تقرير: ماذا فعلت الصين لتغيير قواعد اللعبة في العملات المشفرة؟
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
فقدت عملة البيتكوين والإيثيريوم وغيرها من العملات المشفرة الرئيسية الزخم مؤخرًا، على الرغم من أن المتداولين شاهدوا الزلزال الذي جعلها تفقد 6 تريليونات دولار من قيمتها.
ونشرت مجلة "فوربس" تقريرًا، ترجمته "عربي21"، قالت فيه إن سعر البيتكوين تضاعف منذ بداية العام ولكنه تراجع مرة أخرى خلال الشهر الماضي؛ حيث يسيطر عدم اليقين على السوق، مما يضع ضغطًا على أكبر ثماني عملات مشفرة، وهي إيثيريوم، وإكس آر بي، وبي إن بي، ودوجكوين، وكاردانو، وسولانا، وترون وبوليغون.
وأوضحت المجلة أنه بعد ظهور التقارير عن أن الملياردير إيلون ماسك، مالك تسلا، سيقوم بإصدار عملة مشفرة تابعة لمنصة "إكس" (تويتر سابقا) التابعة له، وهو ما قد يمثل حدثًا كبيرًا لسوق البيتكوين والعملات المشفرة؛ أصدرت مقاطعة هونغ كونغ الصينية التراخيص الأولى في ظل نظام التشفير الجديد، مما أدى إلى فتح تداول العملات الرقمية في السوق الشامل.
وقالت الصحيفة إنه تم منح التراخيص الأولى هذا الأسبوع لمنصتي "هاش كي" و"أو إس إل" لمبادلات البيتكوين والعملات المشفرة، مما يسمح لهم بخدمة عملاء التجزئة في مدينة هونغ كونغ، المعروفة بأنها المنطقة الإدارية الخاصة في الصين.
قال متحدث باسم منصة "هاش كي" إن البورصة "خضعت بنجاح لعملية مبسطة للحصول على ترقية الترخيص... لتوسيع نطاق أعمالها من خدمة المستثمرين المحترفين إلى مستخدمي التجزئة، وتلبية طلب السوق لمنصة مرخصة توفر للمستخدمين عملية شراء وتخزين العملات المشفرة بشكل أكثر أمانًا وبساطة".
وقال هيو مادن، الرئيس التنفيذي لمنصة "أو إس إل" في بيان: "هذه ميزة مهمة للناقل الأول"، قائلًا إن التجار يمكنهم الآن تداول البيتكوين والإيثريوم على منصته.
وبحسب المجلة؛ ففي وقت سابق من هذا العام، أعلنت هونغ كونغ عن نظامها الجديد لترخيص العملات الرقمية، والذي تم تصميمه لمساعدة المدينة على أن تصبح مركزًا عالميًا للعملات المشفرة وسط حملة عالمية للعملات المشفرة، الأمر الذي دفع بعضًا من أكبر شركات البيتكوين والعملات المشفرة في الولايات المتحدة إلى البحث عن مقرات جديدة حول العالم .
وأضافت المجلة قائلة إن حملة الصين 2021 على عملات البيتكوين والإيثيريوم والعملات المشفرة - والتي أدت إلى طرد شركات العملات المشفرة وما يسمى بعمال المناجم الذين يحتفظون بشبكات البلوكتشين - أدت إلى حدوث انهيار مفاجئ في الأسعار، مما أدى إلى القضاء على مليارات الدولارات من سوق العملات المشفرة المشترك وإثارة الذعر بين المتداولين.
ولفتت المجلة إلى أن البعض قالوا إنهم يتوقعون أن إعادة انفتاح الصين على البيتكوين والعملات المشفرة يمكن أن يؤدي إلى طفرة الأسعار التالية. ففي حزيران/يونيو، قال جيريمي ألاير، الرئيس التنفيذي لدائرة مُصدِر العملات المستقرة، والتي تشرف على 28 مليار دولار أمريكي، إنه يرى "طلبًا هائلًا" على الأصول الرقمية في الأسواق الناشئة، والتي تحتل الصين خاصة وآسيا عامة مكانة "المركز" فيها.
