اندلعت اشتباكات صباح اليوم الأربعاء في البؤرة الاستيطانية "عوز تسيون" في الضفة الغربية، حيث قام العشرات من القوات الإسرائيلية بإخلاء مبان أقامها المستوطنون على أراض فلسطينية خاصة.

وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن المستوطنين أضرموا النار في إطارات وسيارة، ورشقوا الحجارة على الشرطة التي استخدمت وسائل تفريق المظاهرات ضد المتظاهرين.

وبعد عملية الإخلاء، بدأ إسرائيليون ملثمون في إلقاء الحجارة على عربات القوات الإسرائيلية التي غادرت المنطقة.

وقد تقرر نشر القوات في منطقة إخلاء البؤرة الاستيطانية، التي لم يتم تنفيذ القانون فيها منذ أكثر من عامين، بسبب توقع حدوث مقاومة عنيفة ونشاط إجرامي قومي في المنطقة.

وقال مصدر أمني لـ"هآرتس"، دون الكشف عن هويته، إن جهود الإخلاء كانت غير عادية، قادتها الإدارة المدنية التابعة لوزارة الدفاع بعد عدم تنفيذ أوامر الإخلاء في الموقع لأكثر من عامين.

وأضاف المسؤول قائلا: "في ضوء الهجمات الإرهابية الأخيرة التي خرجت من هذه البؤرة الاستيطانية، فقد دفعت الأعمال التي قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة رئيس الإدارة المدنية إلى إخلاء المباني في الأسابيع الأخيرة، بهدف الاستمرار في الحفاظ على الضفة الغربية كمنطقة ثانوية".

ولم يوضح المسؤول طبيعة أو حجم "الأعمال الإرهابية" المرتبطة بتلك المستوطنة.

عملية الإخلاء

وخلال عملية الإخلاء، تحصّن بعض المستوطنين داخل المباني من خلال تثبيت أقدامهم في الإسمنت، ولكن في نهاية المطاف تمت عملية الإخلاء.

وليلة الثلاثاء، توجه سكان البؤرة الاستيطانية إلى وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي يشغل أيضا منصب وزير في وزارة الدفاع، وطالبوه بوقف عملية الإخلاء.

وأشاروا إلى أنه تم تغيير اسم البؤرة الاستيطانية إلى "تسور هارئيل"، الذي سمي على اسم جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي قُتل خلال الحرب على غزة في ديسمبر/كانون الأول 2023.

وحذروا الوزير من أنهم لا ينوون تسليم البؤرة الاستيطانية. وزعموا أيضا أن سكان قرية برقة الفلسطينية القريبة يحاولون إلحاق الأذى بهم، بما في ذلك "الحرق المتعمد وإطلاق الألعاب النارية وإلقاء المتفجرات".

وذُكر أيضا أن الشرطة الإسرائيلية أصدرت قبل بضعة أيام أمرا تقييديا من الضفة الغربية ضد أحد مؤسسي البؤرة الاستيطانية.

من جهتها، هاجمت النائبة اليمينية المتطرفة ليمور سون هار مليخ، من حزب "القوة اليهودية" بزعامة إيتمار بن غفير، سموتريتش قائلة: "الآن أعرف أن الإدارة تحت سلطة الوزير سموتريتش هي المسؤولة عن الإخلاء العنيف. من المفترض أن تقوم الإدارة بمساعدة سكان يهودا والسامرة وليس الإضرار بهم".

وواصلت انتقادها لوزير الدفاع يوآف غالانت وكبير جنرالات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية "لتصرفه العنيف والعدواني ضدهم".

ويقيم مستوطنون إسرائيليون بؤرا استيطانية على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية بدون موافقة الحكومة، وتعتبر جميع المستوطنات غير قانونية وفقا للقانون الدولي.

وبحسب معطيات حركة "السلام الآن" اليسارية الإسرائيلية، تم إقامة 191 بؤرة استيطانية على أراضي فلسطينية، خاصة بالضفة الغربية على مر السنوات الماضية.

ويضاف هذا الرقم إلى 146 مستوطنة أقرتها الحكومة الإسرائيلية لإقامتها على أراضي الضفة الغربية منذ احتلالها عام 1967.

وبذلك، فإن عدد المستوطنين بالضفة الغربية بلغ أكثر من 478 ألف مستوطن بحلول نهاية العام 2022. ويقيم أكثر من 230 ألف مستوطن في مستوطنات على أراضي القدس الشرقية.

