يعتقد أغلب الأوكرانيين أن كييف ستنتصر في حربها الضروس ضد روسيا، لكن هذا الاعتقاد يتخالف مع دراسة جديدة أجراها المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية الذي أظهر تشككه، بعدما وجدت الدراسة أن الأوروبيين يميلون إلى الاعتقاد بأن أوكرانيا لن تهزم روسيا.
وأجري الاستطلاع الذي نشرته صحيفة “بوليتيكو” اليوم الأربعاء، قبل أيام من قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” التي عقدت في واشنطن، حيث أجرت الدراسة مسحا لمواقف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إزاء الصراع في أوكرانيا ودول أخرى.

أوكرانيا لن تهزم روسيا
وبحسب تقرير الصحيفة، وجد الاستطلاع أن الأوروبيين يميلون إلى الاعتقاد بأن أوكرانيا لن تهزم روسيا في ساحة المعركة، حيث يعتقد ما يقرب من ثلث إلى نصف الذين شملهم الاستطلاع أن الحرب ستنتهي بتسوية تفاوضية.
وفي حين أن الأوربيين يرون هزيمة روسيا أمرا غير محتمل، لا تزال أغلبية الأوكرانيين 58% واثقة من قدرة قواتها على الفوز، ومن قدرتها على الاستمرار في الاعتماد على دعم حلفائها الدوليين.
ويعتقد 1% فقط من الأوكرانيين أن روسيا ستفوز في الحرب، في حين يرى 30% أن التسوية التفاوضية هي النتيجة الأكثر ترجيحا.
النظرة التشاؤمية للأوربيين لم تقتصر فحسب على توقع فشل كييف بالفوز في ساحة المعركة، بل وجد الاستطلاع أيضا اختلافات كبيرة في الرأي بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية دعم الدفاع عن أوكرانيا وانضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وكشفت النتائج أن زعماء حلف شمال الأطلسي “من غير المرجح أن يجدوا دعما محليا لنشر القوات بين شعوب الدول الأعضاء”.

معارضة على الإنفاق الدفاعي
وفيما يتصل بالإنفاق الدفاعي، أظهرت البيانات أن أغلب البلدان تعارض زيادة مساهماتها باستثناء بولندا (53%) منهم يؤيدون زيادة الإنفاق الدفاعي، كذلك الحال في إستونيا (45%) والسويد (41%) وألمانيا (40%).
ووفق نتائج الاستطلاع، في بلغاريا (63%) واليونان (54%) وإيطاليا (53%)، يعتقد أغلب السكان أن زيادة إمدادات الذخيرة والأسلحة إلى أوكرانيا “فكرة سيئة”.
تقرير الصحيفة كشف أيضاً عن انقسام الأوروبيين بشأن فوائد انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، فالدول الأكثر دعما هي البرتغال وإستونيا والسويد، وإسبانيا وبولندا، في حين أن الدول الأكثر تشككا هي ألمانيا وبلغاريا والتشيك وفرنسا.
عضوية “الناتو” مهمة
ومن بين الأوكرانيين، يعتقد ما يقرب من ثلثيهم (64%) أن عضوية الاتحاد الأوروبي لا تقل أهمية عن عضوية حلف شمال الأطلسي لمستقبل بلادهم.
يشار إلى أن كييف كانت قد تقدمت بطلب عضوية الاتحاد الأوروبي في فبراير شباط 2022، وحصلت على وضع المرشح للعضوية في يونيو حزيران من العام نفسه، وفي 25 يونيو حزيران الماضي فتح الاتحاد الأوروبي محادثات رسمية لانضمام كل من أوكرانيا ومولدوفا.

إرم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی شمال الأطلسی

إقرأ أيضاً:

ميركل تدعو لمنع انتصار روسيا في أوكرانيا وتؤكد دعمها لسياسة شولتس

دعت المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، إلى منع روسيا من تحقيق أي انتصار في النزاع المستمر في أوكرانيا، مشيرة إلى أهمية اتخاذ خطوات مدروسة في دعم أوكرانيا دون تصعيد الحرب بشكل غير محسوب، جاء ذلك خلال فعالية إعلامية نظمتها صحيفة Die Zeit في ألمانيا، حيث ناقشت ميركل تطورات الحرب الأوكرانية وآفاق الحلول الممكنة.

