الحج .. يُسر و طمأنينة وجهود موفقة
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
وسام الفخر يسطع وبصمة الإنجازات تلمع في سماء الإيمان تسمو وتطلع.
بشائر أكرمنا الله بها في المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين وحجاج بيت الله الحرام والطائفين.
أسرة الإسلام و ضيوف الرحمن استقبال بالحفاوة والإكرام ، تعامل بالصدق والرقي والإحسان وعطاء يحمل معاني التفاني والإخلاص ويُبهج الوجدان،
وبكل فخر واعتزاز ،يؤرخ السعوديون إنجازاتهم في سجل التاريخ الإنساني وعلى صفحات الحدث الإسلامي وبين أسطر الزمان والرقي الأخلاقي، حيث تأتي الاستعدادات لاستقبال ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام وتهيئة سبل الراحة لهم على قمة هرم الخدمات التي تشرف بها أبناء هذا الوطن المعطاء،
بدايةً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز _حفظه الله_ وقد وهب نفسه لخدمة الإسلام والمسلمين بكرمه وعظيم إحسانه.
ومروراً بأبناء وبنات هذا الوطن الذين يبذلون كل ما بوسعهم لخدمة ضيوف الرحمن وتوفير الراحة لحجاج بيت الله الحرام ، فقد حملوا على عاتقهم شرف خدمة الإسلام والمسلمين ووسام الإخلاص لله وسواعد المسؤولية تجاه الوطن.
وانتهاءً بحكومة خادم الحرمين الشريفين وكافة القطاعات الحكومية والمؤسسات الأهلية التي تتلاحم إلى جانب القيادة الرشيدة لتصل إلى القمة بعد توفيق الله عز وجل والجهود المباركة التي تفوق قدرات النجاح إلى التفّوق ، في تجمع حشود من مختلف بقاع الأرض يؤدون المناسك في يسر وسهولة كانت أمامهم مشيئة رب العباد وخلفهم الجهود الجبارة والتعاون المثمر والدقة والتنظيم والإدارة المتميزة لكافة الخطط من أجل الأمن والسلام لضيوف بيت الله الحرام.
ولا يخفى على الجميع الجهود الجبارة والإمكانيات الضخمة المسخرة لتنفيذ مشاريع التوسعة وتطوير المنطقة المركزية المحيطة بالحرم التي تركت بُعداً معمارياً شامخاً في مساحات التقدم والحضارة ،رسالة فخر لكافة الأجهزة في الوطن الحبيب التي تفانت في العمل الدؤوب لتبعث رسالة إلى العالم بأسره أن الدين المعاملة حيث تجسد الرقي الأخلاقي والفكري و الحضاري.
ونبارك لمملكتنا قيادة وشعبا نجاح موسم حج هذا العام الذي توج فيه الزمان والمكان الإنجازات السعودية التي تسطع في سماء الإسلام والسلام والإنسانية وتترك في أعماق النفوس أبعاد الأمن والأمان ويثمر العمل بحصاد الجهود المخلصة على جميع الأصعدة وفي كل الاتجاهات أعظم معاني التفاني والعطاء.
رسالة شكر وتقدير وامتنان إلى أولئك المخلصين الذين يحملون وسام التضحية على أكتافهم، قلوبهم تنبض دفاعا عن البلاد، وأنظارهم تخترق مسافات ظلام الليل، يسهرون على راحتنا ويحمون حدودنا ولا يقبلون المساس بكرامتنا، يفدون الوطن بأرواحهم ولا يسمحون بالعبث في حبات الرمال أو قطرات البحار أو ذرات هواء بلادنا .
خاتمة
في مكة.. الصدق والعطاء ابتغاء مرضاة الله وخدمة الإسلام .
tsfhsa@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: بیت الله الحرام
إقرأ أيضاً:
بين الفطرة والتشريع.. كيف تحمي أحكام الإسلام النظام الأسري؟
وناقشت حلقة 2025/3/29 من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" مع أستاذ التشريع الجنائي الإسلامي الدكتور محمد بوساق الحكمة الإلهية من تنظيم الأسرة ومواجهة التحديات المعاصرة التي تستهدف هذه المؤسسة الحيوية.
