التغيير في العراق: واختلاف طريقة التفكير!
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
تمهيد :
١-بلا شك ان التغيير السياسي في العراق أصبح ضرورة محلية واقليمية ودولية بعد الفشل السياسي والإداري والاقتصادي الذريع في أهم بلد في منطقة الشرق الأوسط (شماله في اوربا حيث تركيا ،وجنوبه في المنظومة الشرقية “ان صح التعبير” حيث ايران والقوقاز وروسيا وصولا للصين ” )وهذا لا يختلف عليه اثنان في المحافل الدولية ” .
٢-فبعد الحرب العالمية الاولى تشكل عام جديد، ثم جاءت الحرب العالمية الثانية فتشكل عالم آخر مختلف عن الاول عندما ولدت المعاهدات الدولية واهمها معاهدة ” سايكس بيكو” التي فصلت عالمنا العربي ومنطقة الشرق الأوسط . وصار لزاما ان يتشكل عالم جديد يضمنه منطقة الشرق الأوسط .ولن يستشكل العالم الجديد إلا من خلال حرب عالمية ثالثة. حاولوا ان يجعلوها حرب عالمية بالتقسيط هذه المرة من خلال فصول ( جائحة كورنا هي احد فصول الحرب العالمية الثالثة ، ثم الأزمة الاقتصادية واضعاف الدول ، ثم الحرب الاوكرانية ، ثم الحرب في غزة وتداعياتها في البحر الاحمر، ثم تغييرات الأنظمة في أفريقيا ، ثم الحرب الداخلية السودانية ، ثم مايدور بين لبنان وإسرائيل، وصعود أحزاب اليمين المتطرف اخيرا في اوربا …الخ ) وان التغيير السياسي في العراق احد هذه الفصول . ومع ذلك هناك من يلوح وهناك من يجزم بحرب عالمية ثالثة سلاحها النووي !
ولكن السؤال :
هل سيفلت العيار وتسقط استراتيجية التقسيط والفصول نحو ولادة عالم جديد .. وتكون هناك ضربة كبرى لأحداث الحرب العالمية الثالثة، وبعدها سنرى عالم جديد بضمنه واقع جديد في منطقة الشرق الأوسط ؟
نقطة نظام !
علما ان جميع الدول في المنطقة وضعت استراتيجياتها وكذلك حددت وجهتها قبيل زلزال التغيير العالمي الذي تحدثنا عنه في الاسطر الماضية. إلا العراق فليس لديه اي استراتيجية تُذكر ، وكذلك لم يحدد وجهته على الإطلاق وتراه تارة مع المحور الاميركي وتارة مع المحور الروسي الصيني وتارة مع ايران وتارة يبيع عنتريات ضد الدول . والسبب في فشل القيادة العراقية التي لا تفكر إلا بمصالحها الذاتية وكمية المناصب والمغانم والبقاء في السلطة ( اما مصالح العراق كدولة ومجتمع فليس في اولويات القيادة العراقية )!
اختلاف في طريقة التفكير !
١-أن موضوع التغيير السياسي في العراق قد تقرر وحُسم وبقرار من المجتمع الدولي وليس بقرار أميركي او بريطاني ” بل بتحالف يقوده المجتمع الدولي ” !
٢-ان التغيير في العراق ينتظره ٩٠٪ من العراقيين ومن مختلف الشرائح والمستويات والأعراق والمذاهب والطوائف والاديان. فجميع هؤلاء ال ٩٠٪ يدعون الله ليل نهار ان يُعجّل في التغيير بعد ان كرهوا ومقتوا وجوه وقادة الطبقة السياسية !
٣- الاختلاف في طريقة التفكير :
أ:- طريقة التفكير عند الغرب مختلفة فهي التأني والصبر في اتخاذ القرار بسبب جمع آراء المعاهد والمراكز المختصة وتهيئة اللوجست الإعلامي ” وهذا كله يحتاج إلى جهد وعمل واموال ضخمة” . إضافة إلى دراسة التدخل اقتصادياً وامنيا وسياسيا ،ناهيك عن الرصد المالي لعملية التغيير ، ووضع الخطط لما بعد التغيير لكي لا يتكرر الفشل الاميركي في العراق والذي بسببه سوف يتدخل المجتمع الدولي لإصلاح مادمرته امريكا في العراق . وان هذا الصبر والتأني أصاب الشعب العراقي باليأس !.لا بل حتى الطبقة السياسية الحاكمة ظنت ان لا تغيير لها اطلاقاً وتمارس سطوتها على انها لن تتغير ” وهي سذاجة سياسية وانعزال عن الواقع ” ولم يتذكروا شاه ايران ، وحسني مبارك … الخ
ب:-وطريقة التفكير العراقية المستوحاة من حقبة حزب البعث “٣٥ سنة” والتي تستند على المنطق الديكتاتوري ومنطق القائد الأوحد الذي يأمر فينفذ طلبه خلال ساعات وحتى وان كان الأمر حرباً ضد دول ( وجميعنا شهود على ذلك ) . العراقيون يعتقدون أن عملية تغيير النظام السياسي الفاشل في العراق هي مجرد ايام او اشهر قليلة وينتهي الموضوع لانه هكذا ثقافتهم !
ج:- المجتمع الدولي غير خائف وغير مكترث للطبقة السياسية ومليشياتها ان قرر التدخل ولكن هناك أمور ومثلما ذكرنا سابقا يجب ان تكتمل اضافة للجنبة ( القانونية ) وحال اكمالها فموضوع التغيير واصلاح النظام السياسي قادمة وبنسبة ٩٩٪ !
