فاينانشيال تايمز: إعصار بيريل يهدد بتداعيات كارثية في منطقة الكاريبي
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر صباح اليوم /الأربعاء/، أن إعصار بيريل، الذي ضرب العديد من دول منطقة البحر الكاريبي، أصبح أول إعصار مسجل يتطور إلى إعصار من الفئة الخامسة، ما يعني أن رياحه وأمواج البحر المُتأثرة به يمكن أن تكون كارثية، حيث يؤدي ارتفاع درجة حرارة المحيطات إلى تغذية الدمار عبر جنوب شرق البحر الكاريبي.
وقال خبراء أرصاد في تصريحات للصحيفة إن الإعصار قد يجلب رياحًا وعواصف تهدد الحياة إلى جامايكا في وقت لاحق من اليوم الأربعاء قبل أن يصل إلى جزر كايمان.
ووصل الإعصار بيريل إلى اليابسة منذ أمس الأول في جزيرة كارياكو، وهي جزء من دولة جرينادا، كما ضرب سانت فنسنت وجزر جرينادين، مما أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص وتسبب في أضرار واسعة النطاق. وقال سايمون ستيل، رئيس قسم تغير المناخ التابع للأمم المتحدة وهو من كارياكو، إن وطنه "تعرض لإعصار بيريل".
وأضاف ستيل: "من الواضح أن أزمة المناخ تدفع الكوارث إلى مستويات قياسية جديدة من الدمار"، وحث الدول على وضع خطط أكثر طموحًا لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري".. وتابع: "هذه ليست مشكلة الغد فالأمر يحدث الآن في كل اقتصاد، بما في ذلك أكبر اقتصادات العالم، فالكوارث على النطاق الذي كان في السابق مادة للخيال العلمي أصبحت حقائق تتعلق بالأرصاد الجوية وأزمة المناخ هي السبب الرئيسي".
وحذر المركز الوطني الأمريكي للأعاصير من رياح تصل سرعتها إلى 155 ميلًا في الساعة في ذروتها، وقال في بيان إن بيريل سيبدأ "في الضعف ببطء شديد" مساء اليوم ليصبح عاصفة من الفئة الرابعة قبل أن تشتد قوتها مرة أخرى.
وقال تحالف الدول الجزرية الصغيرة، وهو مجموعة تضم نحو 40 دولة منخفضة مهددة بارتفاع منسوب مياه البحار عبر منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ وأفريقيا والمحيط الهندي وبحر الصين الجنوبي، إن الإعصار سلط الضوء على الحاجة الملحة للتمويل لمساعدة البلدان المتضررة على التعامل مع الأزمة ومكافحة آثار تغير المناخ، في حين حذرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة في شهر مايو الماضي من أن هناك فرصة أعلى بنسبة 85% لموسم أعاصير أعلى من المتوسط في المحيط الأطلسي هذا العام.
وتوقعت الإدارة حدوث ما بين 17 إلى 25 عاصفة تحمل رياحًا تبلغ سرعتها 39 ميلًا في الساعة أو أعلى هذا الموسم، مع احتمالات أن تتحول ما بين ثمانية إلى 13 من تلك العواصف إلى أعاصير بسرعة رياح تبلغ 74 ميلًا في الساعة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بحر الصين الجنوبي إعصار بيريل البحر الكاريبي إعصار إعصار بیریل
إقرأ أيضاً:
فايننشال تايمز: من سيدافع عن أوروبا؟
وصل الزعماء الأوروبيون إلى مؤتمر ميونخ للأمن هذا الأسبوع وهم يواجهون تحديات كبيرة؛ بين التهديد الوشيك من روسيا العدوانية، والتأكد المفاجئ من اتجاه الولايات المتحدة الانعزالي في عهد الرئيس دونالد ترامب، مما يعني أن عليهم الآن إعادة تسليح أنفسهم أو دفع الثمن.
