بايدن وترامب.. مسار يضيق وآخر يتسع نحو البيت الأبيض
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
واشنطن- منح أداء الرئيس الأميركي جو بايدن "السيئ" في المناظرة الرئاسية، الأسبوع الماضي، دفعة كبيرة لمنافسه المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وجاء قرار المحكمة العليا أول أمس الاثنين -بشأن الحصانة الرئاسية للأعمال الرسمية- ليضخ مزيدا من الحيوية والحماس على حملة ترامب.
وفي الوقت ذاته، ارتفعت تقديرات معلقين باقتراب ترامب من تأمين انتصار جديد بانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل خاصة بعدما تركت المناظرة الحزب الديمقراطي في حالة صدمة لم يستفق منها بعد، وسط تزايد الدعوات إلى ضرورة استبدال بايدن بمرشح أصغر سنا وأكثر حيوية.
كما ضمن قرار المحكمة لترامب تجنب مواجهة أي إجراءات جنائية فدرالية قبل الانتخابات المقبلة، كان من شأنها التشويش على أنشطته الانتخابية.
ضربة ثالثةووجه أول استطلاع رئيسي بعد المناظرة ضربة جديدة للرئيس الحالي، حيث أظهر أنه متأخر بـ6 نقاط. وكان استطلاع شبكة "سي إن إن" هو الأول الذي يتم إجراؤه في أعقاب الأداء المتعثر لبايدن في مناظرة الخميس الماضي، وهو ما يزيد الضغط عليه. وحصل ترامب على أصوات 49% من الناخبين مقابل 43% للرئيس.
وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، كان السباق متقاربا، وإن تقدم ترامب بنقطة إلى 3 على المستوى الوطني. ويبدو أن نتائج الاستطلاع تؤكد أسوأ مخاوف الديمقراطيين، وهو تراجع ثقة الناخبين في الرئيس بايدن.
وقال 75% من الناخبين -الذين شملهم الاستطلاع- إن الديمقراطيين سيحصلون على فرصة أفضل إذا كان شخص آخر غير بايدن هو المرشح، وهو رقم شديد الإزعاج لحملته. ووصلت نسبة الرضا على أدائه إلى أدنى مستوياتها، حيث بلغت 36% بسبب التأثير السلبي للمناظرة.
وتحدثت مديرة برنامج التحليلات السياسية التطبيقية بجامعة ولاية ميريلاند كانديس توريتو -للجزيرة نت- عن رؤيتها لتأثير المناظرة الرئاسية وقرار المحكمة العليا على سباق الانتخابات، وأكدت أن ترامب "يمر بأسبوع أكثر من ممتاز".
وطبق رؤية الكاتب والمحلل السياسي والعضو بالحزب الجمهوري بيتر روف، فإنه رغم أن الانتخابات الأميركية على بعد 4 أشهر، وهي فترة طويلة جدا بالمعايير الانتخابية، إلا أنه من المؤكد أن فرص ترامب تحسنت بشدة منذ المناظرة، لكن هذا لا يعني أن النتيجة مؤكدة.
مسارات مفتوحةفي حين اعتبر المدير السابق للحزب الجمهوري بولاية ميشيغان ساوول أزنوزيس أنه مع تحول كل نتائج استطلاعات الرأي بالولايات الرئيسية لصالح ترامب، وإذا استمر ذلك، يجب على الجمهوريين الظفر كذلك بمجلس الشيوخ والاحتفاظ بأغلبية مجلس النواب.
وفي هذه الحالة، يضيف أزنوزيس للجزيرة نت "سنشهد فترة شهر عسل سياسي حيث سيتمكن ترامب من تنفيذ العديد من سياساته ووعوده".
وتتحمس حملة ترامب حاليا لتوسع نطاق تركيزها على ولايات كان مضمونا فوز الديمقراطيين بها قبل أسابيع قليلة.
وفي هذا السياق، قال روف للجزيرة نت إنه يجب أن تكون حملة بايدن أكثر قوة ونشاطا وتكلفة مما كان مخططا له لأن إستراتيجيتها -المتمثلة بالفوز عبر حرمان ترامب من ذلك في الولايات المتأرجحة الرئيسية- قد انقلبت توقعاتها رأسا على عقب.
وباعتقاده، فإنه ووفقا لأحدث استطلاعات الرأي، أصبح السباق الآن تنافسيا بالولايات التي كان من المتوقع أن يفوز بها بايدن بسهولة بما في ذلك نيوهامبشير ونيومكسيكو وفرجينيا ومينيسوتا. وهذا يعني -برأيه- أن ترامب لديه المزيد من المسارات المفتوحة للفوز أكثر مما كان عليه بداية يونيو/حزيران الجاري، بينما ضاقت المسارات أمام بايدن.
