انتخابات رئاسية لا معنى لها في إيران…
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
آخر تحديث: 3 يوليوز 2024 - 9:45 صبقلم: خيرالله خيرالله ما دام “المرشد الأعلى” علي خامنئي على قيد الحياة، لا مجال لحصول أي تغيير في إيران، بغض النظر عن فوز أي من المرشحين إلى منصب رئيس الجمهوريّة. المرشحان هما مسعود بيزشكيان المحسوب على التيّار “الإصلاحي” والمتشدّد سعيد جليلي الذي يرمز إلى مدى إمساك “الحرس الثوري” بمقاليد السلطة في “الجمهوريّة الإسلاميّة”.
ليس ما يشير إلى أنّ بيزشكيان على استعداد للمس بأي مبدأ من المبادئ التي يقوم عليها النظام الذي أسّسه آية الله الخميني والقائم على وجود “الولي الفقيه”. يمثل “الولي الفقيه” سلطة عليا معصومة تتحكّم بكل القرارات المهمّة، داخليا وخارجيّا، وتضع سقفا لا يحق لأحد تجاوزه. بيزشكيان نفسه، وهو طبيب جرّاح، يدرك أن لا مجال للخروج عن هذا السقف. يعرف خصوصا أن أقصى ما يستطيع عمله هو بعض الإصلاحات الداخلية في مجتمع إيراني يتوق إلى الخروج من القوانين الصارمة المفروضة عليه من جهة والانفتاح على العالم الحضاري من جهة أخرى. من هذا المنطلق، قد يكون هناك توجه لدى “المرشد الأعلى” للإتيان به إلى الرئاسة بهدف تنفيس الاحتقان الداخلي في وقت يبدو فيه الرئيس السابق دونالد ترامب على مسافة قصيرة من العودة إلى البيت الأبيض نتيجة انتخابات الخامس من تشرين الثاني – نوفمبر المقبل. بات واردا فوز بيزشكيان على الرغم من أنّه سيكون صعبا سماح “الحرس الثوري” بذلك بغض النظر عن استعداده لالتزام السقف المعمول به منذ قيام “الثورة الإسلاميّة” واحترام الدستور الذي وضعه الخميني ليكون على مقاسه. يعود ذلك إلى حاجة “الحرس” في هذه الظروف بالذات، مع تقدّم خامنئي في السنّ، إلى رئيس للجمهورية يكون في خدمته كما كانت عليه الحال مع إبراهيم رئيسي. لكنّ الأمر، الذي يبدو من المفيد أخذه في الاعتبار، أن “المرشد الأعلى” لم يكن ليسمح بترشح بيزشكيان أصلا لو كان هناك أدنى شكّ في أنّه يمكن أن يثير أي نوع من المشاكل في حال وصوله إلى الرئاسة. لا تختلف حسابات “الحرس الثوري” كثيرا عن حسابات خامنئي، بل لا تختلف في شيء. هناك أولوية لضبط الوضع الداخلي وإبقائه تحت السيطرة، سواء أكان ذلك عبر بيزشكيان أو عبر جليلي. الأهمّ من ذلك كلّه توجد حاجة إلى التفكير في الأيام الصعبة التي تمر بها “الجمهوريّة الإسلاميّة” التي قررت خوض حروب خاصة بها، على هامش حرب غزّة. تبدو الأيام الحالية صعبة. لكنّ الأيام والأسابيع المقبلة ستكون أكثر صعوبة لسببين على الأقل. السبب الأوّل أنّ ليس في واشنطن من يريد عقد “صفقة” مع “الجمهوريّة الإسلاميّة” على الرغم من سيطرتها على العراق وسوريا ولبنان وجزء من اليمن. تستطيع انطلاقا من هذا الجزء اليمني التسبب في تعطيل جزئي للملاحة في البحر الأحمر مستخدمة الحوثيين. وضعت إيران في فمها لقمة كبيرة سيكون من الصعب عليها ابتلاعها. فضلا عن ذلك، إن الحروب التي تشنّها “الجمهوريّة الإسلاميّة” لإثبات أنّها القوة المهيمنة في المنطقة والحصول على اعتراف أميركي