فوز لوبان في الجولة الأولى.. مقامرة ماكرون السياسية تأتي بنتائج عكسية
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
نشرت مجلة "نيوستيتمان" تقريرًا، قالت فيه إن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عندما أعلن عن إجراء انتخابات مبكرة في فرنسا في 9 حزيران/ يونيو الماضي، بعد الانتصار الذي حقّقه حزب التجمع الوطني اليميني المتشدد بزعامة مارين لوبان، في الانتخابات الأوروبية.
كان سلوكه مقامرة سياسية٬ فقد تضخّم دعم حزب التجمع الوطني في البلاد، خلال الأشهر الأخيرة، في حين خسر تحالف ماكرون الوسطي أغلبيته البرلمانية في عام 2022، وعانى من الانقسامات والفوضى.
وأضافت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، أن ماكرون أعلن أن الانتخابات المفاجئة يمكن أن توفّر "لحظة توضيح" للناخبين الفرنسيين، لاختيار من يريدون قيادته. ومع إعلان نتائج استطلاعات الرأي للجولة الأولى، من التصويت، مساء الأحد الماضي، يبدو أن هذا الرّهان قد أتى بنتائج عكسية.
وأفادت المجلة، أن التوقعات الأولية بعد إغلاق صناديق الاقتراع أظهرت، وفقًا لشركة "إيبسوس" لاستطلاعات الرأي، أن حزب الجبهة الوطنية بزعامة لوبان، قد حصل على المركز الأول بنسبة 34.2 في المئة من الأصوات.
وجاء حزب الجبهة الشعبية الجديدة، وهو تحالف يساري مكون من أربعة أحزاب بقيادة حزب جان لوك ميلينشون، في المرتبة الثانية بنسبة 29.1 في المئة، يليه حزب التجمع، حلفاء ماكرون بنسبة 21.5 في المئة من الأصوات.
وعلى الرغم من أن الفرز النهائي يمكن أن يتغير، لا سيما بالنظر إلى مدى ارتفاع نسبة المشاركة في هذا التصويت بشكل غير عادي؛ فمن الواضح بالفعل أن الناخبين ليسوا على استعداد لمكافأة ماكرون على مقامرته.
وأشارت المجلة، إلى أنه من الواضح أن الشعب الفرنسي أدرك أهمية هذه الانتخابات: فقد بلغت نسبة المشاركة في وقت متأخر من بعد الظهر 59.39 في المئة، مما يجعلها الأعلى في هذه المرحلة منذ الثمانينيات.
على النقيض من ذلك، تابعت المجلة، أنه "لم يشارك سوى 39.42 في المئة من الناخبين المؤهلين خلال عام 2022. ومع ذلك؛ فإن نسبة المشاركة تجعل سوء تقدير ماكرون أكثر وضوحًا٫ فلم يأتِ في المركز الثالث المهين فحسب، بل إن أغلبية الناخبين الفرنسيين هم الذين خرجوا لإيصاله إلى هذا المركز".
وأوضحت، أنه نتيجةً لارتفاع نسبة المشاركة، فمن المرجّح أن تتضمن الجولة الثانية من التصويت في 7 تموز/ يوليو المقبل العديد من جولات الإعادة من ثلاثة جوانب.
فيجب أن يكون المرشحين المؤهلين للجولة الثانية قد حصلوا على 12.5 في المئة على الأقل من أصوات الناخبين المسجلين؛ حيث إن ارتفاع نسبة المشاركة يجعل الإقبال على الجولة الثانية من الإعادة الثلاثية،أكثر احتمالاً للحصول على عدد أكبر من المقاعد.
ويتوقع أحد خبراء استطلاعات الرأي أن ما يصل إلى 315 مقعدًا من أصل 577 مقعدًا، ستجري فيها جولة إعادة من ثلاثة مرشحين استنادًا إلى نتائج الجولة الأولى.
ماذا لو تحالف اليسار والوسط؟
على الرغم من أن التحالف اليساري "الجبهة الوطنية" وحزب ماكرون وحلفائه يحتقرون بعضهم البعض بشكل أو بآخر؛ إلا أن الرغبة البراغماتية في إقصاء اليمين المتشدد يمكن أن تجعل الكتلتين تعملان معًا لوقف مرشحي حزب التجمع الوطني.
ويمكن لليسار والوسط، من الناحية النظرية، أن يتدبّرا الأمر من خلال إسقاط المرشحين أو حث قواعدهما على اختيار مرشحين من أحزاب أخرى، ولكن في أي مناقشات استراتيجية من هذا القبيل، سيكون حزب الجبهة الوطنية هو صاحب النفوذ الحقيقي، استنادًا إلى أدائه في الجولة الأولى.
وتقول استطلاعات الرأي، إنّه يمكن أن يفوز بما يصل إلى 165 مقعدًا، مما يجعله ثاني أكبر حزب برلماني.