في الوقت ذاته، قد تسمح فترة 4 أشهر المتبقية بمساحة كبيرة لوقوع أي مفاجأة أو أحداث هامة من شأنها التأثير بالانتخابات المقبلة. ورغم تراجع بايدن، يبقى القول إن ترامب -بما يمثله- يمكنه تحفيز الديمقراطيين واستفزازهم بما يدفعهم إلى الخروج والتصويت ضده غير مكترثين بحالة الرئيس.
تذبذب تقليديورغم أن أغلب التقديرات تشير حاليا إلى أن خسارة بايدن شبه مؤكدة، إلا أنه وبالنظر إلى مدى استقطاب السياسة الأميركية، فإن ما قد يحصل عليه أي مرشح ديمقراطي بالسباق الانتخابي الرئاسي قد يصل إلى 45%، والشيء نفسه ينطبق على الجمهوريين.
واعتبرت توريتو أن التذبذب صعودا وهبوطا في مراحل الحملة الانتخابية شيء تقليدي، وقالت إنه وعلى بُعد 4 أشهر من موعد التصويت، من المؤكد أن ترامب سيواجه بعض الأيام أو الأسابيع السيئة الفترات القادمة، والمهم هو توقيت الأسابيع الجيدة مقابل السيئة.
وبرأيها، فإن أسبوعا مثل ما يمر به بايدن حاليا سيكون أسوأ بكثير بالنسبة له إذا حدث في أكتوبر/تشرين الأول القادم. لكن إذا استمر ترامب في تحقيق انتصارات متتالية، فسوف تتراكم وتمنحه ميزة أكبر عند عدد متزايد من الناخبين.
وأكدت توريتو أنه -وبلا شك- كان أداء بايدن في المناظرة "كارثيا". وأضافت "ومع ذلك، لنتذكر أن المناظرة الأولى للرئيس السابق باراك أوباما ضد منافسه الجمهوري مت رومني عام 2012 أظهرته ضعيفا للغاية على نحو مماثل لبايدن. وعاد أوباما ليحقق النصر بانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني".
باختصار -تقول توريتو- لا يزال كل شيء ممكنا حتى الآن، ولكن لا شك أن حملة بايدن يسيطر عليها الكثير من القلق والتوتر مقارنة بحملة ترامب.
من جهته أشار أزنوزيس إلى أن مشاكل بايدن المعرفية والذهنية تزداد سوءا، ورأى أن استمرار ترشحه سيمكّن ترامب والجمهوريين من تسليط الضوء على هذه القضية بشكل أكبر خلال الأشهر القادمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
هل عودة ترامب إلى البيت الأبيض "شيك على بياض" لإسرائيل؟
تقدّم الولايات المتحدة منذ أكثر من عام دعماً ثابتاً لإسرائيل في حربها مع حركة حماس في قطاع غزة، مع الضغط عليها لممارسة شيء من ضبط النفس، لكن هذا الهامش الضئيل سيزول مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ولو أن رغبته العارمة في إنجاز تسويات قد تدفعه إلى مواقف لا يمكن التكهن بها.
وخلافاً لكل الرؤساء الأمريكيين السابقين، لم يلتزم ترامب يوماَ بالعمل على قيام دولة فلسطينية مستقلة، وهو على رأس حزب جمهوري مؤيد لإسرائيل إلى حدّ أن بعض مراكزه وزعت خلال الحملة الانتخابية أعلاماً إسرائيلية إلى جانب لافتات تأييد لترامب.
ويتباين هذا المشهد مع الوضع لدى الديموقراطيين، إذ واجه بايدن انتقادات شديدة من يسار حزبه بسبب دعمه لإسرائيل.
وكان سفيرا بايدن إلى إسرائيل يهوديين ولم يتردّدا في انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أحياناً. أما ترامب فقد اختار لهذا المنصب القسّ الإنجيلي مايك هاكابي الذي يستند في دفاعه عن إسرائيل إلى الكتاب المقدس.
وبين التعيينات الجديدة، طرح الرئيس المنتخب السناتور ماركو روبيو، أحد الصقور المعروف بمواقفه المناهضة لإيران، لوزارة الخارجية، والنائبة إليز ستيفانيك التي ندّدت بطريقة تعامل الجامعات الأمريكية مع التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، سفيرة لدى الأمم المتحدة.
ويقول مدير معهد "ميسغاف" الإسرائيلي للدراسات آشر فريدمان: "إنهم مؤيدون لإسرائيل أكثر من معظم الإسرائيليين".
ويتوقع أن يعتمد ترامب نهج "أمريكا أولًا" القائم على الحد من استخدام الموارد العسكرية الأمريكية وتركيز سياسته على التصدي للصين، ما يعني في آن إمداد إسرائيل بالوسائل لمقاتلة أعدائها .
ويقول فريدمان "هناك فعلاً احتمال كبير بتغيير النهج في عدد من المجالات مثل تطوير التعاون الإقليمي وممارسة ضغوط قصوى على إيران".
إسرائيل تتوقع "موقفاً حازماً" من ترامب ضد إيران - موقع 24قال وزير في مجلس الوزراء الأمني إن إسرائيل تتوقع أن تتخذ إدارة الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب موقفاً متشدداً ضد إيران وطموحاتها النووية، مما سيتيح الفرصة لإبرام مزيد من اتفاقيات السلام مع دول عربية. طي صفحة نهج بايدنوزار بايدن تل أبيب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد أيام على شن حماس هجومها غير المسبوق على الدولة العبرية مطلقة شرارة الحرب، فعانق نتانياهو وأعرب عن اعتزازه بدعم إسرائيل.
ولكن بعد ذلك، وجّه بايدن مراراً انتقادات لنتانياهو بسبب حصيلة الحرب الفادحة بالأرواح، وسعى عبثاً لردع إسرائيل عن فتح جبهة ثانية مع حزب الله في لبنان.
وأمهل وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن إسرائيل، في رسالة في منتصف أكتوبر، شهراً للسماح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، تحت طائلة تعليق جزء من المساعدات العسكرية الأميركية لها.
غير أن الإدارة الأمريكية قررت في نهاية المطاف عدم تنفيذ وعيدها على الرغم من عدم التزام الدولة العبرية بسلسلة من المعايير التي طلبتها منها، لا سيما السماح بدخول 350 شاحنة على الأقل يومياً إلى غزة.
ولم يؤثر تقرير جديد مدعوم من الأمم المتحدة حذّر من خطر مجاعة وشيكة في قطاع غزة، على الموقف الأمريكي.
وقال بلينكن لصحافيين الأربعاء إن هذا التهديد جعل إسرائيل تشعر بـ"حاجة ملحة" للتحرك، مشيرا إلى أنها لبّت 12 من المطالب الأمريكية الـ15.
وترى أليسون ماكمانوس من مركز التقدّم الأمريكي أن الرسالة أعطت إدارة بايدن فرصة لتشديد سياستها، لكن الرئيس أراد أن يكون إرث ولايته "دعماً شبه مطلق" لإسرائيل.
مرشح ترامب لسفير أمريكا في إسرائيل: ضم الضفة الغربية "احتمال وارد" - موقع 24قال مايك هاكابي مرشح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لمنصب السفير في إسرائيل إن ضم الضفة الغربية "بالطبع" أمر وارد، لكنه ليس هو من يضع السياسة. اتفاقات تاريخيةوبالرغم من موقفه بشأن قيام دولة فلسطينية، يتباهى ترامب بالسعي لعقد اتفاقات تاريخية.
ويتحدّث ماكمانوس "عن عالم قد يشهد تعنّت نتانياهو، كما فعل خلال مفاوضات وقف إطلاق النار، وبالتالي لن أُفاجأ حينها إن رأينا ترامب يمارس فعلياً بعض الضغوط".
ويلفت المستشار السابق في وزارة الخارجية آرون ديفيد ميلر إلى أن ولاية ترامب الأولى أظهرت أنه يعتمد سياسة خارجية "انتهازية تقوم على الصفقات ومعالجة الملفات بشكل منفرد".
ولكنه يرى أن ترامب سيصطدم بالعقبات ذاتها التي واجهها بايدن إن حاول التوصل إلى اتفاق حول غزة، وفي طليعتها خطر استمرار حركة حماس وعدم وجود منظومة أمنية جديدة في المنطقة حتى الآن.
ويقول ميلر الباحث في "معهد كارنيغي للسلام الدولي إن ترامب "لا يمكنه وقف الحرب في غزة ولن يضغط على نتانياهو من أجل ذلك".
ويعتبر إيلي بيبرز من منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي أن ترامب سيسعى لتخفيف التوتر مع نتانياهو، بعدما أقام بايدن علاقات صعبة مع إسرائيل.
ويقول "ترامب يحب أن ينظر إلى الأمور بالمقارنة مع خصومه"، مشيراً إلى أنه يريد أن "يجعل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية عظيمة من جديد" تماشياً مع شعاره لأمريكا.