موقع 24:
2025-02-01@23:06:27 GMT

انقلاب النيجر يفاقم فوضى الساحل لكن رد الجوار حاسم

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

انقلاب النيجر يفاقم فوضى الساحل لكن رد الجوار حاسم

عن المخاطر التي يمكن أن يتسبب بها الانقلاب الذي وقع في النيجر في 26 يوليو(تموز) الماضي، على دول منطقة الساحل في إفريقيا، كتب جايسون بوركي في صحيفة "غارديان" البريطانية يقول إن أي مسافر مقدام سيواجه صعوبة لعبور القارة الإفريقية من أوسع نقطة لها، من البحر الأحمر إلى قرب المحيط الأطلسي، من دون أن يمر ببلد لا تمزقه حرب أهلية أو يتعافى من إحداها، أو لم يتعرض لانقلاب عسكري منذ 2021، أو لم يتحول دولة فاشلة يحتلها مزيج من السياسيين الجشعين، أو ميليشيا ومرتزقة روس.

استقرار النيجر يشكل أمراً حاسماً بالنسبة إلى مستقبل منطقة الساحل

والطريق غير المستحسنة للمسافر ستأخذه من منطقة تيغراي في شمال إثيوبيا، التي كانت تشهد حرباً أهلية حتى العام الماضي، إلى السودان، حيث تحول صراع داخلي على السلطة إلى عنف عام، ومن هناك إلى إفريقيا الوسطى، التي ينظر إليها المحللون اليوم على أنها المثال الأفضل في القارة، لأسوأ ما يمكن أن يصيب أمة.

بعد هذا يأتي الخيار الأصعب. إن طريقاً شمالية تمر عبر تشاد، التي يحكمها عسكري سيطر على السلطة عام 2021، عندما قُتل والده في معركة عقب ثلاثة عقود من الحكم، بينما مالي تسودها سلسلة من التمردات الداخلية، إسلاميون متشددون ومزيد من المرتزقة الروس الذين استأجرهم ثاني حاكم عسكري يتولى السلطة في السنوات الأخيرة، ومسار آخر للرحلة يمكن أن يؤدي إلى الكاميرون، التي تعيش حرباً أهلية مزمنة، ثم بوركينا فاسو، التي عانت من انقلابيين عسكريين عام 2022.

كثير من الحظ

ويقول الكاتب في "غارديان" إنه أياً كان الطريق، فإن المسافر يحتاج إلى تأمين باهظ وكثير من الحظ، كي يعبر إلى دولة تشكل حجر الزاوية هي النيجر، التي باتت البلد الأخير الذي يقع فريسة ما يبدو أنه وباء عدم الاستقرار.

ولا يزال غير واضح سبب الاضطراب الأخير في منطقة الساحل.. كان ينظر إلى النيجر على أنها الدولة الأكثر استقراراً في المنطقة، وقبل أشهر فقط، وصفها وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن بأنها "نموذج للديمقراطية".. واستندت هذه الخلاصة، إلى نجاح رئيسها محمد بازوم، وهو شخصية وسطية مؤيدة للغرب وللتحديث، فاز بأكثر من 55 في المائة من الأصوات في انتخابات أجريت عام 2021، ليصير أول زعيم يتولى السلطة بشكل سلمي منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1960.

#Niger

Niger’s coup adds to chaos in the Sahel, but it may also offer some hope https://t.co/wKrNHXQKcs pic.twitter.com/Hz9LTtXL52

— rouge-gorge (@rougesgorges) August 6, 2023

وتفترض التقارير أن بازوم كان يعتزم إعادة تنظيم الحرس الرئاسي، قوة النخبة من الجنود الذين يقودهم الجنرال عبد الرحمن تياني، الذي اعتقد أنه سيعفى من منصبه، فسارع إلى الانتقام بضربة استباقية، واضعاً بازوم قيد الإقامة الجبرية.

