تراجع حدة الحرائق في كاتالونيا واشتدادها في الأندلس
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
بعد ليلة صعبة ذكرت الخدمة الإقليمية المخصصة لحرائق الغابات (إنفوكا) صباح الأحد على منصة إكس أن الحريق بات “مستقرا” ورفعت حالة التأهب عن السكان.
بقي حريق الغابات الذي أتى على ما يقارب 600 هكتار في كاتالونيا على الحدود مع فرنسا، تحت السيطرة الأحد في حين سعى عناصر الاطفاء في الاندلس الى إخماد حريق ثان في هذه المنطقة الجنوبية.
بعد الإعلان في وقت سابق الأحد عن استقرار حريق اندلع السبت في بوناريس في مقاطعة هويلفا بالأندلس، ذكرت الخدمة الإقليمية المخصصة لحرائق الغابات (إنفوكا) ان حريقا ثانيا كبيرا اندلع، جنوبا على الساحل الأطلسي في بويرتو ريال في مقاطعة قادس.
تم تطبيق المستوى الأول للانذار في الساعة 17,15 (15,15ت غ) بعد حوالى ساعتين من اندلاع الحريق وسرعان ما انتشرت النيران قرب المنازل التي تم إخلاؤها، وفقا لخدمات الطوارئ وإنفوكا.
يزداد عدد عناصر الإطفاء الذين تمت تعبئتهم بانتظام ونشرت مساء أكثر من خمس طائرات ومروحيات. وأظهرت صور نشرت على منصة إكس ألسنة اللهب وسحابة كثيفة من الدخان تتصاعد من غابة الصنوبر في كانتيراس.
تقع المنطقة على بعد أقل من عشرة كيلومترات من مدينة قادس التي يقصدها السياح وأيضا من محمية لوس تورونوس.
كان حريق اول اندلع في بوناريس بعد ظهر السبت.
بعد ليلة صعبة ذكرت الخدمة الإقليمية المخصصة لحرائق الغابات (إنفوكا) صباح الأحد على منصة إكس أن الحريق بات “مستقرا” ورفعت حالة التأهب عن السكان. وتمت تعبئة أكثر من 150 اطفائيا و17 من الوسائل الجوية.
أشار أنطونيو سانز المسؤول عن وزارة الداخلية في الحكومة الأندلسية إلى أن مساحة المنطقة المتضررة تبلغ 450 هكتارا ولكن يجب انتظار تحليل عبر الأقمار الصناعية لتحديد المنطقة المحترقة بدقة، وذلك في مقابلة بثها التلفزيون الإسباني العام.
بذلك تصل المناطق المتضررة من الحرائق في إسبانيا في الأيام الثلاثة الماضية إلى أكثر من ألف هكتار.
شاهد: موسم حرائق الغابات يحل باكرا في إسبانيا هذا العامحريق مبكر يجبر السلطات على إجلاء نحو 1000 شخص شرق إسبانياشاهد: الحرائق تلتهم أكثر من ألفي هكتار وتدمر 50 منزلاً في جزيرة لا بالما الإسبانيةاحترق ما يقارب 600 هكتار منذ اندلاع حريق الجمعة على الساحل المتوسطي جنوب مدينة بورتبو الحدودية مع فرنسا.
واستقر الحريق مساء السبت مما سمح برفع القيود عن البلدات المعنية واستئناف حركة السكك الحديد في هذه المنطقة السياحية بامتياز. في المجموع تم تعبئة أكثر من 300 إطفائي كاتالوني وفرنسي.
وبقيت المساحة التي اتت عليها النيران مستقرة طوال نهار الاحد لكن الرياح حالت دون تدخل الوسائل الجوية بعد الظهر كما ذكرت فرق الاطفاء الكاتالونية مضيفة انه سرعان ما تمت السيطرة على اشتداد الحرائق.
ووفقا لآخر توقعات الارصاد الجوية يفترض أن تشتد الرياح مساء ويبقى عشرات الاطفائيين في حال تأهب.
تواجه كاتالونيا والأندلس جفافا شديدا يؤدي إلى انتشار الحرائق.
وتستعد إسبانيا لمواجهة موجة حر جديدة الاثنين، ووضعت الأندلس في حالة انذار برتقالية مع توقع تجاوز درجات الحرارة 40 مئوية، وفقا لوكالة الأرصاد الجوية الوطنية.
