انتخابات الرئاسة والمبادرات المجمَّدة.. هل يكون تموز حاسِمًا؟!
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
قد يكون المشهد "الانتخابي" الطاغي في المنطقة والعالم، رغم الأجواء الملبّدة بالحروب والصراعات، "مستفزًا" للكثير من اللبنانيين، العاجزين عن انتخاب رئيس للجمهورية منذ تشرين الأول 2022، ففي إيران، سيُنتخَب رئيس جديد للجمهورية في غضون أيام قليلة، بعد فترة بسيطة على الشغور المفاجئ الذي أصاب المنصب بفعل مصرع الرئيس السابق إبراهيم رئيسي إثر حادث تحطّم طائرته.
أما في الولايات المتحدة، فالأجواء الانتخابية تبقى مسيطرة، في ظلّ المنافسة الحامية بين الرئيس الحالي جو بايدن عن الحزب الديمقراطي، والسابق دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، بعد أيام من مناظرة أولى جمعتهما، وشغلت العالم بأسره، في سياق السباق المحموم نحو البيت الأبيض. ولا تبدو أوروبا بعيدة عن هذه "العدوى"، وسط جو انتخابي يعمّها، وإن ترافق مع "هواجس" أثارها صعود اليمين، والذي وُصِف بـ"الزلزال".
أما في لبنان، فلا انتخابات ولا من يحزنون، لأنّ الانتخابات الرئاسية التي كان يفترض أن تُنجَز قبل زهاء سنتين، مهمَّشة، حتى إنها لم تعد تحظى بأولوية الاهتمام، والمبادرات على خطّها شبه مجمّدة، ولو أنّها "تتحرّك" بين الفينة والأخرى، من دون أن تُحدِث أيّ "خرق" فعليّ، فهل من جديد على مستوى الرئاسة، وهل يكون شهر تموز الحالي "حاسِمًا" على خطّها، وفقًا لتصريح رئيس مجلس النواب، الذي أعطي أبعادًا رئاسيّة؟!
تموز "الحاسم"
حين قال رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل أيام، إنّ شهر تموز "حاسِم ومفصليّ"، أثير الكثير من الجدل عن "مغزى" كلامه، ولا سيما أنّ هناك من وضعه في خانة التأكيد على احتمالات "الحرب" التي كانت طبولها تُقرَع، ليهدّئ المحسوبون على الرجل من "الضجّة المفتعلة"، ويؤكدوا أنّه لم يكن يقصد حصرًا الوضع الأمني الناشئ عن العمليات العسكرية في الجنوب، وإنما قصد أيضًا ملفات واستحقاقات أخرى، من بينها رئاسة الجمهورية.
وفقًا لهؤلاء، فإنّ شهر تموز يجب أن يكون "حاسِمًا ومفصليًا" رئاسيًا للكثير من الأسباب، من بينها ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن في سياق مواجهة السيناريوهات المُعَدّة للمنطقة وللبنان، ولمواجهة احتمالَي الحرب والتسوية على حدّ سواء، في ظلّ اعتقاد بضرورة حسم الخيار في الأمد المنظور، علمًا أنّ الموفدين الدوليين كانوا قد أكدوا مرارًا أنّ عدم انتخاب رئيس سيفوّت على لبنان فرصة الحضور على طاولة المفاوضات.
وإلى هذا السبب الجوهري، ثمّة أسباب تجعل تموز "حاسِمًا"، لأنّ عدم إحراز أيّ تقدّم فيه سيعني "ترحيل" ملف الرئاسة إلى أشهر عديدة لاحقة، وربما إلى مطلع العام المقبل بالحدّ الأدنى، فالعطلة الصيفية على الأبواب، ولا أمل يُرتجى بتفعيل أيّ مبادرات داخلية أو خارجية خلالها، فضلاً عن أنّ العالم سيتفرّغ خلال أسابيع وجيزة فقط، للحملات الرئاسية الأميركية، التي قد يجدها بعض اللبنانيين "مادة رهان" أخرى، تُجمَّد الرئاسة بانتظار نضوج معطياتها.
أين المبادرات؟
لكن، أبعد من هذه القراءة حول العامل "الحاسم والمفصليّ" في شهر تموز الحاليّ، ثمّة علامات استفهام تُطرَح عن جملة المبادرات الرئاسية المطروحة، والتي تبدو هي الأخرى "مجمّدة"، ولو أنّ القيّمين عليها بالمجمل يصرّون على أنّها لا تزال "مفتوحة"، بدءًا من مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى ما يصطلح على وصفه بحراك "الخماسية" العربية والدولية، وصولاً إلى مبادرة كتلة "الاعتدال"، وما تفرّع عنها من مبادرات ووساطات أخرى أيضًا.
