ميونيخ (ألمانيا) «أ.ف.ب»: أكملت نيذرلاند وتركيا عقد المنتخبات المتأهلة إلى الدور ربع النهائي من كأس أوروبا 2024 لكرة القدم بفوز الأولى الصريح على رومانيا 3-0، في حين أقصت الثانية النمسا 2-1 في ميونيخ ولايبزيج تواليا في ختام الدور ثمن النهائي.

وسيلتقي الفائزان في ربع النهائي السبت على الملعب الأولمبي في برلين.

أما المباريات الثلاث الأخرى في هذا الدور، فتجمع ألمانيا المضيفة مع إسبانيا وفرنسا مع البرتغال غدا الجمعة، وانجلترا مع سويسرا السبت.

في المباراة الأولى، تناوب على تسجيل أهداف نيذرلاند كل من كودي خاكبو (20) والبديل دونيل مالن (83 و90+3).

ونجحت نيذرلاند حاملة لقب 1988 في ألمانيا أيضًا، في بلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2008 وهو الدور عينه الذي وصلته في مونديال قطر 2022، قبل أن تخرج بركلات الترجيح أمام الأرجنتين التي أحرزت اللقب لاحقا.

وقال نجم المباراة خاكبو عقب النهاية: سعداء جدا للفوز، خضنا مباراة جيدة... خصوصا بعد الخسارة الأخيرة أمام النمسا، كنا بحاجة للقيام بردّة فعل واعتقد أن اليوم كان خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح.

وتابع: من الرائع أنني تمكنت من كسر التعادل في وقت مبكر، ومن ثمّ خفّ التوتر. شعرنا بالسيطرة على المباراة. على أرض الملعب، لم نكن نشعر أننا سنتلقى هدف التعادل 1-1.

ولم تكن انطلاقة المباراة مثالية بالنسبة للمنتخب النيذرلاندي إذ عانى بمواجهة الهجمات المرتدة للمنتخب الروماني الباحث عن تكرار فوزه على المنتخب النيذرلاندي بعد تصفيات كأس أوروبا 2008، وكانت أولى فرص المباراة بعد مرور 11 دقيقة عندما تلقى ممفيس ديباي كرة بينية قبل أن يتدخل الحارس الروماني فلورين نيتا لإبعاد أي خطورة.

ردّت رومانيا بعد أربع دقائق من تسديدة لدنيس دراجوش مرّت فوق القائم (15).

ولم يتأخر المنتخب البرتقالي لانتزاع التقدم عن طريق خاكبو بطريقة رائعة بعد أن تلقى الكرة على الجهة اليسرى قبل أن يتوغل نحو المنطقة ويطلق قذيفة في الزاوية القريبة (20).

وهذا الهدف الثالث لخاكبو في النهائيات القارية الحالية مع تمريرة حاسمة، ليتساوى مع ثلاثة لاعبين آخرين في صدارة ترتيب الهدافين هم جورج ميكوتادزه (جورجيا)، جمال موسيالا (ألمانيا) وإيفان سخرانس (سلوفاكيا).

وترك الهدف تأثيرا سلبيا على الفريق الروماني الذي تراجع إلى الخلف، مقابل شبه سطوة لرجال المدرب رونالد كومان.

وواصل النيذرلانديون تهديد المرمى الروماني بحثا عن هدف ثان، لكن رأسية فان دايك ارتدت من القائم (58)، قبل أن يتصدى نيتا لتسديدة خاكبو (62) وسط قلق نيذرلاند من أي عودة لرومانيا، إلا أن الأخيرة افتقدت للنوعية والقدرة على اختراق الدفاع النيذرلاندي.

وشهدت الدقيقة 64 إلغاء هدف لخاكبو من مسافة قريبة بعد العودة إلى تقنية الحكم المساعد "في أيه آر" بسبب التسلل.

وجاءت الضربة القاضية لآمال المنتخب الروماني قبل سبع دقائق من نهاية الوقت الأصلي بعد مجهود رائع لخاكبو المتألق الذي شقّ طريقه بصعوبة في عمق منطقة رومانيا قبل أن يمرر لدونييل مالن الذي تابعها بسهولة داخل المرمى (83).

وأنهى مالن الذي كان قد سجّل هدفا عكسيا في مباراة النمسا أي آمال للمنتخب الروماني بعد أن سجّل في الوقت بدل عن الضائع من هجمة مرتدة مستغلا تقدم المنتخب الروماني مسجلا ثاني أهدافه في المباراة والبطولة بعد دخوله كبديل في الشوط الثاني (90+3).

