الموقف اليمني بقيادته الشجاعة أربك حساباتهم
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
د. علي محمد الزنم *
بقدر عظمة الموقف اليمني وعنفوانه وشموخه وإبائه وشجاعته، الموقف الذي تميز ولا نظير له بين باقي العرب والمسلمين، وكل من يمتلك جينات في داخله من العروبة والإسلام وهو مكبل بقيود التبعية للغرب لكنه في قرارة نفسه يتمنى أن يكون شريك في موقف اليمن القوي أو جزء منه موقف العزة ونصرة أهل غزة بكل وضوح وما أتيح لليمن من إمكانات في معركة الإسناد التي قل المناصرين فيها وكثر المتخاذلين والمهبطين والمشككين بل والأدوات التي باعت نفسها لأمريكا وإسرائيل باتت أدوات رخيصة خانعة مهرولة نحو التطبيع والمهادنة مع الكيان الصهيوني المحتل .
وبالتالي تجدون آلاتهم الإعلامية الضخمة تصب كيف يتم استهداف اليمن والتقليل من موقف العظمة الذي يمثل رمزا عالميا لكل أحرار العالم بقيادة سيد القول والفعل عبدالملك بن بدر الدين الحوثي يحفظه الله الذي حمل على عاتقه مرحلة التغيير في المفاهيم والمواقف التي تعارف عليها القيادات العربية التي تدين بالسمع والطاعة لأمريكا وبالتالي صودر قرارها الوطني والإسلامي والقومي ولم نعد نسمع بموقف تفاخر به العرب الأقحاح سوى الموقف اليمني الذي أصبح علما يهتدى به لمن أراد إعادة البوصلة لصنع المواقف التي تخلد في ذاكرة الشعوب والأوطان وتصبح مضرب مثل ودروس في التضحية والفداء في ذاكرة الأجيال الحالية والقادمة .
لذا نقول للمرجفين والمشككين والعاجزين عن صنع أي موقف يحفظ لهم ماء وجوههم الذي أريق على جنبات طريق العزة والكرامة التي افتقدوها تماما بسبب مواقفهم المخزية التي جهروا بها بكل وضوح وأصبحوا مدافعين عن الصهاينة أكثر من دفاع بني صهيون عن أنفسهم لذا كيدوا كيدكم وبقوا كما أنتم وستذهبون وتذهب ريحكم غير مأسوف عليكم وعلى أمثالكم .
فاليمن ومن صنعاء فخر العرب والمسلمين وكل أحرار العالم وكفى ،،
* عضو مجلس النواب
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
عطوان: لماذا سيدخل الصاروخ الفرط صوتي اليمني الذي قصف قلب يافا اليوم التاريخ من أوسع أبوابه؟
عبد الباري عطوان
من المؤكد أن الصاروخ الباليستي فرط الصوت اليمني الذي أصاب هدفه بدقة في قلب مدينة يافا الفلسطينية المحتلة فجر اليوم السبت سيدخل التاريخ، وسيحتل مكانة بارزة في العناوين الرئيسية للصراع العربي-الصهيوني لعدة أسباب:
الأول: إيقاعه إصابات بشرية ضخمة بوصوله إلى هدفه، حيث اعترف العدو الصهيوني بإصابة ثلاثين شخصاً حتى الآن، يُعتقد أن معظمهم من العسكريين، كما أحدث حرائق كبرى يمكن مشاهدة ألسنة لهبها وأعمدة دخانها من مسافات بعيدة، وهي سابقة تاريخية.
الثاني: هذا الصاروخ فرط الصوت لم يأتِ انتقاماً للعدوان الأمريكي-الصهيوني على صنعاء والحديدة، وإنما جاء في إطار استراتيجية يمنية تهدف إلى تكثيف الضربات للعمق الفلسطيني المحتل دون توقف، جنباً إلى جنب مع استراتيجية قصف حاملات الطائرات والسفن الأمريكية والصهيونية في جميع بحار المنطقة. فلليوم الثالث على التوالي، تقصف قوات الجيش اليمني أهدافاً عسكرية صهيونية بصواريخ فرط الصوت، تضامناً مع شهداء غزة.