بهذه المقدمة افتتحت صحيفة فايننشال تايمز مقالا بقلم كير جيلز، الاستشاري في برنامج روسيا وأوراسيا في تشاتام هاوس، انطلق فيه من إعلان ترامب اتفاقه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على بدء المحادثات بشأن إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وما حدده وزير دفاعه بيت هيغسيث من تكلفة ستتكبدها أوكرانيا لتحقيق هذه الغاية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2البرنامج الإسرائيلي السري لتهجير أهل غزةlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: عجزنا عن هزيمة حماس وجيشنا مستنزف أكثر مما مضىend of listوفي تعليقات تتطابق بشكل وثيق مع بعض المطالب الأساسية لروسيا، قال هيغسيث للحلفاء في بروكسل إن سلامة أراضي أوكرانيا "هدف وهمي"، وإن كييف لن تكون لها عضوية في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولن يكون لديها دعم أميركي للدفاع عن نفسها في المستقبل.
ومع غياب الضمانات الأمنية الموثوقة من الولايات المتحدة، تستطيع روسيا إعادة بناء قواتها البرية بشكل أسرع. وقد وصف الأمين العام لحلف الناتو مارك روته التحدي الذي تواجهه أوروبا، قائلا "أقول لكم بوضوح شديد: يجب أن نستعد للحرب، هذه هي أفضل طريقة لتجنب الحرب"، كما وصف وزير الدفاع الألماني كارستن بروير التهديد الروسي بأنه "خطير للغاية".
إعلان شعور بالتهديدومنذ الحرب الروسية على أوكرانيا -كما يقول الكاتب- تشعر أوروبا بأنها تتعرض للتهديد من قبل قوة مستعدة للمخاطرة لتحقيق أهدافها المتمثلة في التوسع الإقليمي، وستكون الديمقراطيات الغربية مضطرة إلى المشاركة في مواجهة ذلك أحبت أو كرهت، لأن هدف بوتين المعلن هو مراجعة "الأخطاء التاريخية والإستراتيجية" التي أدت إلى إنشاء حدود أوروبا الشرقية.
وأشار الكاتب إلى أن جيران روسيا في الناتو يدركون هذا التهديد، وهم يستثمرون بكثافة في إعادة تسليح أنفسهم وتحصين حدودهم، ولكن أوروبا الغربية غير مستعدة، وهكذا تبقى أوروبا منقسمة بين دول خط المواجهة التي تدرك المخاطر والحاجة الملحة إلى تخفيفها، ومعظم المناطق الداخلية الغربية من القارة التي لا تزال شبه هادئة.
والحقيقة أن مشكلة أميركا في أوروبا لم تبدأ مع ترامب وهيغسيث، بل إن واشنطن ظلت سنوات تشرح لكل من يرغب في الاستماع أن أوروبا تنزلق إلى أسفل قائمة أولوياتها الإستراتيجية العالمية، وذلك ما يؤكده نهجها في الدفاع عن إسرائيل المختلف تماما عن دفاعها عن أوكرانيا حتى قبل تنصيب ترامب، كما يوضح الكاتب.
غير أن رفض التفكير في هذه المشكلة هو الذي أدى إلى إثارة الفزع في بعض العواصم الأوروبية الغربية عند عودة ترامب، إذ واجه الزعماء احتمال الاضطرار إلى الوفاء بالتزاماتهم الدفاعية، خاصة أن الواقع أن ترامب، مثل أي زعيم آخر في الناتو صديق لروسيا، وقد يقرر عدم الحاجة إلى اتخاذ أي إجراء لمواجهتها من أجل استعادة "السلام والأمن".
ومع ذلك، لم يتحد ترامب ولا مسؤولو إدارته حتى الآن -كما يقول الكاتب- مبدأ "الردع الموسع" الذي تظل الولايات المتحدة بموجبه الضامن الإستراتيجي لحلفائها ضد الهجوم النووي، وهو ضمان أحادي الجانب، ولا يزال استثناء غريبا لنهج ترامب في التعامل مع الالتزامات الأمنية.