تركيا تقصي النمسا

وأقصت تركيا النمسا الحصان الأسود للبطولة بالفوز عليها 2-1 في مباراة كان بطلها قلب دفاعها مريح ديميرال صاحب الثنائية.

وسجل مدافع الأهلي السعودي هدفي تركيا (1 و59)، وردت النمسا بهدف ميكايل جريجوريتش (66).

وثأرت تركيا لخسارتها الثقيلة أمام النمسا 1-6 في مباراة ودية في مارس الماضي.

وخاضت تركيا المباراة من دون قائدها المؤثر هاكان تشالهانأوجلو الموقوف لحصوله على بطاقتين صفراويين في دور المجموعات فحل بدلا منه كان ايهان، في حين لعب جناح ريال مدريد الإسباني الشاب أردا جولر في مركز رأس الحربة.

وفي النمسا، قاد المخضرم ماركو ارناوتوفيتش خط المقدمة بمساعدة من مارسيل سابيتسر وكريستوف باومجارتنر.

ولم تمض دقيقة على بداية المباراة حتى تمكنت تركيا من افتتاح التسجيل عندما رفع جولر ركلة ركنية فشل الدفاع النمساوي في تشتيتها فتهيأت أمام ديميرال فتابعها من مسافة قريبة في سقف الشباك.

وكادت النمسا تدرك التعادل مباشرة عندما سدد باومجارتنر كرة قوية من مشارف المنطقة مرت بمحاذاة القائم.

وعزز مدرب النمسا الألماني رالف رانجنيك الجبهة الهجومية مطلع الشوط الثاني من خلال إشراك ميكايل جريجوريتش صاحب ثلاثية في مرمى تركيا قبل أربعة اشهر.

وضغط المنتخب النمساوي في مطلع الشوط الثاني وكاد يدرك التعادل عندما انفرد ارناوتوفيتش بالحارس التركي الذي تصدى لمحاولته ببراعة.

لكن تركيا نجحت بإضافة الهدف الثاني عبر ديميرال أيضا الذي ارتقى فوق الجميع ليسدد كرة رأسية داخل الشباك من ركلة ركنية رفعها جولر (59).

وللمفارقة سجل ديميرال هدفين في أول 47 مباراة دولية له، قبل أن يسجل العدد ذاته في مباراته ال48.

ونجح جريجوريتش في تقليص الفارق عندما وصلته الكرة على القائم البعيد اثر كرة رأسية لشتيفان بوش من ركلة ركنية فسددها في سقف الشبكة (66).

وأطبق المنتخب النمساوي على منافسه وكاد باومجارتنر يدرك التعادل لكنه سدد رأسية فوق العارضة (83).

وتصدى حارس تركيا ميرت جونوك ببراعة لكرة رأسية لباومجارنتر في الثواني الأخيرة ليتحاشى فريقه خوض الوقت الإضافي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ربع النهائی

إقرأ أيضاً:

عودة ترامب تجبر الاتحاد الأوروبي وتركيا على تعزيز تعاونهما الأمني

ينظر الأوروبيون بقلق شديد تجاه مستقبل نظامهم الأمني، مع تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يوم 20 يناير (كانون الثاني) الجاري، في ظل تصورات وأفكار ترامب تجاه منظومة الأمن عبر المحيط الأطلسي، وفي القلب منها حلف شمال الأطلسي.

ويرى جاليب دالاي الاستشاري الزائر في برنامج مبادرة تركيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في المعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني (تشاتام هاوس) أن عودة ترامب تجعل قضية مستقبل نظام الأمن الأوروبي أكثر إلحاحاً، كما تزيد الحاجة إلى تحديد مكان ودور تركيا في هذا النظام بوضوح.

The Black Sea, Eastern Mediterranean, and Middle East are not separate arenas in the confrontation between Russia and the West. They are a single strategic space. Turkey is a player in all three, writes @GalipDalay.https://t.co/Ojy5QsS7G2

— Chatham House (@ChathamHouse) January 9, 2025

وأضاف أن "هذه العودة للرئيس الأمريكي السابق، بعد خروجه من البيت الأبيض قبل 4 سنوات، قد توفر الزخم المطلوب بشدة للاتحاد الأوروبي وتركيا للانخراط أخيراً في حوارات أكثر جدية بشأن الأمن الأوروبي، والتعاون الأوسع نطاقاً في السياسة الخارجية والأمنية".

