صحيفة التغيير السودانية:
2024-07-05@14:04:18 GMT

حرب السودان: ثم ماذا بعد سنجة !!

تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT

حرب السودان: ثم ماذا بعد سنجة !!

محمد بدوي التطورات التي شهدتها ولاية سنار من سيطرة الدعم السريع على مدينة سنجه وقبلها جبل موية، شكلت تطورًا نوعيًا في سياق الحرب الدائرة منذ 15/ أبريل/2023.
ففي الوقت الذي ناورت فيه “الدعم السريع” بالهجوم على مدينة سنار، وحشد الجيش قوات كثيرة لتحصينها سيطر الدعم السريع على سنجة الاستراتيجية، حيث وضعت سنجة، سنار بينها وولاية الجزيرة، وصارت مدن النيل الأزرق الدمازين والروصيرص بين سنجة وقوات الحركة الشعبية التي تسيطر على مناطقها المحررة في يابوس، والتي حاولت لثلاث مرات منذ بدء الحرب السيطرة على مدينة الكرمك، إضافة إلي حال المدنيين الفاريين من سنجة باتجاهات متعددة ومعاناة كبيرة في تكرار لما حدث للآخرين في المدن التي استهدفها الدعم السريع بالهجوم أو التي دار فيها القتال بين طرفيها داخلها، للعودة مرة أخرى لسؤال حماية المدنيين، والطرق للمساعدات الانسانية، كجزء من الصورة التي تطرح السؤال الجوهري وقف الحرب وكيفيه ذلك !

قراءة سيطرة الدعم السريع على جبل موية ثم سنجة يعني انتقال الحرب بشكل سريع من جبهه شمال دارفور إلي وسط السودان في تلخيص لسرعة تقلص المناطق الآمنة للمدنيين، وثبات مشهد رغبة الأطراف في البعد من الحل السياسي كمخرج آمن ووقف دائم للحرب.

من ناحية أخرى فإن ديناميكية الحرب تشير إلى أن خارطتها وعلى وجه التحديد الدعم السريع انتقال نحو المناطق ذات الأراضي الزراعية المنتجة للغذاء، أضف إلي ذلك فقد كشف بوست على منصة “فيس بوك” للعميد بالدعم السريع العبيد محمد سليمان ابوشوتال بأن النظر يتجه نحو النيل الأزرق، بغض النظر عن صحة ذلك أو استخدامه في سياق الدعاية الحربية، فالراجح أن يدفع ذلك الحركة الشعبية قطاع الشمال بالنيل الأزرق على التفكير في التقدم والسيطرة على مناطق جديدة كما فعلت باقليم جبال النوبة، فلن أقف حتي تزحف الحرب نحونا في حرب هي الأقدم فيه من الدعم السريع.

احتمال اتساع رقعة الحرب محفزة بالالتفاف الذي حدث من جبل موية نحو سنجة والتمويه بهجوم سنار، وذلك لان قادة الدعم السريع في وسط السودان ينحدرون من ذات المناطق وعلى دراية بها، إضافة إلي تعدد الطرق الرابطة بين ولاية سنار، النيل الأزرق، القضارف، إضافة إلي ميزة حديقة الدندر كمستر رعوي يلقي به المسار من الغرب، ليمضي نحو الفشقة والي جنوب السودان عبر النيل الأزرق

عطفًا على ما سقناه من تحليل حول استراتيجية الدعم السريع في السيطرة على مناطق ذات ميزات عسكرية واقتصادية فهذا يدفع نحو كيفية استقامة السيطرة بما يدفع التحليل لاستصحاب الكرمك رغم بعدها والفشقه مخطوط امتداد شرقية تكمل خط الامتداد بعرض السودان من حدود أفريقيا الوسطي غربا، وتشكل ترابط مع سنقو بجنوب دارفور التي تقود إلي راجا ومن شرق دارفور إلي أويل بدولة جنوب السودان.

كل هذا يعيد سؤال استمرار الحرب مع تمركز الجيش داخل الحاميات ببعض الولايات وسيارة الدعم السريع على مساحات للحركة التي تجعله في وضع الهجوم، مع الاخذ في الاعتبار بأن ذات خطة الدعم السريع يبدو أنها تستهدف المناطق التي ظلت تغذي الجيش بالجنود تاريخيا أكثر من غيرها.

كشفت سنجه وقبلها الفاشر التي تكاد تكون أحياءها الشمالية، الجنوبية والشرقية خاليه من السكان حيث أجبر المدنيين على الفرار، بأن جزء استراتيجية يستهدف مناطق السلطنات التي شكلت جزء من السودان الحديث والتي ترتفع فيها نسب صراعات داخلية مرتبطة بملكة الأرض تاريخيًا لتشكيل دافع آخر لاستمرار الحرب بنسق مخاطبة أزمات سابقة على ذات حافر النظام السابق الذي تكمن الإشارة إليه بسياسة فرق تسد .

وصول الحرب إلى سنجة أو جبل موية فهو وصول إلي نقطة جغرافية مركزية لدولة في مركز جغرافي في القارة الافريقية، فمؤكد أن دول جنوب السودان واثيوبيا تعكفان على دراسة الحال في السودان ولو في أصغر جزئياته المؤثرة إنسانيا مثل أثر اللجوء الذي يتقاعد نحو أراضيها، وكذلك مصر التي بدأ الأمر يلامس جوهر علاقتها بالسودان وهو ملف المياه، ولا سيما ما قد يحدث في إقليم النيل الأزرق البوابة المباشرة لمنطقة سد النهضة على الجانب الآخر.

