رشا عوض
الجيش عبارة عن حزب سياسي مسلح ، يحرس شبكة مصالح اقتصادية لاقلية سياسية حاكمة ، انغمس كباره في صراعات السلطة والشركات والانشطة الاقتصادية الكبيرة ،
كما انغمس بعض صغاره في التجارة والبزنس والانشطة الاقتصادية الصغيرة ، والغالبية العظمى من جنوده وضباطه الصغار فقراء كبقية الشعب لا يجدون ما يسد رمقهم ، ومحرومون من فرص التدريب والتأهيل لان مؤسستهم العسكرية مشغولة باشياء اخرى! لديها فائض زمن للسياسة والتجارة ولكن الشيء الوحيد الذي لا مكان له في جدول اعمالها هو العسكرية! ، نتيجة كل ذلك هي ان هذا الجيش ما عاد قادرا على القتال! لانه ببساطة نسي الحرب وعلومها وفنونها ! ولا يمتلك السلاح الفعال والجنود المدربين! انشغل بالسياسة والتجارة عن تجويد حرفته الاساسية بالتدريب والتأهيل ومواكبة الجديد في مجال التسليح.


مشكلة الجيش عويصة ولا امل في حلها اثناء هذه الحرب، فالمشكلة ليست في خيانة البرهان كما يردد البلابسة المعاتيه كلما سقطت ولاية او مدينة، المشكلة بنيوية وهيكلية لا يمكن علاجها بتغيير القيادة .
اما الحديث المتكرر عن الخونة والطوابير في صفوف الجيش ابتداء من القائد العام مرورا بقادة الفرق والالوية التي تسقط وصولا الى العساكر الصغار فهذا يعزز فرضية ان الاستمرار في هذه الحرب ضرب من العبث والجنون!
الاشباح الاسفيرية البلبوسية الموالية للكيزان تردح باعلى صوتها احتجاجا على ضعف تسليح وتدريب الجيش وتعترف بتفوق الدعم السريع عليه وفي ذات الوقت تدعو لاستمرار الحرب!
اليس حريا بهذه الابواق الحربية ان تعترف بخطئها الكبير وتتراجع عنه بالدعوة الى ايقاف الحرب الى ان يتم بناء الجيش وتأهيله؟ ام يرغبون في خوض الحرب بالمليشيات الاسلاموية من داخل وخارج البلاد وبمعزل عن الجيش حتى تتحول البلاد الى ساحة للارهاب والفوضى المستدامة!
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا ما هو المنطق في تخوين وتجريم كل من انتقد الجيش وطالب باعادة بنائه من القوى المدنية الديمقراطية في حين ان نفس الابواق التي تطلق احكام الخيانة العظمى على الديمقراطيين تشتم الجيش وتستخف بقدراته وتتهم قائده بالخيانة والتواطؤ مع العدو وتطالب بالانقلاب عليه!

كم هو غريب امر هذه الحرب! يتحدث مشعلوها من الكيزان عن انها حرب كرامة ويؤازرهم في ذلك مثقفون جعلوا منها حرب تحرر وطني سوداني للحفاظ على الدولة ومؤسساتها وحرب تحرر كوكبي من الامبريالية والنيو لبرالية والكلونيالية الجديدة ( يا صلاة النبي احسن) ، ولكن عندما تتفحص ادوات الكيزان والبلابسة والمثقفين النافعين لخوض هذه الحرب العظيمة ذات البعدين الوطني والكوكبي بزعمهم تجد ان هذه الادوات هي جيش يشتم البلابسة قيادته باسوأ الالفاظ ، وجبهة سياسية وعسكرية منقسمة على نفسها ومتصارعة فيما بينها لدرجة تخوين بعضها البعض ، فالجيش منقسم والكيزان منقسمون والمستنفرون منقسمون فكيف يتحقق نصر بمثل هذا التفكك والانقسامات العميقة وبواسطة جيش يتبارى مناصروه انفسهم في سرد عيوبه واختلالاته وضعفه الفني واحتشاد صفوفه بالخونة والطوابير!
تصاعدت بشكل لافت نغمة تسفيه الجيش وتخوين قيادته وهذا التصعيد مقدمة لتحرك انقلابي كيزاني ضد البرهان ليس من اجل تحقيق الانتصار العسكري بل من اجل تقاسم السلطة مع الدعم السريع في اي مفاوضات قادمة، فالحسم العسكري مستحيل، وما دام التفاوض قادم لا محالة بين الجيش والدعم السريع فلا بد من ازاحة البرهان وكيزان الدرجة الثانية واستلام كيزان الدرجة الاولى للقيادة بالكامل.

الوسومرشا عوض

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: رشا عوض هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

???? الجيوش والفرق التي لا يزورها البرهان هي التي تنتصر

البرهان يريد، عبر إلحاق الهزيمة بالجيش، يريد افتعال نزاع مع الإسلاميين فهو مأمور من الخارج.

الهدفان ، هزيمة الجيش و ابعاد الإسلاميين، مطلوبين من امريكا ومن بعض دول الإقليم.
بعيدا عن النزاع الفج اسلامي – علماني ، اليوم المطلوب امريكيا و من بعض دول الإقليم، هو كسر إرادة هذا الشعب، اذلاله ، هزيمته واحتلال أرضه وتشريده.