 

وفي ردها على سؤال حول قرار المستشار الحالي أولاف شولتس بعدم إرسال صواريخ "تاورس" إلى أوكرانيا، قالت ميركل: "لقد أظهر الرئيس الأمريكي جو بايدن من خلال قراراته الحذرة بشأن نوع الأسلحة التي يمكن إرسالها إلى أوكرانيا، أهمية التفكير العميق في كيفية دعم أوكرانيا بهدف منع روسيا من الفوز في هذه الحرب"، وأضافت: "من الضروري أن نتخذ خطوات مدروسة بعناية، مع الحرص على عدم تصعيد النزاع بشكل يجرنا إلى الحرب مباشرة".

 

وأعربت ميركل عن دعمها لسياسة شولتس في هذا المجال، مشيرة إلى أن المستشار الألماني يمتلك أسبابًا مقنعة تبرر موقفه في هذا الخصوص، وأكدت أن ألمانيا تحتاج إلى اتخاذ مواقف تحافظ على توازن دقيق بين دعم أوكرانيا واحتواء التصعيد العسكري مع روسيا.

 

وفي وقت سابق، شدد شولتس على أن ألمانيا لن ترسل صواريخ بعيدة المدى من طراز "تاورس" إلى أوكرانيا، ولن توافق على استخدام أسلحتها ضد أهداف داخل الأراضي الروسية، وهو ما يبرز الفرق في المقاربة بين الحكومة الألمانية السابقة والحالية في التعامل مع هذا الملف.

 

من جهة أخرى، تعتبر روسيا أن إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا يعد أمرًا يعرقل جهود البحث عن حل دبلوماسي للصراع، حيث اعتبرت ذلك بمثابة تصعيد مباشر يجر دول الناتو إلى دائرة القتال، وهو ما وصفته بـ "اللعب بالنار"، وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: "أي شحنات تحتوي على أسلحة موجهة إلى أوكرانيا ستصبح هدفًا مشروعًا للقوات الروسية".

 

وكانت ميركل قد تحدثت في مذكراتها الأخيرة، وفي تصريحات سابقة، عن نيتها "خداع" الجانب الروسي فيما يتعلق بتطبيق اتفاقيات مينسك، مشيرة إلى أن هذه الاتفاقيات كانت تهدف إلى ضمان استقرار المنطقة، لكنها اعترفت بوجود صعوبات كبيرة في تنفيذها على الأرض بسبب تعنت روسيا في الالتزام بها.

 

وتعكس هذه التصريحات التوترات المستمرة في السياسة الدولية بشأن النزاع الأوكراني، حيث تتباين الآراء حول كيفية دعم أوكرانيا دون التصعيد المباشر مع روسيا، وهو ما يبقى محورًا حساسًا في العلاقات بين الدول الغربية وروسيا.

 

"أطباء بلا حدود" تحذر من تدهور النظام الصحي في الضفة الغربية جراء الهجمات الإسرائيلية

 

قالت منظمة "أطباء بلا حدود" في تقرير نشر اليوم الخميس إن نظام الرعاية الصحية في الضفة الغربية المحتلة يعاني من "حالة طوارئ دائمة" منذ ال 7 من أكتوبر 2023، مشيرة إلى أن إسرائيل تنفذ هجمات ممنهجة على القطاع الصحي في المنطقة.

 

وأوضحت المنظمة أن التصعيد العسكري الإسرائيلي، الذي تضمن توغلات عسكرية لفترات طويلة وفرض قيود أكثر صرامة على حركة الفلسطينيين، قد أعاق بشكل كبير الوصول إلى الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الرعاية الصحية، ونتيجة لذلك، تفاقمت الظروف المعيشية للفلسطينيين في الضفة الغربية بشكل كبير.

