يمانيون:
2024-12-27@10:26:49 GMT

الحربُ وقواعدُها.. والجريمةُ وبواعثُها

تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT

الحربُ وقواعدُها.. والجريمةُ وبواعثُها

الدكتور عبدالرحمن المختار
روَّجت القوى الاستعماريةُ الصهيوغربيةُ ولا تزال تروِّجُ، ومنذ تسعة أشهر، لما يجري في قطاعِ غزةَ بأنه حربٌ، ولم يقتصرْ هذا الترويجُ والتضليلُ على القوى الاستعمارية الإجرامية، بل إن الأنظمةَ العربيةَ ووسائلَها الإعلاميةَ سارت في ذات الاتّجاه التضليلي، الذي رسمته تلك القوى.

ولم تخرُجْ عليه الأنظمةُ العربية ووسائلُها الإعلاميةُ ولو لمرة واحدة، ولم نجدْ نظامًا عربيًّا، خُصُوصاً أنظمةَ التطبيع، والسائرةَ في ذات الطريق، يصفُ ما يجري في قطاع غزةَ، بأنه جريمةُ إبادة جماعية، بل إن التعاطيَ -سواء السياسي أَو الإعلامي- يقومُ على أَسَاسِ وصف الحالة في غزة، بأنها حربٌ بين “إسرائيل” وحماس، وترى الوسائل الإعلامية واسعةُ الانتشار التابعةُ لهذه الأنظمة، أنها في أعلى درجات الإنصاف حين تُبْرِزُ في عناوين أخبارها عنوان (حرب إسرائيل على غزة).

والحقيقةُ أن مثلَ هذه العناوين التي تُبرِزُها وسائلُ الإعلام التابعةُ للأنظمة العربية، هي عناوينُ تخدُمُ القوى الاستعماريةَ الصهيوغربية، سواء بقصدٍ أَو بغير قصد؛ فالنتيجة النهائية للترويج للحالة في غزة بأنها حرب، تَصُبُّ في مصلحة القوى الاستعمارية الإجرامية، وضد مصلحة الشعب الفلسطيني، والمؤسف أن الأنظمة العربية ووسائل إعلامها، لم تكلِّفْ نفسَها تقييمَ الحالة في غزة بشكل جدي، وتقييم سلوك جيش كيان الاحتلال الصهيوني، والقوى الإجرامية الشريكة له، ولم تتخذ الأنظمةُ العربية ووسائلُ إعلامها موقفًا واضحًا ومحدَّدًا.

فلو افترضنا جدلًا، ومسايرةً لمنطق تضليل القوى الاستعمارية، أن الحالة في غزة حالة حرب، فَــإنَّ المنطق بحد ذاته، يحتِّمُ على الأنظمة العربية ووسائل إعلامها -وهنا يكفي أن نتحدث عن المنطق، ولا نتحدث عن واجب أَو رابط آخر ديني أَو أخوي أَو إنساني أَو جوار جغرافي- أن يكون لها موقف بوصفها أنظمة حكم قائمة على رأس دول، هي جزء من جغرافية المنطقة، وشعوبها بعشرات الملايين، بل بمئات الملايين، وهم جزء لا يتجزأ من شعوب المنطقة العربية، فالأصل -وَفْـقًا لهذه المعطيات- أن تعلن الأنظمة العربية موقفها بكل صراحة ووضوح في وجه القوى الاستعمارية الصهيوغربية، بأن للحرب قواعدَ حدّدها القانون الدولي، الذي هو صنيعة هذه القوى، وللحرب أخلاقياتُها، ليس لأي طرف في الحرب انتهاكُها.

فالقانون الدولي يمنع استهداف من لا يشاركون بشكل مباشر في النزاع المسلح، ويوجب على أطراف النزاع تجنب أي سلوك من شأنه ترويع الآمنين وتحديدًا الأطفال، ومن ذلك تحليق الطيران فوق الأحياء السكنية، وَإذَا كان مُجَـرَّدُ تحليق الطيران فوق هذه الأحياء محظورًا؛ لأَنَّ التحليق يتسبب في ترويع الأطفال، فماذا يمكن أن يقال عن تدمير الأحياء السكنية فوق رؤوس ساكنيها أطفالًا ونساءً وشيوخًا؟!