وما تلا ذلك، كان انقلاباً صريحاً حيث ظهر عسكريون على التلفزيون الرسمي للإعلان عن أنهم خلعوا الرئيس من السلطة وعلقوا الدستور، ومن ثم أعلن تياني نفسه زعيماً لـ النيجر في خطاب متلفز، شرح فيه أنه تحرك لحماية الأمة من أخطار أمنية تتهددها.

تدخل عسكري إفريقي

وبلغت الأزمة لحظة حاسمة. فقد أثار استيلاء تياني على السلطة، تهديداً بتدخل عسكري من أجل إعادة بازوم إلى السلطة، من قبل 15 دولة في غرب إفريقيا.. وأمهلت هذه الدول تياني حتى مساء الأحد (أمس) كي يتخلى عن السلطة.

ووصفت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، السبت، هذه التهديدات بأنها "ذات صدقية".. لكن العسكريين في النيجر لم يظهروا أي إشارة على رغبتهم في الدخول في مساومة، وأكدوا أنهم سيقاومون أي غزو.

Niger’s coup adds to chaos in the Sahel, but it may also offer some hope . "Though it might seem paradoxical, popular support for the recent military coups was “symptomatic of a new wave of democratic aspiration that is expanding across the continent”. https://t.co/d8AnpyogaC

— Albert Buyé Grau (@albertbuye) August 6, 2023

ويسود الذعر الشديد أنحاء القارة، ووصف الرئيس الكيني وليم روتو الوضع بأنه "انتكاسة خطيرة"، لكن هذا تقليل من خطورة الموقف. ذلك، أن استقرار النيجر يشكل أمراً حاسماً بالنسبة إلى مستقبل منطقة الساحل، التي بدورها تعتبر ركيزة مهمة للقارة.. وخلال عقد ونصف، تحولت المنطقة من الفقر المترافق مع استقرار نسبي، إلى بوتقة من الفوضى السياسية والمعاناة الإنسانية والاتجار الإجرامي بالبشر والعنف المتطرف.

وينتشر في كل مكان النزوح الواسع النطاق، والأزمات الاقتصادية الحادة، والضغط الديموغرافي الهائل والتدهور البيئي.. ومعظم المشاكل الأكثر خطورة في الساحل يفاقمها التغير المناخي.

ويقول الكاتب إن الأنظمة العسكرية التي وصلت إلى السلطة في دول الساحل أثبتت عجزها عن التعامل مع هذه التحديات، وتحت حكم بازوم كان العنف الجهادي في النيجر إلى تراجع.. أما في مالي المجاورة، فإنه في ظل قيادة الكولونيل آسيمي غويتا، زاد النشاط الجهادي بنسبة 25 في المائة منذ العام الماضي.

مرتزقة فاغنر

وحيثما انتشر مرتزقة فاغنر المرتبطين بالكرملين، فإن المدنيين هم من يدفع الثمن.. والأنظمة العسكرية تعتمد، لا محالة، على القوة وليس على التوافق، للتعامل مع التعقيدات والأوضاع المضطربة بين المجتمعات والعرقيات والطوائف في البلدان التي تحكمها.. والنتيجة، هي المزيد من عدم الاستقرار ليس أقل من ذلك.

لكن الدرس الأهم الذي يمكن أن يتعلمه المسافر في هذه الرحلة الوعرة، هي أنه على رغم الأحداث الأخيرة في الساحل، التي تستحق كل الاهتمام، لا تؤشر بالضرورة إلى أن عهداً جديداً من الظلام سيخيم على القارة الإفريقية.

