صدام الأزرق والأحمر.. سر ألوان الأحزاب في بريطانيا
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
يترقب البريطانيون الانتخابات العامة المبكرة التي تنطلق الخميس المقبل وخلال الحملات الانتخابية امتلأت شاشات التلفزيون وصناديق البريد وملفات الأخبار بالألوان.
وتبدو الألوان كعلامة تجارية تميز كل حزب وتجعل من السهل التعرف عليه سواء خلال الحملات الانتخابية أو استطلاعات الرأي وفقا لما ذكرته شبكة “سي إن إن” في تقرير طالعته “العين الإخبارية”.
وواقعيا، يتمتع حزب المحافظين الأزرق وحزب العمال الأحمر بفرصة الفوز في الانتخابات لكن حتى الأحزاب الصغرى تقدم مشهداً حقيقياً من الألوان المختلفة والمكررة في بعض الأحيان.
ويتميز حزب الديمقراطيين الليبراليين باللون البرتقالي، وحزب الإصلاح في المملكة المتحدة باللون الفيروزي، وحزب الخضر باللون الأخضر في حين يستخدم الحزب الوطني الاسكتلندي اللون الأصفر، يتم تمثيل حزب “الشين فين” في إيرلندا الشمالية و”بلايد سيمرو” في ويلز بظلال متطابقة تقريبًا من اللون الأخضر.
ورغم ارتباط الأحزاب الراسخة بألوانها فإن أهمية اللون تضاعفت بين الخمسينيات والسبعينيات مع ظهور التكنولوجيا الجديدة والإعلانات بحسب دومينيك ورينج، أستاذ الاتصال السياسي في جامعة لوبورو بالمملكة المتحدة.
اللون الأحمر
وبعيدًا عن فكرة العلامة التجارية، فإن بعض الألوان ارتبطت منذ فترة طويلة بقيم وأيديولوجيات مختلفة فغالبًا ما يرتبط اللون الأصفر بالليبرالية، أما اللون الأسود فيمثل الفوضوية أو الفاشية مثل الاتحاد البريطاني للفاشيين في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي حيث كان يُعرف أتباعه باسم “القمصان السوداء”.
وبالنسبة لحزب العمال، كان استخدام اللون الأحمر خيارًا طبيعيًا لمجموعة متحالفة مع النقابات العمالية والديمقراطيين الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين.
ومنذ الثورة الفرنسية، ارتبط اللون الأحمر على نطاق واسع باليسار حيث يرمز إلى دماء العمال الذين ماتوا خلال النضال ضد مضطهديهم.
وعند تأسيس الحزب في بداية القرن العشرين، استخدم العمال العلم الأحمر كشعار رسمي قبل أن يتغير إلى وردة حمراء.
ماذا يعني اللون الأزرق؟
وبالنسبة للمحافظين، فقد تبنى الحزب تاريخيا ألوان علم المملكة المتحدة الثلاثة وهي الأحمر والأبيض والأزرق وقد يكون السبب في ذلك الرغبة في الترويج للحزب كمدافع عن القيم البريطانية.
ومن بين الألوان الثلاثة، ظهر اللون الأزرق باعتباره الظل السائد وتقليديا يعد اللون الأزرق أغلى لون يتم إنتاجه، لذا فقد حمل منذ فترة طويلة دلالات الثروة والمحافظة.
اقرأ أيضاًالعالمكباراً وصغاراً ولليوم الـ270 من العدوان..شهداء وجرحى في قصف الاحتلال لكل المناطق في غزة
وليس من المستغرب أن يستخدم حزب الخضر اللون الأخضر للإشارة إلى ارتباطاته الواضحة بحماية البيئة.
أما اللون البرتقالي الذي يمثل حزب الديمقراطيين الليبراليين البرتقالي، فانبثق من مزيج ألوان الحزبين الذي تم إنشاؤه منهما وهما الحزب الليبرالي وشعره اللون الأصفر والحزب الديمقراطي الاجتماعي وشعاره اللون الأحمر حيث كان مرتبطًا بحزب العمال قبل أن ينفصل عنه في أوائل الثمانينات.
ولم يطالب أي حزب باللون البرتقالي سوى حزب الديمقراطيين الليبراليين الذي يعد ثالث أكبر حزب في المملكة المتحدة حتى انتخابات 2019.