وفي 2022، دمرت مساحة 300 ألف هكتار في اندلاع أكثر من 500 حريق في إسبانيا، وهو رقم قياسي في أوروبا وفقا لنظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي. واحترق أكثر من 70 ألف هكتار في 2023 في هذا البلد.
المصادر الإضافية • أ ف ب
المصدر: euronews
كلمات دلالية: رجل إطفاء إسبانيا طبيعة حرائق غابات تغير المناخ الهجرة غير الشرعية ضحايا باكستان فرنسا وسائل التواصل الاجتماعي أوروبا مهاجرون النيجر إسرائيل إيطاليا تونس الهجرة غير الشرعية ضحايا باكستان فرنسا وسائل التواصل الاجتماعي أوروبا أکثر من
إقرأ أيضاً:
هل تربية الماشية السبب الرئيسي لتغير المناخ
لعقود من الزمن، وضع خبراء البيئة الوقود الأحفوري على رأس قائمة الصناعات الملوثة؛ وتشير تحليلات جديدة إلى أن الزراعة هي التي تسببت في معظم ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، وتحديدا تربية الماشية.
وفي دراسة جديدة، يشير عالم المناخ الأسترالي جيرارد ويديربورن بيشوب، المؤسس المشارك لمؤسسة الحفاظ على العالم، إلى أن قواعد المحاسبة الخاصة بالغازات المسببة للاحتباس الحراري التي وضعها الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ قد تم تطويرها قبل ثلاثة عقود من الزمن ــ في حين أدت التطورات الأخيرة إلى تحسين فهمنا لأسباب تغير المناخ.
وبحسب تقديره، تسببت الزراعة أكبر مستهلك للأراضي ــ في 60% من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي بين عامي 1750 و2020، وكانت تربية اللحوم والألبان وحدها مسؤولة عن 53% من الإجمالي.
وعلى النقيض من ذلك، ساهمت الوقود الأحفوري بنسبة 19% من ظاهرة الاحتباس الحراري في هذه الفترة، أي أقل من ثلث قطاع إنتاج الغذاء.
وتكتب ويديربورن بيشوب: “أصبحت الزراعة العامل الرئيسي المسبب لاضطراب خمسة حدود كوكبية: سلامة المحيط الحيوي، وتغير نظام الأراضي، وتغير المياه العذبة، والتدفقات البيوكيميائية، والآن تغير المناخ، وهذا يؤكد على الحاجة إلى سياسات لمعالجة هذا القطاع إذا كنا نريد أن يكون لدينا مستقبل صالح للعيش”.
استخدام تدابير المحاسبة الجديدة للانبعاثات
نُشر البحث في مجلة Environmental Research Letters المحكمة، ويستند إلى ثلاثة مقاييس لحساب غازات الاحتباس الحراري، والتي يقول المؤلف إنها مؤشر على التقدم في علم المناخ.
يتضمن الأول المحاسبة الإجمالية لكل من الكربون الأحفوري والكربون الناتج عن إزالة الغابات. وتسجل فئة استخدام الأراضي في تقرير اللجنة الدولية لتغير المناخ الانبعاثات الصافية، في حين يتم تسجيل جميع القطاعات الأخرى باعتبارها انبعاثات إجمالية.
ووجدت الدراسة، أن الانبعاثات الإجمالية لتغير استخدام الأراضي أعلى بنحو 2.8 مرة من الانبعاثات الصافية، متجاوزة كمية الكربون المنبعثة من الوقود الأحفوري منذ عام 1750.
كما يقول الباحث “في الوقت الحاضر، تنص الاتفاقية على احتساب 100% من الكربون الأحفوري، ولكن يتم احتساب ثلث الكربون فقط -الناتج عن تغير استخدام الأراضي- (الجزء الذي يبقى في الغلاف الجوي ليسبب الاحتباس الحراري)، والتناقض هنا هو أن انبعاثات الكربون من جميع المصادر لها نسبة متساوية تبقى في الغلاف الجوي”.
ويؤدي هذا الشكل من المحاسبة للانبعاثات إلى تعزيز قيمة انبعاثات الكربون الناتجة عن إزالة الغابات بشكل كبير، مما يضع الوقود الأحفوري في المرتبة الثانية بعد استخدام الأراضي كمصدر للتلوث.
ويتمثل الإجراء الثاني في استخدام القوة الإشعاعية الفعالة لقياس الغازات، وهو ما يقدم كبديل أفضل لإمكانية الاحتباس الحراري العالمي المعتمدة على الوقت.
