يتابع جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية ما تقوم به قوى المقاومة في الضفة الغربية من جهود كبيرة لإدخال الأسلحة والوسائل القتالية، مع تخوف لا يخفيه الاحتلال بشأن نجاح المقاومة في الخطوة التالية من إدخال المواد المتفجرة القياسية، مما قد يفرض عليه تحدّيا كبيرا قد لا يكون متجهزا له. 

آفي أشكنازي المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" العبرية، أكد أن "الجيش يعمل بشكل مكثف في جميع أنحاء الضفة الغربية ضمن عمليات "جزّ العشب" يوميًا، وفي جميع ساعات اليوم، وفي كل مخيمات اللاجئين والتجمعات الحضرية والريفية، فيما يقوم مسلحو حماس والجهاد الإسلامي ومنظمات أخرى بتشكيل تشكيلات دفاعية لها في محاولة لإلحاق الضرر بقوات الاحتلال فيما تسميها "أوكار الرعب" المنتشرة في الضفة".

 

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "الأيام الأخيرة شهدت سقوط العديد من الجنود والضباط بمناطق مختلفة من الضفة، عبر إطلاق نار أو تفجير عبوات ناسفة، خاصة جنين ومخيم نور الشمس قرب طولكرم، مما يعني أن تهديد العبوات بات مقلقاً جدًا للجيش، ويعيد لأذهانه تلك الفترة العصيبة التي تواجد فيها الجيش في جنوب لبنان في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات، حيث درّب الإيرانيون حزب الله على استخدام العبوات الناسفة لإلحاق الأذى بقوات الاحتلال، والتسبّب في سقوط العديد من الخسائر البشرية في صفوفه". 


وزعم أن "البصمة الإيرانية تظهر بوضوح في الضفة الغربية، سواء في تدفق الوسائل أو التدريب، وبعضه يتم عبر المواقع الإلكترونية، وقد حدّد الجيش الإسرائيلي التهديد، وتعمل قيادته الوسطى على الحدّ من قدرات المسلحين الفلسطينيين، زاعما أن جميع الرسوم التي تم العثور عليها حتى الآن حصيلة الإنتاج الذاتي، وليست رسومًا نموذجية، لأن المواد التي تصنع منها العبوات ذات استخدام مزدوج من الأسمدة وسواها، ولهذا فإن تأثيرها مقارنة بكمية المادة المتفجرة منخفض جداً، وأحد أجهزة الشحن الشائعة هو شاحن بالون الغاز المملوء بمواد كيميائية من أجل إحداث انفجار بقوة كبيرة". 
 
وأوضح أن "جيش الاحتلال قام بتأسيس عقيدة قتالية في الغارات على الضفة الغربية للحفاظ على قواته أثناء العمليات، حيث قام سلاح الهندسة بتحييد عدة عبوات من خلال كشف الأرض باستخدام جرافات دي9، وبالتالي إزالتها، كما يستخدم وسائل تكنولوجية لتعطيل الترددات، زاعما أنه منذ بداية حرب غزة، اكتشف مئات العبوات الناسفة المزروعة، وفي الوقت نفسه، تم الاستيلاء على عدة مئات منها وتستخدم كحشوات تفريغ، ويعمل الجيش والشاباك على تحديد مواقع الذخائر، وإخراجها من الخدمة، وتفجير 50 منها".  

وأشار إلى أن "الجيش والشاباك يدركان بالفعل أن المختبرات المخصصة لتحضير العبوات الناسفة والمتفجرات تبذل جهوداً كبيرة لإدخال وسائل القتال للضفة الغربية، وهذا هو أحد أكبر التحديات التي يواجهها، وخشيته أن تتمثل الخطوة التالية بإدخال المتفجرات القياسية كتلك المستخدمة في لبنان في مراحل سابقة، مما يجعل أحد أهداف عملياته الواسعة داخل مخيمات اللاجئين هو تدمير البنية التحتية لمختبرات المتفجرات، زاعما أنه لهذا السبب يقوم بمسح الكثير من المساحات والمباني".