الثالث: فشل جميع منظومات الدفاع الجوي الصهيونية المتطورة، وعلى رأسها القبة الحديدية، ومقلاع داوود، وصواريخ حيتس و”ثاد”، في اعتراض أي من صواريخ فرط الصوت اليمنية، ووصولها جميعاً إلى أهدافها. وهذا ما دفع الاحتلال إلى فتح تحقيقات رسمية لمعرفة أسباب هذا الفشل، في اعتراف ضمني بالهزيمة.
الرابع: تتميز هذه الصواريخ الباليستية الجديدة (قدس 1 وقدس 2) بتجهيزها برؤوس حربية متطورة جداً، وقدرتها الكبيرة على المناورة والانفصال عن “الصاروخ الأم” قبل وصولها إلى أهدافها، مما يؤدي إلى فشل الصواريخ الاعتراضية المعادية في اعتراضها وتدميرها.
الخامس: تحول اليمن إلى دولة مواجهة رئيسية، وربما وحيدة، مع كيان الاحتلال، رغم المسافة الهائلة التي تفصله عن فلسطين المحتلة، والتي تزيد عن 2200 كيلومتر. وهذا يعني أن الجوار الجغرافي المباشر بات يفقد أهميته في ظل وجود صواريخ فرط الصوت والمسيّرات المتطورة جداً.
ما يميز القيادتين السياسية والعسكرية في اليمن هو قدرتهما على اتخاذ القرار بالقصف الصاروخي سواء للعمق الصهيوني أو لحاملات الطائرات الأمريكية والصهيونية والبريطانية. وهذه صفة تفتقدها للأسف جميع الدول العربية والإسلامية، سواء الصغرى منها أو الكبرى، التي تفتقر إلى الشجاعة والمروءة وعزة النفس، وتبحث دائماً عن الأعذار لتبرير جبنها وتجنب الرد على الاعتداءات الصهيونية المتكررة على أراضيها أو الدفاع عن المقدسات.
الظاهرة اللافتة في عمليات القصف اليمني للعمق الصهيوني والقواعد العسكرية الحساسة فيه، أنها بدأت توقع خسائر بشرية ودماراً كبيراً، وهو أكثر ما يزعج ويرعب المستوطنين وقيادتهم، ويقوض المشروع الصهيوني من جذوره. فهذا القصف يأتي بعد هدوء الجبهة اللبنانية وسقوط سورية، ويفسد على نتنياهو وجيشه احتفالاتهم بما اعتبروه “إنجازات”. فجميع الحروب العربية الرسمية مع كيان الاحتلال كانت على أراضٍ عربية، وقصيرة جداً، ولم تصل مطلقاً إلى المستوطنين، ولم تطلق صافرة إنذار واحدة في حيفا أو يافا أو باقي المدن الفلسطينية المحتلة. ربما الاستثناء الوحيد كان عندما أطلق العراق أكثر من أربعين صاروخاً على تل أبيب أثناء عدوان عام 1991.
هذا الموقف اليمني المشرف ربما هو مصدر الأمل الوحيد للصامدين في فلسطين المحتلة، الذين يواجهون حرب الإبادة والتطهير العرقي والمجازر اليومية، بعد أن خاب ظنهم كلياً بجميع أنظمة الحكم العربية والإسلامية، خاصة تلك التي ترفرف الأعلام الصهيونية في قلب عواصمها، ناهيك عن التعاون العسكري والاستخباري والتجاري العلني والسري مع كيان الاحتلال.
غزة ليست وحدها، ويكفيها أن الشعب اليمني، أصل العرب، يقف في خندقها، ولا ترهبه الغارات الصهيونية والأمريكية، ولا يتردد في تقديم الشهداء.
الأمر المؤكد أن اليمن العظيم لن يتخلى عن غزة ومجاهديها، وستستمر صواريخه الباليستية في زعزعة أمن واستقرار كيان الاحتلال وكل القوى الاستعمارية الداعمة له. فاليمن ظاهرة استثنائية، تفوقت على الجميع في شجاعتها ووطنيتها وثباتها على الحق، وتعاملها مع العدو بأنفة وكبرياء، ومخاطبته بالصواريخ والمسيّرات، وهي لغة القوة التي يجيدها ويخشاها الأعداء… والأيام بيننا.