فرض واقع.. دلالات اختطاف «ميليشيا الحوثي» لطائرات يمنية؟
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد الضربة الأخيرة التي وجهتها الحكومة اليمنية الشرعية لميليشيا الحوثي الانقلابية سواء فيما يتعلق بوقف البنك المركزي بالعاصمة المؤقتة عدن التعامل مع عدة بنوك بالعاصمة الانقلابية صنعاء لعدم نقل مقراتهم إلى عدن، أو قرار نقل شركة "الخطوط الجوية اليمنية" من صنعاء إلى عدن؛ هذه التحركات مجتمعة، دفعت الجماعة الانقلابية لمحاولة الرد وذلك باختطاف واحتجاز 4 طائرات ركاب تابعة للخطوط الجوية اليمنية تقل عدد من حجاج اليمن.
احتجاز طائرات
يأتي هذا في سياق توجيه شركة الخطوط الجوية اليمنية في 26 يونيو 2024، اتهامات للحوثي باحتجاز 4 طائرات ركاب تابعة لها في مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الميليشيا، مشيرة أنه مساء 25 يونيو 2024، احتجزت الميليشيا 3 من طائراتها من طراز "إيرباص 320"، ليرتفع عدد طائراتها المحتجزة لدى الميليشيا إلى 4، حيث احتجزت الجماعة طائرة ركاب أخرى من ذات الطراز قبل أكثر من شهر، ومضيفة، بأن الطائرات الثلاث احتجزت بمطار صنعاء لحظة وصولها قادمة من مطار الملك عبد العزيز بمدينة جدة السعودية، حيث كانت تقل مئات الحجاج العائدين من المشاعر المقدسة، عقب إتمامهم فريضة الحج.
ومن جهتها، طالبت وزارة النقل اليمنية دول التحالف العربي وخاصة المملكة العربية السعودية والمبعوث الأممي إلى اليمن "هانس غروندبرج" بالتدخل العاجل للإفراج عن الطائرات المحتجزة وإطلاق مبلغ 100 مليون دولار، استولت عليه الميليشيا حينما وضعت يدها على أرصدة شركة اليمنية في مارس 2024.
أهداف الحوثي
وتجدر الإشارة أن احتجاز الحوثيين أكثر من نصف أسطول الخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرتهم، هو محاولة لإجبار الشركة على التنازل عن قرارها الأخير الرامي إلى تحويل قيمة منافذ البيع في اليمن والعالم إلى المقر الرئيس للبنك المركزي بالعاصمة المؤقتة عدن، وتحويله إلى البنك المركزي التابع للحوثيين في صنعاء، وذلك حتى يسهل على الميليشيا السيطرة على موارد الشركة التي شهدت تدهورًا كبيرًا.
ورغم اتهامات مؤسسات الشرعية للحوثي باحتجاز الطائرات إلا أن وزارة الإرشاد وشؤون الحج الحوثية زعمت بأن المملكة السعودية هي من قامت بمنع إقلاع الحجاج اليمنيين باتجاه مطار صنعاء، وحولت اتجاههم إلى مطار عدن، فيما ادعى رئيس وكالة الانباء اليمنية الحوثية «نصر الدين عامر» أن طيران "الخطوط الجوية اليمنية" استخدمت كأداة من العدوان الامريكي ضد صنعاء لثنيها عن موقف مساندة غزة، مدعيا أن أمريكا استخدمت عدة أدوات للضغط على صنعاء منها الاجراءات الاقتصادي ووقف المنظمات للمساعدات الانسانية واستخدام اليمنية للتضييق على الشعب.
ولا شك أن هذه الخطوة وفقًا لعدد من المراقبين، سترفع من حدة الصراع القائم بين طرفي الحرب، وسط غياب الحل السياسي للأزمة اليمنية، وعلى صعيد آخر فإن هناك أنباء بأن سلطنة عمان قد تتدخل لحل أزمة احتجاز الطائرات خاصة أن على أراضيها عدد من قادة الميليشيا كما أنها تقود وساطة من أجل إنهاء الحرب اليمنية.
