حذر برنامج أممي من انخفاض احتياطي النقد الأجنبي مع أزمة في السيولة بمناطق سيطرة الحوثيين إذا ما استمرت المواجهة الاقتصادية مع الحكومة المعترف بها دولياً، ونبه إلى أن سوء استهلاك الغذاء ارتفع في تلك المناطق بنسبة 78 في المائة مقارنة بزيادة بنسبة 52 في المائة في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية.

وأكد برنامج الأغذية العالمي في تقرير حديث له عن الأمن الغذائي في اليمن أن أزمة مصرفية تلوح في الأفق مع الإعلان عن حظر المعاملات المالية بين الحكومة المعترف بها دولياً والحوثيين.

وقال إن هذه التطورات ستؤدي إلى جانب انخفاض احتياطيات النقد الأجنبي عند الحوثيين، إلى أزمة سيولة ذات آثار عميقة على الأسواق وسبل العيش ووضع الأمن الغذائي.

ورجح البرنامج أن يؤدي التصعيد الحالي في «الصراع الاقتصادي» بين الحكومة والحوثيين إلى «تعطيل تدفق التحويلات المالية والقطاعين المالي والمصرفي بشكل عام»، وقال إن ذلك سيفرض تحديات كبيرة على المستوردين لشراء المواد الغذائية وغير الغذائية الأساسية، ويؤثر في نهاية المطاف على إمدادات الغذاء وأسعار المواد الغذائية.

ووفق بيانات التقرير، فإن هذا الصراع يأتي فيما تشكل فرص الوصول إلى الغذاء تحدياً رئيسياً أمام ذوي الدخل المحدود وفق ما أفاد بذلك 71 في المائة من سكان مناطق الحوثيين، و60 في المائة من السكان في مناطق سيطرة الحكومة.

وأوضح البرنامج الأممي أن عمق وشدة الحرمان الغذائي (سوء استهلاك الغذاء) بلغ ذروته في مايو (أيار) الماضي، وبنسبة 32 في المائة في مناطق سيطرة الحوثيين و31 في المائة في مناطق سيطرة الحكومة، وأشار إلى تفاقم هذا الاتجاه بشكل كبير في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث زاد بنسبة 78 في المائة على أساس سنوي، مقارنة بزيادة بنسبة 52 في المائة في مناطق سيطرة الحكومة.

حرمان شديد

وفق البرنامج الأممي بلغ الحرمان الشديد من الغذاء في اليمن أعلى مستوياته على الإطلاق في محافظات الجوف والبيضاء وحجة وعمران والحديدة وهي محافظات يسيطر على معظم أجزائها الحوثيون.

وذكر التقرير أن نحو 8 في المائة من الأسر في مناطق الحوثيين أفادت بأنها تعتمد على التسول لتلبية احتياجاتها الأساسية، مقارنة بثلاثة في المائة في مناطق سيطرة الحكومة.

وقال إن هذه الممارسة واضحة بشكل خاص في محافظات صعدة وحجة وعمران والبيضاء.

وطبقاً لهذه البيانات ارتفع إجمالي حجم الوقود المستورد عبر موانئ البحر الأحمر الخاضعة لسيطرة الحوثيين بنسبة 32 في المائة خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

وعلى عكس ذلك، انخفضت واردات الوقود عبر الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية (عدن والمكلا) بنسبة 41 في المائة على أساس سنوي، حيث يسهم إنتاج النفط الخام المحلي من مأرب إلى حد كبير في تغطية احتياجات الوقود المحلية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.

لكن التقرير طالب بضرورة مراقبة تدفقات الواردات عن كثب على مدى الأشهر المقبلة، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف التأمين على الموانئ اليمنية، وانخفاض احتياطيات النقد الأجنبي، والأزمة المصرفية.


واردات الغذاء

وفق بيانات البرنامج الأممي ارتفع الحجم الإجمالي لواردات المواد الغذائية عبر جميع الموانئ البحرية اليمنية بنسبة 22 في المائة خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، لكن موانئ البحر الأحمر الخاضعة لسيطرة الحوثيين شهدت ارتفاعاً سنوياً بنسبة 35 في المائة في واردات المواد الغذائية، بينما أظهرت بيانات الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة (عدن والمكلا) انخفاضاً سنوياً بنسبة 16 في المائة.

