أطلقت المقاومة الفلسطينية الإثنين، إحدى أكبر رشقات الصواريخ باتجاه "إسرائيل" منذ شهور، بينما عاودت القوات الإسرائيلية الاشتباك مع مقاتلي حماس في أحد أحياء بمدينة غزة والذي كانوا قد اجتاحوه سابقًا، مما يدل على أن الصراع يواجه خطر التحول إلى حرب استنزاف مطولة مع إعادة تنظيم صفوف المقاتلين وإعادة تسليحهم.



وقالت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية: إنها أطلقت صواريخ على جنوب الأراضي المحتلة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه تم اعتراض الهجوم إلى حد كبير، ولم يتسبب في أي أضرار، وكان قد شمل 20 قذيفة جاءت من منطقة خانيونس؛ حيث نفذت "إسرائيل" عملية استمرت عدة أشهر هناك ضد الجماعات المسلحة وانتهت في أوائل نيسان/ أبريل.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن "هذا الوابل عزز التحدي الذي تواجهه "إسرائيل" في سعيها لشن حملة ضد تمرد المسلحين الذين يحتفظون بقدرات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون بعد حوالي تسعة أشهر من بدء الحملة الإسرائيلية لتدميرهم.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في خطاب يوم الإثنين: “نقترب من نهاية مرحلة تدمير جيش الإرهاب التابع لحماس وعلينا أن نستهدف بقاياه في المستقبل”، في إشارة إلى أن إسرائيل تستعد للانتقال إلى مرحلة جديدة في القتال.


وأضاف نتنياهو إنه لن ينهي الحرب دون “النصر الكامل” على حماس، فيما قال الجيش الإسرائيلي علنًا الشهر الماضي إن التدمير الكامل للجماعة هو هدف غير قابل للتحقيق.

ويُظهر  اجتياح الجيش الإسرائيلي لحي الشجاعية في مدينة غزة، الذي بدأ الأسبوع الماضي وأدى إلى نزوح العائلات الفلسطينية للنجاة بحياتها، مدى صعوبة تحقيق "إسرائيل" لهدف الحرب المعلن من قبل الحكومة الإسرائيلية وهو استئصال حماس من القطاع.

وتعد العملية في الشجاعية هي الأحدث في سلسلة من المداهمات التي اضطر فيها الجيش الإسرائيلي للعودة إلى منطقة كان قد انسحب منها، لأن حماس كانت قد أعادت تنظيمها واستعادت بعض السيطرة.

وتقول حماس إنها تقاتل في الشجاعية؛ حيث أصدرت الحركة، يوم الأحد، شريط فيديو قالت إنه يُظهر قواتها تطلق قذائف هاون على القوات الإسرائيلية في المنطقة.

لقد عادت القوات الإسرائيلية إلى عدد من المناطق التي اجتاحتها سابقًا في غزة، بما في ذلك جباليا في شمال القطاع وأكبر مستشفى في القطاع، الشفاء، الذي اتهمه الجيش بأنه مركز قيادة وتحكم لحماس. ويقول محللون أمنيون إن إسرائيل معرضة لخطر الوقوع في صراع طويل الأمد مع حماس التي أظهرت قدرتها على البقاء كجماعة متمردة، معتمدة على بعض الدعم من جمهور أوسع في غزة.

وقال جوست هيلتيرمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: “إنه مأزق. وسيكون صراعًا منخفض الحدة لفترة طويلة”.

وأضاف هيلتيرمان: “يمكنك استخدام العمليات العسكرية لدفع حماس إلى جيوب مختلفة في غزة، لكن في النهاية سيعودون عبر نظام الأنفاق أو برًّا. إنهم يكتسبون مجندين جدد كل يوم؛ حيث سيلتحق بهم الشباب الذين فقدوا عائلاتهم”.

بعد وابل الصواريخ صباح الإثنين، وجه الجيش الإسرائيلي تحذيرًا بالمغادرة المدنيين الفلسطينيين في منطقة واسعة من جنوب غزة، بما في ذلك مناطق خانيونس ورفح، مما قد يكون مؤشرًا على عمليات إسرائيلية إضافية في المناطق التي سيطر عليها الجيش في وقت سابق من الحرب.

