صحيفة الاتحاد:
2024-07-05@08:11:37 GMT

المنسي والمُهمل.. في أعمال الغريب

تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT

محمد نجيم (الرباط)
حققت أعمال الفنان التشكيلي المغربي خليل الغريب شهرة واسعة في المغرب وخارجه، فهو فنان مسكون بالدهشة والتفرد، فلسفته ونظرته إلى الحياة تتضح عبر مفردات جمالية وسرديات بصرية تنهل من المنسي والمهمل والمتلاشي، ليستخرج منها عمله الفني المثقل بالشاعرية والفلسفة، مفردات تعبِّر عن عبثية الحياة بمعانٍ بصرية تلفت نظر المتلقي وتذكره باللاجدوى واللايقين، وتكتنز الكثير من الرموز والمعاني والدلالات.

أخبار ذات صلة عادل خالد يحرز ذهبية «البطولة الدولية للشراع» «الجناح الإماراتي».. لوحات بصرية حية تزين «طانطان الثقافي 2024»

عالم الفنان خليل الغريب، الذي شارك في معرض جماعي نُظّم مؤخراً في مدينة الدار البيضاء، تُظهر إلى أي مدى يمكن للفنان أن يعبر عن ذاته وقلقه الوجودي، ليصوغ لوحته كما لو كانت جزءاً من محيطه اليومي، يبلورها من متلاشيات مدينته، أو شاطئ البحر، متجنباً استعمال الصباغة الزيتية أو الأكريليك، بل فقط يعتمد الجير والأصباغ الطبيعية، قد يعثر على قطعة خبز يابس هنا، أو بقايا كتاب هناك، أو قطعة قماش أو بقايا طحالب لفظها البحر، يجمع خليل أشياءه في رزم وصرر، وبخيط يعثر عليه هو أيضاً، يثبتها بالجير ويضعها على السند، وقد يضع الكل أحياناً في صندوق زجاجي، ففي مرسمه بمدينة أصيلة تتراكم ألواح الخشب المغطاة بالطفيليات، ولفافات البيض، وما يلفظه البحر من أشياء، كما قال الناقد الفني فريد الزاهي، مضيفاً أن اللوحة لدى الغريب ضرب من المنشأة الفنية التي تتصاعد مكوناتها كي تشكل ما يمكن تسميته عملاً فنياً، لكن الأغرب في الأمر أن اللوحة التي يصنعها الفنان، تخضع لتحولات الزمن، فالمواد التي تتكون منها آيلة للزوال، وهكذا قد يجد المرء نفسه أمام أطلال لوحة بعد مرور فترة من الزمن، بل إنه يعمل على تسريع التحلل والتفكك الذي يطال المواد، وكأنه بذلك يخلق موتها ويبتكر زوالها النهائي.
لذلك فأعمال خليل الغريب أعمال تناجي التحول والموت، إنها أعمال زائلة وعرضية، لا يستهويها الخلود، بقدر ما هي مفتونة بالفناء إنها – بالأحرى – ظلال وأشباح تعتاش من الموت كزمن ممكن للحياة.
الفنان خليل الغريب، من كبار فناني الشمال المغربي، فهو كما قال عنه الدكتور محمد الشاوي: سليل مدينة أصيلا، «الزَيْلاَشِي» الذي صنع وما زال يصنع فناً جميلاً من مهملات الطبيعة وملفوظاتها لكي تتحول إلى أشكال هندسية وتصويرية وأخرى تجريدية، راسماً لنفسه حدوداً جمالية وتعبيرية اختص بها هذا الفنان الألمعي عن غيره من فناني المغرب.
وأرّخ الغريب لفن إعادة التصنيع والتركيب بمنطقة الشمال خاصة والمغرب عامة، في فترة سادت فيها اللوحة/ الحامل إلى درجة التماهي، جاعلاً من المهملات وبقايا الأشياء والمتلاشيات مذهباً فنياً يتمرد به على التقاليد الأكاديمية التي لم تستوعب بعد مفهوم الحداثة في علاقته بالتشكيل، فإذا كان الجيلالي الغرباوي رائداً من رواد الحداثة التشكيلية، فإن خليل الغريب كان سبّاقاً أيضاً بين بني جيله إلى حداثة تشكيلية، إنها حداثة ليست في التعاطي مع تيمات اللوحة، مثل الخروج من الشكل الواقعي للذات والهوية المغربية والتحرر منه بتوسل أسلوب التجريد، وإنما بالتعبير الجمالي الذي يتوارى خلف المضمون الواقعي لحياة المواطن، إنه تعبير يجس نبض المجتمع المغربي وهمومه مع اليومي، إذ لا أمل من دون طموح وتطوير للقدرات والمؤهلات، تلك التي على أساسها يُخفي من خلالها الغريب أوراقاً متلاشية، أو بقايا خشب ألقته أمواج البحر، أو جزء من شبكة صياد قد نجد أثراً لها بالميناء أو برصيف شاطئ «أصيلا» أو على سطح أمواجه، إننا أمام أعمال يتسنى للوعي الإنساني أن يدرك ذاته بمعيتها.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الفن التشكيلي المغرب

