المعارضة تجدّد تحرّكها: خريطة طريق من أربع نقاط
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
قررت قوى المعارضة التحرك بعد فترة من الصمت والترقب، تحت عنوان أساسي يكمن في عدم التنصّل من المسؤولية الوطنية في مرحلة هي الأخطر في تاريخ البلاد.
وكتبت سابين عويس في" النهار": تدرك قوى المعارضة التي اجتمعت قبل يومين في مقر حزب الكتائب في الصيفي أن صفوفها غير مكتملة بعد في ظل استمرار بعض القوى أو النواب في التغريد خارج السرب، وإن كانت في العناوين العريضة تحمل التوجّهات عينها.
علامَ تعوّل المعارضة في تحرّكها وما المعطيات التي تملكها وتتيح لها هامش رفع الصوت؟ وأي حظوظ لنجاحها في إرساء خريطة طريق قائمة على أربع نقاط: تسحب فتيل التصعيد وتجنّب لبنان حرباً مدمّرة، وترفض ربط المسارين اللبناني والفلسطيني لجهة ما يحصل في غزة وضرورة الفصل بينهما، وتؤكد أهمية وضرورة تطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ولا سيما 1559 و1680، وتحمّل حكومة تصريف الأعمال مسؤولياتها عبر المبادرة فوراً إلى وضع حدّ لكل الأعمال العسكرية خارج إطار الدولة وإعلان حالة الطوارئ في الجنوب وتسليم الجيش زمام الأمور، وأخيراً، عقد جلسة مناقشة نيابية لموضوع الحرب الدائرة في الجنوب ومخاطر توسّعها، وتبني نواب الأمة النقاط الأربع، كخريطة طريق لنزع فتيل التصعيد وتجنيب لبنان حرباً لا يريدها اللبنانيون، ولم تتّخذ المؤسسات الشرعية الرسمية اللبنانية قراراً بخوضها.
تبدو خريطة طريق المعارضة طموحة جداً في ما تصبو إليه، أو ما تأمل تحقيقه رغم أن ما طرحته يشكل في الواقع آليّة الحلول المقترحة في كل المبادرات الخارجية والجهود الديبلوماسية الرامية إلى إرساء الحل السياسي.
مصدر مشارك في اجتماع المعارضة قال لـ"النهار" إن البيان الصادر وقّعه ٣٠ نائباً يمثلون المعارضة، فيما تحفّظ النائب بلال الحسيني عن التوقيع. وكشف أنه لم يُصَر إلى تواصل مع باقي المكوّنات النيابية من التغييريين، مشيراً إلى أن الخطوات العملانية اللاحقة ستتولاها لجنة المتابعة التي تضم أيضاً عن "التيار الوطني الحر" النائبة ندى البستاني، وذلك في ردّ على سؤال "النهار" عن القوى التي يمكن أن تنضمّ إلى هذا التحرك أو تتبنّى خريطة الطريق وتشارك في أي جلسة مناقشة يمكن التوصّل مع رئيس المجلس إلى عقدها.
وقال المصدر إن التحرك المقبل سيكون على أكثر من محور بالتوازي، أحدها مع رئيس المجلس لدعوته إلى تحديد جلسة مناقشة، وثانيها في اتجاه الكتل النيابية الأخرى لحثها على المشاركة، أما ثالثها فينحو في اتجاه سفراء اللجنة الخماسية لتسليمهم خريطة الطريق الموقع عليها.
