لأسباب تكتيكية.. هكذا تستخدم جماعات متشددة الانتحاريات
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
أعادت 3 تفجيرات شهدتها مناطق مختلفة في نيجيريا، السبت، ظاهرة استخدام التنظيمات المصنفة إرهابية للنساء في العمليات الانتحارية، إلى الواجهة، إذ أعلنت السلطات المحلية، مقتل ما لا يقل عن 38 شخصا، في هجمات منسقة نفذتها من يعتقد أنهن انتحاريات، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وقالت السلطات في نيجيريا إن الانتحارية الأولى فجرت عبوة ناسفة خلال حفل زواج، وأشارت إلى أنه "بعد دقائق، وقع انفجار آخر بالقرب من أحد المستشفيات، تبعه هجوم ثالث خلال مراسم عزاء، نفذته مهاجمة متنكرة في زي أحد المشيعين.
وربط مختصون بين التفجيرات وبين جماعة بوكو حرام، الساعية لإقامة دولة إسلامية في نيجيريا، التي يقطنها 170 مليون نسمة، مقسمين بين أغلبية مسيحية في الجنوب وأغلبية مسلمة في الشمال، وفق أسوشيتد برس.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن خبراء قولهم إن "الهجمات الانتحارية أظهرت الدور المميت الذي يمكن أن تلعبه المرأة في عمليات الجماعات الإرهابية، مثل بوكو حرام".
وسبق أن اختطفت جماعة بوكو حرام، المتورطة في مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من مليوني شخص في نيجيريا، باختطاف أكثر من 200 تلميذة، في عام 2014.
وقال خبراء إن الجماعات المسلحة غالبا ما تستخدم النساء كانتحاريات لأنها تعتبرهن "أقل قيمة" بالنسبة للتنظيم، وأكثر فائدة من الناحية التكتيكية.
وقالت أستاذة علوم الاتصال في جامعة ولاية جورجيا الأميركية، ميا بلوم، إن "النساء يثيرن قدراً أقلّ من الشك، ويتمكّن من اختراق الأهداف بشكل أعمق".
وأشارت بلوم إلى أن الجماعات الإرهابية غالباً ما تستخدم النساء عند استهداف المدنيين أو البنية التحتية المدنية لأنهن "يندمجن" ومن غير المرجح أن يُنظر إليهن على أنهن مصدر تهديد.
وقالت بلوم، التي أجرت مقابلات مع العديد من الناجين من بوكو حرام، إن "بعض المجموعات تنظر أيضًا إلى النساء على أنهن أسهل في المناورة والتأكتيك".
وأضافت أن "العديد من النساء اللاتي حولتهن بوكو حرام إلى انتحاريات، تعرضن على الأرجح، لاعتداءات جنسية، وصدمات نفسية، كما أن بعضن قد أصبحن متطرفات بالفعل".
واستخدمت جماعات مثل بوكو حرام وحركة الشباب وطالبان انتحاريات في الماضي، لكن بوكو حرام استخدمتهن بشكل متكرر أكثر من الجماعات الأخرى، وفق الصحيفة نفسها.
وللتنظيم تاريخ في اختطاف الفتيات الصغيرات واحتجازهن رهائن قبل إجبارهن على ارتداء المتفجرات وإرسالهن في مهام انتحارية.
وخلص بحث أجراه مركز مكافحة الإرهاب في "ويست بوينت" إلى أن جماعة بوكو حرما استخدمت نساء انتحاريات في أكثر من نصف عملياتها، بما في ذلك المهام الانتحارية في الفترة من أبريل 2011 إلى يونيو 2017.
وكان زعيم بوكو حرام السابق، أبو بكر شيكاو، الذي قُتل في عام 2021، معروفًا بإرسال الفتيات والنساء الصغيرات في مهام انتحارية، غالبا ضد إرادتهن.
ووصف كاميرون هدسون، وهو زميل بارز في برنامج أفريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهي منظمة بحثية مقرها واشنطن، استخدام بوكو حرام للنساء بأنه "سمة من سمات تشدد الجماعة".
ولفت هدسون إلى أن "هذا الأسلوب لا يحدث عادة في كثير من غرب أفريقيا، مثل مالي والنيجر، إذ لا يتم استخدام النساء في مهمام مشابهة".
