نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد لا يكون أمامه خيار على المدى القصير والمتوسط سوى تسليم مسؤولية الأمن للسلطة الفلسطينية وأن المسؤولين الإسرائيليين يدرسون مجموعة خيارات بشأن من سيحكم غزة بعد ما تسميه إسرائيل اليوم التالي للحرب.

وفي تحليل مطول نشرته الوكالة، قالت رويترز إن الخطة التي عرضتها إسرائيل لقطاع غزة بعد الحرب، على حلفاء الولايات المتحدة، تتمثل في إدارة القطاع بالتعاون مع عشائر محلية ذات نفوذ.

وقالت تهاني مصطفى، المحللة البارزة في الشأن الفلسطيني في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مركز أبحاث مقره بروكسل، إن إسرائيل "تبحث جاهدة عن عشائر وعائلات محلية على الأرض للعمل معها، وهم يرفضون"، وعزت ذلك جزئيا إلى "خوفها من انتقام حركة المقاومة الإسلامية (حماس)".

وردا على سؤال عن النتيجة التي سيحصل عليها أي زعيم عشيرة ذات نفوذ في غزة إذا تعاون مع إسرائيل، قال إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة "أتوقع أن يكون الرد مميتا لأي عشيرة أو جهة ترتضي أن تنفذ مخططات الاحتلال، أتوقع أن يكون الرد مميتا من قبل فصائل المقاومة".

وناقش وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خطط ما بعد الحرب في اجتماع عُقد في واشنطن الأسبوع الماضي مع مسؤولين أميركيين. وقال في مؤتمر صحفي خلال الزيارة "الحل الوحيد لمستقبل غزة هو أن يحكمها الفلسطينيون المحليون. لا يتعين أن تكون إسرائيل ولا يتعين أن تكون حماس". ولم يذكر العشائر تحديدا.

عشائر قوية

ويوجد في غزة عشرات من العائلات صاحبة النفوذ تعمل كعشائر منظمة تنظيما جيدا. وكثيرون منها لا روابط رسمية لهم بحماس. وتستمد العشائر قوتها من السيطرة على النشاط الاقتصادي وتتمتع بولاء مئات أو آلاف من الأقارب. ولكل عائلة زعيم له لقب "المختار".

واعتمد الاستعمار البريطاني لفلسطين قبل إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948 بشكل كبير على هؤلاء الزعماء (المخاتير) في الحكم. وبعد السيطرة على غزة عام 2007، قلّصت حماس من قوة العشائر. لكن هذه العشائر احتفظت بدرجة من الاستقلالية.

خيار بديل

وإلى جانب الإدارة المدنية، تشمل الركائز الأخرى لخطة إسرائيل لغزة بعد الحرب جلب قوة أمنية من الخارج للحفاظ على النظام والسعي إلى الحصول على مساعدة دولية في إعادة الإعمار والبحث عن تسوية سلمية طويلة الأجل.

وتقول الدول العربية التي تحتاج إسرائيل إلى دعمها إنها لن تتدخل ما لم توافق إسرائيل على جدول زمني واضح لإقامة دولة فلسطينية، وهو الأمر الذي يقول نتنياهو إنه لن يُرغم على القيام به.

وذكر نتنياهو أنه لا يثق بالسلطة الفلسطينية، وفي المقابل تقول السلطة الفلسطينية إنه يسعى إلى الإبقاء على حالة الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية. ومع ذلك قال مسؤولان أميركيان لرويترز إن نتنياهو قد لا يكون أمامه خيار سوى تسليم مهمة الأمن للسلطة الفلسطينية.

وأضاف المسؤولان -اللذان طلبا عدم كشف هويتيهما- أن إسرائيل لم تضع بعد خطة واقعية لحكم وإدارة الأمن في القطاع بعد الحرب. وأوضحا دون تفاصيل أن المسؤولين الإسرائيليين يدرسون مجموعة من الخيارات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بعد الحرب

إقرأ أيضاً:

التفاصيل الكاملة لنتنياهو واستراتيجياته تجاه غزة بعد الحرب بين الظاهر والخفي

 


في تطور يعكس تحولًا استراتيجيًا مهمًا، عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن موقفه السابق المتمثل في رفض أي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة قطاع غزة بعد الحرب.