يدرك المصدر أن سقف المعارضة عالٍ جداً ولكنه منبثق من المبادئ التي تؤمن بها هذه القوى التي ترفض الذهاب إلى الحلول الوسط. أما عن ردة فعل "حزب الله"، المعنيّ مباشرة بالورقة، فأكد المصدر أن هذه الورقة تشكل مخرجاً جيّداً للحزب للنزول عن الشجرة إن كان فعلاً يريد تجنيب لبنان الحرب، مضيفاً أن مرحلة الفوضى الخلاقة في المنطقة قد انتهت، ولا بد من العودة إلى الطاولة لترتيب البيت الإيراني أولاً، وهو ما يتوقع أن يحصل بعد الانتخابات الرئاسية هناك.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: خریطة طریق
إقرأ أيضاً:
بعد أربع سنوات على وفاته.. تبدأ محاكمة الطاقم الطبي لمارادونا
بوينوس ايرس «أ.ف.ب»: بعد أربع سنوات على وفاة أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييجو مارادونا، يخضع سبعة من العاملين في مجال الرعاية الصحية للمحاكمة الأسبوع المقبل بعد إتهامهم بالإهمال في الأيام الأخيرة لبطل العالم 1986، ومن المقرر أن يدلي أكثر من مئة شاهد، بينهم أفراد من عائلة مارادونا وأطباء اعتنوا بنجم نابولي الإيطالي السابق على مر السنين، بشهادتهم خلال محاكمة على مدى أربعة أشهر تنطلق الثلاثاء المقبل في سان إيسيدرو إحدى ضواحي العاصمة بوينوس أيرس. وبحال إدانتهم، يواجه المتهمون السبعة عقوبة السجن بين ثماني و25 سنة.
توفي دييجو أرماندو مارادونا في 25 نوفمبر 2020 عن ستين عاما، حينما كان يتعافى من جراحة في دماغه إثر جلطة دموية، بعد عقود من صراعه مع الإدمان على الكوكايين والكحول إلى مشكلات في الكلى والكبد والقلب والأعصاب. وجِد ميّتا في سريره بمنزل مستأجر في حي تيجري الراقي شمال العاصمة، اثر خروجه من المستشفى بعد أسبوعين من الجراحة، وتبين انه توفي إثر نوبة قلبية. وقال الممرض الليلي أنه "لاحظ علامات تحذيرية. لكن تلقيت الأوامر بعدم إيقاظه". وبعد وفاة "الولد الذهبي" لكرة القدم العالمية خلال جائحة كوفيد، غرقت الأرجنتين بحزن عميق، ووقف عشرات الألوف في طوابير لتوديعه، فيما كان جثمانه موضوعا في القصر الرئاسي.
وسيمثل أمام المحكمة الأسبوع المقبل كل من جراح الأعصاب ليوبولدو لوكي، والطبيبة النفسية أجوستينا كوساتشوف، والمعالج النفسي كارلوس دياز، والمنسقة الطبية نانسي فورليني، ومنسق الممرضين ماريانو بيروني، والطبيب بيدرو بابلو دي سبانيا والممرض ريكاردو ألميرو. وطلبت ممرضة أخرى، جيزيلا داهيانا مدريد، أن تُحاكم أمام هيئة محلفين منفصلة. تبدأ محاكمتها في يوليو المقبل، ومنذ البداية، كانت تقول إنها طبقت تعليمات الأطباء.
كما اتهمت النيابة العامة أفراد العناية الطبية بتقديم علاج منزلي "متهور" و"ضعيف" لمارادونا، زاعمة انه تُرك لقدره لـ"فترة طويلة ومؤلمة" قبل وفاته. وتوصلت لجنة خبراء طبية من 20 عضوا شكلها المدعي العام الأرجنتيني عام 2021، إلى أن مارادونا "كانت لديه حظوظ أفضل بالبقاء على قيد الحياة" بحال تلقيه علاجا مناسبا في منشأة طبية مناسبة. وذكر قاضي التحقيق في القضية أن كلا من المتهمين لعب دورا في الأحداث.
من جانبهم، ينفي كل المتهمين أية مسؤولية شخصية عن وفاة اللاعب السابق الموهوب الذي قاد الأرجنتين إلى لقبها الثاني في كأس العالم عام 1986 في المكسيك، وقال فاديم ميشانتشوك، محامي الطبيب النفسي كوساتشوف لوكالة فرانس برس أنه متفائل جدا بالبراءة، نظرا لأن موكله كان مسؤولا عن الصحة العقلية لمارادونا وليس صحته الجسدية.
كما تدعي عائلة مارادونا إن تسجيلات صوتية ورسائل نصية مسربة، تظهر كيف أن حالته الصحية كانت في خطر وشيك، بحسب ما قال ماريو بودري محامي نجل مارادونا، دييجيتو.
وقال إن الرسائل أظهرت أن استراتيجية الفريق الطبي كانت في ضمان عدم تدخل بنات دييجو لإخراجه "لأنه إذا فعلن ذلك، سيخسر (الطاقم الطبي) أمواله".