واختتمت المجلة تقريرها، قائلة، إن الجولة الثانية من التصويت التي ستجرى في 7 تموز/ يوليو المقبل، إذا شهد هذا التصويت تكرارًا للجولة الأولى؛ فمن الممكن أن يشكل حزب لوبان حكومة.
وإذا حدث ذلك بالفعل؛ فإن جوردان بارديلا، المرشّح البالغ من العمر 28 سنة الذي يمثل حزب لوبان، سيصبح رئيس وزراء فرنسا المقبل، وقد قال إنه لن يتولى المنصب إلا إذا فاز حزب التجمع الوطني بأغلبية صريحة.
ومثل هذا السيناريو سيعني أن اليمين المتشدّد سيحظى بسلطة غير مسبوقة في فرنسا الحديثة. كما أنه سيدخل البلاد في فترة من عدم الاستقرار السياسي غير المسبوق، مع تعارض الرئيس ورئيس الوزراء في بعض القضايا الأساسية.
ولكن حتى لو تمكنت تحالفات اليسار والوسط من منع حدوث ذلك؛ فإن هناك أمرًا واحدًا واضحًا بالفعل، وهو أن سلطة إيمانويل ماكرون، قد تضرّرت بشدة من هذا الرهان الانتخابي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية ماكرون انتخابات فرنسا مارين لوبان فرنسا انتخابات مارين لوبان اليمن المتطرف ماكرون المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب التجمع الوطنی نسبة المشارکة فی المئة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
مقتدى الصدر يعلن موقفه من المشاركة في الانتخابات العراقية
أعلن زعيم التيار الوطني الشيعي في العراق، مقتدى الصدر، أنه لن يشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيراً إلى أن الانتخابات الحالية لا تستحق المشاركة بسبب الفساد المستشري في العملية السياسية العراقية.
وبحسب وكالة الأنباء العراقية جاء التصريح بعد توجيه سؤال له بشأن دور التيار الوطني الشيعي في الاستعدادات للانتخابات المقبلة.
ورد الصدر قائلا: "الحمد لله الذي نجانا من القوم الفاسدين إن الله تعالى لا يحب الفساد، ولذا، ما دام الفساد موجودًا، فلن أشارك في عملية انتخابية عرجاء لا هم لها إلا المصالح والطائفية والعرقية والحزبية، بعيدة كل البعد عن معاناة الشعب وعما يدور في المنطقة من كوارث كان سببها الرئيسي هو زج العراق وشعبه في محارق لا ناقة له بها ولا جمل كما يعبرون".
وأكد الصدر أن العراق لا يمكن أن يسير في الطريق الصحيح إذا استمر الفساد في العملية السياسية، مشيراً إلى أن الانتخابات الحالية تفتقر إلى الأهداف الوطنية الحقيقية، حيث يسيطر عليها الطائفية والعرقية والصراعات الحزبية.
وأضاف الصدر أن الانتخابات في العراق يجب أن تكون بعيدة عن المصالح الضيقة التي تضر بالبلاد والشعب.
وتابع الصدر بأنه لا يزال يعول على القواعد الشعبية التابعة للتيار الوطني الشيعي، والتي كان قد أمرهم في وقت سابق بالتصويت في الانتخابات، لكنه أعلن اليوم أنه يوجههم بعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة، قائلاً: "اليوم أنهاهم أجمع من التصويت والترشيح، وفيه إعانة على الإثم"، مضيفا "سنبقى محبين للعراق ونفديه بالأرواح، ولا نقصر في ذلك على الإطلاق".
واعتبر الصدر أن الفساد الذي يعاني منه العراق هو السبب الرئيسي في التدهور السياسي والاقتصادي الذي يعيشه البلد، وأنه لن يشارك في انتخابات "عرجاء" لا تحقق مصلحة الشعب العراقي. كما أضاف أن الانتخابات التي تسيطر عليها الطائفية والعرقية لا تمثل الحل الفعلي لمشاكل الشعب، بل هي مجرد عملية شكليّة تكرس الفساد وتؤجج الصراعات الداخلية.
يُذكر أن مقتدى الصدر كان قد سبق وأعلن في عدة مناسبات دعمه لعملية إصلاحية شاملة في العراق، ودعا إلى ضرورة إنهاء الهيمنة الحزبية والطائفية على السياسة العراقية. كما دعا في وقت سابق إلى إجراء تغييرات جوهرية في المؤسسات السياسية لتخليصها من الفساد والتدخلات الخارجية.
ويعتبر الصدر من أبرز القادة السياسيين والدينيين في العراق، وله قاعدة شعبية واسعة في العديد من المناطق الشيعية. ويمثل التيار الصدري القوة المعارضة الكبيرة للفساد السياسي في العراق، وقد أعلن في السابق عن موقفه ضد التدخلات الخارجية في شؤون البلاد.
هذا الموقف يأتي في وقت حساس بالنسبة للعراق، حيث تتجه الأنظار نحو الانتخابات المقبلة في محاولة للتغلب على التحديات السياسية والاقتصادية التي يواجهها الشعب العراقي.