وفي الأشهر الأخيرة، شهدت الضفة الغربية تصاعدا في الهجمات التي ينفذها مستوطنون إسرائيليون ضد الفلسطينيين، مما أثار انتقادات دولية ودعوات لوقف العنف المتصاعد من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات البؤرة الاستیطانیة عملیة الإخلاء الضفة الغربیة على أراضی فی الضفة

إقرأ أيضاً:

الدويري: الضفة الغربية أمام تحدٍ إستراتيجي خطير قد ينتهي بضمها لإسرائيل

حذر الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في المخيمات الفلسطينية بالضفة الغربية تشكل جزءاً من خطة إستراتيجية متكاملة تتجاوز مجرد العمليات الأمنية المحدودة.

وجاء ذلك في تعليقه على مواصلة جيش الاحتلال حملة الاقتحامات والاعتداءات بمناطق عدة، في سياق عملياته العسكرية المستمرة في مخيمي جنين وطولكرم شمالي الضفة.

وقال الدويري في فقرة التحليل العسكري "عندما تطلق دبابات الاحتلال النيران على مركبات المدنيين بالمفهوم العسكري، علينا ألا ننظر إلى هذه الجزئية بصورة منفردة، بل يجب أن نضع ما يجري في المخيمات ضمن المستويات الثلاثة: التكتيكي الميداني، العملياتي، الإستراتيجي، لأنها جميعها مترابطة وتشكل بناءً تراكمياً".

وأوضح أن على المستوى التكتيكي الميداني، هناك "المرتكز الأساسي المتمثل في التصريح السياسي المدعوم من قائد المنطقة الوسطى بضرورة بقاء القوات في المخيمات إلى نهاية العام، وبالتالي هذا نوع من فرض السيطرة ولكنه يعتمد على الإفراط في استخدام القوة واستخدام القوة غير المناسبة".

التمدد الجغرافي

وعلى المستوى العملياتي، لفت الدويري إلى التمدد الجغرافي للعمليات الإسرائيلية، قائلاً "لاحظوا التمدد من مخيم جنين إلى مخيم نور شمس إلى المنطقة الوسطى تقريباً، إلى مخيم بلاطة ومخيم الفارعة، ثم ننتقل جنوباً إلى الغرب، هذا على المستوى العملياتي، مما يعني أن الهجمة تشمل جغرافية الضفة الغربية بالمطلق".

إعلان

وشدد الدويري على أن الأخطر من ذلك كله يظهر عند ربط هذه العمليات بالمستوى الإستراتيجي، موضحاً "في السياق الإستراتيجي هناك عدة مرتكزات منها، تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كان واضحاً جداً قبل عدة أيام بأن مساحة إسرائيل صغيرة كرأس قلم مقارنة بسطح الطاولة.

ويضاف إلى ذلك الخرائط التي عرضها الوزير بتسلئيل سموتريتش أو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيث لا يوجد ضفة غربية وهناك سيطرة على أجزاء من دول الجوار، حسب ما أشار الخبير العسكري.

وأضاف "الأخطر من ذلك تصريحات رئيس الكنيست التي أطلقها اليوم عندما تحدث عن ضرورة السيطرة على دمشق والدخول إليها، وأن سوريا جسر العبور إلى العراق وكردستان".

ولفت الدويري إلى أن هذا يقودنا إلى المقولة الدينية أو الموروث الديني في الأسفار القديمة "أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل".

وختم تحليله بتحذير واضح "الضفة الغربية الآن أمام تحدٍ إستراتيجي خطير قد يفضي من خلال هذا البناء التراكمي إلى ضم الضفة والسيطرة عليها بالكامل".

مقالات مشابهة

  • اعتقال 40 عاملا من الضفة الغربية في الطيرة
  • تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية
  • مفوض الأونروا: الضفة الغربية تواجه أكبر نزوح منذ عام 1967
  • الاستيطان في الضفة الغربية.. تعزيز السيطرة على الأرضي الفلسطينية
  • ترامب تحت ضغط المسيحيين الإنجيليين للاعتراف بسيادة الاحتلال على الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل تصعيد في الضفة الغربية
  • مستوطنون يدنسون مسجدا شرقي نابلس والدبابات تطلق النار جنوبي جنين
  • الدويري: الضفة الغربية أمام تحدٍ إستراتيجي خطير قد ينتهي بضمها لإسرائيل
  • الضفة الغربية.. مواجهات مع قوات الاحتلال شرق قلقيلية
  • الاحتلال يورط الضفة الغربية في جحيم صراع لم تشهده منذ 58 عامًا