بذلك، هي من دون شكّ حروب مكلفة. من الصعب على الاقتصاد الإيراني تحمّل كلفة هذه الحروب على الرغم من كل الواردات غير المرئية التي تحصل عليها طهران من مصادر مختلفة وعلى الرغم من استغلالها لقسم من ثروات العراق. أمّا السبب الآخر، فهو عائد إلى أن جو بايدن صار بطة عرجاء وليس في استطاعته القيام بأي خطوة في أي اتجاه على الصعيد الخارجي، فكيف إذا كان الأمر يتعلّق بالتوصل إلى اتفاق مع “الجمهوريّة الإسلاميّة”. فوق ذلك، ليس سرّا أن دونالد ترامب، الذي مزّق الاتفاق النووي مع إيران، ليس في وارد عقد أي نوع من الاتفاقات معها في حال لم ترضخ لشروطه. لن يغير انتخاب بيزشكيان أو جليلي شيئا في “الجمهوريّة الإسلاميّة” ونظامها وسلوك الحياة فيها. تتغيّر إيران عندما يكون هناك قرار بعودتها دولة طبيعيّة تعرف، بكل بساطة، أن ليس لديها ما تقدّمه لمحيطها أو للدول والمناطق التي تسيطر عليها، غير نشر الدمار والبؤس والفقر والتخلّف وإثارة الغرائز المذهبيّة. بكلام أوضح، تتغيّر إيران عندما تتخلّى عن شعار “تصدير الثورة” وهو تصدير للفوضى لا أكثر. كلّ ما عدا ذلك يبقى وهما اسمه محاربة إسرائيل والانتصار عليها. هذا لا يعني أن إسرائيل في وضع قوي، بمقدار ما يعني أن السياسة الإيرانيّة القائمة منذ العام 1979، لا يمكن أن تستمر نظرا إلى أن ليس ما يجمع بين هذه السياسة والمنطق. ماذا ينفع إيران من جراء السيطرة على العراق الذي قدمته إليها إدارة جورج بوش الابن على صحن من فضّة؟ ماذا ينفع إيران من المشاركة في حرب على الشعب السوري مستمرّة منذ العام 2011 من منطلق ضرورة المحافظة على نظام بشّار الأسد الأقلّوي؟ ماذا ينفع إيران من تدمير لبنان بيتا بيتا وحجرا حجرا وقرية قرية ومؤسسة بعد مؤسسة؟ ما الذي لدى إيران تقدمه للبنان واللبنانيين غير صيغة السلاح يحمي الفساد؟ أخيرا وليس آخرا ماذا تستطيع إيران تقديمه إلى بلد فقير مثل اليمن باستثناء زيادة الوضع فيه تفتيتا وقطع الطريق على أي تسوية تستهدف إيجاد صيغة فيدرالية أو ما شابه ذلك تسمح لليمن باستعادة بعض العافية وتسمح لليمنيين بإيجاد طعام ودواء ومدرسة؟ حققت “الجمهوريّة الإسلاميّة” كل الانتصارات التي تريد تحقيقها. لكنها لم تحقّق انتصارا واحدا ذا معنى يصب في جعل البلد ذي الحضارة القديمة في وضع أفضل مما كان عليه في عهد الشاه. لن تقدّم الانتخابات الرئاسيّة ولن تؤخر. لا معنى لهذه الانتخابات ما دام ليس في إيران من يريد الخروج من فكرة “تصدير الثورة”، وهي فكرة لا تعني سوى الهروب الدائم من الأزمة الداخلية العميقة للنظام إلى خارج حدود البلد.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: على الرغم من إیران من لیس فی
إقرأ أيضاً:
عفراء أحمد…عن معنى البيت في ذاكرة اليمني
يمن مونيتور/العربي الجديد
في معرضها “بنت القمرية” الذي افتتح في “غاليري أكسيس” بالقاهرة الثلاثاء الماضي ويتواصل حتى مساء الجمعة المقبل، تبحث الفنانة اليمنية المقيمة في مصر عفراء أحمد (1992) عن مفهوم المنزل وتحولاته في بلدها الذي تعرَّض لحربٍ وصراعات داخلية طوال العقد الماضي.
