلى الضفة الأخرى من نهر النيل، وينتظر بعضهم منذ شهور.
وقال ثليكادان إن الإجلاء ليلا بالقوارب عبر رافد النيل الأبيض يعتبر مع ذلك بالغ الخطورة على الأطفال المحتمين بالمركز.
وفجرت حرب السودان أكبر أزمة نزوح في العالم ودفعت ما يقرب من 10 ملايين شخص للبحث عن مأوى داخل البلاد أو خارجها، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة، كما ألحقت دمارا غير مسبوق بالعاصمة الخرطوم.
وذكر ثليكادان أن الأعداد تتغير، لكن منذ مارس هناك نحو 30 امرأة إلى جانب 50 طفلا أعمارهم بين عامين و15 عاما في المركز.
ومعظم المقيمين في المركز من المسيحيين اللاجئين من جنوب السودان وإثيوبيا، الذين نصبوا خياما من المفارش البلاستيكية حول مباني المجمع الذي يشمل كنيسة ومجمعا تعليميا ومبنى سكنيا.
وحول الأب ثليكادان والراهبات أكثر غرف المكان أمنا إلى ملاذ لحماية الأطفال من تبادل إطلاق النار. ويحاولون صرف انتباه الأطفال عن العنف الدائر حولهم بإتاحة مساحة لركوب الدراجات في الباحة وتشجيعهم على الانشغال بألعاب فيديو.
أما الحصول على الغذاء فهو يشكل تحديا، وبحلول سبتمبر بدأت النقود تنفد وبات جلب الإمدادات من الأسواق في المنطقة شبه مستحيل بسبب الاشتباكات.
وعادة ما كان الأطفال يتلقون كميات ضئيلة من العصيدة والعدس والفول لكن المخزونات تناقصت بشدة.
وقال الأب ثليكادان إنه منذ فبراير أوصلت قوات في معسكر سلاح المدرعات بعض المساعدات جوا لدار مريم بما شمل السكر والوقود لمولدات سحب المياه من الآبار.
كما أتاح الجيش اتصالا عبر ستارلينك ليسمح لمن هم في المجمع باستخدام هواتفهم، ونقلوا القس ومسؤولا إداريا مرتين إلى بورتسودان، وهي مدينة على البحر الأحمر انتقل إليها الجيش والحكومة، لمقابلة مسؤولين من الكنيسة وجمع بعض الأموال والإمدادات.

سكاي نيوز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

باقة من الاستعراضات.. المركز الثقافي بطنطا يختتم ليالي رمضان الفنية

أسدل المركز الثقافي لمدينة طنطا، اليوم ، الستار على ليالي رمضان الثقافية والفنية، والتي نظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، على مدار 4 ليال متتالية، وذلك ضمن برامج وزارة الثقافة، للاحتفال بالشهر الكريم.

جامعة طنطا تنظم حفل الإفطار الرمضاني السنويمصرع شخص وإصابة 5 آخرين في حادث تصادم بطريق طنطاـ المحلةعلوم طنطا عن فيديو المهرجانات: فتح تحقيق ونحترم العرف الجامعيرقص طلاب علوم طنطا على أغاني ريمكسات في حفل إفطار رمضاني.. ورئيس الجامعة يحققحادث قطار طنطا.. عودة حركة السكك الحديدية بعد صيانة الفلنكات وإبعاد العربات|شاهدحادث قطار طنطا.. الركاب قفزوا من الشبابيك وعطل فلنكات التحويلة السبب |تفاصيل

بدأت الليلة الختامية، التي أقيمت بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، بعزف للنشيد الوطني، أعقبه عرض فني قدمته فرقة مسرح العرائس، حيث استمتع الأطفال بأجواء مرحة وسط أشهر الشخصيات الكرتونية، وعلى موسيقى وأغنيات أبرز الأغاني الرمضانية وأغنيات الأطفال، فيما خطفت فرقة مركز تنمية المواهب بمسرح 23 يوليو بالمحلة الأنظار، وذلك خلال تقديهم باقة منوعة من الاستعراضات والتابلوهات الراقصة، التي قامت الفنانة فريدة المصري، والفنان عمر البدري بتصميمها، وأخرجها المخرج الفنان عبد الرحمن سالم، ومن بينها: العيلة الكبيرة، افرحو يا بنات، هاتو الفوانيس ياولاد، رمضان كريم، وأبريت "انتباه"، تخليدا لشهداء مصر في حرب العاشر من رمضان.

 عروض هيئة قصور الثقافة بالغربية 

هذا وواصلت المواقع الثقافية التابعة لفرع ثقافة الغربية، برئاسة وائل شاهين، تنفيذ فعالياتها للاحتفال بشهر رمضان المبارك، وذلك بإشراف إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، برئاسة أحمد درويش، جاء في مقدمتها محاضرة توعوية بدار الكتب بطنطا، أوضح خلالها الشيخ عبد الحميد الزغبي، الإمام والخطيب بمديرية أوقاف الغربية، بأن الهدف من الصوم هو الوصول للتقوى، لافتا لضرورة ترشيد الاستهلاك، والسعي نحو تحصيل الحسنات، والبعد عن الإسراف والتبذير، كما وشهدت مكتبات: محلة حسن، والعامرية، وأبو الغر، وقصر ثقافة غزل المحلة، وبيت ثقافة الفريق الشاذلي، والسنطة، عقد باقة منوعة من الأنشطة الثقافية والفنية.

مقالات مشابهة

  • باقة من الاستعراضات.. المركز الثقافي بطنطا يختتم ليالي رمضان الفنية
  • الجيش السوداني يحاصر الدعم السريع بالخرطوم والسلطات تكتشف مقبرة جماعية
  • صحة الخرطوم تنفذ تدخلات عاجلة بشرق النيل
  • جولة واسعة لوالي الخرطوم تكشف حجم الدمار الذي طال المرافق الخدمية ومنازل المواطنين بشرق النيل
  • السودان.. الجيش يسيطر علي مباني ومواقع استراتيجية في الخرطوم
  • تقرير لـ «الأمم المتحدة» يكشف فظائع بمعتقلات الدعم السريع و الجيش بالخرطوم
  • الجيش السوداني يتقدم نحو القصر الرئاسي ويستعيد عدد من المناطق بالخرطوم
  • السودان: حملات مكثفة لإزالة الجثث ومخلفات الحرب في شرق النيل
  • الجيش السوداني يتقدم بالفاشر والدعم السريع يقتل 8 مدنيين بالخرطوم
  • الحرب تفاقم أوضاع أكثر من 90 ألف نازح بولاية النيل الأبيض