قبل قمة بوتين ـ مودي المنتظرة بموسكو.. العلاقات الروسية الهندية وتأثيره على التجارة الدولية بالأرقام
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
دفعت العقوبات الأمريكية إلى تطوير التسويات التجارية بين روسيا والهند والعديد من الدول إلى العملات الوطنية متخلين بذلك عن استخدام الدولار كعملة دولية في التداول.
إقرأ المزيدوأدت العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا منذ انطلاق العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا إلى جولة جديدة من إلغاء الدولار في العالم، ساهمت في تحويل الجزء الأكبر من التجارة الخارجية الروسية إلى التسويات بالعملات الوطنية، بما في ذلك التبادل التجاري المتنامي بين روسيا والهند.
التبادل التجاري بين روسيا والهند في الربع الأول من العام 2024..
بلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا والهند خلال الربع الأول من العام الجاري بداية من شهر يناير وصولا إلى مارس رقما قياسيا بلغ 17.5 مليار دولار، وكان الشهر الرئيسي "للربح" هو مارس، وفقا لبيانات وزارة الصناعة والتجارة الهندية.
وبهذه الارقام فقد سجلت التجارة الروسية الهندية نموا بنسبة 5% على أساس سنوي، لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 17.5 مليار دولار، وكان الارتفاع السابق 17 مليار دولار في الربع الثاني من العام الماضي.
وفي شهر يناير سجل حجم التجارة الروسية الهندية 6 مليارات دولار، وفي فبراير 5.2 مليار، وفي شهر مارس ارتفع الرقم بنسبة 7.6% على أساس سنوي ليصل إلى 6.3 مليار دولار، وهو أقل قليلا من الرقم القياسي المسجل في شهر مايو من العام 2023 والذي بلغ 6.33 مليار دولار.
وفي الوقت نفسه، زودت روسيا الهند ببضائع بقيمة 16.3 مليار دولار أمريكي في الربع الأول من العام، مقارنة بـ 15.6 مليار دولار في ذات الفترة من العام الماضي.
وقد سمح هذا لروسيا بالبقاء المورد الرئيسي الثاني للسلع إلى الهند، متقدمة على الصين بإمدادات تبلغ قيمتها 24.8 مليار دولار.
هذا وارتفعت صادرات البضائع الهندية إلى روسيا بنسبة 22% في الفترة من يناير إلى مارس، لتصل إلى 1.2 مليار دولار.
وتحتل روسيا المركز الـ28 في قائمة المستوردين من الهند، أما أكبر خمسة مستوردين رئيسيين للبضائع الهندية فهم: الولايات المتحدة (20.8 مليار دولار)، الإمارات (10.9 مليار دولار)، هولندا (6.8 مليار دولار)، سنغافورة (5.5 مليار دولار)، والصين (4.7 مليار دولار).
التبادل التجاري بين روسيا والهند في الربع الأول من العام 2023..
إقرأ المزيدوفي عام 2023 احتلت الهند المركز الثاني من حيث الحصة في إجمالي حجم التجارة الروسية بنسبة 9.1% أي ما يعادل 65 مليار دولار ونتيجة لذلك، أصبحت موسكو رابع أكبر شريك تجاري لنيودلهي، أما في العام 2021 فقد شكلت التجارة مع الهند 1.7% فقط من حجم التجارة الروسية.
ويعود هذا النمو في الأساس إلى الزيادة الحادة في الإمدادات الروسية إلى الهند وتحديدا النفط والمنتجات النفطية حيث(بلغت مشترياتها 49 مليار دولار في العام الماضي).
واستوردت الهند أيضا الفحم الروسي بما يعادل 4 مليارات دولار، والأسمدة - 2.4 مليار دولار، والماس 1.1 مليار دولار، وزيت عباد الشمس ما يزيد عن مليار دولار، وفقا لبيانات وزارة التجارة الهندية للعام 2023.
وفي نهاية العام 2023، زادت واردات الهند من المنتجات الروسية 1.8 مرة لتصل إلى 60.1 مليار دولار، وكانت روسيا المورد الرئيسي الثاني للسلع إلى الهند، متقدمة على الصين فقط بإمدادات تبلغ قيمتها 100 مليار دولار.
وزادت صادرات السلع الهندية 1.4 مرة لتصل إلى 4 مليارات دولار، وهنا ارتفعت روسيا بـ7 مراكز خلال العام وأصبحت في المرتبة الثلاثين.