قبل أن تتعمق معي في هذا المقال، ولتقتنع ان البرهان يتلاعب بمسير ومصير و مخرجات هذه الحرب، ملاحظة عابرة، ببساطة، الجيوش والفرق التي لا يزورها البرهان وقادة الجيش هي التي تنتصر ، انتصر جيش الابيض لأن تعليمات التحرك والمدافعة هي عندهم هم وليس عند البرهان ، انتصر جيش بابنوسه وانتصر جيش الفاشر لذات الأسباب.
إذن لماذا تحدث اختراقات ؟
كيف تسقط سنجة؟
كيف تسقط حجر العسل؟
وقبلهما مدني؟

كيف للماهرية، وهم فصيل صغير جدا من الرزيقات، ومعهم نصف المسيرية و معهم المرتزقة القادمين من وراء الحدود ، كيف لهم ان يحاولوا ان ينتصروا على 45 مليون سوداني وهم 500 قبيلة ، اللهم الا اذا كان هناك خلل في ادارة البلاد و خلل في تسخير ثرواتها لدفع العدوان.
البرهان يرفض ثلاثة نقاط حاكمة، كانت كافية لتكون حاسمة و لتحقق النصر و لتخرجنا مما نحن فيه اليوم من نزوح و تشرد ومذلة :

– يرفض تسليح المقاومة الشعبية برشاش القرنوف ورشاش الدوشكا و المدفع الثنائي المحمول على تاتشرات وهذه الأسلحة الفعالة والمضادة للأفراد وللدروع من مدى كافي يصل ويتراوح، من 1000 الى 2000 متر للقرنوف والدوشكا، ول 2500 متر للثنائي، قولا واحد ، هي الترياق الفعال ضد عصابات الجنجويد التي تنهب وتقتل المواطن.

-يرفض تشكيل مجلس عسكري من قادة الفرق الحالية للجيش، ويفضل عليه مجلس سيادة هلامي.

-يرفض تشكيل حكومة قوية تدير الحرب، تعبئ الناس وتحشد الموارد وتنتصر.
ان فعل هذه الثلاثة لكان هناك طيف وطني واسع في قيادة الدولة يكبح اي انصياع للخارج بل وجهته ستكون فقط مصالح الشعب السوداني، والتعامل مع الخارج يكون مع من يحترم سيادتنا ولا يتدخل في شئوننا.

لو انه البرهان ضابط كارب قاشه لحسم هذه الحرب بالإستفادة من كل قوى الدولة ، قبائلها وحضرها، باديتها وقروييها ، سكان البوادي والفرقان والقرى الشرسين وسكان المدن ، إسلامييها وعلمانييها، كل من هو صفري تجاه هذه الميلشيا، وكل من هو قادر على حمل السلاح.

ثم بعد حسم هذه الحرب يقول للإسلاميين قف عندك، انتم لستم أفضل من الآخرين ولا عطاؤكم أكثر منهم وان منحكم السلطة المطلقة دون صندوق الانتخاب ستفسدكم وستعودون للتجنيب في المحليات لعضويتكم والتجنيب في وزارات الداخلية والتجنيب في وزارة الكهرباء والطاقة بحجة التطوير فيهدر المال العام وينهب ويهمل الجيش حتى يصبح عدده 37 الفا لا غير عشية حرب 14 ابريل في حين كان يبنى مبنى نادي النيل العالمي لجهاز الأمن والمخابرات بتكلفة اربمائة مليون دولار سفاهة والجيش جائع، قيادته فاسدة، طعامه ام كجيك ومعسكراته ينمو فيها شجر العشر والمسكيت والحسكنيت.

نعم، ان الإنقاذ بعد انفصال الجنوب أهملت الجيش وظنت ألأ حوجة له، بل ونظرت اليه كمهدد ! فتم دعم جهاز الأمن والمخابرات وهيئة العمليات وبناء الدعم السريع!

السودان الذي تطمع فيه دول الجوار يحتاج الى جيش من نصف مليون جندي وضابط.
بعد طي صفحة حركات دارفور المسلحة في معركتي قوز دنقو و دونكي البعاشيم اوقف التجنيد في الجيش نهائيا منذ عام 2013م مع وضع طارد للجنود وصف الضباط وصغار الضباط. ، هذا ماضي كله، لا يهم اليوم، اليوم المعركة هي دعم هذا الجيش واحداث تغيير في كابينة القيادة للبلاد لنخرج الى بر الأمان.

البرهان يناور في هذه الحرب، ويتلاعب بها، القوة اللتي حررت الإذاعة تم اعطائها اذن راحة لمدة ثلاثة أشهر بعد تحرير الإذاعة!

هناك أكثر من ٣٨ الف جند في وادي سيدنا مكبلين ومثلهم في حطاب، بتعليمات من من لا أحد يدري!
البرهان عقله مع الأمريكان
أذنه معهم
قلبه معهم

لا يفقه كثيرا في السياسة ، ويظن المبعوث الامريكي، ذاك الاصلع الثلاثيني القصير الذي يزوه كأنه هو أمريكا.

و الأخطر، أنه يبحث عن إتفاق مذل للشعب وللبلاد والطريق الى ذلك لن يكون الا عبر إلحاق هزيمة بالجيش.

طارق عبد الهادي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • كشف تفاصيل إحباط محاولة إنقلاب عسكري على البرهان
  • البرهان يطلق تصريحات عن الدعم السريع أمام إعلاميين قادمين من الخارج لإسناد الجيش
  • البرهان: مسلحون من تنظيم الدولة يقاتلون مع قوات الدعم السريع
  • الدعم السريع تسيطر على اللواء 92 جنوب غربي السودان
  • الكلام ده اكبر من البرهان واكبر من حميدتي … لكن الله اكبر
  • “إلا بعزة”.. البرهان يحدد شروط التفاوض مع الدعم السريع
  • البرهان يحدد شروطا للتفاوض مع الدعم السريع.. وتوسع في خطة مساعدة السودان
  • إلا بعزة.. البرهان يحدد شروط التفاوض مع الدعم السريع
  • ???? الجيوش والفرق التي لا يزورها البرهان هي التي تنتصر