وتوضح الدراسة: يعتقد أن القوة الإشعاعية الفعالة تنتج تقديرات أكثر دقة لتأثير المناخ على الزراعة لأن استخدام القدرة على الاحتباس الحراري العالمي التقليدية من الممكن أن يشوه فعالية التخفيف”.
وأخيرا، هناك التركيز على المحاسبة الشاملة ــ أو بعبارة أخرى، قياس كل الانبعاثات، سواء كانت تدفئة أو تبريد.
وتكتب ويديربورن- بيسشوب أن الهباء الجوي ــ الذي يخفي معظم تأثيره المبرد ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن ثاني أكسيد الكربون ــ ينبعث مع الكربون الناتج عن الوقود الأحفوري، ولكن نادرا ما يتم الإبلاغ عنه.
والمشكلة الأخرى هي استثناء إزالة الغابات في الماضي، فقد تجاوزت انبعاثات الوقود الأحفوري انبعاثات استخدام الأراضي في ستينيات القرن العشرين ــ على الرغم من أن الاحتباس الحراري الناجم عن إزالة الغابات قبل ذلك لا يزال يؤثر على الكوكب، فضلاً عن ذلك فإن إزالة الغابات تمنع قدرة الغطاء النباتي على تخزين الكربون في المستقبل بسبب التسميد بثاني أكسيد الكربون.
تربية اللحوم والألبان هي الملوث الأكبر
وتوصلت الدراسة إلى أن الزراعة تسببت في ارتفاع متوسط في درجة حرارة السطح بمقدار 0.74 درجة مئوية منذ عام 1750، حيث كان 86% من هذا الارتفاع (أو 0.64 درجة مئوية) ناجماً عن تربية الماشية.
وقد أدت الوقود الأحفوري إلى تحولات في درجات الحرارة بمقدار 0.21 درجة مئوية بسبب التبريد القوي الناجم عن ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين.
ويكشف نموذج المحاسبة الشامل أن ارتفاع درجة حرارة الوقود الأحفوري بلغ 0.79 درجة مئوية، إلى جانب 0.59 درجة مئوية من التبريد الناجم عن الانبعاثات المشتركة.
وعلى الجانب الآخر، تسببت الزراعة في ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 0.86 درجة مئوية، وانخفاض درجة الحرارة بمقدار 0.13 درجة مئوية فقط.
وتظهر الدراسة، أن تأثير انبعاثات الميثان قد تم التقليل من شأنه بشكل خطير في تحليلات الاحتباس الحراري العالمي، حيث تسبب في 49% من ظاهرة الاحتباس الحراري منذ عام 1750 (ولم يتسبب في أي تبريد).
وتنص الدراسة على أن “الزراعة الحيوانية هي أكبر مصدر لانبعاثات الميثان، ولكنها توفر أيضًا أكبر فرصة لخفض تكاليف الكربون”.
بالإضافة إلى ذلك، توفر فرصًا “سهلة المنال” للتخفيف من آثار تغير المناخ والتنوع البيولوجي.
هناك العديد من التداعيات السياسية المترتبة على نتائج الدراسة، فالتحول بعيداً عن الوقود الأحفوري لا يزال يشكل أولوية ملحة، في حين أن تطبيع المحاسبة عن انبعاثات إزالة الغابات من شأنه أن يدعم السياسات الرامية إلى إزالة الأراضي والحفاظ على الغابات، لأن تدمير الغابات في أي عمر “يمكن أن يُنظر إليه بنفس الطريقة التي يُنظر بها إلى حرق الفحم”.
استعادة الغابات المتدهورة هي الفكرة الأكثر فعالية والأقل تكلفة للتخفيف من الآثار الطبيعية هنا، وعند الجمع بينها وبين إمكانية تقليص العجز الكربوني الناتج عن الزراعة الحيوانية، فإنها من شأنها أن تقلل بشكل كبير من تحميل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
كما ستجبر النتائج صناع السياسات على النظر في إعانات الدعم الزراعي “الضارة بشكل كبير” – وقد قوبلت الجهود الرامية إلى إعادة توجيه هذه الإعانات بالمقاومة.
وتقول ويديربورن بيشوب: “إن المبادرات مثل الصفقة الخضراء للاتحاد الأوروبي عرضة لتأثير الصناعة ، وقد مكن النقاش المغلوط وغير المستنير الصناعات الزراعية الضارة من عرقلة الفهم والسياسة”، “قد تدعم هذه التطورات المحاسبية إصلاح السياسات بشكل مفيد”.