وقد شهدت البيئة الأمنية في أوروبا، تحولاً جذرياً في السنوات الأخيرة. فبعد نشوب الحرب الروسية ضد أوكرانيا، تم التخلي عن الفكرة السائدة حول إقامة نظام أمني يضم روسيا لصالح فكرة تضع موسكو بقوة في معسكر الأعداء. وعلى نحو مماثل، أدت حرب غزة وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا إلى تغيير جذري في الجغرافيا السياسية للجوار الأوروبي، سواء في الشرق أو الجنوب.

ومثل هذه التغييرات، تفرض الحاجة إلى نهج جديد يتعامل مع الأمن الأوروبي بالمعنى الأوسع، ويسد الفجوة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول غير الأعضاء في الناتو. ومن الضروري إقامة حوار منظم حول الشؤون الخارجية والأمن بين كل من الاتحاد الأوروبي وتركيا وبريطانيا والنرويج. كما ينبغي أن يهدف هذا الحوار في المستقبل،  إلى إشراك الدول الأوروبية غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وغير الأعضاء في حلف شمال الأطلسي مثل أوكرانيا.

وما زالت روسيا تمثل التهديد الأشد إلحاحاً للأمن الأوروبي، ولا يمكن  لأوروبا تحمل نظام أمني  مناوئ لموسكو ويستبعد تركيا في الوقت نفسه. فالبحر الأسود وشرق البحر المتوسط والشرق الأوسط  ليست مناطق منفصلة عن المواجهة الروسية الغربية، وإنما تمثل فضاء واحداً، في الوقت الذي تتمدد فيه تركيا في كل هذه المناطق.

ويرى دالاي أن العلاقات التركية الأوروبية، على المستوى الاستراتيجي، شهدت مؤخراً بعض الخطوات الإيجابية. ففي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وافقت برلين على حزمة كبيرة من صادرات الأسلحة إلى أنقرة، بما في ذلك المواد اللازمة لتحديث الغواصات والفرقاطات التركية.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وبعد تأجيل طويل، سحبت برلين ،نهائياً، اعتراضها على بيع طائرات يوروفايتر المقاتلة الأوروبية  إلى تركيا. وعلى نحو مماثل، أدى خفض التصعيد في شرق البحر الأبيض المتوسط والتحسن الأخير في العلاقات التركية اليونانية، إلى توفير بيئة أكثر ملاءمة للحوار التركي الأوروبي بشأن السياسة الخارجية والأمنية.

وعلى الرغم من هذه التطورات الإيجابية نسبياً، تظل هناك قضايا رئيسية قد تعرقل وربما تمنع أي حوار ذي معنى في السياسة الخارجية والأمنية. أولاً، كيفية تعامل الاتحاد الأوروبي وتركيا مع المنافسة بين القوى العظمى، ولا سيما روسيا والصين. فروسيا تشكل بالنسبة لأوروبا، مصدر قلق أكثر إلحاحاً، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بحرب أوكرانيا.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين أنقرة وموسكو تقارباً وتناقضات واضحة في وقت واحد. وقد اصدمت مواقف الدولتين  تجاه 4 صراعات جيوسياسية في سوريا وليبيا وناغورنو كاراباخ وأوكرانيا. وفي ليبيا وناغورنو كاراباخ، كان لتركيا اليد العليا، وهو ما تحقق لها مرة أخرى في سوريا بعد سقوط الأسد، الذي كانت روسيا وإيران من الداعمين الرئيسيين له.

وعندما بدأت موسكو غزوها لأوكرانيا، أغلقت تركيا مضائقها أمام السفن الحربية، مما قلل قدرة روسيا على تدوير سفنها الحربية بين البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط. كما كانت تركيا أيضاً من أوائل الدول التي قدمت المعدات العسكرية إلى كييف، بما في ذلك الطائرات بدون طيار المسلحة. وفي وقت لاحق، سلمت فرقاطتين للبحرية الأوكرانية، في حين كانت العديد من الدول الأوروبية، باستثناء دول مثل بولندا، مترددة في البداية في توفير الأسلحة الثقيلة لأوكرانيا.