كان من أدنى الواجبات على الأنظمة العربية، أن تنخرط مع القوى الاستعمارية الداعمة والشريكة للكيان الصهيوني في نقاش جدي ولو من جانب إنساني، ومن باب أن تعملَ هذه الأنظمةُ لنفسها قدرًا واعتبارًا؛ كونها تحكُمُ دولًا أعضاءً في المجموعة الدولية، المُسَمَّاة (منظمة الأمم المتحدة)، وكان على هذه الأنظمة أن تخاطب بشكل صريح وواضح، تلك القوى، حول ما تقترفه في غزة من إبادة جماعية، ودمار شامل لكل مقومات الحياة! وأن تتساءل هذه الأنظمة عن المقصود من كُـلّ تلك الإبادة والدمار الشامل؟ وهل المقصود من ذلك ما أعلنه قادة دولة الكيان الصهيوني حول القضاء على حماس، الذي لقي تأييدًا وتأكيدًا واضحًا وصريحًا من جانب الإدارة الأمريكية، وغيرها من الحكومات الغربية؟

وهل ما يحدث في غزة من إبادة جماعية لسكانها، وتدمير لبنيانها بشكل عام هو تجسيد لهدف القضاء على حماس؟ فالواقع يؤكّـد وبما لا يدع مجالًا للشك أن حماس مُجَـرّد عنوان، وأن المقصود هو القضاء على سكان غزة بشكل عام، بالقتل المباشر بالصواريخ والقنابل، والقتل بالحصار التجويع، ومنع دخول الأدوية اللازمة لمعالجة الأمراض الفتاكة والمزمنة!

وهذا كله على فرض أن الحالة في غزة -وَفْـقًا لمنطق القوى الاستعمارية الإجرامية- هي حالة حرب بين طرفين على قدر من التكافؤ في العدة والعتاد، ومن باب احترام الأنظمة العربية لنفسها ولشعوبها، الأصلُ أن تتخذَ مواقفَ تجسِّدُ فيها رفضَها لانتهاك أطراف النزاع أَو أي طرف فيه لقواعد القانون الدولي، المتعلقة بما يجب على هذه الأطراف مراعاته أثناء العمليات العسكرية المتبادلة، وما يرتبط بها من أخلاقيات توجب على أطراف النزاع المسلح تجنُّبَ استهدافِ المدنيين والأعيان المدنية، من أحياءٍ سكنية، ومدارسَ ومساجدَ ومستشفياتٍ وحدائقَ ومخازن غذاء ودواء ووسائل نقلها، وكل ما له علاقة بحياة الإنسان.

ومثل هذه المواقف كان لا بد أن تحدث، إن كانت الأنظمة العربية تقيم لنفسها ولشعوبها قَدْرًا ووزنًا واعتبارًا بين شعوب الأرض؛ باعتبَار أنها ومن حَيثُ الأصل أنظمة حاكمة على رأس دول مستقلة وذات سيادة، وبغضِّ النظر عما إذَا كان النزاع المسلح بين طرفين، لا تربط هذه الأنظمة بطرفَيه أَو بأحدِهما أيَّةُ صلة أَو رابطة، ومصالح مشتركة، بل يكفي أنها تمثل دولًا مستقلة ذات سيادة، وهو بحد ذاته كافٍ ليكون لها موقفٌ واضحٌ ومعلَنٌ، تُسمِعُ من خلاله صوتَها للآخرين تحديدًا المنتهكِين لقواعد القانون الدولي.

وليست الأنظمة العربية أقلَّ شأنًا من الأنظمة الحاكمة في أمريكا اللاتينية، التي اتخذت مواقفَ مناهضةً ورافضةً لسلوك القوى الاستعمارية الصهيوغربية، وصلت تلك المواقف لمستوى قطع العلاقات التجارية والدبلوماسية معها، ولا يصح أبدًا أن تكونَ الشعوبُ العربية ممثلةً بأنظمة لم تجرؤ حتى على اتِّخاذ موقفٍ يدين سلوكَ دول تنتهكُ جهارًا نهارًا أحكامَ القانون الدولي القائمة نظريًّا! ولا يصح أبدًا أن تستمرَّ هذه الأنظمة على رأس دولٍ عربية وهي عاجزةٌ تماماً عن التعبير عن إرادَة دولها المجسِّدة لإرادَة الشعوب الحرة المستقلة.