روابط تاريخية
وبالنسبة للقادمين الجدد مثل حزب الاستفتاء الذي لم يدم طويلا في التسعينيات الذي حصل على اللون الوردي، أو حزب استقلال المملكة المتحدة الذي يمثله اللون الأرجواني، فإن الألوان المميزة قد تساعدهم ببساطة على الظهور وسط الأحزاب المتعددة.
ورغم أن بعض الألوان لها روابط تاريخية، إلا أنها روابط قد تتغير حسب الموقع الجغرافي ففي أماكن أخرى من أوروبا، يرتبط اللون البرتقالي بكل من الديمقراطيين المسيحيين، وفي شرق القارة في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفيتي ظهر ما يُعرف بالثورات البرتقالية مثل أوكرانيا.
وفي الدول الإسلامية، قد يمثل اللون الأخضر الأحزاب الدينية وليس الأحزاب البيئية، وحتى الفكرة البسيطة حول ارتباط اللون الأحمر باليسار والأزرق باليمين تنهار في الولايات المتحدة حيث يرمز اللون الأحمر للحزب الجمهوري اليميني المحافظ في حين يرمز اللون الأزرق للحزب الديمقراطي الذي يميل أكثر لليسار.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية المملکة المتحدة اللون البرتقالی اللون الأخضر اللون الأحمر اللون الأزرق
إقرأ أيضاً:
التكامل الثنائي بين الاقتصاد البرتقالي وريادة الأعمال الاجتماعية (4- 4)
عبيدلي العبيدلي **
التحديات والفرص
التحديات:
فجوات التمويل: يكافح العديد من المشاريع الإبداعية والاجتماعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتأمين التمويل الكافي، مما يحد من إمكانات نموها التي هي في أمس الحاجة له، خاصة في المراحل المبكرة من انطلاقتها. الحواجز التنظيمية: يمكن لأطر السياسات غير المتسقة والعقبات البيروقراطية أن تردع التعاون بين الاقتصاد البرتقالي وريادة الأعمال الاجتماعية. وهذا من شأنه عرقلة مسيرتها إلى درجة إرغامها على الخروج من أسواقها الواعدة. الوعي بالسوق: عدم فهم فوائد دمج القطاعين الإبداعي والاجتماعي يعيق جذب الاستثمار المحتمل، وخروج الاستثمارات النشطة وحرمانها من الاستمرار في التمويل والمشاركة في الترويج من خلال التكامل الثنائي بين الاقتصاد البرتقالي وريادة الأعمال الاجتماعية. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن قوانين الأسواق الرقمية، وهي الأكثر ملاءمة لأنشطة الريادة الاجتماعية ما تزال جديدة على نسبة عالية من صناع القرار اليوم. نقص المهارات: يمنع غياب برامج التدريب المستهدفة الكثيرين من الوصول إلى، ومن ثم الانخراط بشكل كامل مبدع، في هذه القطاعات القابلة لتوليد التكامل الثنائي المنشود بين الاقتصاد البرتقالي وريادة الأعمال الاجتماعية. المقاومة الثقافية: قد تقلل العقليات التقليدية المحافظة من قيمة الإمكانات الاقتصادية الواعدة المتاحة أمام التكامل بين الإبداع والابتكار الاجتماعي والاقتصاد البرتقالي.الفرص:
خلق فرص العمل: يمكن أن يؤدي دمج هذه القطاعات المتكاملة إلى توليد ملايين الوظائف، لا سيما للنساء والشباب، وإتاحة الفرصة أمام الباحثين بشكل جاد عن فرص العمل. تعزيز الابتكار: يعزز التعاون عبر القطاعات المتكاملة من الابتكار ويقود إلى توليد منتجات وخدمات وحلول جديدة، توفر البيئة المناسبة التي تفسح في المجال التكامل الثنائي بين الاقتصاد البرتقالي وريادة الأعمال الاجتماعية. الحفاظ على الثقافة: يمكن للمشاريع الإبداعية المتكاملة مع ريادة الأعمال الاجتماعية أن تساعد في حماية التراث الثقافي مع خلق قيمة اقتصادية مضافة توسع من أداء الأسواق المحتملة والقائمة على الصعيدين: الأفقي جغرافيَا، والعمودي قطاعيًا. القيادة الإقليمية: يمكن لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفي نطاقها أسواق دول مجلس التعاون الخليجي أن تضع نفسها كمركز عالمي للابتكار الإبداعي، والاجتماعي، وجذب الاستثمار والمواهب. التأثير العالمي: يدعم هذا التكامل الثنائي بين الاقتصاد البرتقالي وريادة الأعمال الاجتماعية جهود الاستدامة العالمية من خلال معالجة أهداف التنمية المستدامة مثل المساواة بين الجنسين والنمو الاقتصادي.الخلاصة..
