آخر تحديث: 3 يوليوز 2024 - 9:51 صبقلم:فاروق يوسف لو سحب الحزب الديمقراطي مرشحه جو بايدن بسبب عدم توازنه وسحب الحزب الجمهوري مرشحه دونالد ترامب بسبب عدم اتزانه من سباق الرئاسة الأميركية لحدثت أكبر انتكاسة في تاريخ الديمقراطية. فليس من شروط الرئاسة في الولايات المتحدة أن يكون الرئيس عاقلا ولو كان عاقلا لما وافق على أن يكون زعيما لدولة جُن العالم بسبب جنونها.

كما أنه ليس من شروط تلك الرئاسة أن يكون الرئيس متزنا أخلاقيا ولو كان كذلك لما ارتضى أن يكون زعيما لأكبر عصابة في التاريخ البشري تعمل أذرعها على إبادة الشعوب وسرقة ثرواتها وتسخير القوة العسكرية الأعظم في العالم لتدمير الدول وإذلالها والاستخفاف بالعدالة. بايدن وترامب وكل واحد منهما له تجربة في حكم دولة، افتضح الجزء الأكبر من تفاصيل جنونها وانحدارها الأخلاقي، هما الأكثر صلاحية لتولي دورة جديدة من الحكم. أربع سنوات جديدة تؤكد من خلالها الولايات المتحدة ثباتها على مبادئها المعادية للشعوب وفي الوقت نفسه يؤكد الشعب الأميركي كراهيته لكل المبادئ السياسية التي تقوم على العقل والأخلاق والعدالة منحازا إلى قوة الابتذال والتفاهة والسطحية التي سبق وأن أشار إليها فنانون ومفكرون وشعراء وفلاسفة أميركيون قبل شيوع وانتشار موضة “الشعبوية” التي ألقى الكثيرون على عاتقها مسؤولية انحدار مفهوم الرئاسة الأميركية وتدهور شخصية الرئيس. كانت الشعبوية مجرد ظاهرة عابرة ركيكة التأثير أما الجوهر فإنه يقوم على المبدأ الذي يخالف العقل ويتصدى للأخلاق. الولايات المتحدة دولة ليست عاقلة ولا تتمتع بأي حس أخلاقي. فهل يُعقل والحالة هذه أن يكون رئيسها عاقلا أو ذا مستوى أخلاقي رفيع؟ سيُقال إن الوضع مع خرف بايدن وفضائح ترامب الأخلاقية صار خارج السيطرة. ذلك ليس صحيحا. لم يكن الوضع مع جون كينيدي وجورج بوش الأب والابن معا وبيل كلينتون وليندون جونسون وريتشارد نيكسون تحت السيطرة المزعومة. كل واحد من أولئك الرؤساء وسواهم ارتكب جرائم إبادة بشرية واخترق القانون حتى على المستوى الأخلاقي الشخصي. ما من رئيس أميركي إلا وتحوم حوله شبهات الجنون أو الانحطاط الأخلاقي. وليس ذلك إلا انعكاسا لطريقة العقل السياسي الأميركي في العمل. وهي طريقة تبدو مظهريا على قدر كبير من التعقيد غير أنها في الجوهر تكشف عن أن القرار السياسي لا يتخذه الرئيس بل تتخذه الشركات العملاقة وفي مقدمتها شركات السلاح والطاقة. يُظلم بايدن بسبب انحطاطه الجسدي وتقدمه في السن ويُظلم ترامب بسبب انحطاطه الأخلاقي وشراهته في التكسب. كان باراك أوباما يوم صار رئيسا لدورتين متتاليتين شابا متيقظ العقل ورياضيا ولم تكن لديه مغامرات لا أخلاقية، ولكن هل سعى ذلك الشاب من أصول أفريقية إلى إخراج دولته من دائرة جنونها وانهيارها الأخلاقي؟ كل الوعود التي أطلقها في مجال الارتقاء بحياة الأميركيين وبالأخص في المجال الصحي والتي وهبته فرصة الحكم للمرة الثانية جرى تناسيها ولم يبق منه للذكر سوى ذلك الشاب الأسمر الذي تحبه زوجته ميشيل. شيء ما قريب من المسلسلات التلفزيونية. لا تحتاج الولايات المتحدة إلى رئيس عاقل بأخلاق حسنة. ذلك ما يمكن أن يسخر منه الأميركيون العاديون. فالمعجزة الأميركية لم تستند أصلا على العقل والأخلاق، بل على التهور والطيش وروح المبادرة عن طريق الانتهاك. ذكاء الفرد في النظام الرأسمالي يكمن في أن يفلت من العقاب حين يخترق القانون. تلك معادلة أشاعت الجنون في العالم الحر. الفاسدون على سبيل المثال هم الأكثر دفاعا عن النزاهة والقتلة هم أكثر المدافعين عن السلام. غير مرة وُهبت جائزة نوبل للسلام لأشخاص، كان يجب ترحليهم إلى محكمة العدل الدولية. ولو كان هناك شيء من العقل في سلوك العدالة الدولية لكان الرئيس الأميركي لندون جونسون قد مات وراء القضبان بسبب جرائمه في فيتنام ولقضى جورج بوش الابن باقي أيامه في السجن بسبب تدميره لحياة المدنيين في أفغانستان والعراق. ولكن أميركا صنعت عالما يشبهها. أن يكون الرئيس الأميركي مصابا بخرف الشيخوخة أو أن يكون رمزا للانحراف الأخلاقي، ذلك ما يجد فيه الأميركيون مدعاة للفخر. فأميركا هي أميركا. هي التي تفرض نموذجها على العالم الذي لا تسمح له بفرض نموذجه عليها. العيب ليس في أميركا بل العيب في مَن صدق أن الديمقراطية يمكن استيرادها منها. الدولة التي ألقت مئات الأطنان من اليورانيوم المنضب على الشعب العراقي وهي تعرف أنه شعب أعزل لا علاقة له بآلة الحرب هي بالتأكيد ليست دولة ديمقراطية. ولو لم يكن رئيسها مجنونا لما فعلت ذلك.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الولایات المتحدة أن یکون