إعلان
قدرات روسية سليمة
وعلى أي حال، يتعين على أوروبا الآن أن تتعامل مع الولايات المتحدة، لا باعتبارها ركيزة من ركائز وحدة الناتو، بل باعتبارها تحديا بعد تساؤل كندا والدانمارك فجأة إذا كان قد تحول أقوى حلفائهما في عشية وضحاها إلى المشكلة الأكثر إلحاحا بالنسبة لهما.
غير أن ما يتجاهله المراقبون في كثير من الأحيان هو الواقع غير المريح المتمثل في أن قدرات الروس على الضرب من مسافات هائلة لا تزال سليمة رغم ما كبدتها أوكرانيا من خسائر، وهي تحافظ على قدرتها بدعم من شركاء مثل إيران والصين وكوريا الشمالية، وهو دعم من المرجح أن ينمو.
وفي العقد الأول من القرن 21، كان السيناريو المتوقع -حسب الكاتب- هو أن تستولي روسيا على شريحة من الأراضي في واحدة أو أكثر من دول البلطيق، ثم تتحدى الناتو للرد، بعد أن تطمئن نفسها أولا إلى أن الاستجابة الموحدة لن تكون وشيكة، ومن ثم فإن سبب وجود الحلف سوف يتبخر، ثم يتبعه التحالف نفسه بسرعة.
غير أن التصور الشائع هو أن القوات الروسية غير قادرة على إلحاق الأذى بأوروبا لأنها تعرضت للتدمير في أوكرانيا عام 2022، ولكن ذلك تغير -كما يرى الكاتب- وأصبح من المعترف به أن القوات البرية الروسية أعيد بناؤها بشكل أكبر منذ أوائل عام 2024، كما أصبحت بعض الجيوش التابعة للناتو أقل قدرة بسبب عدم استبدال التبرعات المقدمة لأوكرانيا في المخزون.
وقد صرح رئيس أركان الدفاع البريطاني الأدميرال السير توني رادكين أكثر من مرة وبثقة، خلافا لبعض نظرائه، بأن روسيا لن تهاجم الناتو، وفسر ذلك بأنها تعلم أن رد الحلف "ساحق"، مع أنه لا أحد يرى أن روسيا تريد الاشتباك مع القوات المشتركة للحلف.
الردع هو المفتاح
ولكن المؤسف هو أن هذا ليس النوع الوحيد من الهجوم المحتمل، فتكون هناك عمليات تخريب أو هجمات إلكترونية منظمة ومكثفة على البنية الأساسية الحيوية أو المستشفيات، أو تفعيل مفاجئ لخطط زرع أجهزة حارقة على طائرات الركاب، مما يتسبب في أعداد هائلة من الضحايا وفي شلّ الحركة الجوية تماما.
إعلانورأى الكاتب أن الردع الأوروبي الموثوق لروسيا هو المفتاح لتجنب الكارثة، وذكر أن أوروبا قامت باستثمارات ضخمة في مكافحة الإرهاب، وما تحتاج إليه الآن هو أيضا الاستثمار في مكافحة إرهاب الدولة كما هي حالة روسيا، ولا يوجد عذر للتظاهر بأن الدفاع غير ميسور التكلفة، لأن تكاليف الحد من احتمالات اندلاع حرب مدمرة تافهة مقارنة بالمبلغ الذي أنفقته دول الاتحاد الأوروبي على التعويضات المدفوعة للمستهلكين عن فواتير الطاقة.
وتقدم بولندا -حسب الكاتب- مثالا جيدا من خلال الاعتراف الواضح بأن تكلفة الردع أو الاستعداد للدفاع إذا فشل الردع أقل كثيرا من الدمار الذي قد ينتج عن عدم الاستعداد.
وخلص الكاتب إلى أن السلعة الأكثر قيمة من التمويل اليوم تكمن في الوقت الذي اشترته أوكرانيا لأوروبا من خلال الوقوف كخط دفاع أول منذ عام 2014، وقد أهدر هذا الوقت بسبب رفض الاعتراف بالخطر، وربما لا يغفر التاريخ أبدا للجيل الحالي من القادة الأوروبيين إذا استمروا في المماطلة.