وعلى مدى العقد الماضي، شهدت منطقة الساحل، وهي منطقة شبه قاحلة شاسعة تمتد عبر غرب ووسط أفريقيا، ظهور عدد من التنظيمات والجماعات المتشددة، مثل بوكو حرام وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين" وتنظيم "المرابطون".
وحسب بيان سابق لوزارة الخارجية الأميركية فإن "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين أكبر فروع تنظيم القاعدة وأكثرها فتكاً في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل، أعلنت مسؤوليتها عن العديد من عمليات الاختطاف والهجمات، منذ تشكيلها عام 2017.
وصنفت وزارة الخارجية الأميركية جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيم "المرابطون" ضمن المجموعات الإرهابية في عامي 2018 و2013 على التوالي.
ويشير خبراء إلى أن التدهور الأمني والأزمات الاقتصادية والحكومات الضعيفة، أسهمت في ظهور الجماعات المتشددة في غرب أفريقيا، بينما تحاول بعض الحكومات مكافحة ذلك التمدد.
وقال هدسون "حتى إذا تمكنت دولة واحدة من إحراز تقدم، فمن غير المرجح أن يؤثر ذلك على مساحة واسعة من هذه المنطقة."
وفي أبريل الماضي، أبلغ القادة العسكريون الذين يحكمون النيجر، الولايات المتحدة، بإلغاء اتفاق التعاون العسكري بين الطرفين الذي يعود إلى عام 2012، مما يعني سحب أكثر من ألف جندي أميركي، كانوا يساعدون في مكافحة الإرهاب، وفق فرانس برس.
وأورد تقرير سابق لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن مختصين وخبراء حذروا من أن قرار سحب القوات الأميركية من النيجر، ربما يؤدي إلى عرقلة جهود الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب والجماعات المتشددة في غرب أفريقيا.
ووفق التقرير، فقد كانت النيجر بمثابة حجر الزاوية في استراتيجية واشنطن لمكافحة الإرهاب في غرب أفريقيا، إذ كانت قوات القبعات الخضراء الأميركية تقدم المشورة لقوات الكوماندوز المحلية خلال العمليات القتالية ضد الإرهاب.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی غرب أفریقیا فی نیجیریا بوکو حرام أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
MEE: الإمارات تستخدم مطارا في بونت لاند لدعم الدعم السريع بالسودان
نشر موقع "ميدل إيست آي" في لندن تقرير، قال فيه إن الإمارات العربية المتحدة نشرت رادارا إسرائيلي الصنع في الصومال ضمن اتفاق سري عقده رئيس جمهورية "بونت لاند" التي تتمتع بحكم ذاتي، سعيد عبد الله ديني لإدارة مطار بوساسا وبدون موافقة برلمانية.
وقال الموقع، إن الرادار العسكري في "بونت لاند" جاء لحماية مطار بوساسا من هجمات حوثية محتملة قادمة اليمن.
وأظهرت الصور التي التقطتها الأقمار الإصطناعية تركيب رادار من نوع "إي أل أم -2084 3" دي متعدد المهام الممسوح إلكترونيا في المطار.
وتكشف البيانات المتوفرة في المصادر المفتوحة أن الإمارات تستخدم وبشكل متزايد مطار بوساسا لتزويد قوات الدعم السريع في السودان بالإمدادات العسكرية.
وفي بداية هذا العام، تقدم السودان بدعوى قضائية ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية بتهمة دعم الإبادة الجماعية بسبب علاقاتها مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وقال مصدر في المنطقة: "ركبت الإمارات الرادار بعد خسارة الدعم السريع معظم العاصمة الخرطوم"، مضيفا أن "هدف الرادار هو اكتشاف التهديدات النابعة من الطائرات بدون طيار أو الصواريخ، وتقديم إنذار مبكر ضدها، وخاصة تلك التي قد يطلقها الحوثيون، والتي تستهدف بوساسو من الخارج".