وعلى الرغم من أن القدرات العسكرية لحماس قد تقلصت بفعل الهجوم الإسرائيلي، إلا أن الجماعة أظهرت قدرتها المستمرة على مهاجمة القوات الإسرائيلية، غالبًا بالعمل في مجموعات صغيرة من المقاتلين واستخدام تكتيكات الكر والفر لجماعة متمردة. كما أن الجناح العسكري للتنظيم يمتلك مخزونات كبيرة من الأسلحة، بحسب تقييم استخباراتي أمريكي نقلته وول ستريت جورنال.

وقال تقييم منفصل ومعلن من مكتب مدير المخابرات الوطنية الأمريكية في شباط/ فبراير إن إسرائيل من المرجح أن تواجه “مقاومة مسلحة مستمرة من حماس لسنوات قادمة”.

وتقول "إسرائيل" إنها تعمل حاليًا على خنق قدرة حماس على تهريب أسلحة إضافية إلى القطاع بعد أن سيطرت القوات الإسرائيلية على حدود غزة مع مصر.

ويأتي القتال في الشجاعية، وهو حي كبير في مدينة غزة اجتاحته إسرائيل في وقت سابق من الحرب، بينما أشار المسؤولون العسكريون الإسرائيليون إلى أنهم يقتربون من نهاية العمليات القتالية الرئيسية في مدينة رفح، في جنوب قطاع غزة، والتي قالت إسرائيل إنها كانت آخر معاقل حماس.

وقال نتنياهو في الأشهر الأخيرة إن عملية رفح كانت ضرورية لتحقيق رؤيته للنصر الكامل. وبعد رفح، من المتوقع أن يتحول الجيش إلى مرحلة جديدة من القتال الأقل حدة والذي يتكون من الغارات المستندة إلى المعلومات الاستخبارية.


وقد غزت إسرائيل شمال غزة ردًّا على هجمات حماس في 7 تشرين الأول / أكتوبر في جنوب إسرائيل، والتي قُتل فيها 1200 إسرائيلي، معظمهم من المدنيين، واحتجز نحو 250 شخصًا كرهائن، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وأدت الحرب في قطاع غزة إلى مقتل أكثر من 37 ألف فلسطيني، وفقًا لأرقام السلطات الفلسطينية التي لا تحدد عدد المقاتلين. وقد أدى القصف الإسرائيلي إلى تحويل جزء كبير من القطاع إلى أنقاض.

وقال مسؤول عسكري بارز للصحيفة إن العملية العسكرية في الشجاعية كانت تهدف إلى منع حماس من إعادة تجميع صفوفها هناك. وقال الجيش الإسرائيلي إن عشرات المسلحين قتلوا حتى الآن في الشجاعية، وإنه عثر على أسلحة وداهم مجمعات مفخخة وفكك منشآت تخزين وتصنيع الأسلحة.

وأضاف المسؤول من داخل الشجاعية: “سنناور مرارًا وتكرارًا كلما رأينا أن هناك محاولة لإعادة التجمع أو محاولة إعادة الحكم أو محاولة جلب أي نوع من الأسلحة”.

وأوضح أن حماس تحاول مهاجمة "إسرائيل" من هناك بإطلاق قذائف الهاون والصواريخ من فوق الأرض وأيضًا من تحت الأرض عبر أنفاق الهجوم، وأضاف: “لن نسمح بحدوث ذلك”.

وذكر أن الغارة الأخيرة استندت إلى معلومات استخباراتية، وأضاف: “لم أكن لأدخل إذا لم تكن لدي معلومات”.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه يهدف إلى إزالة الأنفاق، خاصة تلك التي يمكن استخدامها لشن هجمات داخل إسرائيل، والمجمعات الموجودة فوق الأرض التي سيطرت عليها حماس في الشجاعية. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي، الإثنين، عن تدمير نفق بطول كيلومتر واحد وسط قطاع غزة.