أما إذَا لم تكن الحالةُ في غزة حالةَ حرب، والارتباطُ بين غزة والأنظمة العربية وشعوبها قائمٌ على أَسَاس الدم والدين واللغة والجغرافيا والتاريخ والمصير المشترك، فَــإنَّ الأصل أن سقف موقف الأنظمة العربية أن يكون عاليًا جِـدًّا، وأعلى علوٍّ له أن تواجهَ هذه الأنظمةُ القوى الاستعماريةَ الإجرامية عسكريًّا، وأدنى سقف لموقف الأنظمة العربية أن تقاطع تلك القوى الإجرامية سياسيًّا واقتصاديًّا وفي جميع المجالات، ولا يوجد مستوى أدنى للموقف مما يجري في غزة إلا تحت الأرض؛ بمعنى أن الأنظمة العربية ميتة ومدفونة تحت التراب، وأدنى من هذا الموقف أن تنخرط الأنظمة العربية وإعلامها إلى جانب القوى الاستعمارية الصهيوغربية في الترويج لما يجري في غزة بأنه حالة حرب!

ولا تكلف نفسها جهدًا ولو بسيطًا بوصفها أنظمة تمثل دولًا، أن تُسقِطَ قواعد القانون الدولي على حالة غزة لتتبيَّنَ ما إذَا كانت الحالة هناك حربًا أم شيئًا آخر؟ وطالما الأنظمة العربية لم تتخذ موقفًا يجسد كونها تمثل دولًا مستقلة ذات سيادة، فَــإنَّ معنى ذلك أن هذه الأنظمة لا تحترم نفسها ولا تقيم أي اعتبار لكرامة شعوبها، وهي تقر وتعترف عمليًّا بأنه لا سيادة لدولها ولا كرامة لشعوبها، وأنها مُجَـرّد تابع لا يملك إرادَة التصرف، ولا حرية القول خلافًا لإرادَة المتبوع وقوله!

لكن هل يُعقَلُ فعلًا أن يصلَ مستوى تبعية الأنظمة العربية للقوى الاستعمارية الصهيوغربية إلى حَــدِّ القبول بالإبادة الجماعية لإخوانهم في قطاع غزة ولا يحرِّكون ساكنًا؟! وعلى مدى تسعة أشهر من تتابع واستمرار أفعال جريمة الإبادة الجماعية، التي يقترفها الكيان الصهيوني تحت عنوان (القضاء على حماس)، هذا العنوان الذي أعلنه قادة الكيان الصهيوني، وأَيَّدَه وأكَّـدَه شركاؤه في جريمة الإبادة؛ فماذا يعني هَدَفُ القضاء على حماس؟ المعنى القريب لهذا الهدف هو القضاء على حركة حماس المعروفة كحركة جهادية مقاومة للاحتلال، والمسؤولة عن تنفيذ عملية (طوفان الأقصى)! لكن من هي حماس التي يهدف الكيان الصهيوني للقضاء عليها؟ وهل هي فقط منتسبو الحركة المجاهدون في الجانب العسكري؟ أم تشمل كُـلَّ مَن ينتسب لحركة حماس في كافة المجالات؟

الواضِحُ أن حماس التي يهدف الكيان الصهيوني للقضاء عليها، وتؤيده القوى الاستعمارية الإجرامية، تشمل جميع المجاهدين وأقاربهم بمختلف درجات القرابة، لا فرق في ذلك بين طفل صغير وكبير مسن ورجل وامرأة، الكل يندرج ضمن هذا الهدف، ويندرج ضمنه أَيْـضاً المسكن الذي يؤويهم، والماء الذي يرويهم، والأرض التي منها طعامهم، والمشفى الذي فيه دواؤهم، وباختصار المقصود من هدف القضاء على حماس سحق غزة بما فيها ومن فيها!

وهذا واضح منذ أول فعل من أفعال جريمة القوى الاستعمارية الصهيوغربية في قطاع غزة، واليوم هذا الهدف أكثر وضوحًا في شمال غزة ووسطها وجنوبها، فالجميع يواجه الموت، والواضح أَيْـضاً أن الأنظمة العربية توافق المجرم -إن لم يكن صراحةً، فضمنًا- على استكمال فصول جريمته، فيا له من عار تلطخت به الأنظمة العربية ولطخت به شعوبها، عار لن يمحوه الزمن؛ فهي أنظمة تقف على سدة الحكم في دول قد يصل مجموع عدد سكانها لما يقرب من نصف مليار، ومواردها تفوق في وفرتها مواردَ قوى الإجرام مجتمعةً، ومع ذلك لم تنتصر لمظلومية العصر، ووقفت عاجزة أمام جريمة القرن، رغم وضوح بواعثها! وأصرَّت على وصفِها بالحرب، رغم انتفاءِ قواعدها وأخلاقياتها! ولم يقف انحطاطُ هذه الأنظمة عند هذا المستوى، بل إلى القَعْرِ السَّحِيقِ هوى!

