تُعاني المجتمعات العربيّة من وطْأة الجامعات الخاصّة التي تجتمع عامّة في قُدرتها على تحصيل الأموال من تقديم منتوج يُفتَرَض أنّه علميّ ومتقدّم على الجامعات العامّة، فهل تحتاج البلاد العربيّة إلى استثمار الخواصّ في التعليم، وكيف للدول أن تترك التعليم نهبا لأصحاب الكروش الذين يُطلقون الدرهم والدينار ليعودا آلافا مؤلّفة دون اعتبار لحال المواطن الشاقي ولا لتقديم منتوج صالح بالضرورة؟ من الذي أفسد التعليم العمومي ليلجأ الناس إلى الناهبين تُجّار العلم؟ هل تُراقب أجهزة الدول العربيّة ما تعرضه هذه الجامعات الخاصّة، وهل تدرس ما تتطلّبه العمليّة التعليميّة من أموالٍ، وهل فعلا ما زال التعليم الجامعيّ الخاصّ خيار مَن زلّت بهم القدم في التعليم العامّ أو خيار المُترَفين؟ وهل بلغ تعليمنا العربيّ مرحلةً من النُضج العموميّ تُمكّنه من فتْح المجال للمُسْتثمرين يتقشّفون في الإنفاق ولا يشبعون من التحصيل المالي؟ أسئلةٌ عديدة تُطْرَح في ظلّ وجود تجارب متباينة للتعليم العالي الخاصّ في المنطقة العربيّة، في اعتقادي يُمكن تقسيم المنطقة العربيّة تعليميّا إلى ثلاثة أقاليم كبرى، إقليم بلاد المغرب، وقد أشعّ التعليم الجامعيّ فيها منذ أواخر ستينيّات القرن الماضي مع الدولة الوطنيّة جالبة للاستقلال، وكان التعليم فيها رهانا تنمويّا لصناعة العقول، وقد تواصلت هذه الريادة إلى بدايات القرن الواحد والعشرين، ثمّ بدأت حركة الهبوط مع التفويت في التعليم إلى القطاع الخاصّ وتهميش مؤسّسات التعليم العالي العموميّة، أمام التجهيزات الخاصّة وتأمين النجاح، مع محافظة قسم هامّ من هذه المؤسّسات على تألّقها وتميّزها رغم أنّها لم تدخل في التصانيف العالميّة.
محمد زرّوق ناقد وأكاديمي تونسي
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الجامعات الخاص ة المنطقة العربی ة التعلیم الجامعی التعلیم العالی فی التعلیم التعلیمی ة عالمی ا
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي: زيارات مجانية لطلاب الجامعات إلى معرض الكتاب
أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تنظيم الجامعات والمعاهد المصرية زيارات مجانية للطلاب لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين.
وزير التعليم العالي يترأس مجلس إدارة الاتحاد الرياضي للجامعات وزارة التعليم العالي تشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025ويقام نعرض الكتاب تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، خلال الفترة من (23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل).
وزير التعليم العالي: توفير انتقالات لطلاب الجامعاتوأكد وزير التعليم العالي أن الجامعات تقدم جميع التيسيرات للطلاب وتوفير الانتقالات لهم، لكي يشاركوا في المعرض ولحضور الفعاليات المختلفة والمتنوعة التي ينظمها، وذلك من أجل تعظيم الاستفادة من المعرض للمساهمة في رفع درجة الوعي والثقافة لدى الشباب.
وأشار وزير التعليم العالي إلى أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يُعد أحد أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، مؤكدًا أهمية القراءة للمساهمة في تعزيز القيم الإنسانية ومواجهة الأفكار المتطرفة وغير السوية.
ولفت وزير التعليم العالي إلى أهمية دور المعرض في بناء الفكر السليم والوعي المستنير وتعزيز الهوية الوطنية والثقافة المعتدلة لدى الشباب، مما يُسهم في إعداد جيل واعٍ قادر على قيادة المستقبل ومواجهة التحديات.
ولفت وزير التعليم العالي إلى أن مشاركة الطلاب في المعرض ستكون فرصة لتعزيز التفكير النقدي وتنمية الوعي الثقافي لديهم، مؤكدًا ضرورة تفعيل دور الشباب في بناء مجتمع مستنير ثقافيًا وفكريًا، من خلال المشاركة في هذا الحدث الثقافي البارز، لترسيخ قيم الاعتدال والتسامح وتعزيز الإبداع لدى الطلاب.
وأكد الدكتور كريم همام مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يُعبر عن مكانة مصر الحضارية، ودورها الريادي في تعزيز الثقافة، والمعرفة، ويُعد مركزًا لتجمع الكتاب، والمفكرين، والمبدعين، ويُناقش الكثير من القضايا، والأفكار، والرؤى، مشيرًا إلى التطورات الكثيرة التي شهدها المعرض هذا العام، والتي من شأنها تعزيز التجربة الإيجابية للقارئ، ويقدم محتوى ثريًا لجمهوره المتنوع.
وصرح الدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، أن المعرض يُقدم برنامجًا ثقافيًا ثريًا يشمل تقديم ندوات ومحاضرات، وورش عمل، ومؤتمرات، ويتم تسليط الضوء على العديد من المحاور ومنها؛ الأدب والتاريخ والصناعات الإبداعية والذكاء الاصطناعي والإعلام، ويُعد ذلك فرصة ذهبية للشباب لاكتساب المعرفة وتنمية قدراتهم الثقافية والإبداعية والمعرفية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الجامعات والمعاهد تنظم زيارات يومية للطلاب طوال فترة إقامة المعرض، مما يُتيح لهم الفرصة للتعرف على الأعمال الأدبية والفكرية المتنوعة، واكتساب رؤى جديدة في مجالات الثقافة المختلفة.
جدير بالذكر أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يشهد مشاركة 1345 دارًا للنشر و6150 عارضًا للإصدرات الأدبية والفكرية، وتشارك فيه 80 دولة، من مختلف دول العالم، ومن بينهم دول تشارك لأول مرة وهي: (تشيلي، بلجيكا، الكونغو، رومانيا، بلغاريا، النمسا، بليز، بيرو، هولندا، سورينام، كولومبيا، فيتنام، تنزانيا، سنغافورة، وبوليفيا)، ويشمل المعرض برنامجًا ثقافيًا ثريًا يضم أكثر من 600 فعالية متنوعة.