إقرأ أيضاً:

بهذه الطريقة.. محمد رجب يروج لمسلسه الآخير "مشوار الونش"

نشر الفنان محمد رجب  فيديو له، وذلك عبر حسابه الرسمي على موقع تداول الصور والفيديوهات " إنستجرام" ٠

وظهر رجب في الفيديو آثناء تصوير مسلسله الآخير مشوار الونش٠

 

 

آخر أعمال محمد رجب

يعتبر مسلسل الونش هو آخر أعماله ويشارك في بطولة مسلسل مشوار الونش كوكبة من النجوم منهم محمد رجب، محسن منصور، منة فضالي، هاجر الشرنوبي، ميرهان حسين، محمود عبد الغني، ميمى جمال، دانا حلبي، إيهاب فهمي، محمد أبو داود، حنان سليمان، علاء مرسي، ومن إخراج إسماعيل فاروق، وتأليف أحمد عبدالفتاح، إنتاج شركة سينرجى،تدور أحداث المسلسل في إطار اجتماعي تشويقي، ومكون من 45 حلقة.


محمد رجب في دراما رمضان 2021
يذكر أن آخر أعمال الفنان محمد رجب، مسلسل "ضربة معلم" محمد نجاتي، ورياض الخولي، وحسن منصور، والنجمة الكبيرة إنعام سالوسة، كما ظهر كضيف شرف في مسلسل الاختيار ٢ بدور راجل مخابرات، المسلسل من بطولة كريم عبد العزيز وأحمد مكي وبشرى وإنجي المقدم ومن تأليف هاني سرحان وإخراج بيتر ميمي.

آخر أعمال محمد رجب في السينما


غاب محمد رجب عن السينما الفترة الأخيرة، حيث أن آخر أعماله كانت في عام 2018 وهو فيلم "روبابكيا"، الفيلم من بطولة محمد رجب وأيتن عامر ومحمد لطفي وأحمد صيام وشيماء سيف وبدرية طلبة ومن تأليف محمد سمير مبروك ومن إخراج محمد حمدي.

أبرز أعمال محمد رجب


شارك محمد رجب بأكثر من عمل فني خلال مسيرته الفنية مثل مسلسل الأخ الكبير ومسلسل ضربة معلم ومسلسل علامة استفهام ومسلسل أدهم الشرقاوي مسلسل البنات وفيلم ثمن دستة أشرار وكلاشينوف وفيلم سالم أبو أخته

مقالات مشابهة

  • عُثر عليها بمحطة حافلات.. بيع لوحة الباقي في الرحلة إلى مصر بـ17.5 مليون جنيه إسترليني
  • بعد تصدره التريند.. كل ما تريد معرفته عن توفيق عبد الحميد
  • 24 يوليو.. علي الحجار يحيي حفلا غنائيا في ساقية الصاوي بالزمالك
  • وفاة النرويجي سارق لوحة “الصرخة”
  • بهذه الطريقة.. محمد رجب يروج لمسلسه الآخير "مشوار الونش"
  • أول تعليق من حمادة هلال بعد تعرضه لوعكة صحية «صورة»
  • تركي يهدد سياح سعوديين بالسكين
  • أعمال محمد حاكم .. إرث لا يموت
  • الفنان التشكيلي محمد محفوض يتوج رحلته التشكيلية على مدى خمسين عاماً بغاليري حمل اسمه في حمص