تركيا تؤكد تحديث سياساتها إزاء سوريا بناء على مصالحها الوطنية
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
شددت وزار الخارجية التركية، الأربعاء، على أن تركيا تقوم "بتحديث سياساتها الخارجية بناء على مصالحها الوطنية"، معتبرة أن أنقرة "أبدت موقفا مبدئيا إزاء المأساة الإنسانية التي وقعت نتيجة الاضطرابات الداخلية في سوريا"، وذلك في أعقاب الغليان الذي شهدته مناطق شمال غربي سوريا بسبب الاعتداء على سوريين داخل الأراضي التركية، والذي تزامن مع إبداء الجانب التركي رغبته بلقاء رئيس النظام بشار الأسد.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان عبر حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن "سياستنا الخارجية تقوم على مصالح دولتنا وشعبنا. وبناء على هذا الفهم، تهدف تركيا إلى إحلال السلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط، حيث تتمتع بعلاقات تاريخية وثقافية قوية".
Ortadoğu ve Suriye Politikamız ile Bağlantılı Olarak Ortaya Atılan İddialar Hk. https://t.co/Cpk1iEaCIH pic.twitter.com/YxQf956jE9 — T.C. Dışişleri Bakanlığı (@TC_Disisleri) July 3, 2024
وأضافت أن "القانون الدولي والقيم الإنسانية والبحث عن العدالة العالمية هي مبادئنا الأساسية في إرساء هذه السياسة"، مشيرة إلى أنها أبدت "موقفا مبدئيا منذ البداية ضد المأساة الإنسانية التي وقعت نتيجة الاضطرابات الداخلية في سوريا".
وشدد البيان على أنه بينما تقوم تركيا "بتحديث سياستها الخارجية بما يتماشى مع مصالحها الوطنية، فإنها لا تتردد في اتخاذ التدابير اللازمة ضد التهديدات التي يتعرض لها أمننا القومي".
واعتبرت الخارجية التركية أنه "من الممكن المساهمة في السياسة الخارجية بالنقد البناء. لكن تشويه الحقائق من أجل مكاسب سياسية واتهامات مبنية على التعصب الأيديولوجي لا يمكن تقييمها في هذا السياق"، حسب تعبيرها.
وشددت على أن "الادعاءات المتعلقة بسياسة أنقرة في الشرق الأوسط وسوريا لا تحمل أي نوعية تحليلية وتفتقر حتى إلى المعرفة التاريخية الأساسية".
ولم تتطرق الوزارة التركية في بيانها إلى الادعاءات التي تشير إليها، إلا أن البيان يأتي بالتزامن مع تقدم أنقرة في مسار التطبيع مع نظام بشار الأسد، الأمر الذي يثير قلق فئات من المعارضة السورية المتحالفة مع الجانب التركي، فضلا عن المخاوف في صفوف ملايين اللاجئين السوريين على الأراضي التركية من تبعات المسار على وجودهم في تركيا، سيما في ظل تصاعد خطاب المعارضة والسياسات الحكومية المشددة ضد من يُوصف "بمخالفي شروط الإقامة" منهم.
واعتبر وزارة الخارجية التركية، أن تركيا" تمكنت من أن تصبح جزيرة سلام واستقرار في جغرافية تم تحويلها عمداً إلى حلقة من النار منذ سنوات. ولم تبق بلادنا خارج الحروب في المنطقة فحسب، بل عززت السلام والأمن في بلادنا وزادت من ازدهارها".
ولفتت إلى أن أنقرة "أصبحت قادرة على محاربة الإرهاب خارج حدودها بعدما أفشلت" مساعيه داخل الأراضي التركية، واعتبرت أن الذين يتجاهلون الحقائق التي أوردتها في البيان "أصبحوا وكلاء للقوى المهيمنة التي تحاول اختراق منطقتنا"، مشددة على أن عزم تركيا "الاستمرار اتخاذ الخطوات في السياسة الخارجية بما يتماشى مع مصالحها".