ونقلت المجلة عن ألاير، قوله لمجلة بلومبرج في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عُقِدَ في تيانجين بالصين: "من الواضح أن هونغ كونغ تتطلع إلى ترسيخ مكانتها كمركز مهم للغاية لأسواق الأصول الرقمية والعملات المستقرة، ونحن نولي اهتمامًا كبيرًا لذلك".
وأشارت المجلة إلى أنه في الوقت الحالي، فإن عملات البيتكوين والعملات المشفرة - بما في ذلك العملات الرئيسية مثل إيثيريوم، وإكس آر بي، وبي إن بي، ودوجكوين، وكاردانو، وسولانا، وترون وبوليغون - عالقة في نمط تعليق مع انخفاض التقلبات ومن المحتمل أن تكون عملة البيتكوين بديلاً للذهب؛ حيث قالت راشيل لين، الرئيسة التنفيذية لمنصة مشتقات العملات المشفرة "ساين فيوتشرز"، في تعليقات عبر البريد الإلكتروني: "تواصل البيتكوين إظهار المرونة حول مستوى الدعم البالغ 29000 دولار".
وأضافت لين قائلة: "إن التراجع الأخير في التقلبات ليس حادثًا منفردًا؛ فنحن نلاحظ واحدة من أكثر الفترات هدوءًا في تاريخ عملة البيتكوين وسوق العملات المشفرة الأوسع. فثبات السوق خلال الأشهر الستة الماضية واضح جدًا لدرجة أن تقلبات عملة البيتكوين قد انخفضت أقل من أسواق الأسهم مثل سوق ستاندرد آند بوروز 500 وحتى الأصول الآمنة تقليديًا مثل الذهب. وإذا استمر هذا الاستقرار؛ يمكن أن تصبح عملة البيتكوين خيارًا قابلاً للتطبيق للمستثمرين الذين يكرهون المخاطرة والذين يسعون إلى التعرض لفضاء التشفير".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة البيتكوين العملات المشفرة إيلون ماسك الصينية الصين بيتكوين إيلون ماسك صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العملات المشفرة عملة البیتکوین هونغ کونغ
إقرأ أيضاً:
هل ستؤدي حُمى العملات المشفرة في أميركا إلى كارثة؟
ذكرت صحيفة إيكونوميست أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب دعا، قبل 3 أيام من تنصيبه، إلى شراء العملة المشفرة الخاصة به "ترامب دولار" ($TRUMP)، التي بلغت قيمتها الإجمالية 15 مليار دولار مسجلة مستوى الذروة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة تعكس الدعم الكبير الذي تقدمه إدارته للأصول الرقمية، حيث تم الإعلان عن إنشاء وزارة جديدة تحت اسم "دوج" (DOGE)، تيمّنًا بعملة "دوجكوين" المشفرة.
وفي 23 يناير/كانون الثاني، أصدر ترامب أمرا تنفيذيًا أكد فيه أن الأصول الرقمية ستلعب "دورًا حاسمًا في الابتكار والتنمية الاقتصادية في أميركا، فضلًا عن دورها في تعزيز القيادة الدولية للبلاد".
تحول جذري في تنظيم العملات المشفرةوأشارت إيكونوميست إلى أن إدارة الرئيس السابق جو بايدن فرضت قيودًا صارمة على اندماج العملات المشفرة في القطاع المالي التقليدي، حيث جعلت القوانين من الصعب على البنوك الاحتفاظ بالأصول الرقمية لعملائها أو تطوير منتجات مالية قائمة على هذه الأصول.
لكن إدارة ترامب تتبنى نهجا مختلفا، حيث أعلنت لجنة الأوراق المالية والبورصات في 23 يناير/كانون الثاني عن تعديل إرشاداتها، مما سمح للمؤسسات المالية بتسهيل عمليات حفظ الأصول المشفرة دون الحاجة إلى تسجيلها في ميزانياتها العمومية.
لجنة الأوراق المالية والبورصات سمحت للمؤسسات المالية بتسهيل عمليات حفظ الأصول المشفرة (غيتي) البنوك الأميركية تتجه نحو العملات الرقميةوأوضحت إيكونوميست أن هذه التعديلات سيكون لها تأثير كبير على القطاع المصرفي، حيث أكد الرئيس التنفيذي لبنك أميركا، براين موينيهان، أن البنوك ستبدأ في اعتماد العملات المستقرة، وهي الأصول الرقمية المرتبطة بالدولار أو غيره من العملات، لتسهيل المعاملات المالية.