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية إيران : المفاوضات المباشرة مع من يهدد لن يكون لها معنى

يمانيون|

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن “المفاوضات المباشرة مع طرف يهدد باستمرار باللجوء إلى القوة في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة وله مواقف متناقضة يعبر عنها مختلف مسؤوليه، لن يكون لها معنى، مشيرا في الوقت نفسه الالتزام بالدبلوماسية والاستعداد لتجربة طريق المفاوضات غير المباشرة .

ونقلت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء،عن عراقجي قوله في مراسم احتفالية عيد النوروز تطورات عام 2024 باعتباره عاماً حافلاً بالأحداث والتحديات بالنسبة لإيران والمنطقة، إنه “من حيث المبدأ فإن المفاوضات المباشرة مع طرف يهدد باستمرار باللجوء إلى القوة في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة ولديه مواقف متناقضة يعبر عنها مسؤولوه المختلفون ستكون بلا معنى، لكننا ملتزمون بالدبلوماسية ومستعدون لتجربة طريق المفاوضات غير المباشرة”.

وأشار عراقجي إلى الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، وقال: لقد اعتمدت إيران في السابق مجموعة من التدابير الطوعية في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة لتقديم ضمانات بشأن طبيعة برنامجها النووي، لكن الولايات المتحدة هي التي انسحبت من جانب واحد من هذا الاتفاق. والآن، ومع هذه التجربة، نحن على استعداد لمواصلة الحوار بشأن برنامجنا النووي ورفع العقوبات، استناداً إلى منطق بناء الثقة في مقابل رفع العقوبات القمعية ضد إيران.

وأكد عراقجي بشكل قاطع: “إن إيران، في حين تلتزم بمسار الدبلوماسية والحوار لحل سوء الفهم وحل الخلافات، تبقى مستعدة لكل الأحداث المحتملة وكما هي جادة في الدبلوماسية والتفاوض، فإنها ستكون حاسمة وجادة أيضاً في الدفاع عن مصالحها وسيادتها الوطنية”.

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى النهج المسؤول والمدروس لإيران تجاه التطورات الدولية، وقال: “إن رد إيران على رسالة الرئيس الأمريكي جاء وفقا لمحتوى ونبرة رسالته، مع الحفاظ في الوقت نفسه على فرصة استخدام الدبلوماسية”.

كما أشار عراقجي أيضا الى مبادئ السياسة الخارجية الإيرانية تجاه جيرانها وباقي دول العالم، معربا عن أمله في أن نشهد في العام الجديد مزيدا من توسيع العلاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وأكد عراقجي على عزم إيران على مواصلة سياساتها المبدئية والمسؤولة في عام 2025.

وأشار عراقجي إلى الكوارث الإنسانية الناجمة عن الحرائق وجرائم الكيان الصهيوني في غزة ولبنان وسوريا، فضلاً عن التصريحات غير القانونية للولايات المتحدة ضد اليمن، مؤكداً على ضرورة التضامن والتعاون بين الدول لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المظلوم ووقف عدوان الكيان الإسرائيلي على لبنان وسوريا.

مقالات مشابهة

  • 12 قتيلا حصيلة ضحايا العواصف والأعاصير في الولايات المتحدة
  • لن يكون الرئيس الوحيد الذي يزورها.. إيمانويل ماكرون في جامعة القاهرة غدا
  • وزير خارجية إيران : المفاوضات المباشرة مع من يهدد لن يكون لها معنى
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العواصف والأعاصير في الولايات المتحدة
  • فولوديمير زيلينسكي ينتقد الولايات المتحدة بسبب تعليقها “الضعيف” بعد مقتل 19 شخص بهجوم روسي
  • جاغوار لاند روفر البريطانية توقف شحناتها إلى الولايات المتحدة بسبب الرسوم الجمركية
  • الرئيس الإيراني: تصرفات الولايات المتحدة تتناقض مع دعوتها للتفاوض
  • بسبب غرينلاند.. فرنسا باتت تخشى على أقاليمها الخارجية من مطالبات الولايات المتحدة
  • رئيس الوزراء الكندي يدلي بتصريح جريء بشأن الولايات المتحدة
  • لماذا تحتاج أمريكا لاستراتيجية أسلحة نووية أفضل؟