وقد أعادت الغارة الإسرائيلية الحالية على مدينة غزة القوات الإسرائيلية إلى مناطق القطاع التي دمرت إلى حد كبير في حملة الغزو والقصف الأولية السنة الماضية. ففي تشرين الأول/ أكتوبر، حث الجيش أكثر من مليون شخص من سكان شمال غزة على مغادرة منازلهم، مما أدى إلى فرار جماعي إلى الطرف الجنوبي من القطاع، رغم بقاء بعضهم في الشمال.

وقال محمد عساف، وهو أب لأربعة أطفال، إنه فر هو وأسرته من الشجاعية بعد ساعات من الغارات التي استهدفت منطقة قريبة من مبناه يوم الجمعة. وقال: “لقد قيل لنا أن الدبابات التي تقدمت في الأيام الأخيرة قادمة، لذلك هربنا بالملابس التي كنا نرتديها فقط. وأكبر أحلامي هو الحصول على الماء الآن لعائلتي”.


وقد توجه عساف وعائلته، مثل آخرين فارين من الشجاعية، إلى المناطق الغربية من مدينة غزة مثل حي الرمال، وهو أحد الأحياء الراقية في مدينة غزة والذي تعرض الآن للدمار إلى حد كبير.

وأصدر الجيش في 27 حزيران/ يونيو تحذيرات يحث فيها الفلسطينيين في شرق مدينة غزة على المغادرة حفاظًا على سلامتهم. وقد نزح في ذلك اليوم ما بين 60 ألف إلى 80 ألف شخص من مناطق شرق وشمال شرق مدينة غزة، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وشهدت الشجاعية قتالًا عنيفًا في وقت سابق من الحرب وكانت موقعًا لأحد أكثر الحوادث دموية على الجانب الإسرائيلي عندما قتل تسعة جنود في ديسمبر كانون الأول في كمين نصبه مسلحون. كما تم احتجاز رهائن في المنطقة. وفي 15 كانون الأول/ ديسمبر، أطلق الجيش الإسرائيلي النار عن طريق الخطأ وقتل ثلاثة رهائن هناك، معتقدًا أنهم من المسلحين.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل نحو 14 ألف مسلح في القطاع، أي حوالي نصف مقاتلي حماس الذين يعتقد أنهم كانوا يعملون في غزة في بداية الحرب، لكن حماس لا تزال قادرة على تجنيد مقاتلين.

بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلها في حي الشجاعية بمدينة غزة الأسبوع الماضي
وقال محللون عسكريون إن حماس قامت بنقل قواتها المسلحة من مكان إلى آخر، متجنبة في كثير من الأحيان الاشتباك المباشر مع الجيش الإسرائيلي من أجل البقاء وشن حملة حرب عصابات.

وقال الجنرال عساف أوريون، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد: “لا أعتقد أن حماس تتطلع إلى معركة واسعة وضارية تكون فيها جميع قواتها في الميدان بانتظار أن ننهيها. إنهم يتحركون ويتجنبون الاتصال بالمعنى الواسع لأنهم يعملون على الحفاظ على القوة”.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الفلسطينية إسرائيل حماس غزة الجهاد الإسلامي إسرائيل فلسطين حماس غزة الجهاد الإسلامي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القوات الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی فی الشجاعیة مدینة غزة فی مدینة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مخاوف حول تنظيم كأس العالم 2026.. ما الصعوبات التي ستواجهها أمريكا؟

(CNN) -- لا يزال موعد نهائيات كأس العالم 2026 على بعد أكثر من عام، لكن كبار المسؤولين التنفيذيين في مجال السفر يحذرون من أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تواجه صعوبة في تنظيم البطولة بشكل فعّال ما لم يتم إجراء تغييرات كبيرة بسرعة.

وقال جيف فريمان، رئيس رابطة السفر الأمريكية والرئيس التنفيذي لها، وويليام هورنباكل، رئيس مجلس إدارة شركة "MGM Resorts" والرئيس التنفيذي لها، لـ CNN Sport إن لديهما مخاوف حقيقية بشأن ما إذا كان نظام السفر الأمريكي مستعداً للتعامل مع تدفق المسافرين الأجانب المتوقع قدومهم خلال البطولة.