إعلانكما أشار إلى أن العديد من البنوك بدأت في تطوير رموز مشفرة تمثل ملكية أسهم في صناديق أسواق المال، مع استعدادها لتعزيز تداول العملات المشفرة بمجرد وضوح اللوائح التنظيمية الجديدة.
وذكرت إيكونوميست أن بعض المؤسسات المالية قد تسعى إلى الاستحواذ على شركات العملات المشفرة لتعزيز وجودها في هذا المجال، فيما قد تقوم بعض الشركات الرقمية بشراء مؤسسات مالية تقليدية للحصول على تراخيص مصرفية تتيح لها قبول الودائع وتقديم القروض.
ونقلت الصحيفة عن ديلان والش، المحلل في شركة "أوليفر وايمان"، قوله "قد نشهد موجة من الاستحواذات المتبادلة بين الشركات المالية التقليدية وشركات الأصول الرقمية، ما سيؤدي إلى اندماج غير مسبوق بين القطاعين".
خلافات حول بنية الدفع في الاحتياطي الفدراليورغم هذه التطورات، أوضحت إيكونوميست أن هناك خلافات قائمة بين القطاع المصرفي التقليدي وشركات العملات المشفرة، لا سيما حول حسابات الدفع الرئيسية في الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي). فهذه الحسابات، التي تتيح تحويل الأموال مباشرة دون وسطاء، تمثل مصدر نزاع رئيسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن بنك "كوستوديا" الاستثماري، الذي يركز على العملات الرقمية، تقدم بطلب للحصول على حساب رئيسي لدى الاحتياطي الفدرالي عام 2020، لكنه قوبل بالرفض، في حين أن شركة "كراكن فاينانشال" قدمت طلبًا مماثلًا منذ 4 سنوات، لكنها لا تزال تنتظر الرد.
وأوضحت الصحيفة أن الجمعية الأميركية للمصرفيين دعمت قرار الاحتياطي الفدرالي بحجب هذه الحسابات عن شركات العملات المشفرة، بحجة مخاطر الائتمان والأمن السيبراني والامتثال لقوانين مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
بعض المسؤولين الماليين حذروا من المخاطر المحتملة للاندماج الكبير بين وول ستريت والقطاع الرقمي (رويترز) تحذيرات من مخاطر العملات المشفرةوقالت إيكونوميست إن بعض المسؤولين الماليين حذروا من المخاطر المحتملة للاندماج الكبير بين وول ستريت والقطاع الرقمي.
إعلانمايكل بار، الرئيس السابق للإشراف المالي في الاحتياطي الفدرالي، حذر من أن "توسيع نطاق العملات المشفرة داخل النظام المالي قد يؤدي إلى مخاطر نظامية ضخمة"، مشيرًا إلى انهيارات سابقة مثل "سيلفرغيت" و"سيغنتشر"، اللذين انهارا بعد هبوط حاد في أسعار العملات المشفرة عام 2023.
كما نقلت الصحيفة عن ستيفن كيلي، الخبير الاقتصادي بجامعة ييل، قوله "إذا أصبحت ودائع البنوك مرتبطة مباشرة بتقلبات العملات المشفرة، فقد نشهد أزمات مالية متكررة بسبب سحب الودائع الجماعي، كما حدث أثناء انهيار منصة "إف تي إكس".
بين الفرص والمخاطرواختتمت إيكونوميست تقريرها بالإشارة إلى أن إدارة ترامب ترى في العملات المشفرة فرصة اقتصادية ضخمة، لكنها في الوقت ذاته تختبر مدى قدرة الأسواق والمستهلكين الأميركيين على تحمل المخاطر الناجمة عن هذا التحول الكبير.
وقالت جولي أندرسون هيل، الخبيرة في جامعة وايومنغ "بمجرد بدء هذه اللوائح، سيكون من الصعب جدًا على الإدارات المستقبلية التراجع عنها".
وفي ظل هذه التغيرات السريعة، يبقى السؤال المطروح: هل ستؤدي "حمى العملات المشفرة" في أميركا إلى ازدهار مالي أم إلى أزمة جديدة؟