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی الأنظمة العربیة القضاء على حماس القانون الدولی الحالة فی غزة هذه الأنظمة ما یجری فی فی قطاع موقف ا

إقرأ أيضاً:

نتنياهو وكاتس يُعرقلان مفاوضات صفقة التبادل

يمانيون../
على الرغم من الأجواء الإيجابية التي خيّمت على المفاوضات والحديث عن انفراجة وشيكة بشأن التوصل لاتفاق وصفقة تبادل، بلُغة هي الأولى من نوعها منذ بداية الحرب من حيث مستوى الأمل والتفاؤل، إلا أن الحذر يفرض نفسه على تصريحات المسؤولين في حماس والوسطاء، بما فيهم أمريكا التي تتخوف من عرقلة نتنياهو ويمينه المتطرف لهذا التقدم والعودة لمربع الصفر من جديد.

وتمارس كل من إدارتَي بايدن الحالية وترامب القادمة ضغوطًا على حكومة نتنياهو لإنهاء هذا الملف، الذي بات يُشكل صداعًا مدويًا في رأس الولايات المتحدة، التي لم تتخلَّ يومًا عن دعمها للكيان الصهيوني المُحتل في هذه الحرب الإجرامية، فيما قدمت المقاومة عدة تنازلات وأبدت مرونة غير مسبوقة، من أجل وقف نزيف معاناة الفلسطينيين المستمر لأكثر من 14 شهرًا.

وعرقل رئيس حكومة الكيان الصهيوني بينامين نتنياهو وفق تأكيدات جهات سياسية عربية ودولية وصهيونية أكثر من محطة في إطار وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع المقاومة في غزة لمصالحة شخصية وسياسية خاصة باليمين المتطرف.

وفي هذا السياق شن مسؤولون بفريق التفاوض الصهيوني هجومًا على نتنياهو ووزير الحرب “يسرائيل كاتس” حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وبحسب ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرنوت” الصهيونية، فقد اتهم المسؤولون كاتس بأن تصريحاته تضُر بمفاوضات تبادل الأسرى مع حركة حماس بقولهم: “سماع تصريحات وزير الحرب في محور فيلادلفيا من شأنها أن تفجر المفاوضات”.. مُضيفين: “من الواضح أننا في أيام اتخاذ القرارات الحاسمة، التي يجب فيها استلام قائمة المختطفين (المحتجزين بغزة)، وهي أيام تتطلب المرونة وحسن النية”.

كما وجّه المسؤولون في فريق التفاوض الصهيوني حديثهم لنتنياهو وكاتس.. قائلين: “لا تأخذا هذه النقطة الحاسمة وتعلنا أنكما لن تُنهيا الحرب (الإبادة بغزة)، وأن الجيش سيسيطر على غزة”.. معتبرين أن “هذه التصريحات سببت أضراراً جسيمة، إنه ببساطة أمر صادم”.

وأضاف المفاوضون: “هذا لا يعني أنه لن يكون هناك صفقة، لكن هذه التصريحات التي أدلى بها وزير الحرب بعد تصريحات رئيس الوزراء في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال، لا تساهم (في إبرامها)”.

وردًا على اتهامات المفاوضون، قال مكتب نتنياهو في بيان له: “صدى كاذب آخر لدعاية حماس من مصادر مجهولة في فريق التفاوض الذين يتصرفون انطلاقاً من أجندة سياسية”.

وزعم المكتب أنّ “نتنياهو مُلتزم بإعادة جميع المختطفين إلى وطنهم، وتحقيق الأهداف الأخرى للحرب في غزة”، والتي تشمل القضاء على حماس وضمان ألا تشكل غزة تهديداً لإسرائيل في المستقبل، وفق ما أعلنه نتنياهو مراراً.

وطالب مكتب نتنياهو المفاوضين بـ”التركيز على المهمة المقدسة المتمثلة في إعادة المختطفين، والتوقف عن اللعب لصالح منظمة حماس الإرهابية”.. وفق وصفه.