وتشمل المراكز الخمسة الأولى الولايات المتحدة (76 مليار دولار)، والإمارات (33 مليار دولار)، وهولندا (23 مليار دولار)، والصين (16 مليار دولار)، وبريطانيا (12 مليار دولار).
كيف تعمل آلية الدفع بالروبل والروبية؟..
وأشار ألكسندر فيرانتشوك، الباحث الرئيسي في أكاديمية الإدارة الوطنية الروسية بأن الميزان التجاري الروسي مع الهند يتميز بفائض كبير، فالصادرات الروسية إلى الهند أعلى بحوالي 10 مرات من الواردات"، وقد خلق هذا صعوبات في عمليات الدفع نظرا لمحدودية قابلية تحويل الروبية الهندية.
ويقول فيرانتشوك إنه يمكن تحويل الروبية إلى عملة أجنبية فقط داخل الهند في البورصة أو في البنوك المعتمدة، ويتطلب التحويل بكميات كبيرة إذنا من الجهة التنظيمية المحلية. إذا أراد المصدر الروسي تحويل الروبيات المستلمة إلى روبلات في حساب "فسترو"، فعليه انتظار توفر العملة الروسية في البنك الهندي، بسبب عدم التوازن بين الصادرات والواردات، وذلك وفقا لما أشارت إليه شركة الاستشارات والمراجعة "ديلوفوي بروفيل" في عام 2023.
إقرأ المزيدنتيجة لذلك، تتراكم الروبيات لدى المصدرين الروس دون إمكانية تحويلها أو استخدامها، ومع ذلك، تبين أن مشكلة "الروبية العالقة" مبالغ فيها إلى حد كبير، وأن وأكثر من 80% من الواردات الهندية من روسيا عبارة عن نفط، لكن المستوردين الهنود لا يدفعون ثمنه بالروبية، كما يقول المحللون في المعهد الروسي للطاقة والتمويل.
وأكدت صحيفة الأعمال الهندية The Hindu Business Line في فبراير 2024 أن المدفوعات بالروبية للصادرات الروسية لا تنطبق إلا على مجموعة معينة من السلع، ولكن ليس النفط.
وذكرت الصحيفة أنه أرصدة الشركات الروسية بالروبية في حسابات فوسترو لدى البنوك الهندية بلغت ما يعادل 8 مليارات دولار، ولكن تم تسييلها إلى حد كبير منذ ذلك الحين.
وأشار السفير الروسي لدى الهند دينيس أليبوف في مارس الماضي إلى أن الآلية الثنائية بين روسيا والهند للتسويات المتبادلة بالعملات الوطنية تشهد تحسنا مستمرا.
وقال إيفان نوسوف، مدير فرع "سبير بنك" في الهند، في الجلسة الروسية الهندية في المنتدى الاقتصادي الدولي لسانت بطرسبورغ (SPIEF) يوم 23 ينايرالماضي، إن أي روبية عالقة في السوق الروسية يتم تحويلها الآن إلى روبل.
ووفقا له، فإن إرسال روبية من الهند إلى روسيا ومن روسيا إلى الهند، وتحويلها إلى روبل في السوق الروسية ليس بالأمر الصعب.
كيف تبتعد الهند عن الدولار في التجارة الخارجية..؟
وفقا لبيانات صندوق النقد الدولي الأخيرة، تحتل الهند المرتبة الثالثة من حيث حصتها في الناتج المحلي الإجمالي العالمي (بعد الصين والولايات المتحدة بنسبة 7.6%، ولكن بحلول عام 2030 سترتفع حصتها إلى 9.2%، في حين ستنخفض الفجوة مع الصين من 11.1% إلى 10.3%.
وعلى مدى العقد الماضي، كانت الهند تنتهج سياسة التدويل البطيء للروبية، ففي عام 2022 سمحت الحكومة الهندية رسميا باستخدام الروبية في مدفوعات التجارة الدولية.
ولتحقيق ذلك، سمح بنك الاحتياطي الهندي RBI للبنوك المحلية المعتمدة بفتح حسابات "فوسترو" خاصة للبنوك المراسلة الأجنبية بالروبية.
تعمل الآلية على النحو التالي: يقوم المستوردون الهنود بتسديد مدفوعات السلع الموردة بالروبية، والتي يتم إيداعها في حساب بنك فوسترو الخاص بالبلد الشريك.