ولا يزال الزخم في أنحاء القارة في أيدي الشباب، الذين أظهر استطلاع أجرته الأمم المتحدة، أنهم لا يزالون متمسكين بالأمل.. وحتى المخضرمين المنهكين بدوا وكأنهم يريدون رسم خط في الرمال، ربما لأن غرائزهم السياسية، بدلاً من مبادئهم، تدلهم إلى أين يمكن أن يحصلوا على الأفضلية، ومئات الملايين من الناس العاديين في النيجر والسودان ومالي وبوركينا فاسو وفي أنحاء القارة يتفقون في ذلك.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة انقلاب النيجر منطقة الساحل فی النیجر یمکن أن

إقرأ أيضاً:

فوضى في الجيش الأمريكي بسبب أوامر ترامب

شهد الجيش الأمريكي فوضى كبيرة هذا الأسبوع، بسبب سعيه لتنفيذ أوامر الرئيس دونالد ترامب التنفيذية بسرعة، ما دفع المسؤولين إلى وقف العقود الجديدة ثم التراجع عن القرار، في أحدث استجابة مشوشة لسلسلة من الإجراءات الفوضوية من البيت الأبيض، وفقاً لتقرير في موقع "بوليتيكو".

وبحسب التقرير، فقد أساء كبار المسؤولين تفسير أمر ترامب بشأن التنوع والمساواة والشمول، مما أدى إلى تجميد صفقات الجيش لشراء أسلحة جديدة. لكن وزارة الدفاع أوضحت لاحقاً أنه لم يكن هناك أي تجميد رسمي، مما أحدث ارتباكاً في الصناعة الدفاعية وزاد من حالة عدم اليقين.

فوضى في تنفيذ الأوامر التنفيذية

ويعكس هذا التخبط التحديات التي تواجه نهج ترامب في اتخاذ قرارات سريعة، مثل تجميد بعض التمويلات الفيدرالية والمساعدات العسكرية الخارجية، وهو ما دفع الوكالات إلى العمل تحت ضغط. وتعتبر هذه التوترات أكثر وضوحاً في البنتاغون، حيث تؤثر أوامر ترامب على البرامج الدفاعية الكبرى.

وقالت بيكا وازر، المسؤولة السابقة في الجيش: "ما الرسالة التي يرسلها ذلك إلى الصناعة الدفاعية، التي تعاني بالفعل من تحديات عديدة؟”.

وتسبب الغموض المحيط بأوامر ترامب في ارتباك داخل البنتاغون، حيث يسعى وزير الدفاع الجديد، بيت هيغسيث، إلى تنفيذ أوامر الرئيس بسرعة. وقال هيغسيث في أول يوم له بالمنصب: "سنحاسب الجميع، وسيتم تنفيذ أوامر الرئيس دون تأخير".

ولكن أحد التنفيذيين في الصناعة الدفاعية، كشف أن المعلومات لم يتم إبلاغهم بها رسمياً، بل تسربت إليهم، مما جعلهم يحاولون تفسيرها بأنفسهم.

US President Donald Trump signed a series of executive orders that removed diversity, equity and inclusion from the military, reinstated thousands of troops who were kicked out for refusing COVID vaccines, and take aim at transgender troops https://t.co/8jDtueu7TP 1/5 pic.twitter.com/UexlC6bsrF

— Reuters (@Reuters) January 28, 2025 إرباك في عقود الجيش

وفي البداية، أفادت تقارير بأن الجيش قرر تجميد العقود، مما دفع مسؤولي الصناعة الدفاعية إلى البحث عن تأثير القرار على أعمالهم. لكن الجيش عاد لاحقاً ليؤكد أن العقود مستمرة كالمعتاد.

وقالت المتحدثة باسم الجيش، إلين لوفِت: "الأنشطة التعاقدية مستمرة، وتجري مراجعة لضمان توافق البرامج مع سياسات القيادة الجديدة".

وتراجعت القوات الجوية عن قرار إزالة تدريب، كان يشير إلى طياري "Tuskegee Airmen"، وهي مجموعة من الطيارين الأمريكيين من أصول أفريقية شاركوا في الحرب العالمية الثانية.

وجاء ذلك وسط قلق من أن ذكر العرق قد يتعارض مع موقف البيت الأبيض المناهض لمبادرات التنوع. ولكن بعد تدخل وزير الدفاع، تم إعادة التدريب بسرعة.