وتتعدد المخاوف، فقد تثني فترات الانتظار الطويلة للحصول على الموافقات على تأشيرات المشجعين الآلاف عن محاولة القدوم إلى الولايات المتحدة لحضور البطولة.

وقد تؤدي التكنولوجيا القديمة ونقص الموظفين إلى انتظار الزوار الذين يصلون إلى الولايات المتحدة لفترة طويلة لإنهاء إجراءات الجمارك، وقد تمتد الطوابير الطويلة لتجاوز الإجراءات الأمنية إلى خارج المطارات.

وقال فريمان إن الوقت ينفد لمعالجة قائمة المخاوف، حتّى لو كان موعد البطولة لا يزال على بعد أكثر من 15 شهراً، رغم أنه أكد أنه يأمل في أن تتمكن الإدارة من تصحيح المسار.

وأضاف: "إن الوقت ينفد منا، فلم يتبقَ لنا سوى 16 شهراً قبل انطلاق البطولة، لدينا 3 مواقع في كندا، وموقع واحد في المكسيك، هناك زوار سيرغبون في الانتقال عبر الحدود إلى هنا، كيف سيعمل هذا؟..نود أن نرى المزيد من الإلحاح للوصول إلى حقيقة الأمر".

وتابع: "أين الحاجة الملحة للتركيز حقاً على ما يلزم لجعل هذا الحدث ناجحاً، بالطريقة الّتي نسير بها، سنواجه صعوبات، لكن لم يفت الأوان بعد لتخصيص الموارد للتركيز على بعض هذه العقبات الرئيسية وضمان أن تظهر أمريكا، كما طلب الرئيس، وتحظى بأعظم كأس عالم على الإطلاق".

وفي تصريح لشبكة CNN، قال متحدث باسم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إن الاتحاد يعمل مع الحكومة الأمريكية للتأكد من نجاح البطولة، وهي واثقة من أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستفعل ما هو ضروري، لجعل المنافسة عملية مبسطة للجماهير في جميع أنحاء العالم.

وأكمل: "نواصل العمل مع مختلف الإدارات والوكالات التابعة للحكومة الأمريكية، لضمان قدرة الولايات المتحدة على الاستفادة من هذه الفرصة الّتي تأتي مرة واحدة في الجيل للاستفادة من مليارات الدولارات من الفوائد المالية الإيجابية، وجمع الملايين من الناس من دول ومجتمعات مختلفة للاحتفال في الولايات المتحدة".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "من الجدير بالذكر أن الإدارة الحالية كانت في السلطة أثناء عملية تقديم عروض الترشح لاستضافة البطولة لعام 2026، ووقعت على الضمانات الحكومية كجزء من تلك العملية".

ومن المتوقع أن يجلب الاحتفال الّذي يستمر شهراً ملايين الضيوف الأجانب إلى الولايات المتحدة، ما بين 6 و8 ملايين، وفقاً لتقديرات رابطة السفر الأمريكية، كما من المتوقع أن يؤدي تدفق المسافرين إلى إجهاد النظام، خاصة وأن الحكومة الفيدرالية تتعرض لضغوط هائلة من ترامب وإيلون ماسك لخفض التكاليف.

وتقدر رابطة السفر أن أكثر من 3 ملايين شخص سينتقلون عبر مطارات أمريكا حوالي 50 مرة في عام 2026، مقابل 5 مرات في عام 2024.

قال جيف فريمان: "نحن نعلم بالفعل أن هذا الطلب المتزايد، سوف يغمر النظام، الأمر ليس مسألة: هل سيحدث ذلك؟ سوف يحدث ذلك، لم يتم بناء النظام للتعامل مع الطلب الذي لدينا".

في حين أكد المتحدث باسم البيت الأبيض، تايلور روجرز، أن دونالد ترامب يبذل قصارى جهده لإنجاز الحدث بسلاسة.

وقال روجرز: "الرئيس ترامب من عشاق الرياضة ورجل الاستعراض الأسطوري، وسوف يعمل على تنظيم حدث مذهل يبرز عظمة أمريكا، مع ضمان سلاسة الخدمات اللوجستية لجميع الرياضيين من الطراز العالمي والضيوف الحاضرين".