وتقول مصادر مطلعة إن هذا التحول يأتي بعد شهور من إصراره على عدم تضمين السلطة الفلسطينية في أي خطط للإدارة المستقبلية للقطاع.

وبالرغم من تأكيده السابق على رفضه لفكرة حكم السلطة الفلسطينية في غزة، أعلن نتنياهو مؤخرًا عن رغبته في إنشاء إدارة مدنية تعمل بالتعاون مع الفلسطينيين المحليين.

وهذا يمثل تغييرًا ملموسًا في النهج الإسرائيلي تجاه إدارة القطاع بعد الحرب.

ووفقًا لمصادر إسرائيلية، يدرس نتنياهو الآن خيارات تشمل الأفراد المرتبطين بالسلطة الفلسطينية كبدائل محتملة، مع التأكيد على أهمية تقييمهم وتعاونهم المحتمل في إدارة الشؤون بعد الحرب.

ومع ذلك، يواجه نتنياهو انتقادات داخلية وخارجية حادة بسبب عدم تقديمه رؤية واضحة لمستقبل إدارة غزة، مما قد يؤثر على الجهود الدولية المبذولة للتوسط في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وتظهر التطورات الأخيرة استعدادًا متزايدًا للتعاون مع السلطة الفلسطينية في إطار تجريبي لإدارة القطاع، مما يفتح بابًا جديدًا للتفاوض والتعاون المستقبلي بين الطرفين.

فمن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تفاعلات إضافية وتنفيذ خطط عملية للتعاون في قطاع غزة، مما يمثل خطوة إيجابية نحو تحقيق استقرار دائم في المنطقة.

وفي سياق متصل، استشهد فجر اليوم الثلاثاء، عدد من المواطنين وأصيب آخرون بجروح جراء قصف صاروخي ومدفعي وإطلاق نار نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدة مناطق بقطاع غزة، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية.

وأعلنت الوكالة أن 8 مواطنين استشهدوا وأكثر من 30 آخرين أصيبوا خلال القصف الذي استهدف مناطق متفرقة من خان يونس ورفح.

كما استشهد طفل في قصف طائرة حربية إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات، وأصيب عدد آخر بجروح جراء غارة على منزل لعائلة أبو جلالة في أرض أبو مهادي.

وتزايدت الإصابات جراء غارات جوية استهدفت منازل في مناطق متعددة من قطاع غزة، بما في ذلك الفخاري وقيزان رشوان وحي المنارة والضابطة الجمركية في خان يونس، وكذلك الشجاعية والزيتون في غزة والمناطق الشرقية من رفح.

وأوضحت الوكالة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ما زالت تحاصر منازل المدنيين في شوارع حي الشجاعية لليوم السادس على التوالي، وسط استمرار القصف الصاروخي والمدفعي وإطلاق النار.

من جانبها، أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن مستشفى الأمل في خان يونس يستقبل أعدادًا كبيرة من المصابين بعد إخطار الاحتلال للمواطنين بإخلاء المناطق الشرقية من المدينة.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 37،900 مواطن وإصابة أكثر من 87،060 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، وهي حصيلة غير نهائية تشير إلى وجود آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

مقالات مشابهة

  • محلل إسرائيلي: السعودية تريد التحالف معنا.. ضمن حل مسألة غزة
  • رفض عشائري لإدارة قطاع غزة.. وعجز إسرائيلي عن إيجاد بديل لحماس
  • هيئة العمل الوطني الفلسطيني: نتنياهو يسعى لتقويض وجود أي دولة فلسطينية مستقبلية
  • معضلة إسرائيل القادمة.. من يدير قطاع ​​غزة بعد الحرب؟
  • رويترز: عشائر غزة ترفض الانخراط في الخطة الإسرائيلية لإدارة القطاع بعد الحرب
  • صحيفة إسرائيلية: نتنياهو قد يوافق على مشاركة فلسطينيين في إدارة غزة
  • رويترز: العشائر القوية في غزة ترفض الانخراط في خطة إسرائيلية لإدارة القطاع بعد الحرب
  • حرب غزة.. إسرائيل تنتقل للمرحلة الثالثة ونتنياهو يوافق على مشاركة السلطة في إدارة القطاع
  • التفاصيل الكاملة لنتنياهو واستراتيجياته تجاه غزة بعد الحرب بين الظاهر والخفي