إقرأ المزيديمكن استخدام الروبية الموجودة في هذه الحسابات لدفع ثمن الإمدادات من المصدرين الهنود، ويمكن أيضا استخدام الأرصدة لاستثمارات غير المقيمين في الأوراق المالية الحكومية الهندية أو المشاريع الاقتصادية في البلاد.
سمح بنك الاحتياطي الهندي للبنوك من 22 دولة بفتح حسابات "فوسترو"الخاصة، وكانت روسيا من بين هذه الدول حيث بدأت مثل هذه التسويات بين موسكو ونيودلهي في ديسمبر 2022.
اتفاقيات هندية للتبادل التجاري بالروبية خلال العام 2023..
تعمل الهند بنشاط على إبرام اتفاقيات ثنائية بشأن المدفوعات عبر الحدود بالعملات الوطنية.
وفي عام 2023، وقع البنك المركزي الهندي مذكرة تفاهم مع زملائه من الإمارات لتنظيم نظام تسويات متبادلة بالروبية والدرهم الإماراتي، وبعد ذلك تمت أول عملية شراء للنفط في الإمارات من خلال الدفع بالروبية، وفي ربيع عام 2024، تم إبرام مذكرات مماثلة مع إندونيسيا ونيجيريا.
وذكرت وكالة "رويترز"نقلا عن مصادر قريبة من السلطات الهندية، أن هذه الخطوات ذات طبيعة استراتيجية وتهدف إلى تعزيز التسويات التجارية بالعملات الوطنية، في المقام الأول مع الدول التي يكون للهند معها رصيد سلبي في التجارة المتبادلة.
وأوضحت المصادر أن مثل هذه الاتفاقيات لا تعزز الدور العالمي للروبية فحسب، بل تمنع أيضا تدفق الدولار من الاقتصاد الهندي (وهو ما قد يحدث إذا تم الدفع بالدولار)، وبالتالي انخفاض قيمة الروبية.
وبشكل عام، بلغ العجز التجاري للهند في السلع نحو 240 مليار دولار في عام 2023، أي ما يعادل 6.7% من الناتج المحلي الإجمالي.
كيف تتقدم عملية إلغاء الدولرة في جميع أنحاء العالم؟..
تاريخيا سيطر الدولار على جوانب مختلفة من الاقتصاد العالمي، وبذلك، شكلت في عام 2021 حوالي 60% من جميع احتياطيات البنوك المركزية في العالم، وحوالي نصف الفواتير في التجارة الدولية تم إصدارها بالدولار، ونحو 40% من المدفوعات عبر الحدود باستخدام نظام سويفت تمت بالعملة الأمريكية.
وأثارت الأحداث الجيوسياسية لعام 2022 موجة جديدة من الرغبة العالمية من تقليل الاعتماد على الدولار، وفي الوقت نفسه، كان حجب الاحتياطيات الرسمية الروسية ليس بالدولار وحسب بل وباليورو والجنيه الاسترليني والين الياباني، ما يعني أن جميع عملات دول مجموعة السبع أصبحت في "سامة" بالنسبة لروسيا، وعليه واجهت موسكو مسألة تقليل الاعتماد على عملات الدول غير الصديقة.
بالنسبة لبعض المؤشرات، كانت عملية التخلص من الدولرة في العالم تسير تدريجياً حتى قبل اشتداد الأزمة الأوكرانية فمثلا، إذا كانت حصة الدولار في الاحتياطيات (وفقا لحسابات بنك ING المستندة إلى بيانات صندوق النقد الدولي) تبلغ 66.3% في عام 2015 (بعد إزالة تأثير تقلبات أسعار الصرف)، فقد انخفضت هذه النسبة إلى 58.4% بحلول عام 2023.
إقرأ المزيدووفقا للبنك الأمريكي "جيه بي مورغان"، فإن السيناريو الأكثر ترجيحا في العقود المقبلة هو التخلص الجزئي من الدولار، حيث سيتولى اليوان بعض الوظائف الحالية للدولار بين الدول خارج الكتلة الغربية.
وقد زاد اليوان الصيني حصته في الاحتياطيات العالمية بمقدار 2.6% خلال الفترة الممتدة بين عامي 2015 إلى 2021، بالرغم من أنها انخفضت بمقدار 0.3% خلال عامي 2022-2023.