أفنير بارنياع الباحث في مركز أبحاث الأمن القومي بجامعة حيفا، والمسؤول السابق في جهاز الشاباك، حذر "من تكرار مفاجأة اندلاع انتفاضة الحجارة الأولى أواخر 1987، فقد لا ينتبه الجيش هذه المرة للمفاجأة الاستراتيجية التي قد تتطور تحت أنفه في الضفة الغربية، لأنه إحدى سمات الفشل في السابع من أكتوبر أنه رغم وجود معلومات استخباراتية جيدة فيما يتعلق بنوايا حماس للقيام بغزو واسع النطاق للمستوطنات المحيطة بغزة وخارجها، لكن الافتراض الأساسي للمؤسسة الأمنية ظل كما هو أنه لن يحدث ذلك، ولم نتصور احتلال واستيلاء حماس على مناطق في الداخل المحتل من خلال هجوم متزامن". 


وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، وترجمته "عربي21" أنه "منذ أكثر من 50 عاماً، يعمل الاحتلال في ظل ظروف التفوق الأمني، وبالتالي لم يكن ممكنا أن يتصور المستويان الأمني والسياسي تحركاً عسكرياً لحماس، التي نعتبرها ضعيفة، من شأنها أن تضعنا في موقف الدونية، مما يعيدنا إلى ديسمبر 1987 حين اندلعت الانتفاضة الأولى، وقد مر أسبوعان قبل ان يدرك الاحتلال أن شيئا جوهريا قد تغير في الضفة وغزة، فقد كانت انتفاضة شعبية عفوية واسعة النطاق اندلعت تحت أنظار الشاباك والجيش لم تكن من صنع منظمة التحرير الفلسطينية، بل انتظرت فقط إشعال عود ثقاب". 

وأوضح أنه "منذ بداية 2023، هناك تزايد مكثف في النشاط المسلح في الضفة الغربية، وتدهور الوضع منذ السابع من أكتوبر، ردّا على سرعة الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وإقامة بؤر استيطانية جديدة تحت رعاية الدولة، وما يرافقها من تصعيد من قبل الجيش، مما يؤدي لتفاقم محنة الفلسطينيين بشكل كبير، حتى ظهر نشاط الجيش في الضفة شبيه بما يجري في غزة، من حيث تدمير البنية التحتية المدنية، وإلحاق الضرر في بعض الأحيان بمن لا يشاركون في المقاومة".  

تتزامن هذه المخاوف الإسرائيلية مع ما شهدته الآونة الأخيرة من بروز احتمالية غزو المقاومين للمستوطنات المجاورة للسياج، وادّعاء سكانها أنهم غير محميين، والخشية من تكرار سيناريو غزو أكتوبر في غزة، رغم استمرار إجراءات الجيش المضادة، لكن عنف المستوطنين، والوضع الاقتصادي الصعب لدى الفلسطينيين، قد يثير رغبتهم في الانتقام، دون التأكد أن الاحتلال سيصدر تحذيرا، لأن المقاومة تفحص نقاط ضعفه بصبر، وتتصرف عندما تجد الفرصة مناسبة.  

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الضفة حماس الفلسطينيين غزة فلسطين حماس غزة الاحتلال الضفة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

مشاهد للحظة قنص مستوطن في نابلس وتحذيرات إسرائيلية من تحول الضفة إلى ساحة مشابهة لغزة ولبنان (فيديو)

الجديد برس:

قُتل مستوطن في عملية إطلاق نار وقعت قرب مستوطنة “هار براخا” الإسرائيلية، الثلاثاء، المقامة على أراضي قريتي بورين وكفر قليل في نابلس، شمالي الضفة الغربية.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مستوطناً أصيب فجأة برصاصة في صدره أطلقت عليه من مسافة بعيدة في نابلس، ولاحقاً أعلنت مقتله.

وأقر جيش الاحتلال بإصابة المستوطن برصاصة في صدره، موضحاً أن إطلاق النار عليه تم من مسافة بعيدة. وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن الرصاص أُطلق من قناص فلسطيني.

وعقب عملية إطلاق النار، دخلت القوات الإسرائيلية إلى مدينة نابلس، لتُقابل بالمقاومة من قبل الشبان الذين أطلقوا النيران عليها، بحسب ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية.

بدورها، باركت لجان المقاومة في فلسطين عملية إطلاق النار البطولية في “هار براخا”، مؤكدةً أنها تأتي امتداداً للفعل الثوري المتصاعد في الضفة الغربية، ورداً على جرائم الاحتلال وحرب الإبادة التي يشنها في قطاع غزة.

كما شددت على أن هذه العملية تؤكد الفشل الاستخباري والأمني المتراكم لدى الاحتلال، والانهيار العملياتي لجيشه في مواجهة مقاومي الشعب الفلسطيني وشبابه الثائر.