وأكد برنامج الأغذية العالمي أن المواد الغذائية الأساسية كانت متوفرة في جميع الأسواق اليمنية، ولكنها بعيدة عن متناول الفئات الأكثر ضعفاً بسبب انخفاض القدرة الشرائية. وقال إنه قام بتوزيع المساعدات لمرة واحدة في مايو الماضي، مستهدفاً الأشخاص الأكثر ضعفاً في ثماني مديريات ذات أولوية في محافظتي حجة والحديدة، وبيّن أن مراقبة ما بعد التوزيع كشفت أن الأمن الغذائي تحسن بشكل كبير للأسر المستفيدة في هذه المديريات.

 

وتشير نتائج المقابلات التي أجراها البرنامج مع عينة من الأسر المستفيدة بعد التوزيع وسابقاً، إلى أن ضعف استهلاك الغذاء بين أولئك الذين تلقوا المساعدة في المحافظتين انخفض من 41 في المائة في فبراير (شباط) إلى 22 في المائة، حيث أكمل دورة واحدة فقط من المساعدات الغذائية خلال هذا العام، لنحو 3.6 مليون شخص في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة (بحصص مخفضة).

وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن تمويل خطته القائمة على الاحتياجات لم تتجاوز نسبة 11 في المائة فقط. وأوضح أن أزمة التمويل «المنهكة» أجبرته على تعليق برنامج الوقاية من سوء التغذية الحاد بالكامل، مما أثر على ما يقرب من 2.4 مليون طفل وامرأة.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

رقابة مشددة على السلع.. مطالبات الأسر المصرية من وزير التموين الجديد

تفاعل المواطنون مع عدد كبير من الوزراء في الحكومة الجديدة بعد أدائهم حلف اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس، وكان من بينهم وزير التموين والتجارة الداخلية، الدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية.

مطالب عديدة وجهها المواطنون للدكتور شريف فاروق وزير التموين من خلال حديثهم لـ«الوطن»، شملت عدة نقاط منها تخفيض أسعار بعض السلع الغذائية إضافة إلى توسيع مبادرة «كلنا واحد» في جميع أنحاء الجمهورية خاصة في محافظات الصعيد للتخفيف على المواطن، بحسب ما ذكره محمد عبد المتعال، مواطن من محافظة أسوان.

مطالب المواطنين من وزير التموين  

يتمنى الرجل الأربعيني من وزير التموين، أنّ يتم التشديد على المخابز ومراقبتها لإنتاج رغيف بمواصفات جيدة، كما يجب متابعة مكاتب التموين لأصحاب المحال والسلع الغذائية لتجنب وجود أي مشكلات في هذه الأماكن.

لم تقتصر المطالب التي قدمها المواطنون لوزير التموين عند هذا الحد، إذ طالب أيضًا محمد البربري، مواطن من محافظة الغربية، بتوافر السلع بأسعار عادلة ومناسبة، وتشديد الرقابة على الأسواق.

توافر المستلزمات التموينية في مواقيتها المحددة

ومن ضمن المطالب التي قدمها «البربري»، توافر المستلزمات التموينية في مواقيتها المحددة، إضافة إلى تفعيل دور جهاز حماية المستهلك بشكل فعال في السوق المصرية وكذلك حل أزمة طوابير الخبز في القرى، وتوجيه مديريات التموين في المحافظات بالتعامل مع المواطنين وشكاواهم بشكل فعال ومناسب.

وعلى الجانب الآخر، طالبت إيمان سعد البالغة من العمر 30 عاما ولديها 3 أطفال، وزير التموين، بتوفير البطاقات التموينية للأسرة الحديثة حتى تساعدهم على توفير عدد من المنتجات الغذائية: «بتمنى من الوزير أن الشباب اللي متزوج جديد وكون أسر يتوفر ليهم بطاقات تموينة عشان ده هيساعدهم معيشيا».

مقالات مشابهة

  • عاجل: غارات أمريكية في مناطق سيطرة الحوثيين
  • مسؤول كبير في الشرعية يزور مناطق تحت سيطرة الحوثي لقضاء إجازة العيد ويعود بسلام!
  • رقابة مشددة على السلع.. مطالبات الأسر المصرية من وزير التموين الجديد
  • واشنطن تعلن تدمير موقعين للرادار بمناطق سيطرة الحوثيين
  • تدهور الأمن الغذائي إلى الأسوأ باليمن (تقرير)
  • تقرير دولي: الاقتصادات الناشئة تواصل دعم الأسواق الزراعية مع تغيرات إقليمية متوقعة خلال العقد المقبل
  • ارتفاع نسبة سوء استهلاك الغذاء في مناطق سيطرة الحوثي بنسبة 78%
  • المركزي اليمني يوقف التحويلات المالية إلى مناطق سيطرة الحوثيين بشكل نهائي
  • برنامج الغذاء: نصف العائلات في شمال اليمن لا تتناول ما يكفيها من طعام