وفي الوقت نفسه، لم تنضم تركيا إلى العقوبات الغربية ضد روسيا، وتبنت المساعي الدبلوماسية لإنهاء الحرب في البداية، رغم أن جهودها كوسيط سلام لم تسفر عن نتائج. لكن في الوقت الذي تتزايد فيه احتمالات نشوب خلاف بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن روسيا وحرب أوكرانيا، فإن الحوار والتعاون بين تركيا وأوروبا والمملكة المتحدة يعد أكثر أهمية من أي وقت مضى بالنسبة للدول الأوروبية.

وتعتبر تركيا لاعباً رئيسياً في كل المناطق التي تهدد فيها روسيا الأمن الأوروبي، سواء في البحر الأسود، أو غرب البلقان، أو شرق البحر الأبيض المتوسط. وفي الوقت نفسه أثار سقوط الأسد الشكوك حول مستقبل القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري، إلى جانب القيود التي تفرضها تركيا على حركة المرور في مضيق البسفور. ويعني هذا أن موقف روسيا في شرق البحر الأبيض المتوسط يبدو أكثر خطورة. وبالتالي فإن الوقت قد حان لمزيد من التعاون مع تركيا لتحسين أمن حدود جنوب شرق أوروبا.

وعلى صعيد آخر، لا يوجد تباين جوهري بين السياسات الأوروبية والتركية تجاه الصين. فالانقسام داخل الاتحاد الأوروبي حال دون  صياغة سياسة موحدة، للتعامل مع بكين، حيث لا ترى العديد من الدول الأوروبية أن الصين تشكل تهديداً مباشراً لمصالحها. لذلك من المرجح أن يواجه كل من الاتحاد الأوروبي وتركيا مشاكل مع إدارة ترامب، الذي يعتزم الضغط على حلفائه الأوروبيين والأتراك لسياسات بلاده المناوئة للصين وبخاصة على الصعيد التجاري. وبالتالي فمن غير المحتمل أن يثير ملف الصين خلافات كبيرة بين أنقرة وبروكسل في أي وقت قريب.

ويرى دالاي أن هناك سؤالاً آخر مهماً، يتعلق بما إذا كانت أوروبا وتركيا ستتعاونان أم تتنافسان في الجوار المشترك بينهما. فعلى مدى العقد الماضي كان كل من الجانبين ينظر إلى الآخر باعتباره منافساً أكثر منه شريكاً، وذلك بسبب التوترات في شرق البحر المتوسط بدرجة كبيرة، ولكن مع تحسن العلاقات التركية الأوروبية والحاجة إلى ضمان ضرورة الانتقال السياسي المنظم في سوريا، يحتاج الجانبان إلى استكشاف السبل لتعزيز التعاون في ملفات الجوار المشتركة.

وأخيراً، لا تملك أوروبا سوى الدخول في حوار جاد وبناء من أجل تعزيز التقارب مع تركيا، وطي صفحة الخلافات السابقة نظراً لطبيعة التحديات التي ستفرضها عودة ترامب إلى البيت الأبيض على أوروبا، وبخاصة على الصعيد الأمني والجيوسياسي. كما أن تركيا ستحتاج إلى الدعم الأوروبي إذا ما تصادمت المواقف التركية والأمريكية، تجاه العديد من الملفات بسبب تصورات ترامب لهذه الملفات، ولما يتوقعه من حلفاء واشنطن بشكل عام.

مقالات مشابهة

  • منتخب كولومبيا يقصي المغرب من نصف نهائي مونديال “دوري الملوك”
  • كولومبيا تُنهي مغامرة المغرب في دوري الملوك
  • منتخب مصر لليد يفوز على رومانيا في بطولة إسبانيا الدولية الودية 33-30
  • منتخب مصر يهزم رومانيا وديًا استعدادًا لبطولة العالم لليد
  • ريال مدريد يضرب مايوركا بثلاثية ويضرب موعدا مع برشلونة في النهائي
  • دوري الملوك: مدرب الفريق المغربي مجيد الخال يؤكد سعيه إلى "الانتقام من كولومبيا" في نصف النهائي
  • عودة ترامب تجبر الاتحاد الأوروبي وتركيا على تعزيز تعاونهما الأمني
  • سفينتان من قطر وتركيا لحل أزمة الكهرباء في سوريا
  • ليفربول وتوتنهام.. التعادل يسيطر على الشوط الأول
  • اليمن تحاصر “إسرائيل” وتركيا ومصر تمدانها بما يلزم!