إنَّ دمج الاقتصاد البرتقالي وريادة الأعمال الاجتماعية هو أكثر من مجرد مفهوم واعد. إنها ضرورة استراتيجية لتعزيز التنمية المستدامة والنمو الشامل. سيكون التعاون بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والكيانات الخاصة أمرا بالغ الأهمية لإطلاق الإمكانات الكاملة لهذا التآزر. يمكن لتحالف عالمي يتبنى الابتكار والإبداع والمسؤولية الاجتماعية أن يعيد تعريف الأولويات الاقتصادية ونحن نتطلع إلى المستقبل. في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يقدم هذا التعاون فرصة فريدة لمواجهة التحديات، وتمكين المجتمعات المهمشة، والظهور كرائد في الابتكار الإبداعي والاجتماعي.
فمن خلال الاستفادة من التقدم التكنولوجي وتعزيز الشراكات عبر القطاعات، يمكن أن يصبح الاقتصاد البرتقالي وريادة الأعمال الاجتماعية أدوات قوية لتحقيق أهداف الاستدامة العالمية. تتطلب هذه الرحلة التحويلية رؤية واستثمارا والتزاما لا يتزعزع بالابتكار، مما يضمن إرثا من الحفاظ على الثقافة والتمكين الاقتصادي للأجيال القادمة.
يمكن لتحالف عالمي يتبنى الابتكار والإبداع والمسؤولية الاجتماعية أن يعيد تعريف الأولويات الاقتصادية ونحن نتطلع إلى المستقبل. في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يقدم هذا التعاون فرصة فريدة لمواجهة التحديات، وتمكين المجتمعات المهمشة، والظهور كرائد في الابتكار الإبداعي والاجتماعي. من خلال الاستفادة من التقدم التكنولوجي وتعزيز الشراكات عبر القطاعات، يمكن أن يصبح الاقتصاد البرتقالي وريادة الأعمال الاجتماعية أدوات قوية لتحقيق أهداف الاستدامة العالمية. تتطلب هذه الرحلة التحويلية رؤية واستثمارا والتزاما لا يتزعزع بالابتكار، مما يضمن إرثا من الحفاظ على الثقافة والتمكين الاقتصادي للأجيال القادمة.
إن إمكانات الريادة في الاقتصاد البرتقالي هائلة بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي. تتمتع دول مجلس التعاون الخليجي بوضع فريد لوضع معيار عالمي في الصناعات الإبداعية وريادة الأعمال الاجتماعية بمواردها المالية الكبيرة وبنيتها التحتية المتقدمة وثرائها الثقافي. تسلط مبادرات مثل رؤية السعودية 2030 والاستراتيجية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للصناعات الإبداعية الضوء على استعداد المنطقة لتبني هذا التحول. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه القيادة يتطلب معالجة التحديات الهيكلية مثل فجوات المهارات وقيود التمويل والحواجز التنظيمية. يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي ترسيخ دورها كركيزة أساسية للاقتصاد البرتقالي العالمي من خلال تعزيز التعاون بين القطاعات، والاستثمار في التعليم والتدريب، والاستفادة من أحدث التقنيات.
علاوة على ذلك، يوفر التزام دول مجلس التعاون الخليجي بالحفاظ على الثقافة والابتكار فرصة لإعادة تعريف نظرة العالم إلى الصناعات الإبداعية. ومن خلال أن تصبح مركزا للإبداع الفني والفكري، يمكن للمنطقة جذب الاستثمارات العالمية، وخلق ملايين فرص العمل، ودفع عجلة النمو الشامل. تتمتع دول مجلس التعاون الخليجي بفرصة لتشكيل اقتصاداتها والتأثير على المشهد الإبداعي العالمي، مما يعزز مكانتها كقادة اقتصاديين وثقافيين في القرن الحادي والعشرين.
وإن كانت دخول النفط الخام هي محرك الاقتصاد الخليجي منذ سبعينات القرن العشرين، إثر أو ارتفاع حقيقي في أسعار النفط، فإن توأمة الاقتصاد البرتقالي وريادة الأعمال الاجتماعية بشكل استراتيجي هي الرافعة التاريخية القادرة على مد الخليجي بعناصر التفوق الاستراتيجي الذي يبحث عنه.
** خبير إعلامي
رابط مختصر