وتم نشر الرادار في المطار أواخر العام الماضي حيث لم يتمكن موقع "ميدل إيست آي" من التحقق من هذا الادعاء بشكل مستقل. وأفاد المصدر الثاني بأن الإمارات تستخدم مطار بوساسو يوميا لدعم قوات الدعم السريع، حيث تصل طائرات شحن كبيرة بانتظام لتحميل الأسلحة والذخيرة - وأحيانا تصل إلى خمس شحنات كبيرة في المرة الواحدة. وطلب موقع "ميدل إيست آي" من وزارة الخارجية الإماراتية التعليق.
وعند التواصل معه بشأن هذه الادعاءات، رفض عبد الفتاح عبد النور، وزير الدولة لشؤون رئاسة بونتلاند، التعليق على المسألة، وبدلا من ذلك نشر صور ساخرة تسخر من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وزعم مصدران صوماليان منفصلان أن رئيس بونتلاند، ديني، لم يطلب موافقة الحكومة الفدرالية الصومالية أو برلمان بونتلاند على هذا الترتيب.
وتعتبر بونتلاند كيانا مستقلا بحكم الواقع وتتمتع بحكم ذاتي تابعة للصومال.
وقال مصدر صومالي مطلع على الأمر: "هذه صفقة سرية وحتى أعلى مستويات حكومة بونتلاند، بما في ذلك مجلس الوزراء، لا علم لها بها".
وأضاف أن: "صمت الحكومة الوطنية الصومالية حيال هذه القضية غير مفهوم".
وأشار المصدر إلى تقارير عن جلب جنود كولومبيين إلى مطار بوساسا ومن أجل إعادة نشرهم في السودان، مع أنه ليس من الواضح من أصدر لهم التأشيرات، حيث لم تلعب مقديشو أي دور في الترتيبات. وأقامت الإمارات علاقات قوية مع الحكومة الصومالية، حيث وفرت لها الدعم ودربت جنودها على مواجهة الجماعات المتمردة مثل حركة الشباب. وكانت الإمارات ناشطة في بونتلاند والتي تعتبر قريبة من الناحية الجغرافية لليمن والإمارات.
ودربت الإمارات قوات في بونتلاد لمواجهة القرصنة. وينظر إلى ديني على أنه موال للإمارات بسبب الدعم المالي الذي تقدمه له ويعزز طموحاته السياسية. وقال المصدر: "هناك انتخابات رئاسية في عام 2026، وهو بحاجة لكل الدعم للحصول على الأصوات الوطنية".
وأشار سالم سعيد سالم، الخبير الإقليمي والمدير التنفيذي لمعهد سيدرا في بونتلاند، إلى أنه على الرغم من التقارير المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي وصور الأقمار الصناعية، لم يعلق ديني ولا إدارته على وجود الرادار.
وأضاف: "هذا الصمت يشير إلى صحة الادعاءات"، مضيفا أنه لم يفاجأ بهذا التطور نظرا لعلاقات ديني الطويلة مع الإمارات. وأشار سيدرا إلى أن مقديشو قد اختارت، على الأرجح، عدم معاداة الإمارات وفضلت الصمت بشأن الأنشطة العسكرية الإماراتية في بونتلاند.
وقال سيدرا: "يعتمد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود على دعم الإمارات لمحاربة حركة الشباب والسعي إلى السلام في البلاد. من المنطقي أن تعالج هذه القضايا خلف الأبواب المغلقة".
وقد تعرضت حكومة محمود لضغوط كبيرة في الأونة الأخيرة، حيث حققت حركة الشباب مكاسب كبيرة قرب مقديشو. بالإضافة إلى تزايد المعارضة لقيادته بسبب الطبيعة القبلية لنظام الحكم في الصومال. واقترح محمود الانتقال من نظام انتخابي قائم على العشائر إلى نظام اقتراع عام. إلا أن هذا الاقتراح واجه مقاومة من بعض السياسيين البارزين وحوله إلى قضية خلافية.
كما تنشط الإمارات في دولة أرض الصومال الانفصالية، حيث تقوم باستثمارات كبيرة هناك أيضا، مما أثار حفيظة مقديشو. وقال وزير الخارجية الصومالي أحمد محمد فقي خلال عطلة نهاية الأسبوع أن حكومته قدمت رسالة إلى الإمارات حث فيها أبو ظبي على التوقف عن التعامل مع رئيس أرض الصومال عبد الرحمن سيرو وكأنه رئيس للدولة.