في هذا السياق، يكثر الحديث هذه الأيام عن احتمال "تفعيل" هذه المبادرات التي سبق أن اصطدمت بحائط "الحوار" المسدود، بكلّ مسمّياته وأشكاله، من دون أن يترجم ذلك خطوات ملموسة، سواء على خط حراك "الخماسية" الذي لم تظهر بوادر تحريكه، كما أشارت بعض التسريبات، وصولاً إلى مبادرة "الاعتدال"، التي يقول البعض إنّ أيّ جديد لم يرشح عنها، ولو أنّ اجتماعًا مرتقبا لأعضائها، لتحديد خريطة طريق المرحلة المقبلة.
وضمن المعلومات المسرَّبة، يُحكى أيضًا عن جهد يبذله رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، الذي أعدّ "خطة" لتجاوز "الفيتو" على الحوار والتشاور، من دون أن تظهر أيضًا مفاعيلها واحتمالات نجاحها، ليبقى الثابت الوحيد وسط كلّ هذه التسريبات، أنّ المراوحة تبقى سيّدة الموقف، وأنّ كلّ المبادرات تبقى "مجمّدة" حتى إشعار آخر، طالما أنّ الرئاسة لا تحظى بالأولوية، في مقاربة مختلف الأطراف للوضع الحالي.
لا جديد رئاسيًا إذاً. قد تكون هذه العبارة المكرّرة منذ أشهر طويلة، الأكثر "استفزازًا" للبنانيين، ولا سيما بعدما ربط المسؤولون انتخابات الرئاسة، بكلّ الاستحقاقات في المحيط القريب والبعيد، والتي لا تبدو الحرب على غزة آخرها، في ظلّ تصاعد الحديث عن "رهانات" على الانتخابات الأميركية لتحديد "مصير" الرئاسة، فمتى يستعيد اللبنانيون زمام المبادرة، ويكفّون عن "الرهان" على خارج يرفض أصلاً أن ينتخب الرئيس مكانهم؟! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تبون يأمر باستيراد مليون رأس ماشية استعداداً لعيد الأضحى
أعلنت الرئاسة الجزائرية، الأحد، أن البلاد تعتزم استيراد مليون رأس ماشية تحسبا لعيد الأضحى المبارك، في ظل موجة جفاف غير مسبوقة تشهدها البلاد وأضرت بالثروة الحيوانية.
وقالت الرئاسة في بيان لها إن الرئيس عبدالمجيد تبون “أمر وزير الفلاحة بإعداد دفتر شروط لإطلاق استشارة دولية في أقرب الآجال مع دول لها قدرة التموين لاستيراد إلى غاية مليون رأس من الماشية تحسبا لعيد الأضحى”.
كما وجّه تبون بضرورة “أن يتضمن دفتر الشروط (الخاص بالاستيراد) سقفا للأسعار، على أن تتكفل الدولة بالاستيراد عن طريق مؤسساتها وهيئاتها المتخصصة”.
وأفادت الرئاسة بأنه “سيتم العمل مع تعاونيات عمومية (جمعيات مهنية بقطاع الفلاحة) متخصصة عبر الولايات لبيع الأضاحي، بالتنسيق مع الهيئات والمؤسسات المخولة بالبيع”.
وتشهد الجزائر موجة جفاف غير مسبوقة، مست خصوصا الولايات المعروفة برعي الأغنام، وهي رقعة جغرافية واسعة تفصل الصحراء عن شمال البلاد وتمتد من حدود تونس شرقا وصولا إلى المغرب غربا.
وأدى الجفاف إلى ارتفاع كبير في أسعار اللحوم الحمراء، وخصوصا الغنم، ما دفع بالسلطات إلى استيراد لحوم من أوروبا وأمريكا اللاتينية والهند.
إذ بلغ سعر الكيلوغرام من لحم الغنم 3000 دينار (أكثر من 22 دولار)، بينما وصل سعر لحوم الأبقار إلى 2800 دينار (21 دولار).
وخلال عيد الأضحى الماضي، ارتفعت أسعار الماشية بشكل غير مسبوق، ما أدى إلى عزوف كبير من المواطنين عن ذبح الأضاحي.
المصدر: (وكالة الأناضول)
كلمات دالة:تبون يأمر باستيراد مليون رأس ماشية استعداداً لعيد الأضحىالجزائرالأضاحيالعيد© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
عملت رولا أبو رمان في قسم الاتصال والتواصل لدى جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، ثم انتقلت إلى العمل كصحفية في موقع "نخبة بوست"، حيث تخصصت في إعداد التقارير والمقالات وإنتاج الفيديوهات الصحفية. كما تولت مسؤولية إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.
انضمت رولا لاحقًا إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" كمحررة وناشرة أخبار على الموقع وسوشال ميديا، موظفة في ذلك ما لديها من مهارات في التعليق...
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن