في غمرة الأحداث المتساوية في سلبيتها، من مشهدية اقتتال الأخوة الفلسطينيين في بقعة الضيافة في مخيم عين الحلوة، إلى كباش من نوع آخر بين اللبنانيين حول استحقاق رئاسة الجمهورية في عرض متواصل منذ تشرين الماضي، وما بينهما من انصراف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى معالجة تبعات الفراغ والنزاع، وتسيير أمور البلاد وصدّ سهام الممانعين لعمل الحكومة، في توقيت تعطّش اللبنانيين للإنجازات، أطلّت لجنة المال والموازنة لتزفّ إنجازها "الصندوق السيادي للنفط والغاز"، وكان تمّ التحضير "للحدث" بالإعلان المسبق عن "مؤتمر صحافي منقول على الهواء وعبر وسائل التوصل الإجتماعي، لشرح تفاصيل القانون الذي يكتسب أهميّة عشيّة بدء التنقيب في البلوك 9، فيدخل بذلك لبنان عمليًّا نادي الدول النفطيّة".

 
الصندوق عراضة تسبق أوانها بعشر سنوات أقله
بتعريف مبسّط، الصندوق السيادي هو محفظة مدّخرات ومجموع الأموال المتراكمة من عائدات النفط والغاز، تحفظ في صندوق مملوك من الدولة، وتهدف إلى إدارة واستثمار جزء من الفوائض الماليّة للدولة، لحفظ عائدات الثروة البتروليّة للأجيال المقبلة.
الخبير في الشؤون النفطيّة ربيع ياغي يلفت في حديث لـ "لبنان 24" إلى أنّ مسمّى الصندوق يعكس غايته، وهو الصندوق السيادي لإدارة عائدات الثروة النفطيّة "بالتالي عندما يصبح لدينا ثروة نفطيّة يجب إنشاء صندوق سيادي على غرار الصندوق النرويجي". أضاف ياغي أنّ مبدأ الصندوق ذُكر في قانون استكشاف الموارد النفطيّة في لبنان، بعدما تُرجم من النسخة النرويجية وتمت لبننته، ولكن النرويج لم تُنشىء الصندوق السيادي قبل أن تنتج النفط والغاز في بحر الشمال، بل انتظرت نتائج الإستكشافات وأهلّت البنى التحتية، وعندما أصبحت تملك فائضًا من العائدات النفطيّة أسست الصندوق، وبات يستثمر العائدات في الأسواق العالميّة، وحقق أرباحًا مضاعفة مرتكزًا إلى مبدأ الشفافيّة. حاولت النرويج تعميم تجربتها الناجحة لدى دول العالم الثالث، فزارت عددًا من هذه الدول ومنها لبنان، وقّدمت لها المشورة الإدارية والتقنية والقانونية في مجال الطاقة والنفط. كذلك فعلت دول نفطيّة أخرى مثل أبو ظبي والسعودية، أسست الصندوق السيادي، ولكن بعد مُضي سنوات عديدة على الإكتشافات، وبعدما وصلت إلى مرحلة الإكتفاء الذاتي، وبات لديها فائض للتصدير، عندها أوجدوا الصندوق لاستثمار فائض الأموال. أمّا في لبنان لفت ياغي "فلم نبدأ بعد مرحلة الحفر والإستكشاف، ولم نعرف حجم الكميات وما إذا كان هناك مخزون نفطي في أعماق البحر ذي جدوى اقتصادية. حتّى في حال كان هناك ثروة نفطيّة، لن يصبح لدينا عائدات نفطيّة ملموسة قبل عشر سنوات من تاريخ الإستكشاف، ورغم ذلك سوقوا للصندوق وكأنّه إنجاز. علمًا أنّ هناك مسارًا طويلًا يسبق وصول العائدات إلى الصندوق، يبدأ بالإستكشاف وصولًا إلى تشييد بنى تحتية ملائمة في حال كان هناك كمّيات تجارية، والبدء بعمليات التطوير ومدّ الأنابيب وبناء الخزانات. أمّا إقرار الصندوق اليوم والقفز فوق كل المراحل، تمامًا كما لو أنّنا وضعنا قدمنا في أول خطوة بمسار الألف ميل، وفجأة قفزنا إلى الخطوة 999. انطلاقًا من هنا الصندوق ترف ليس في أوانه، وتصويره على أنّه إنجاز بمثابة وهم يمارسه الفريق الذي استلم قطاع النفط ".

لا عمل لأعضاء إدارة الصندوق قبل عشر سنوات
هناك خشية من غياب الضوابط التي ترعى عمل الصندوق ودوره، وكيفية اختيار أعضائه بعيدًا عن المحسوبيات. لجنة المال أكّدت استقلالية إدارة الصندوق عن السلطة السياسية، وهنا سأل ياغي هل سيكون الصندوق دولة ضمن دولة، هل ستختفي مقاربة 6 و6 مكرر؟ "كما أنّه في بلد مفلس ما جدوى تعيين أعضاء الصندوق، والدخول في حسابات حول طائفة رئيسه ونائبه، ماذا سيعمل هؤلاء من اليوم لغاية عشر سنوات؟ ثم ماذا لو لم يخلص الإستكشاف إلى وجود كميات في البلوك التاسع؟ هل سيعيدون تجربة أعضاء هيئة إدارة قطاع النفط بتعيينهم ومنحهم رواتب هائلة قبل سنوات من بدء عملهم؟" سأل ياغي مشبّهًا "العراضات الإعلامية اليوم" بما حصل عندما تمّ التوقيع قبل سنوات مع تجمّع الشركات برئاسة توتال الفرنسية "في حينه احتفلوا وهللوا وأعلنوا عن دخول البلد نادي الدول النفطية، وجال رئيسُ الجمهورية السابق ميشال عون في عرض البحر ليدشّن مرحلة نفطيّة. ثم لاحقًا بدأت توتال الإستكشاف في البلوك الرابع لتعلن بنهايته عدم وجود نفط وغاز، وهذا إن دلّ على شيء فعلى قصور وضحالة في مقاربة الملف النفطي، من قبل القيّمين عليه".
من ناحية ثانية لفت ياغي إلى تغييرات تطرأ على أنظمة الطاقة والغاز في العالم، بعد عشر سنوات، وكذلك على القوانين والعقود والتبادلات التجارية " لذا الأجدى انتظار نتائج الحفر والإستكشاف، قبل تأسيس صناديق تدير أموال وعائدات، لا نعرف شيئًا عن حجمها. والإنصراف إلى تأهيل البنى التحتية لاستقبال الأنشطة البترولية، والفائدة الفعليّة تكمن بإنجاز ما يلزم وتدريب الكوادر اللبنانية في عمليات الإستكشاف والحفر، للوصول إلى يد عاملة لبنانية على المنصّة بنسبة 50%". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الصندوق السیادی عشر سنوات النفطی ة نفطی ة

إقرأ أيضاً:

إعلام الحوثيين: 17 قتيلاً بغارات على ميناء نفطي غربي اليمن

يمن مونيتور/ الحديدة خاص:

سقط 17 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى، يوم الخميس، في غارات أمريكية على ميناء نفطي غربي اليمن، حسبما أفاد مصدران يعملان في الميناء لـ”يمن مونيتور” ووسائل إعلام الحوثيين.

ونقلت وسائل إعلام الحوثيين عن الهلال الأحمر إن عدد القتلى 17 من عمال وموظفي ميناء رأس عيسى النفطي في مديرية الصليف بمحافظة الحديدة غربي اليمن فيما عدد الجرحى بالعشرات.

مصادر “يمن مونيتور” قالت في وقت سابق إن 4 غارات على الأقل استهدفت منصة التعبئة في الميناء الاستراتيجي. وقال تلفزيون المسيرة إن سلسلة غارات استهدفت الميناء.

وبينما كانت الغارات تستهدف الميناء قالت القيادة الوسطى الأمريكية إنه تم “تدمير ميناء رأس عيسى النفطي“.

فيديو: غارات أمريكية على ميناء رأس عيسى النفطي شمالي محافظة #الحديدة الساحلية غربي #اليمن pic.twitter.com/PjwWjrDzIK

— يمن مونيتور (@YeMonitor) April 17, 2025

يمن مونيتور18 أبريل، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام أمير قطر يبحث مع بوتين مستقبل علاقة موسكو مع دمشق مقالات ذات صلة أمير قطر يبحث مع بوتين مستقبل علاقة موسكو مع دمشق 18 أبريل، 2025 أمريكا تتهم شركة صينية بتزويد الحوثيين بصور استهداف السفن الحربية 18 أبريل، 2025 ترامب: لست في عجلة لمهاجمة إيران 18 أبريل، 2025 مصدران: قتلى وجرحى في غارات دمرت ميناء نفطي غربي اليمن 17 أبريل، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية مصدران: قتلى وجرحى في غارات دمرت ميناء نفطي غربي اليمن 17 أبريل، 2025 الأخبار الرئيسية إعلام الحوثيين: 17 قتيلاً بغارات على ميناء نفطي غربي اليمن 18 أبريل، 2025 أمير قطر يبحث مع بوتين مستقبل علاقة موسكو مع دمشق 18 أبريل، 2025 أمريكا تتهم شركة صينية بتزويد الحوثيين بصور استهداف السفن الحربية 18 أبريل، 2025 ترامب: لست في عجلة لمهاجمة إيران 18 أبريل، 2025 مصدران: قتلى وجرحى في غارات دمرت ميناء نفطي غربي اليمن 17 أبريل، 2025 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك أمريكا تتهم شركة صينية بتزويد الحوثيين بصور استهداف السفن الحربية 18 أبريل، 2025 مصدران: قتلى وجرحى في غارات دمرت ميناء نفطي غربي اليمن 17 أبريل، 2025 تنفيذ حكم الإعدام بحق مدانين بجرائم قتل في تعز 17 أبريل، 2025 الجيش الأمريكي يعلن تدمير ميناء رأس عيسى للوقود غربي اليمن 17 أبريل، 2025 الحكومة اليمنية تدعو البنوك لنقل مقراتها إلى عدن بعد إضافة بنك جديد للعقوبات 17 أبريل، 2025 الطقس صنعاء سماء صافية 19 ℃ 26º - 17º 39% 1.96 كيلومتر/ساعة 26℃ الجمعة 26℃ السبت 27℃ الأحد 26℃ الأثنين 26℃ الثلاثاء تصفح إيضاً إعلام الحوثيين: 17 قتيلاً بغارات على ميناء نفطي غربي اليمن 18 أبريل، 2025 أمير قطر يبحث مع بوتين مستقبل علاقة موسكو مع دمشق 18 أبريل، 2025 الأقسام أخبار محلية 29٬830 غير مصنف 24٬208 الأخبار الرئيسية 16٬139 عربي ودولي 7٬648 غزة 10 اخترنا لكم 7٬314 رياضة 2٬535 كأس العالم 2022 88 اقتصاد 2٬361 كتابات خاصة 2٬155 منوعات 2٬100 مجتمع 1٬915 تراجم وتحليلات 1٬929 ترجمة خاصة 167 تحليل 22 تقارير 1٬678 آراء ومواقف 1٬593 ميديا 1٬510 صحافة 1٬499 حقوق وحريات 1٬395 فكر وثقافة 941 تفاعل 841 فنون 499 الأرصاد 443 بورتريه 68 صورة وخبر 39 كاريكاتير 33 حصري 29 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن 6 يناير، 2022 وفاة الممثلة المصرية مها أبو عوف عن 65 عاما أخر التعليقات عبد الوهاب المهري

طيب ايها المتصهين العفن اتحداك كمواطن يمني ان تقول لسيدك ترا...

سلطان زمانه

رعى الله أيام الرواتب حين كانت تصرف من الشركة. أما اليوم فهي...

قاسم بهلول

اتحداك تجيب لنا قصيدة واحدة فقط له ياعبده عريف.... هيا نفذ...

مواطن

هل يوجد قيادة محترمة قوية مؤهلة للقيام بمهمة استعادة الدولة...

antartide010

ضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...

مقالات مشابهة

  • إعلام الحوثيين: 17 قتيلاً بغارات على ميناء نفطي غربي اليمن
  • غارات للعدوان الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي
  • تركيا على موعد مع اكتشاف نفطي جديد!
  • كركي: تغطية الدواء تعود إلى ما كانت عليه قبل الأزمة
  • وكيل مأرب يبحث مع منظمتي اليونيسيف والمساعدات النرويجية الوضع الإنساني
  • السيادي يعلن بشريات لرجال الأعمال السودانيين والعاملين في الصادر والوارد
  • مدير سومو يوضح لشفق نيوز سبل تعظيم الإنتاج النفطي العراقي
  • الحكومة: إنجاز غير مسبوق في الإنفاق على الحماية الاجتماعية منذ 10 سنوات
  • «عبد الغفار» يتفقد دائرة الصحة بأبوظبي.. ويؤكد العمل على نقل التجربة إلى مصر
  • عبد الغفار يتفقد دائرة الصحة بأبوظبي.. ويؤكد العمل على نقل التجربة إلى مصر