وكشفت الحلقة عن جوانب من الإعجاز التشريعي في الإسلام، خاصة في قضايا الأسرة والميراث والعدة والنسب.
وافتتح بوساق حديثه ببيان الحكمة الإلهية من خلق البشر ضمن منظومة أسرية متكاملة، وقال "الله سبحانه، أعظم من خلق الله هو آدم -عليه السلام- وذريته، وجعل ذلك من أجله سبحانه وتعالى ليعبدوه ولا يشركوا به شيئا".
وأوضح أن الله أفاض على بني آدم من النعم ما لا حصر لها، فقد جعلهم أزواجا، وجعل لهم بنين وحفدة، وجعل القرابة -صلة القربى- من نعمه عليهم بعد نعمة الإيمان، مؤكدا أن الله جعل هذه الصلات من أجل تمتين وربط الناس ربطا يقينيا بربهم، وهذه "القرابة هي نعمة وحفظ وكرامة لهم".
وبيّن بوساق أن "الإنسان هو مدار تحقيق مقاصد الشريعة كلها"، فمن حيث مقصد الدين فإن الإنسان هو الذي جعله الله سبحانه وتعالى ليعبده ولا يشرك به شيئا، ومن حيث مصلحة النسل فقد جعل سبب النسل واستمراره وعدم انقراضه في نعمة الزواج.
الإعجاز التشريعي
وتناول بوساق شبهة تقييد حرية المرأة من خلال نظام العدة للأرامل والمطلقات، وكشف عن جوانب من الإعجاز التشريعي في هذا النظام، مشددا على أهمية الانتباه والالتفات إلى الإعجاز التشريعي "لأن الناس انصرفوا كثيرا إلى الإعجاز العلمي، وهم على حق، وذلك فيه خير وبركة، وفيه نعمة للدعوة الإسلامية، ولكن الإعجاز التشريعي أعظم من الإعجاز العلمي".
إعلانوكشف عن اكتشاف علمي حديث يؤكد حكمة العدة الشرعية، إذ أثبتت الأبحاث العلمية أن "بصمة الرجل مع المرأة تنتهي في 3 أشهر، يعني 30% منها في الشهر الأول، و30% في الشهر الثاني، و30% في الشهر الثالث".
وأشار إلى بحث أجري في بعض أحياء المسلمين، فوجد أن "المسلمة ما عندها إلا بصمة واحدة، في حين في المجتمعات غير المسلمة وُجدت للمرأة بصمتان وثلاث وأكثر"، مما يدل على وجود علاقات غير شرعية".
وأكد أن هذه الاكتشافات العلمية تثبت حكمة التشريع الإسلامي، وقال "هذه كلها بعلم الله سبحانه وتعالى، ومن أحسن من الله حكما".
واستعرض بوساق الإعجاز التشريعي في نظام المواريث الإسلامي، وكيف استطاع في 10 أسطر فقط أن يجمع كل أحكام الميراث بعدل وإنصاف "في حين أن قوانين الميراث في الدول الغربية تستغرق مجلدات".
واستشهد بقصة روبرت غولدن مستشار الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، والذي كان متخصصا في القانون وخريج جامعة هارفارد، وكيف أنه أسلم بعد دراسته آيات المواريث في الإسلام.
وقال "لما قدّمت له آيات الميراث التي تبدأ بقوله تعالى ﴿يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين﴾ بقي عدة أيام، ثم رجع وقال: كيف هذا؟ كيف يجمع كل علاقات النسب ومن عمود النسب من أعلاه إلى أسفله ومن أجنحته، وكل هذا يجمعه في هذه الكلمات القليلة ويعطي بالإنصاف كل ذي حق حقه؟".