فرض واقع
وحول ذلك، يقول الدكتور «محمود الطاهر» الباحث السياسي اليمني في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن اختطاف الميليشيا الحوثية المتمردة لثلاث طائرات يمنية، يشير إلى أن تلك الجماعة تسعى لفرض واقع، أن كل ما في اليمن هو خاص به، وهذا يدل على أن الجماعة لا يعنيها السلام، وإنما تسعى لفرض سلام على مقاس فصلته إيران في الأراضي اليمنية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ميليشيا الحوثي الجوية اليمنية العاصمة صنعاء عدن إيران الخطوط الجویة الیمنیة مطار صنعاء
إقرأ أيضاً:
الحكومة اليمنية تخطط لاستعادة صنعاء والحوثيون يبتزون السكان
البلاد – عدن
فيما كانت القيادات الأمنية اليمنية تضع من مأرب خرائط الطريق لفرض الأمن في صنعاء وبقية المحافظات، كانت ميليشيا الحوثي تواصل ابتزاز سكان العاصمة بحملات جباية قسرية لتمويل حروبها ومراكزها الصيفية، في مشهد يُجسد صراعًا حاسمًا بين مشروع استعادة الدولة ومخططات الميليشيا للبقاء.
فقد عقد وزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان، أمس (الثلاثاء)، اجتماعًا موسعًا في محافظة مأرب، بحضور قيادات أمنية من المحافظات المحررة وغير المحررة، في خطوة لافتة فسّرها مراقبون بأنها مؤشر على أن وزارة الداخلية تستعد فعليًا لما بعد التحرير، وتركّز على اجتثاث بقايا الحوثيين، وضبط الأمن، واستعادة مؤسسات الدولة في كامل الجغرافيا اليمنية.
وأكد حيدان خلال الاجتماع أهمية رفع الجاهزية الأمنية، محذرًا من أن “الميليشيا لن تتوقف عن محاولاتها التخريبية”، وشدد على أن المعركة الأمنية لا تقل خطرًا عن المعركة العسكرية، كونها تمثّل الجبهة الداخلية التي يجب أن تظل صلبة أمام أي اختراق.
الوزير حيّا “تضحيات رجال الشرطة في خطوط النار إلى جانب الجيش الوطني”، معتبرًا أن تلك التضحيات هي الأساس الصلب للأمن والاستقرار. كما دعا إلى تعزيز التنسيق بين مختلف الوحدات الأمنية، لضمان حماية المؤسسات العامة والخاصة، والحفاظ على أرواح المواطنين.
في المقابل، تُظهر تحركات ميليشيا الحوثي قلقًا متصاعدًا من تحولات المعركة، إذ صعّدت الميليشيا في الأيام الأخيرة من حملات الجباية القسرية التي تستهدف التجار وملاك العقارات في صنعاء، بذريعة دعم “المراكز الصيفية التعبوية” و”قوافل العيد”، في محاولة لتعويض الانهيار المالي الذي ضربها مؤخرًا.
مصادر محلية أكدت أن عناصر الحوثي تفرض مبالغ باهظة على المواطنين، وتستخدم تلك الأموال في “دعم المراكز الصيفية التعبوية” التي تعمل على تجنيد الأطفال، وغسل أدمغتهم بأفكار متطرفة، تمهيدًا لزجّهم في المعارك لتعويض النزيف الكبير في صفوف مقاتليهم.
ويأتي تصعيد الميليشيا لحملات الجباية في ظل تراجع إيراداتها المالية نتيجة الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت مؤخرًا منشآت حيوية مثل ميناء رأس عيسى في الحديدة، وشبكات الاتصالات التي تمثل مصدر دخل رئيسي للميليشيا، فضلًا عن انخفاض حركة السفن التجارية إلى البحر الأحمر.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الحصار الأمريكي المشدد على داعمي الميليشيا، الذي بدأ منذ عهد الرئيس دونالد ترامب وتواصل حاليًا، أدى إلى توقف شحنات الوقود والغاز التي كانت تدرّ على الحوثيين نحو 3 مليارات دولار سنويًا، ما فاقم أزمتهم المالية ودفعهم لمزيد من الابتزاز بحق السكان.
وقد أثارت هذه الممارسات غضبًا شعبيًا واسعًا في صنعاء، حيث يئن المواطنون تحت وطأة أوضاع معيشية قاسية، بينما تواصل الميليشيا فرض المزيد من الأعباء دون رحمة أو اعتبار لمعاناتهم.
وبينما تشتد قبضة الحوثي على العاصمة، تمضي وزارة الداخلية اليمنية بخطى ثابتة نحو اليوم التالي للتحرير، مدفوعة بعقيدة أمنية تعتبر الأمن شريكًا في النصر، لا مجرد تابع له. ومع مؤشرات على قرب معارك فاصلة تهدف إلى استعادة صنعاء وبقية المحافظات من قبضة الميليشيا، يبدو أن التوازن يميل لصالح مشروع الدولة، فيما تتآكل أوراق الميليشيا الواحدة تلو الأخرى.