والثلاثاء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده "ترغب في رؤية سوريا دولة ديمقراطية ومزدهرة وقوية باعتبارها جارة لها، وليست دولة تعاني من عدم الاستقرار وتهيمن عليها المنظمات الإرهابية".
وأضاف أن تركيا "مهتمة بتنمية القاسم المشترك بدلا من تعميق الخلافات"، في إشارة إلى مسار التقارب مع نظام الأسد الذي عاد إلى الواجهة خلال الأسابيع الأخيرة، وسط تقارير عن اجتماع مرتقب بين الجانبين في العاصمة العراقية بغداد بهدف تذليل العقبات.
ولفت أردوغان إلى أنهم "يعتقدون أنه من المفيد في السياسة الخارجية بسط اليد، لذلك لا نمتنع عن اللقاء مع أي كان"، حسب وكالة الأناضول.
وقال "نحن بحاجة إلى أن نجتمع من أجل هذا، كما كان الحال في الماضي، بالطبع، عند القيام بذلك، سنأخذ في الاعتبار مصالح تركيا في المقام الأول"، مشيرا إلى أن تركيا "لن تضحي بأي شخص وثق بها أو لجأ إليها أو عمل معه، ولن تكون دولة تتخلى عن أصدقائها وسط الطريق".
وتشهد تركيا خلال الأيام الأخيرة تصاعدا في الاعتداءات ضد اللاجئين السوريين على أراضيها، حيث فجرت هجوم مجموعة من المواطنين الأتراك مساء الأحد على منازل وممتلكات لاجئين سوريين في ولاية قيصري وسط البلاد موجة من الغضب تجلت بتظاهرات احتجاجية في مناطق الشمال السوري ضد الانتهاكات بحق السوريين في تركيا وحملات الترحيل، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية تركيا سوريا أردوغان نظام الأسد سوريا تركيا أردوغان نظام الأسد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخارجیة الترکیة أن ترکیا إلى أن على أن
إقرأ أيضاً:
ارتفاع وتيرة عودة اللاجئين السوريين من تركيا مع تحسن الأوضاع الأمنية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشف نائب الرئيس التركي، جودت يلماز، اليوم الاثنين، أن عدد اللاجئين السوريين العائدين إلى بلادهم منذ 8 ديسمبر 2024 بلغ 873 ألف شخص، مشيراً إلى أن وتيرة العودة الطوعية تشهد تصاعداً ملحوظاً في ظل تحسن الأوضاع الأمنية في سوريا.
تحسن الأوضاع يعزز عودة اللاجئين
وفي تصريحاته، أوضح يلماز أن الفترة المظلمة في سوريا انتهت في 8 ديسمبر، ومنذ ذلك الحين عاد آلاف اللاجئين السوريين إلى وطنهم بسلام.
كما توقع أن يرتفع هذا العدد مع استمرار الاستقرار في البلاد، مشدداً على أن تعافي سوريا اقتصادياً وأمنياً سيسرع من وتيرة العودة.
وأكد نائب الرئيس التركي أن بلاده تعمل على دعم إعادة بناء سوريا بما يضمن تحقيق الاستقرار والازدهار، مما يسهم في تسهيل عودة المزيد من اللاجئين الذين يقيمون حالياً في تركيا.
إجراءات تركية لتسهيل العودة الطوعية
في إطار تسهيل العودة الطوعية، أوضح يلماز أن السلطات التركية، وخاصة إدارة الهجرة، تبذل جهوداً لتيسير الإجراءات القانونية للراغبين في العودة.
وأشار إلى أنه تم فتح عدة معابر حدودية لهذا الغرض، أبرزها:
"جيلوة غجوزو" المقابل لمعبر باب الهوى
"يايلا داجي" (كسب)
"أونجو بينار" (باب السلامة)
معبر "غصن الزيتون" في عفرين
مع استمرار التحولات السياسية والأمنية في سوريا، تبرز عودة اللاجئين السوريين كملف رئيسي في العلاقات بين أنقرة ودمشق، حيث تتجه الجهود نحو ضمان عودة آمنة وكريمة، في ظل مساعٍ إقليمية ودولية لدعم استقرار البلاد.