يتجدد السؤال حول دور المجتمع الدولي في التعامل مع الحالة، فهل آن الآوان لاتخاذ خطوات جادة لإيصال المساعدات الإنسانية وفتح الممرات الآمنة، ووقف الحرب؟ بشمول النظر إلى أن حرب السودان ليست منذ 15 ابريل 2023 بل هي أقدم من ذلك يجب استصحاب كآفة الأطراف فيها بما يشمل الحركات المسلحة التي لم تنخرط في اتفاق سلام السودان 2020 مثل الحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة الفريق عبدالعزيز الحلو وحركة وجيش تحرير السودان قيادة عبدالواحد نور، وقبل ذلك الشارع السوداني، نعيد تكرار أن ما حدث في سنجة لن يبقي فيها ليس نحو داخل السودان فقط بل في الجوار الإفريقي هذه المرة .

الوسوممحمد بدوي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: محمد بدوي الدعم السریع على النیل الأزرق جبل مویة

إقرأ أيضاً:

وفيات جراء غرق سودانيين في أثناء هربهم من الحرب.. بينها عائلات كاملة

لقي 25 شخصا على الأقل مصرعهم غرقا في نهر النيل الأزرق جنوب شرق السودان، في أثناء محاولتهم الفرار في زورق خشبي من ولاية سنّار، نتيجة التقدم العسكري لقوات الدعم السريع، كما أفادت "لجان مقاومة سنّار".

وقالت "لجان مقاومة سنّار" في بيان الخميس: "تسبب دخول الدعم السريع إلى المنطقة، بوفاة حوالي 25 مواطنا، أغلبهم من النساء والأطفال، في حادث غرق مركب شرق مدينة أبوحجار بين قرية الدبيبة ولوني".

وتابع البيان بأن من بين الضحايا كان هناك "عائلات كاملة من الدبيبة".

يشار إلى أن قوات الدعم السريع سيطرت على منطقة جبل موية بولاية سنار في أواخر حزيران/ يونيو الماضي، ما دفع مئات الأسر السودانية إلى النزوح باتجاه مدينة سنجة عاصمة الولاية، قبل أن تصبح واحدة من جبهات القتل خلال الأيام الأخيرة.

ودفع ذلك آلاف الأسر السودانية إلى النزوح إما شرقا أو جنوبا.

وأعلنت حكومة ولاية القضارف، التي استقبلت العدد الأكبر من نازحي سنّار، في بيان الخميس، عن "ارتفاع أعداد الناجين من الحرب، وهجوم قوات الدعم السريع المتمردة على عدد من المناطق بولاية سنار، إلى 120 ألف نازح، تم تسجيل وحصر تسعين ألف منهم عبر التدخل الفوري والسريع من وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، وأكثر من عشرين منظمة وطنية دولية".

إظهار أخبار متعلقة



وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أفاد الثلاثاء في بيان نشرته عن السودان، بأن أكثر من 55400 شخص فرّوا من مدينة سنجة عاصمة ولاية سنّار، مع امتداد النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى المدينة.

وفي هذا الصدد، أعلنت مبادرة "مفقود" السودانية، التي تتابع حالات المفقودين من المدنيين خلال المعارك والاشتباكات، عن أن "عدد الأطفال المفقودين ومن ضمنهم أطفال رضع وحديثو ولادة، بلغ 91 طفلا من أطفال مدينة سنجة".

وفي غرب السودان، وتحديدا في ولاية شمال دارفور، شهدت مدينة الفاشر مقتل 15 شخصا، نتيجة قصف من قوات الدعم السريع، بحسب ما أكد مسؤول لوكالة فرانس برس الخميس.

وقال مدير عام وزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر عبر الهاتف: "القصف العنيف لسوق مدينة الفاشر أمس من طرف الدعم السريع، أدى إلى مقتل 15 من المواطنين وجرح 29".

وتدور اشتباكات في الفاشر منذ العاشر من أيار/مايو بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما وضع قرابة 800 ألف شخص من السكان تحت حصار شديد.

ويشهد السودان منذ 15 نيسان/أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، أدت إلى أزمة إنسانية كبرى.

وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى، لكن لم تتّضح بعد الحصيلة الفعلية للنزاع، في حين تفيد تقديرات بأنها تصل إلى "150 ألفا"، وفقا للمبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو.

ونزح نحو عشرة ملايين شخص داخل البلاد وخارجه منذ اندلاع الحرب، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. ودمرت المعارك إلى حدّ كبير البنية التحتية للبلاد، التي بات سكانها مهددين بالمجاعة.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: الحرب تشرد 136 ألفاً من جنوب شرق السودان
  • وفيات جراء غرق سودانيين في أثناء هربهم من الحرب.. بينها عائلات كاملة
  • وفيات جراء غرق سودانيين أثناء هربهم من الحرب.. بينها عائلات كاملة
  • السودان.. نزوح أكثر من 136 ألف شخص بسبب معارك سنار
  • 25 نازحا سودانيا فروا من الحرب فغرقوا في النيل الأزرق
  • الكلام ده اكبر من البرهان واكبر من حميدتي … لكن الله اكبر
  • “إلا بعزة”.. البرهان يحدد شروط التفاوض مع الدعم السريع
  • البرهان يحدد شروطا للتفاوض مع الدعم السريع.. وتوسع في خطة مساعدة السودان
  • ‏حفيد يحمل جده وأب يجر أبناءه.. معاناة السودانيين بسبب انتهاكات الدعم السريع
  • إلا بعزة.. البرهان يحدد شروط التفاوض مع الدعم السريع