صحيفة البلاد:
2025-01-31@13:48:20 GMT

نعوم تشومسكي (2)

تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT

نعوم تشومسكي (2)

بعيداً عن علم اللغة وعلم النفس المعرفي، كان لنعوم تشومسكي نشاطاّ فكريا ينسجم مع ما يدعو إليه على المستوى النظري الأكاديمي وهو قيادته لمناهضة الفكر الاستعماري الذي يضر بالإنسان، ولعلّ أبرز ما عُرف به هو انتقاده الدائم للكيان السرطاني الذي زرعه الاستعمار الغربي في الشرق الأوسط بعد أن قضى اليهود آلاف السنين في المنفى، والمقصود هنا دولة الاحتلال المسماة بإسرائيل.

أخوف ما يخافه الصهاينة هو رؤية اسم أو وجه هذا العالم في قناة تلفزيونية أوعبر مقال في جريدة أو على غلاف كتاب جديد.

يقول تشومسكي في كتابه الذي اشترك في تأليفه مع أكاديمي ومؤرخ إسرائيلي والموسوم “عن فلسطين”، أن على المفكرين والأكاديميين مسؤولية أخلاقية في الدفاع عن العدالة وانتهاكات حقوق الإنسان. انعكست أفكار تشومسكي النظرية على التطبيق العملي وأصبح ملء السمع والبصر في دفاعه عن الإنسان في كل مكان في هذا العالم المضطرب الذي نعيشه مثل دفاعه عن الفلسطينيين ضد أعدائهم الصهاينة الذين عاثوا في الأرض العربية فسادا وارتكبوا جرائم إبادة شاهدها العالم على الهواء في غزة، وعن المسلمين في الهند ضد الحكم الهندوسي المتطرّف الذي وصل إلى ذروته في حكم مودي الآن، وعن الفيتناميين ضد أمريكا التي ينتمي إليها. إنه مفكّر نادر قل أن تجد له مثيلاً في عالمنا اليوم وربما عبر التاريخ لأنه ببساطة استطاع أن يعبّر عن رأيه بشفافية تامة وببساطة شديدة يفهمها الإنسان البسيط الذي يدافع عنه.

اشتهر تشومسكي أيضاً بانتقاده الشديد للسياسات العسكرية والرأسمالية التي تقوم بها الولايات المتحدة في العالم طوال ستين سنة وبصوت عال عبر محاضراته العامة وكتبه الكثيرة، لعل آخرها الوقوف جنبا إلى جنب مع دولة الاحتلال إسرائيل في كل خطوة تخطوها عسكريا في حربها المستمرة مع الشعب الفلسطيني أو قانونياً بعرقلة أي قرار يصدر في الأمم المتحدة ضد الجرائم التي تقوم بها هذه الدولة المارقة. خصّص تشومسكي ثلاثة كتب رئيسية للدفاع عن القضية الفلسطينية ودحض الحجج الصهيونية حول أحقيتها إقامة دولة يهودية في فلسطين.

بحسب تشومسكي، هدف الحركة الصهيونية الذي تسعى له الحكومية الإسرائيلية، منذ زرعها في فلسطين من قبل بريطانيا أول الأمر ومساعدة الولايات المتحدة آخر الأمر، هو أن تتخلّص إسرائيل من الفلسطينيين واستبدالهم بمستوطنين يهود وإقامة “إسرائيل الكبرى” من النهر إلى البحر. لا يتحدثون عن حق الفلسطينيين في العيش من خلال فكرة الدولة الواحدة لأن هذا سينسف بفكرة الدولة اليهودية في حالة وجود أغلبية فلسطينية في نظام ديموقراطي، ولا من خلال فكرة الدولتين التي تنسف بمشروع “إسرائيل الكبرى”. لا حلّ لهم إذن إلا بتطبيق فلسفة التدمير والتهجير.

لعل هذه الفلسفة التي يقودها النتن ياهو، والكلام لكاتب هذه السطور، تأتي قريباً بنتيجة عكسية وهو ما يمكن ملاحظته في الآونة الأخيرة في بعض تصريحات الإسرائيليين أنفسهم وهو أن العيش بأمان في هذه المكان أمر بعيد المنال.

khaledalawadh @

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

وهم السيطرة!

من الطبيعى أن تُسيطر دولة على دولة أخرى طالما تملك من مقومات هذه القوى ما هو ضرورى لهذه السيطرة. لعل من تلك المقومات «قوة السلاح أو المال أو الاقتصاد»، وقدم العالم العديد من أنواع السيطرة لبعض الدول منها السيطرة المباشرة، وهى مرحلة الاستعمار بقوة السلاح، والسيطرة غير المباشرة وهى قوة النقود لتُصبح الدولة المسيطر عليها «حليفة» للدولة المسيطرة أو بمعنى أوضح «تابعة»، تعتمد اعتمادًا كليًا على الدولة المسيطرة فى كل شىء من السياسة حتى الطعام. ولكن من عجب العُجاب أن نجد نموذجًا سياسيًا جديدًا فى السيطرة بمعرفة شخص على دولة أخرى، بسلب القوة الناعمة منها أو بالأحرى قتل القوة الناعمة وخلق قوة أخرى من التافهين وأنصاف المواهب أو أصحاب الشهرة الزائفة، ويقوم هذا الشخص المكلف بهذه المهمة بشراء هؤلاء سواء بالمال أو منحهم جنسية الدولة التى يعمل لها هذا المُسيطر. ويستمر هذا الأخير فى السير فى الاتجاه الذى يسمح له بتغيير هوية شعب الذى يرغب فى السيطرة عليه دون أن يدرى أن القوى الناعمة فى مختلف المجالات جاءت من خلال تطور تاريخى متوافقًا مع نظام اجتماعى وقوانين طبيعية تسمح لصعود الأفضل، ليعلم سادة الأرض أو هكذا يتصورون أنفسهم أن بتركيزهم على هؤلاء يشترون الوهم سواء كان هذا الشراء كان لأنصاف المواهب لأنهم لا يمثلون أى قوة غير قوة الهيافة.

لم نقصد أحدًا!

 

مقالات مشابهة

  • «الظّل» الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو «محمد الضيف»؟
  • هذا الكاتب أكل في أفخم مطاعم العالم وهذه أفضل الوجبات التي تذوقها
  • سياسي أنصار الله: دماء القادة الشهداء هي مشعل المقاومة ووقود حركتها والطوفان المتجدد الذي لن يتوقف إلا بزوال إسرائيل
  • سياسي أنصار الله: دماء القادة الشهداء مشعل المقاومة ووقود حركتها والطوفان الذي لن يتوقف إلا بزوال إسرائيل
  • وهم السيطرة!
  • فرنسا.. نزع وسم “صنع بالمغرب” من منتجات الخضر والفواكه التي مصدرها الصحراء الغربية
  • رئيس الدولة: سفاراتنا تعزز علاقات التعاون مع مختلف دول العالم
  • الثورة الرأسمالية التي تحتاجها إفريقيا
  • فيديو | محمد بن زايد: سفارات الإمارات مهمة في بناء علاقات تعاون مع العالم
  • محمد بن زايد: سفارات الإمارات مهمة في بناء علاقات تعاون مع العالم