تحذيرات بشأن كوابيس السفر


رسم فريمان وهورنباكل صورة لكيفية ظهور نظام السفر عندما يصبح مثقلاً بالأعباء، وهي ليست صورة جميلة.

قال جيف فريمان: "إذا لم نكن مستعدين، فستكون هناك طوابير طويلة خارج المطارات، الطوابير الطويلة خارج المطارات تشكل مشهداً رائعاً (لكاميرات التلفزيون)، ولا أعتقد أن أي شخص يريد أن يحدث ذلك، أليس كذلك؟"

يمكن أن تكون الطوابير الطويلة عند نقاط التفتيش الجمركية للمسافرين الأجانب الذين يصلون إلى الولايات المتحدة والأمريكيين العائدين إلى ديارهم بمثابة كابوس.

قال فريمان على الرغم من أن جداول شركات الطيران يمكن التنبؤ بها ومعروفة في الغالب، إلا أن المسافرين الذين لا يمتلكون نظام الدخول العالمي يقضون أحياناً ساعتين أو أكثر في طابور فقط، لإخبار موظف الجمارك أنه ليس لديهم ما يعلنون عنه.

قال فريمان عن الزوار الأجانب: "هل هذا هو الترحيب الذي يتلقونه في الولايات المتحدة بعد الطيران هنا لمدة 14 ساعة، ما يدفعني للجنون في هذا الأمر هو أنه لا يوجد شيء أكثر قابلية للتنبؤ به من موعد هبوط الطائرة وعدد الأشخاص على متنها، ولا يوجد عذر لوضع الناس في مثل هذا الموقف".

قال متحدث باسم هيئة الجمارك وحماية الحدود في بيان إنهم "مستعدون لتنفيذ استراتيجية شاملة، لتسهيل السفر لضمان عدم مواجهة المسافرين الدوليين الذين يحضرون كأس العالم لتأخيرات غير ضرورية في مطاراتنا الدولية وموانئ الدخول البرية".

على سبيل المثال، في المدن المضيفة، ستتمكن هيئة الجمارك وحماية الحدود من تعديل الموارد وقدرة الأفراد على أساس يومي لتقليل أي تأثير على أوقات الانتظار.

قال المتحدث: "ستكون هذه هي أولويتنا القصوى، نحن ندرك أن العديد من الزوار ستكون هذه هي المرة الأولى الّتي يقومون فيها بمراجعة هيئة الجمارك وحماية الحدود".

وقيل إن العديد من التأخيرات ناجمة عن عدم الإلمام بالقوانين واللوائح الأمريكية، لذا ستطلق هيئة الجمارك وحماية الحدود حملات توعية تهدف إلى إخبار الزوار بما يحتاجون إلى معرفته قبل السفر إلى الولايات المتحدة.

وأضاف المتحدث أنهم يعملون أيضاً على تكثيف استخدامها لتكنولوجيا القياسات الحيوية وقدرات التفتيش الأخرى، إلى جانب تدريب مسؤولي الجمارك، وتُستخدم القياسات الحيوية للوجه الآن في جميع نقاط الدخول في مطارات الدولة الدولية البالغ عددها 55 مطاراً، و39 ميناءً بحرياً، وجميع ممرات المشاة المؤدية إلى البلاد.

كما يُشجعون المسافرين على التسجيل في برامج المسافرين الموثوق بهم التابعة لـ هيئة الجمارك وحماية الحدود والّتي يمكن أن تساعد في تسريع الدخول إلى الولايات المتحدة، جنباً إلى جنب مع مراقبة جوازات السفر عبر الهاتف المحمول.

ومع ذلك، تدرك هيئة الجمارك وحماية الحدود أن هذا سيكون تحدياً وأن زيادة عدد المسافرين قد تؤثر على أوقات المعالجة، وسيعمل مكتب العمليات الميدانية التابع لهيئة الجمارك وحماية الحدود من خلال سلسلة قيادة موحدة مع وزارة الأمن الداخلي والسلطات الفيدرالية والولائية والمحلية الأخرى، لضمان المعالجة الآمنة لهؤلاء الركاب.