ويضم فريق التفاوض الصهيوني مسؤولين كبار في جهازي الاستخبارات “الموساد” والأمن العام “الشاباك” وجيش العدو الصهيوني.

ونفتْ مصادر مصريَّة، اليوم الخميس، المزاعم “الصهيونية بتراجع حماس عن تفاهمات بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.. وقالت لـ”التلفزيون العربي”: إنَّ “حركة المُقاومة الإسلاميَّة حماس أبدت تجاوبًا كبيرًا وتنازلت عن بعض شروطها خلال مفاوضات وقف إطلاق النار”.. مؤكدة أنَّ “إسرائيل” عادت إلى طرح نقاط سبق التوصل إلى اتفاق فيها.

وكان كاتس، قد قال أمس الأربعاء، خلال زيارة إلى محور صلاح الدين (فيلادلفيا) الذي تحتله “إسرائيل” على الحدود بين قطاع غزة ومصر: إن “السيطرة الأمنية على غزة ستبقى في أيدي “إسرائيل”، وستكون هناك مساحات أمنية ومناطق عازلة ومواقع سيطرة بالقطاع”.

فيما قال نتنياهو، لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية: إنّ “الحرب ستستمر حتى القضاء على حماس تماماً”.. مشيراً إلى أنّ “إسرائيل لن تقبل بوجودها على حدودها”.

ونقلت قناة “آي 24 نيوز” عن والد أسير صهيوني، قوله: إن فريق ترامب يعلم أن نتنياهو يعرقل إتمام صفقة غزة.. مؤكداً أنه مهتم بصفقة جزئية حتى يتمكن من مواصلة الحرب فى غزة.

وأشار إلى أن حكومة نتنياهو لا تريد حديثا عن اليوم التالي ولا وقفا للقتال بل حكما عسكريا لغزة.

وتصاعدت وتيرة الاتهامات المتبادلة بين رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب “معسكر الدولة” بيني غانتس، إثر اتهام الأخير للأول بـ”تخريب” مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.

ويوم الأحد الماضي، اتهم غانتس، نتنياهو، في كلمة متلفزة نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية بـ”تخريب” مفاوضات الصفقة.. منتقداً حديث نتنياهو مع وسائل إعلام أجنبية بشأن الصفقة الجاري بلورتها مع حماس.

وقال غانتس: “نحن في أيام حساسة، الحياة والموت حقا يتحكم فيهما اللسان”.. مضيفاً: “كما قال نتنياهو نفسه قبل أسبوع واحد فقط كلما تحدثنا أقل، كلما كان ذلك أفضل، بينما المفاوضون يعملون، نتنياهو يخرب المفاوضات من جديد”.

كما خاطب غانتس نتنياهو في بيان جديد.. قائلا: “نتنياهو، لا تكن جبانا، خفت من تفكيك الائتلاف، وفقط بفضل إصرار غانتس تمكنا من إعادة أكثر من 100 مختطف (محتجز) إلى هنا”.

وأضاف بيان غانتس: “نتنياهو، لقد أفسدت سابقا فرصة التوصل إلى صفقة لتحرير المختطفين خوفا من انهيار الائتلاف، لن نسمح لك بفعل ذلك مرة أخرى بينما هناك صفقة حقيقية على الطاولة”.

وبحسب تصريحات مصادر مُطلعة لوسائل إعلام العدو الصهيوني، يسعى الكيان الصهيوني إلى صفقة من قسمين؛ صفقة “إنسانية” (تشمل النساء والجرحى وكبار السن)، يعقبها صفقة أخرى تؤدي إلى إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الصهيوني من قطاع غزة.

وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية أكثر من مرة، جراء إصرار نتنياهو على “استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع.

من جانبها، تصر حركة المقاومة الإسلامية حماس على انسحاب كامل للعدو الصهيوني من القطاع ووقف تام للحرب، بغية القبول بأي اتفاق.

ويحتجز العدو الصهيوني في سجونه أكثر من 11 ألف فلسطيني، فيما يُقدر وجود 100 أسير صهيوني بقطاع غزة، فيما أعلنت حركة حماس هم مصرع عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية صهيونية.

وتقلصت فرص التوصل لاتفاق هدنة بين الكيان الصهيوني وحركة حماس بشأن الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من عام، وذلك بسبب العقبات فيما يتعلق بأسماء وأعداد الأسرى الفلسطينيين والرهائن الصهاينة المتوقع الإفراج عنهم خلال مراحل الصفقة.