لكن العالم يظهر أيضا علامات على تنويع أوسع مع تزايد استخدام "العملات الاحتياطية غير التقليدية" مثل الدرهم الإماراتي، خاصة بعد توسع تحالف البريكس اعتبارا من عام 2024.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: ازمة الاقتصاد البيت الأبيض الدولار الأمريكي الميزان التجاري تويتر غوغل Google فيسبوك facebook مؤشرات اقتصادية منصة إكس موسكو نيودلهي واشنطن الربع الأول من العام بالعملات الوطنیة بین روسیا والهند الروسیة الهندیة التبادل التجاری التجارة الروسیة ملیار دولار فی ملیارات دولار إقرأ المزید فی العالم إلى الهند فی عام 2023 العام 2023 لتصل إلى ما یعادل فی الربع من الدول
إقرأ أيضاً:
الاستراتيجية الروسية.. لماذا يرفض بوتين وقف إطلاق النار؟
صرّح جيمس هولمز، رئيس كرسي جي سي ويلي للاستراتيجية البحرية في كلية الحرب البحرية، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يقبل وقف إطلاق النار في أوكرانيا، نظراً لتفوقه العسكري الحالي.
كييف لم تُظهر بعد القدرة العسكرية على قلب الموازين ضد روسيا
وأضاف هولمز، وهو وزميل غير مقيم في كلية الشؤون العامة والدولية بجامعة جورجيا، في مقاله بموقع مجلة "ناشونال إنترست"، إن الرئيس الروسي لن يوافق على السلام إلا إذا وُضع تحت ضغط عسكري أو اقتصادي ساحق، وأن على أوكرانيا وحلفائها الاستمرار في ممارسة الضغط على روسيا لجعل وقف إطلاق النار خياراً مجدياً.وأكد الكاتب ضرورة وضع روسيا تحت ضغط وهجوم متواصلين لتحقيق نتيجة مواتية لأوكرانيا. المنطق الاستراتيجي لمواصلة القتال
وعُقدت مناقشات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا مؤخراً في جدة بهدف تمهيد الطريق لاتفاقية سلام، وبينما وافقت أوكرانيا على النظر في وقف إطلاق النار تحت ضغط أمريكي، يبقى هولمز متشككاً في أن بوتين سيقبل به، حيث يمتلك حالياً زمام المبادرة العسكرية في شرق أوكرانيا.
ووفقاً للمبادئ الكلاسيكية في الاستراتيجية العسكرية، يجب ألا تتوقف الجيوش المتقدمة عن الهجوم حتى تحقق أهدافها أو تُجبر العدو على الاستسلام.
ومن هنا يرى الكاتب أن بوتين، وفقاً لهذا المنطق، سيستمر في الضغط لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة قبل الدخول في أي اتفاق سلام رسمي.
A measured, relentless advance applies political pressure, writes James Holmes. https://t.co/rrGNIMzhg0
— National Interest (@TheNatlInterest) March 17, 2025ولكي يكون وقف إطلاق النار في صالح أوكرانيا، يجب أن تجد روسيا نفسها في وضع يجعل استمرار الحرب مستحيلاً.
حرب الاستنزافتؤثر العقوبات الاقتصادية وحرب الاستنزاف في القدرة القتالية الروسية ببطء، وبلا تأثيرات فورية أو حاسمة. ويُقال إن روسيا تستنزف جنودها ومواردها العسكرية بمعدل غير مستدام، لكن على الرغم من ذلك، فإن الجيش الروسي ما زال يسيطر على الأراضي المحتلة ويحرز تقدماً تدريجياً، مما يشير إلى أن بوتين لا يرى سبباً ملحاً لإيقاف الحرب.
نظرية كلاوزفيتز العسكرية والاستراتيجية الروسيةواستشهد الكاتب بالفيلسوف العسكري كارل فون كلاوزفيتز، الذي أكد أن العدو يجب أن يُوضع تحت ضغط شديد يجعل استمرار المقاومة أكثر إيلاماً من الاستسلام.
وفقاً لكلاوزفيتز، فإن الضغط المؤقت - مثل الانتكاسات اللحظية في ساحة المعركة - لن يؤدي إلا إلى تشجيع العدو على كسب الوقت والتعافي والعودة بشكل أقوى. لذلك، يجب على القوة العسكرية التي تملك اليد العليا أن تُبقي خصمها في حالة من عدم التوازن وتواصل هجماتها حتى تحقيق النصر الحاسم.