ودعت أيضاً أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 1948 إلى تصعيد المقاومة، وتنفيذ العمليات الموجعة والنوعية ضد الاحتلال، وضرب جنوده ومستوطنيه في كل مكان من الأراضي الفلسطينية، انتصاراً للدماء في قطاع غزة.

المقاومة تتصدى وتشتبك

في غضون ذلك، خاض المقاومون اشتباكاتٍ ضاريةً ضد قوات الاحتلال في محيط حي الضاحية في مدينة نابلس.

وأعلنت كتيبة نابلس في “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تصدي مجاهديها لقوات الاحتلال، واستهدافها تلك الموجودة على جبل الضاحية ومنطقة الضاحية، بصليات كثيفة من الرصاص.

كتائب “شهداء الأقصى” أكدت أيضاً أنها تصدت لاقتحام قوات الاحتلال منطقة الضاحية.

كذلك، خاض مقاتلو كتيبة نابلس في قوات العاصفة، الجناح العسكري لحركة فتح الانتفاضة، اشتباكاتٍ ضاريةً، بالأسلحة المتنوعة، مع القوات الإسرائيلية المتوغلة في المنطقة نفسها.

وكانت الضفة الغربية شهدت منذ صباح الثلاثاء اشتباكات بين المقاومين والقوات الإسرائيلية، وتحديداً في نابلس وبيت أمر وسلواد.

واقتحمت قوات الاحتلال شارع القدس في شرقي نابلس، حيث تصدى المقاومون لها. وأسفرت الاشتباكات عن إصابة شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الحي في قدمه، بحسب ما أعلنه الهلال الأحمر الفلسطيني.

كذلك، تصدى الشبان للاحتلال في بلدة بيت أمر، شمالي الخليل، جنوبي الضفة الغربية، بعدما اقتحمتها قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وفي بلدة سلواد أيضاً، شمالي رام الله، تصدى المقاومون لقوات الاحتلال المقتحمة.

من جهتها، أكدت كتائب شهداء الأقصى – نابلس خوضها فجر الثلاثاء اشتباكاتٍ ضاريةً مع قوات القوات الإسرائيلية التي اقتحمت مخيم بلاطة، متصديةً لها بالأسلحة الرشاشة والعبوات.

إعلام إسرائيلي: تحول في الضفة إلى ما يشبه غزة ولبنان

وأمام مواصلة المقاومة في الضفة الغربية التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تقتحم المدن والبلدات بصورة متكررة، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن وجود قلق كبير لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي من تهديد العبوات الناسفة القاتلة في الضفة الغربية.

وحذر الإعلام الإسرائيلي من أن الاحتلال يواجه في الضفة عبوات تذكّر بالأسلوب الذي اتبعه حزب الله في ثمانينيات القرن الماضي، خلال فترة احتلال جنوبي لبنان.

وشدّد أيضاً على وجود تحول في الضفة الغربية إلى ما يشبه غزة ولبنان، في إشارة إلى تطور مسار العمليات العسكرية في الضفة، والأسلحة والقدرات التي يمتلكها المقاومون فيها.

مشاهد من كاميرا مراقبة للحظة قنص مستوطن إسرائيلي في هار براخا قرب نابلس بالضفة الغربية pic.twitter.com/vYQyZsJWYW

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) July 2, 2024

شاهد | لحظة إصابة مستوطن في عملية إطلاق النار قرب نابلس مساء اليوم. pic.twitter.com/dDIMbk1SMo

— القسطل الإخباري (@AlQastalps) July 2, 2024

مقالات مشابهة

  • أبو ردينة يدين إعلان الاحتلال عن مخطط استيطاني جديد لإقامة 5300 وحدة استيطانية في الضفة الغربية
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة في طولكرم شمال الضفة الغربية
  • تصريحات وتحركات إسرائيلية تكشف عن «طول» العدوان على غزة.. «ربما لسنوات»
  • 4 شهداء في غارة جوية للاحتلال على الضفة الغربية
  • مقتل أربعة شبان بغارة إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة 
  • مشاهد للحظة قنص مستوطن في نابلس وتحذيرات إسرائيلية من تحول الضفة إلى ساحة مشابهة لغزة ولبنان (فيديو)
  • المقاومة في الضفة.. بين العبوات الناسفة وسلاح الحرائق
  • إسرائيل وتهديد العبوات الناسفة بالضفة
  • NYT: المقاومة في الضفة الغربية تسعى إلى محاكاة حماس في غزة