وعلى الرغم من تأكيد جميع الأطراف وجود تقدم في المفاوضات التي يديرها الوسطاء؛ إلا أن هذا التقدم طفيف للغاية، ولم يحقق أي انفراجه يمكن البناء عليها من أجل الإعلان عن البدء في المرحلة الأولى من التهدئة وتبادل الأسرى والمحتجزين.

ويرى مراقبون وخبراء، أن “التقدم الذي تشهده مفاوضات التهدئة بين طرفي القتال بغزة بطيء للغاية، ولا يمكن أن يؤدي لاتفاق للتهدئة بين حركة حماس والكيان الصهيوني خلال الفترة القريبة المقبلة”.. مبينةً أن الطرفين بحاجة لمزيد من الوقت للتوصل لاتفاق.

ويؤكد المراقبون والخبراء أن الكيان الصهيوني لا يتوقف عن وضع شروط جديدة في كل جولة للمفاوضات، خاصة ما يتعلق بملف الرهائن بغزة والأسرى الفلسطينيين في سجونه.. مشددًا على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرغب بتقليل تكلفة الإفراج عن الرهائن.

ويشيرون، إلى أن “نتنياهو غير معني بالتوصل لصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، ويستغل وضع الحركة السياسي الضعيف لفرض إملاءاته وشروطه على المجتمع الدولي والمنطقة بأسرها”.

وتتسارع خلال الساعات الأخيرة وتيرة الأخبار والمعلومات المتداولة عن قرب التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط أجواء وصفتها جميع الأطراف، حماس وحكومة العدو الصهيوني والوسطاء، بالإيجابية، فيما يُمني الفلسطينيون والصهاينة أنفسهم باتفاق يُنهي تلك المعاناة المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.

ورغم تلك الأجواء الإيجابية التي يعتبرها البعض هي الأفضل منذ بداية الحرب، والمدفوعة بحزمة من المحفزات والمخاوف، إلا أن التعويل عليها للتوصل إلى اتفاق نهائي مسألة غير محسومة، في ظل وجود شخصية مثل بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة التي يسيطر عليها اليمين المتطرف، الذي اعتاد عرقلة مثل تلك التحركات بإشهار ورقة الانسحاب من الائتلاف الحكومي في وجه رئيس الوزراء المأزوم.

وقالت حماس على لسان قياديها: إن الاجتماعات التي استضافتها الدوحة والقاهرة مؤخرًا كانت بنّاءة، وأن الأجواء أكثر إيجابية ممّا كانت عليه سابقًا.. لافتة إلى أن مشاركة الحركة في تلك الجولة تتميز بالمرونة والتعاطي بنظرة أوسع لإنهاء الحرب.

وبينما يبلغ مسار المفاوضات مستويات متقدمة، يواصل جيش العدو الصهيوني حرب الإبادة والتهجير والتجويع بحقّ عشرات الآلاف من الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، لليوم الـ75 على التوالي، حيث محاصرة سكان جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا منذ الخامس من أكتوبر الماضي، ما أدى إلى ارتقاء أربعة آلاف شهيد وإصابة 12 ألف آخرين، فضلًا عن اعتقال أكثر من 1750 فلسطينيًا.

السياسية – مرزاح العسل

مقالات مشابهة

  • شروط وقواعد القبول بالمدارس المصرية اليابانية
  • نتنياهو وكاتس يُعرقلان مفاوضات صفقة التبادل
  • صنعاء ودورها المحوري في التصدي للمخططات الاستعمارية
  • يجمع بين التشويق والجريمة.. طرح البوستر التشويقي لمسلسل «بريستيج»
  • "حماس": شروط إسرائيلية جديدة تُعطِّل التوصل إلى اتفاق وقف الحرب
  • حماس: شروط إسرائيلية جديدة تعطل التوصل إلى اتفاق وقف الحرب
  • تقسيم الوطن: حول ضرورة تطوير شعار الثورة ومناهضة الحرب
  • الصفقة المنتظرة: نتنياهو يريد ولا يريد
  • الشاهد جيل ثورة ديسمبر الذي هزم انقلاب 25 أكتوبر 2021 بلا انحناء
  • تقسيم الوطن : حول ضرورة تطوير شعار الثورة ومناهضة الحرب