The Army mixed up Trump’s executive order. Chaos ensued. https://t.co/p0BHN8JYvN

— POLITICO (@politico) January 28, 2025 عمليات تطهير داخل الجيش

ويخشى بعض العسكريين أن يقوم فريق ترامب بعزل الضباط غير الموالين له، خاصة بعد إقالة الأدميرال ليندا فاغان، قائدة خفر السواحل، بسبب "تركيزها المفرط" على سياسات التنوع. كما أعلنت إدارة الخدمات العامة (GSA) عن تعليق جميع الشروط التعاقدية المتعلقة بالتنوع.

وأمرت الجنرال لورا بوتر، مديرة أركان الجيش، بمراجعة وتعليق العقود المرتبطة بالتنوع، ونظرية العرق، والتغير المناخي، وسياسات دعم المتحولين جنسياً والإجهاض، تحسباً لتعليقها. وأثارت هذه التوجيهات ارتباكاً داخل الجيش، مما دفع بعض المسؤولين إلى تعليق العقود مؤقتاً، وفقاً لمصدر في الكونغرس.

وبدأ مسؤولو الجيش، بميزانية سنوية تبلغ 186 مليار دولار، في محاولة فهم تأثير تجميد العقود. وجاء في بريد إلكتروني داخلي للجيش: "نعمل مع القيادة للحصول على توجيهات إضافية". لكن مسؤولي البنتاغون أوضحوا أنه لم يكن هناك تجميد للعقود، فتراجع الجيش عن قراره. وأوضح قادة الجيش للجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب أن ما حدث كان سوء فهم.

It no longer makes sense for the federal government to refuse to contract with companies unless they adopt racial-preference programs. The army of federal workers whose job was to implement DEI programs and principles are no longer needed.https://t.co/pMNdHyyCV5

— Wall Street Journal Opinion (@WSJopinion) January 25, 2025 قلق في قطاع الدفاع

وبحلول ذلك الوقت، كان التنفيذيون في الصناعة الدفاعية يحاولون فهم تأثير القرار. وقال أحدهم: "بينما تعلن الصين عن مليون طائرة مسيرة منخفضة التكلفة، نقوم نحن بإضعاف أنفسنا!".

وكان التجميد المحتمل سيؤثر بشدة على الصناعة، خاصة الشركات الصغيرة ذات الهوامش الربحية الضيقة، إذ نفذت قيادة التعاقدات بالجيش عقوداً بقيمة 84.5 مليار دولار في 2022، منها 3.5 مليار دولار لتعويض الإمدادات التي أُرسلت إلى أوكرانيا.

واختتم أحد التنفيذيين بقوله: "بالنسبة للشركات المبتكرة، كان هذا القرار بمثابة ضربة قاسية".

مقالات مشابهة

  • البوتكس.. رد حاسم من هنا الزاهد على عمليات التجميل.. فيديو
  • ذياب بن محمد بن زايد يهنئ النيجر لقضائها على داء العمى النهري
  • اجتماع حاسم في بغداد بشأن رواتب موظفي إقليم كوردستان
  • الحويج: الحكومة الليبية تتخذ سياسة “صفر مشكلات” مع دول الجوار
  • ترامب: سوريا تعيش فوضى والأردن ومصر ستستقبلان سكان غزة
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. رئيس الوزراء: نرفض تهجير الفلسطينيين لأي دولة من دول الجوار
  • مدبولي: رفض مصري تام لأي إجراءات لتهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار
  • هل تعلم أن مغلي البقدونس يمكن أن يغير حياتك؟: إليك الفوائد التي لا تعرفها
  • إعلام واشنطن: احتجاز رعايا أمريكا وروسيا في غزة يفاقم أزمات سكان القطاع
  • فوضى في الجيش الأمريكي بسبب أوامر ترامب