تطبيقاً لهذا المبدأ على أوكرانيا، يرى هولمز أن كييف لم تُظهر بعد القدرة العسكرية على قلب الموازين ضد روسيا. وعلى الرغم من أن القوات الأوكرانية قاتلت ببسالة وابتكرت أساليب قتالية جديدة مثل استخدام الطائرات المسيرة، فهي ما تزال الطرف الأضعف عسكرياً. ولم تتمكن أوكرانيا بعد من فرض ضغط كافٍ على روسيا لإجبار بوتين على التفاوض من موقع ضعف.
دروس من الحرب الكوريةلتوضيح مخاطر إيقاف الهجوم قبل الأوان، يستعرض هولمز الحرب الكورية. في عام 1950، اجتاح الجيش الكوري الشمالي كوريا الجنوبية، مما أدى إلى تدخل الولايات المتحدة تحت مظلة الأمم المتحدة.
وقاد الجنرال دوغلاس ماك آرثر هجوماً مضاداً ناجحاً أعاد السيطرة على الأراضي، لكن قراره بالتقدم نحو نهر يالو على الحدود الصينية أدى إلى تدخل الصين، مما دفع إلى حرب استنزاف طويلة.
قام خليفة ماك آرثر، الجنرال ماثيو ريدجواي، بإعادة تنظيم الجبهة وأوقف التقدم بناءً على أوامر من واشنطن. أدى ذلك إلى إطالة أمد الحرب وسنوات من المفاوضات، مما سمح للصين وكوريا الشمالية باستغلال الوضع لصالحهما.
يرى هولمز أن ريدجواي ندم لاحقاً على هذا القرار، معتقداً أن استمرار الهجوم كان سيؤدي إلى نتيجة أفضل.
وقال الكاتب إن بوتين، المطلع على دروس التاريخ العسكري، يدرك أهمية مواصلة الضغط أثناء التفاوض. ويشبه نهجه بنهج الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور خلال الحرب الكورية، حيث كان الهدف هو تصعيد الجهود العسكرية لتعزيز الموقف التفاوضي.
وكما حاول أيزنهاور الضغط على الصين لإنهاء الحرب بشروط مواتية، يحاول بوتين استغلال زخم ساحة المعركة لفرض شروطه.
كما أن بوتين يبدو أنه يستوحي من سياسات جوزيف ستالين، الذي دعم كوريا الشمالية خلال الحرب الكورية. كان ستالين يستخدم المفاوضات كوسيلة لتأخير الولايات المتحدة، وتحقيق مكاسب سياسية، وضمان استمرار الفوضى في المعسكر الغربي.
وأوضح الكاتب أن بوتين يتبع نهجاً مشابهاً، حيث يستخدم المفاوضات كأداة للمماطلة وكسب الوقت بينما يواصل تعزيز موقفه العسكري.
وتابع الكاتب: إذا أرادت أوكرانيا وحلفاؤها إجبار روسيا على قبول وقف إطلاق النار بشروط مواتية لكييف، فيجب عليهم تغيير المعادلة الاستراتيجية بطرق تجعل استمرار العدوان الروسي غير مستدام.
ويتضمن ذلك الضغط العسكري المستمر بشن هجمات أوكرانية مضادة تهدد الأراضي الروسية، وممارسة الضغط الاقتصادي والصناعي، والعزل الدبلوماسي لروسيا وفصلها عن حلفائها مثل الصين وإيران.
ورأى الكاتب أنه بدون هذه التدابير، لن يكون لدى بوتين سبب وجيه للموافقة على وقف إطلاق النار، بل سيواصل استخدام الدبلوماسية كتكتيك لكسب الوقت.
لا وقف لإطلاق النار دون ضغط حاسموخلص الكاتب إلى أن الوضع الاستراتيجي الحالي لا يشير إلى أن وقف إطلاق النار أمر محتمل أو مفيد. وما لم يدرك بوتين أن تكلفة الحرب أصبحت باهظة جداً، فلن يوافق على وقف إطلاق النار بشروط مواتية لأوكرانيا.
لذلك، يرى هولمز أن المسار الأفضل لكييف ليس وقف إطلاق النار، بل استراتيجية تهدف إلى تقويض قدرة روسيا على مواصلة الحرب، مما يجعل السلام الخيار الأقل تكلفة لموسكو.