القاهرة الإخبارية: «9 أشهر من العدوان.. الاحتلال يعاني من نقص الجنود»
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
عرض برنامج «من مصر»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، من تقديم الإعلامي عمرو خليل، تقريرا بعنوان «9 أشهر من العدوان.. الاحتلال يعاني من نقص الجنود وأزمات في التجنيد».
وجاء في التقرير: بينما تستعدُ إسرائيلُ للانتقالِ إلى ما تسميه بالمرحلةِ الثالثةِ والأخيرةِ من الحربِ على قطاعِ غزة.. تلوحُ في الأفقِ أزمةُ ترميمِ النقصِ الكبيرِ في أعدادِ جنودِ جيشِ الاحتلال، وهي الأزمةُ التي عبّرَ عنها وزيرُ دفاعِه يوآف جالانت بحاجةِ الجيشِ إلى عشرةِ آلافِ جنديٍ إضافيٍ بشكلٍ فوري.
تصريحاتُ «جالانت» جاءت بالتزامنِ مع تزايدِ عددِ الضباطِ الإسرائيليينَ الراغبينَ في تركِ الخدمةِ لنحوِ تسعةِ أضعافٍ بحسبِ وسائلِ إعلامٍ إسرائيليةٍ، قالت إن نحو 900 ضابطٍ برُتبٍ متفاوتةٍ طالبوا بتركِ الخدمةِ العسكريةِ، في حين لم تتجاوزْ مثلُ هذه الطلباتِ سابقا 150 ضابطا،كما أن المئاتِ من جنودِ الاحتياطِ في جيشِ الاحتلالِ يغادرون شهريا إلى الخارجِ بدون إبلاغِ قادتِهم.
وما بين طلباتِ تركِ الخدمةِ والهجرةِ انتقلت أزمةُ جنودِ الاحتياطِ في جيشِ الاحتلالِ في تطورٍ جديدٍ إلى الكنيست الإسرائيلي.
ورغم المصادقةِ بالقراءةِ الأولى على مشروعِ قانونِ تمديدِ خدمةِ الاحتياطِ أُرجئ التصويتُ لأكثرَ من مرةٍ، بسببِ وجودِ خلافاتٍ وانقساماتٍ عميقةٍ على مشروعِ القانونِ الذي يقضي بتمديدِ خدمةِ جنودِ الاحتياطِ لعامٍ إضافيٍ وتمديدِ خدمةِ الضباطِ من سنِ خمسةٍ وأربعينَ إلى ستةٍ وأربعينَ عاما.
للأزمةِ في جيشِ الاحتلالِ وجهٌ آخرُ تَفجّرَ بعد قرارِ المحكمةِ العليا الإسرائيلية بتجنيدِ طلابِ المعاهدِ اليهوديةِ -الحريديم- بعد عقودٍ من الإعفاءاتِ الجماعيةِ من الخدمةِ العسكريةِ الإلزامية.
وبينما يستعدُ جيشُ الاحتلالِ لتجنيدِ الحريديم يتظاهرُ هؤلاء يوميا رفضا للخدمةِ العسكريةِ، وتتصاعدُ أزمتُهم بعد تهديداتٍ لوحَ بها من قبل الحاخامُ الأكبرُ إسحاق يوسف بأن الحريديم سيهاجرون من إسرائيلَ إذا ما تم إجبارُهم على التجنيد.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاحتلال إسرائيل غزة فلسطين
إقرأ أيضاً:
دعوات إسرائيلية لفرض عقوبات على الحريديم لرفضهم الخدمة العسكرية
ما زالت قضية تهرب الحريديم من الخدمة العسكرية في صفوف جيش الاحتلال، خاصة مع ظهور مزاعم جديدة للحاخامات مفادها أن العديد القليل من تلاميذ المدارس الدينية الذين يلتحقون بالجيش "يتخلّون" عن الديانة اليهودية وطقوسها بعد انتهاء خدمتهم العسكرية الإلزامية، مما أثار مزيدا من الجدل بين الإسرائيليين.
يائير غباي الكاتب بصحيفة "إسرائيل اليوم"، نقل عن "رئيس كتلة حزب يهدوت هتوراة، عضو الكنيست إسحاق بينداروس، مؤخراً عن قلقه الرئيسي بشأن تجنيد الحريديم في جيش الاحتلال، مدعياً بأن بعضهم يتركون الدين بسبب الخدمة في الجيش، وقبله قال رئيس حزب شاس الحاخام أرييه درعي إن الجنود المتدينين لا يقاتلون الجيش من أجل الدين، وتحدث آخرون من نفس التيار أن كل من ذهب للجيش وهو يرتدي "الكيبا" على رأسه، عاد بدونها".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أنه "من المناسب التعامل مع هذه الادعاءات بشكل تجريبي، ونفحص ما إذا كان الجيش له تأثير روحي سلبي مفرط، وبعبارة أخرى، هل دخول اليهود المتدينين للجيش وهم يرتدون "الكيباه"، وخروجهم بدونها ينبع من الخدمة العسكرية، أم أنه كان ليخلعها حتى بدون الخدمة العسكرية".