وقال المتحدث باسم هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية: "باعتبارها الخط الأمامي لأمريكا، ستكون هيئة الجمارك وحماية الحدود مسؤولة عن ضمان معالجة مشجعي كرة القدم القادمين من جميع أنحاء العالم بكفاءة وسرعة، مع ضمان أعلى مستويات الأمن القومي".

هناك مخاوف أخرى، إذ يؤدي نقص مراقبي الحركة الجوية إلى كفاح بعض المطارات لمواكبة الطلب على المزيد من الرحلات الجوية القادمة والمغادرة، ووفقاً لفريمان وهورنباكل، فإن التكنولوجيا المستخدمة لتشغيل نظام مراقبة الحركة الجوية عفا عليها الزمن، إذ سخر كلاهما من الاستخدام المستمر للرادار لتتبع الطائرات بدلاً من نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

وقال فريمان إن طرح آلات المسح عالية التقنية الّتي يمكنها فحص حقائب اليد بسرعة ودقة، لن يكتمل في جميع مطارات الولايات المتحدة حتّى عام 2042.

وقال فريمان إن كل هذا يؤدي إلى شيء واحد وهو أن الولايات المتحدة تتخلف عن الدول الأخرى، عندما يتعلق الأمر بتسهيل السفر إلى داخل البلاد وخارجها، وقد تتكشف هذه القضايا عندما يبدأ العالم في الوصول إلى الحدث الرياضي الأكثر شعبية في العالم.

وقال فريمان: "أعتقد أنه يتعين علينا أن نكون منفتحين على حقيقة أن لدينا نظاماً متقدماً في السن يكافح لمواكبة الطلب الّذي لدينا الآن، ناهيك عن ما سيحدث في السنوات القليلة القادمة".

دعوة للبيت الأبيض لتولي السيطرة

كان ترامب في منصبه عندما تمّ منح حق استضافة كأس العالم للولايات المتحدة والمكسيك وكندا في عام 2018، وهو ينظر إليه على أنه إنجاز عظيم، لدرجة أنه يمكن أحياناً رؤية نسخة طبق الأصل من كأس المسابقة جالسة خلف مكتبه في المكتب البيضاوي.

وتحدث الرئيس عن البطولة باعتبارها فرصة لاستعراض الوطنية والتأكد من تفوق عرض الولايات المتحدة على بقية العالم عندما يأتون لزيارتها، مؤكداً: "ستكون البطولة حدثاً خاصاً، أعتقد أنه سيكون شيئاً خاصاً حقاً".

الجمعة، وقع ترامب، بحضور رئيس "فيفا"، جياني إنفانتينو، على أمر تنفيذي يقضي بتشكيل فريق عمل تابع للبيت الأبيض خاص بمونديال المنتخبات 2026، على أن يشرف على الاستعدادات للحدث الكروي الأكبر، وهذا ما دعا إليه جيف فريمان وويليام هورنباكل في وقت سابق.

وقال إنفانتينو: "شكراً لك يا سيدي الرئيس على تشكيل فريق العمل هذا، لأنه من المهم أن يشعر كل من يأتي إلى أمريكا بالأمان والترحيب، ولهذا السبب من المهم أن تشكل الحكومة فريق العمل في البيت الأبيض برئاسة الرئيس نفسه".

مقالات مشابهة

  • شقيق أسير قُتل في غزة يتهم الجيش الإسرائيلي بقتله
  • مبعوث ترامب يكشف عن عروض سخية قدمتها حماس مقابل هدنة طويلة الأمد في
  • إسرائيل توقف إمداد غزة بالكهرباء قبل محادثات التهدئة الجديدة
  • أمريكا تعترف بحماس بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة
  • شهيدان في الشجاعية وإسرائيل تقرر قطع الكهرباء عن قطاع غزة
  • استشهاد ثلاثة فلسطينيين برصاص العدو في الشجاعية بغزة
  • شهيد وإصابتان برصاص قوات الاحتلال في حي “الشجاعية” بغزة
  • هذا عدد أسرى الاحتلال الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
  • هآرتس تكشف عدد الأسرى الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
  • مخاوف حول تنظيم كأس العالم 2026.. ما الصعوبات التي ستواجهها أمريكا؟