د:- وللعلم فمتى ما تدخل المجتمع الدولي سيكون فتح الملفات ” الفساد ، وانتهاكات حقوق الإنسان ، وسرقة أصول الدولة وثروات العراق ، والإعدامات ، والاعتقالات ، والسجون ،وتمويل المنظمات الأرهابية، وتهريب عملة البلد …الخ ) كلها ستفتح بأثر رجعي منذ مجلس الحكم وحتى آخر يوم من عمر هذه الطبقة السياسية . وان جميع الدول المجاورة للعراق والعالم سوف تتعاون مباشرة مع المجتمع الدولي بكشف الحسابات والاموال والعقارات والاستثمارات التابعة للطبقة السياسية الحاكمة !
سمير عبيد
٣ تموز ٢٠٢٤ سمير عبيد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات منطقة الشرق الأوسط الحرب العالمیة المجتمع الدولی طریقة التفکیر فی العراق
إقرأ أيضاً:
مدبولي يجتمع بلجنة الشئون السياسية لمناقشة تحديات الأمن القومي والمشهد الدولي
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، اجتماعا، مع أعضاء لجنة الشئون السياسية، التي صدر قرار بتشكيلها ضمن اللجان الاستشارية المتخصصة؛ وذلك في إطار مناقشة عدد من القضايا والموضوعات، وذلك بحضور كل من الدكتور/ علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي، عضو مجلس الشيوخ، والدكتور/ محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والدكتور/ جمال عبدالجواد، مدير برنامج السياسات العامة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية.
واستهل رئيس مجلس الوزراء اللقاء، بالترحيب بأعضاء لجنة الشئون السياسية، في أول لقاء منفرد يعقد للجنة بعد صدور قرار بتشكيل اللجان الاستشارية المتخصصة، لافتا إلى أنه كان من الطبيعي أن يكون أول اجتماع للجنة متخصصة هي تلك المعنية بالشئون السياسية، في خضم ما تشهده المنطقة والعالم بأسره من أحداث متلاحقة سريعة، وفي ظل التحديات التي تواجه الدولة المصرية في هذه المرحلة الدقيقة.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور مصطفى مدبولي: تمر المنطقة، بل والعالم في هذه الآونة بظروف ومتغيرات جيوسياسية تفرض نفسها على الساحتين الإقليمية والدولية، وتضع الدولة المصرية أمام تحديات كبيرة تتعلق بمحددات الأمن القومي، وتُخلف وراءها تحديات أخرى اقتصادية بالتبعية في ظل استمرار تعاقب الأحداث وتصاعد وتيرتها، وهو ما يستتبع سرعة التعامل معها.
وأضاف رئيس الوزراء: لذا جاء هذا اللقاء بهدف الاستماع إلى مختلف الآراء والأطروحات والرؤى السياسية ووجهات نظر أعضاء اللجنة من قامات ومفكرين سياسيين كبار، حيال تلك الأحداث والتحديات، والسيناريوهات المستقبلية لها، وما يرونه من مقترحات للتعامل معها، وهى آراء مُقدرة من خارج "الصندوق الحكومي" نستشرف بها خطى التحرك.
بدورهم، أثنى أعضاء لجنة الشئون السياسية على الدور الكبير الذي تقوم به القيادة السياسية في الحفاظ على الحقوق الفلسطينية، كما أشاد أعضاء اللجنة بالاتصال الهاتفيّ الذي جرى بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي ناقش العديد من القضايا، وبالاجتماع الذى عقد أمس بالقاهرة على مستوى وزراء الخارجية، والذي شاركت فيه كل من المملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ودولة قطر، ومصر، بالإضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن دولة فلسطين والسيد أمين عام جامعة الدول العربية، والذي انتهى إلى الترحيب بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين، وغيره من البنود الأخرى التي تضمنها البيان المشترك الصادر عن الاجتماع، مؤكدين أن هذا الاجتماع يدعم الموقف المصري والأردني في هذه القضية.
وصرح المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسميّ باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن اللقاء شهد تحليلا للمشهد السياسي الدولي الراهن، والسيناريوهات المتوقعة خلال المرحلة المقبلة، وذلك من منظور سياسي استراتيجي، من خلال قراءة الأحداث في المنطقة والإقليم والعالم بوجه عام، وتأثير ذلك على الدولة المصرية من مختلف الجوانب والاتجاهات.
وفي هذا السياق، طرح المفكرون السياسيون، أعضاء اللجنة، مجموعة من الخطوات والإجراءات التي يتعين على الدولة المصرية القيام بها في هذه المرحلة، بما يسهم في دعم ملفات الأمن القومي المصري، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وأن تكون مصر داعمة لملف " إعمار غزة"، من خلال تبني أفكار جديدة وخلاقة لتنفيذ ذلك، مع الحفاظ على الثوابت المصرية وحقوق الشعب الفلسطيني في هذا الشأن.
وأضاف المتحدث الرسميّ أن اللقاء شهد أيضًا تناول المشهد السياسي الداخلي وما يتضمنه من استحقاقات سياسية.
وفي ختام اللقاء، أعرب رئيس مجلس الوزراء عن تقديره لأعضاء اللجنة، مثنيا على ما تم تقديمه من أطروحات سيتم مناقشة مختلف جوانبها باستفاضة، مع الوزارات والجهات المعنية بالدولة؛ بهدف التوصل إلى صياغة خطوات تنفيذية محددة؛ للاستفادة منها في التحرك حيال الملفات المختلفة؛ بما يسهم في تحقيق الصالح العام للدولة.