 

وأكدت المنظمة في تقريرها أنه منذ السابع من أكتوبر 2023، سجلت منظمة الصحة العالمية 694 هجومًا على المنشآت الصحية في الضفة الغربية، بما في ذلك المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية، التي كانت غالبًا ما تقع تحت حصار القوات العسكرية الإسرائيلية، واعتبرت المنظمة أن هذه الهجمات تشكل جزءًا من "نمط منهجي" من التدخلات التي تهدف إلى تعطيل تقديم الرعاية الصحية الطارئة.

 

وفي هذا السياق، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن الهجمات الإسرائيلية وعنف المستوطنين قد أسفرت عن استشهاد 884 فلسطينيًا على الأقل في الضفة الغربية منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة في 7 أكتوبر 2023.

 

وأشار التقرير إلى أن منع الفلسطينيين من الوصول إلى الرعاية الصحية يعتبر جزءًا من "نظام أوسع للعقاب الجماعي" تفرضه إسرائيل تحت ذريعة محاربة المسلحين الفلسطينيين، وأكدت "أطباء بلا حدود" أن النظام الصحي الفلسطيني في الضفة الغربية، الذي كان يعاني أصلاً من نقص حاد في الموارد، أصبح أكثر ضعفًا منذ بداية الحرب، في ظل القيود الكبيرة على الميزانية ونفاد نصف الأدوية الأساسية من المخازن.

 

وأضاف التقرير أن العيادات والمستشفيات تعمل "بمستويات منخفضة" بسبب نقص الموارد وغياب رواتب العاملين الصحيين منذ عام، كما أشار إلى أن حركة سيارات الإسعاف تمثل تحديًا كبيرًا بسبب نظام واسع من نقاط التفتيش وحواجز الطرق، مما يعرقل الوصول إلى الرعاية الصحية اللازمة.

 

كما أفاد التقرير بتكرار الهجمات على العاملين والمرافق الطبية من قبل القوات الإسرائيلية والمستوطنين، وغالبًا ما كانت المستشفيات والمرافق الصحية محاصرة من قبل القوات العسكرية، مما يزيد من المخاطر على المرضى والعاملين في المجال الصحي.

 

ودعت "أطباء بلا حدود" إسرائيل إلى "وقف استخدام القوة غير المتناسب" ضد المرافق الطبية والعاملين الصحيين في الضفة الغربية، وطالبت بإجراء تحقيقات مستقلة في الهجمات السابقة على المنشآت الصحية، كما شددت على ضرورة تسهيل وصول المساعدات الطبية إلى المحتاجين، والسماح لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بمواصلة عملها في المنطقة.

 

ختامًا، أكدت المنظمة أن الوضع في الضفة الغربية يزداد تعقيدًا بشكل يومي، محذرة من أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر ويعرقل أي آفاق لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

 

مقالات مشابهة

  • هل ستقدم روسيا تنازلات لإنهاء الحرب مع أوكرانيا؟
  • تحقيق أوروبي مع منصة "شي إن" الصينية
  • أوكرانيا تقصف مطارا في روسيا
  • تحقيق أوروبي في منتجات "شي إن".. عمالقة التجارة الإلكترونية الصينية تحت المجهر
  • ميركل تدعو لمنع انتصار روسيا في أوكرانيا وتؤكد دعمها لسياسة شولتس
  • استطلاع إسرائيلي : أغلبية تؤيد مقترح ترامب لتهجير سكان غزة
  • استطلاع: ارتفاع واضح في شعبية الاشتراكيين الديمقراطيين قبل أسابيع قليلة من الانتخابات بألمانيا
  • بوساطة إماراتية.. روسيا تستعيد 150 أسيرا من أوكرانيا
  • عون التقى نائبة رئيس وزراء سلوفينيا: دعم أوروبي لتنفيذ اتفاق وقف النار والإفراج عن الأسرى
  • حصري: تشريع أوروبي جديد ينص على إنشاء مراكز احتجاز للمهاجرين خارج حدود التكتل