عنوان المعرض يشير إلى القوس نصف الدائري الذي يعلو نوافذ البيوت ذات الطراز المعماري المنتشر في اليمن منذ أكثر من أربعة آلاف عام، وأخذت القمرية اسمها من شكلها الذي يشبه القمر في حالة عدم اكتماله، وكانت تصنّع من الجص فوق لوح خشبي حيث تمتلئ بالزخارف.
تعود عفراء أحمد التي غادرت اليمن عام 2012 إلى القمرية، ربما لوظيفتها التي تتيح دخول الضوء إلى المنزل في محاولة لإنشاء نافذة تنفتح على الذاكرة، كما يشير قيّم المعرض الفنان أحمد شوقي حسن في تقديم المعرض إلى أن “تلك النافذة التراثية التي اشتهرت بها منازل اليمن، ذلك البلد “السعيد” الذي نشبت فيه الحرب، وبينما كان العالم يستعد أخيراً أن يفتح أبوابه بعدما أطاحه فيروس كورونا، انتهزت عفراء الفرصة وانتقلت إلى مصر التي أقامت بها حتى عودتها إلى اليمن مرة أخرى، وفي أثناء الرحلة توطدت العلاقة بين كلتيهما: عفراء وتلك النافذة، باعتبارهما نازحتين تبحثان عن شعور جديد بالوطن، اكتسبتا خلالها مفاهيم وخبرات جعلت كل منهما تُماهِي الأخرى”.
من المعرض
يشتمل المعرض على تركيبات متعددة الوسائط تشمل الصور والفيديوهات والمنحوتات والرسوم والمطبوعات أحادية النسخة، تحضر نماذج عدّة بتشكيلات مختلفة للقمرية، إذ يواجه الزائر واحدة مكسّرة في إحدى زوايا الصالة، بينما تقدّم الفنانة مجموعة من القمريات بأشكال دائرية هذه المرة معلقة من السقف وأخيلتها تتراءى فوق الجدران.
وتتكرّر القمرية كموتيف يحمل دلالات متنوعة تتعلّق بالهوية والجذور والنزوح والذاكرة ومعنى البيت/ الوطن، وتتولّد أيضاً تشكيلات جمالية متعددة، منها ثماني لوحات متجاورة تحتوي رسماً للقمرية بشكل يحاكي حالات القمر، بينما تعلّق عفراء أحمد صورة فوتوغرافية تظهر مراحل عملها فوق سلّم في صالة الغاليري.
ويبيّن حسن أن عفراء تفترض أن “المنزل” كفضاء مراوغ وجوده قد يعني المكان أو الأرض، أي البقاء والتاريخ، لكنه أيضاً يعني الزوال والنسيان، والحدود الجغرافية والافتراضية، والصراع والمصالح المشتركة، والعائلة والشعور بالانتماء، وكأنه الوطن أو هو بالفعل كذلك. تتساءلان عن طبيعة العلاقة التي تنشأ بمجرد أن ينقطع الاتصال بين الناس والمكان، ويختتم تقديمه بالتساؤل: كيف ينجح “المنزل” في أن يظل فكرة قائمة؟
يُذكر أن عفراء أحمد وُلدت في عدن، وحصلت على درجة البكالوريوس في تكنولوجيا الوسائط المتعددة من “جامعة آسيا والمحيط الهادئ” في كوالالمبور، وأقامت العديد من المعارض في مصر والولايات المتحدة الأميركية والأردن وماليزيا.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق فكر وثقافةالمذكورون تم اعتقالهم قبل أكثر من عامين دون أن يتم معرفة أسب...
ليست هجمات الحوثي وانماالشعب اليمني والقوات المسلحة الوطنية...
الشعب اليمني يعي ويدرك تماماانكم في صف العدوان ورهنتم انفسكم...
موقف الحوثيون موقف كل اليمنيين وكل من يشكك في مصداقية هذا ال...
What’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...