وأضاف بوساق أن غولدن قال "هذا لا يمكن أن يقدر عليه إلا من خلق الإنسان ومن خلق عمود النسب ومن خلق الأجنحة"، وأسلم بسبب هذا الإعجاز التشريعي.
شبهة إبطال التبني
وتطرق بوساق إلى شبهة إبطال التبني في الإسلام، موضحا أن الإسلام لا يمنع كفالة الأيتام ورعايتهم، بل يمنع ادعاء النسب لغير الأب البيولوجي، خاصة بعد اكتشاف البصمة الوراثية التي تثبت نسب الأبناء بشكل قاطع.
وقال "البصمة الوراثية تبين أن لكل ولد بصمة وأنه من صلب رجل بعينه، ويمكن معرفته بعد اكتشاف هذه البصمة الوراثية، فكيف يبقى لنا أن نستمر في هذه الجاهلية؟!".
إعلانوأضاف "الولد لأبيه، وهذه ليست مجرد دعوة، يعني مجرد كلام، هذا له أصل وأنه من والده، ويمكن معرفته بالتحاليل".
وأكد أن الإسلام لا يمنع "رعاية الطفولة، سواء كانت للذين ليس لهم أب معروف، لا يمنع من كفالتهم ورعايتهم وحمايتهم، ويعني أن يعيشوا وسط المسلمين كإخوة في الإسلام".
وحذر بوساق من تحديات معاصرة تستهدف الأسرة المسلمة، منها:
العزوف عن الإنجاب:أشار إلى أن الأعداء يعملون على "إشغال الناس بالشهوات، وترك مقاصد شرعهم"، مما يؤدي إلى "العزوف عن الإنجاب وعن تربية الأطفال". الإجهاض:
وصف الإجهاض بأنه "معارضة ومخالفة لأمر الله ولخلق الله"، وقال إنه في العصر الحديث أصبح الأمر "أشد، صارت الأجنة والأطفال -ذكورا وإناثا- يرمون في سلال المهملات، مخلوق بروح ويرمى". المثلية وتغيير الجنس:
وصف هذه الظواهر بأنها مخالفة للفطرة التي فطر الله الناس عليها، وقال إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من زوجين ذكرا وأنثى "فكيف تستقيم المثلية أو تغيير الجنس"، واعتبر تشريع بعض الدول الغربية مثل كندا قوانين تسمح باختيار أكثر من جنس بأنه عبث ومخالفة للفطرة.
وأكد أن هذه الممارسات تؤدي إلى انقراض الأسرة وانقراض البشرية وتدمير "المقاصد التي أراد الله بها تكريم بني آدم"، داعيا للعودة إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
وختم أستاذ التشريع حديثه بالدعوة إلى الالتزام بالفطرة والوسطية في التعامل مع قضايا الأسرة، وقال "بدلا من أن تدعو إلى الدين ادعُ إلى الفطرة، يعني عدم مخالفة الفطرة لأنها هي الخط الأخير للخروج من الإنسانية إلى الحيوانية".
وأكد أن المرأة في الإسلام "يجب وضعها في الموضع الوسطي الذي وضعتها إياه شريعة الله سبحانه وتعالى بلا إفراط ولا تفريط".
وحذر من طرفي الإفراط والتفريط "المرأة مظلومة من طرفين: طرف الصيحات الحيوانية الفاجرة من أجل إخراج المرأة عن كل أدب وعن كل مصالحها وإغرائها بما يتلفها ويؤلمها، وكذلك النظر إلى المرأة بنظرة فوقية وحرمانها من الميراث".
إعلانوأشار إلى أن "الله سبحانه وتعالى في تشريعه راعى ما هو أنفع وأفيد للإنسان"، وأن الشريعة الإسلامية هي التي تحقق التوازن والعدل في المجتمع وتحفظ كرامة الإنسان وتصون الأسرة من التفكك والانهيار.
الصادق البديري30/3/2025