وأشار إلى أن "نتائج الدراسات الميدانية أكدت أن مستوى التدين في العائلة اليهودية يشكل ركيزة قوية لمنع تسلل العلمانية الى أفرادها، وبالتالي إذا التحق الشباب من البيوت الحريدية بالجيش الإسرائيلي فإن هناك احتمالية كبيرة أن يظلوا ملتزمين بالتوراة، ولذلك فقد حان الوقت للسياسيين الحريديم لإظهار الشجاعة، والتوضيح للحاخامات أن الواقع مختلف عما اعتادوا على التفكير فيه، ولا يوجد ما يبرر القلق بشأن الخدمة في الجيش".
شلومو فيشر، عالم الاجتماع بمعهد سياسة الشعب اليهودي، أكد أن "السبب الحقيقي وراء معارضة اليهود المتشددين للتجنيد الإجباري في الجيش يعود إلى رغبتهم الأساسية بالانفصال بين الحريديم وبقية المجتمع الإسرائيلي، ما يجعل من مساعي العديد من الإسرائيليين لإيجاد حلول معقولة لمشكلة تجنيد اليهود المتشددين دينياً تبوء بالفشل الذريع، لأن هذه الحلول التي يقترحونها لن تحظى بقبول، جزئي على الأقل، من جانب الجمهور الحريدي وقياداته".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21" أن "بعض الحلول المقترحة أخذ قيم دراسة التوراة في الاعتبار داخل المحاضرات العسكرية في الجيش، أو تجنيد الحريديم فقط الذين لا يدرسون، فيما سيتم إعفاء من يدرسون التوراة "بجدية"، وبالتالي يدور الحديث عن إعفاء نصف الحريديم من التجنيد، واقتراح ثالث بإنشاء الجيش لألوية مخصصة للمتدينين الحريديم دون أي وجود للنساء".
وأشار إلى أن "مثل هذه المقترحات كانت مطروحة على الطاولة منذ عقود، ولم تتطور إلى شكل متماسك وعملي، لأن الحريدية ما زالت تعلن معارضتها الشديدة للتجنيد الإجباري، حتى بالنسبة لمن لا يدرسون من تلاميذها، والسبب في ذلك أن الحلول المذكورة أعلاه خاطئة من حيث الأساس، حتى لو أجبر الجيش نفسه على التكيف مع الثقافة الحريدية، لأن الأساس الأيديولوجي لوجود الحريديم هو الانفصال عن باقي اليهود".
وأوضح أن "ظاهرة انفصال اليهود المتدينين عن الآخرين تعود إلى قرون طويلة، وتنبع من أسباب عميقة وجوهرية، وهي تعارض كل التغيرات الجذرية التي طرأت على اليهود مع الحداثة الجارية، وهم يعارضون تبني القومية الحديثة، على المستوى الاجتماعي والأخلاقي والثقافي أيضًا، بل شعورهم بأنهم يشكلون الشعب الحقيقي والأصيل لإسرائيل، وبالتالي فإن موقفهم تجاه الآخرين سيكون متناقضاً على الدوام، وجاء الرمز الأكثر وضوحاً للانفصال هو تجنب التجنيد في جيش الاحتلال".
وأكد أن "مسألة الانفصال تنتمي لجوهر الهوية الحريدية، ولا مجال للمرونة في التعامل معها، ولتبريرها في الخطاب العام، يتم استخدام كل أنواع الأعذار، لكن الحقيقة البسيطة أن كلها تنبع من الفعل الأولي والمؤسس للانفصال، فأينما بدأ الحريديون فقد بدأوا بالانفصال عن باقي اليهود، وعلى مرّ التاريخ، في أوروبا أو في فلسطين المحتلة، لم تنجح المقترحات المطروحة بشأن التجنيد الإجباري باختراق عمق فكرة الانفصال الحريدي".
وأشار إلى أن "الحريديم ينطلقون من افتراضات خاطئة، ولذلك من أجل أن نكون عمليين، فلا فائدة من الحديث معهم، أو التنازل لهم، بل منح من لا يتطوعون في الجيش وضعية "الفارّ من الخدمة العسكرية"، مع فرض ما يصاحبه من عقوبات اقتصادية، رغم أنها لن تحدث في الحكومة الحالية، لكنها تؤسس لما سيكون في المستقبل".