نشرت صحيفة «الوفد» أمس الثلاثاء، فى صدر صفحتها الأولى، خبرًا مهمًا كتبته الزميلة سحر رمضان، يؤكد رفض مصر إرسال أية قوات عسكرية إلى قطاع غزة. الخبر تناول رؤية القاهرة لترتيب الأوضــاع داخـل القطاع بعد نهاية العدوان الإسرائيلى على غزة باعتباره شأنًا فلسطينيًا خالصًا.
هذا الخبر، يقودنا إلى قراءة تصريحات وزير الخارجية الأمريكية أنتونى بلينكن الذى قال بالأمس أيضًا إن الولايات المتحدة لن تقبل ثلاثة أمور فى غزة بعد انتهاء الحرب، وهذه الأمور هي: «الاحتلال الإسرائيلى للقطاع - عودة حماس للسلطة - الفراغ والفوضى».
قد يقول قائل.. العدوان ما زال مستمرًا والأمريكيون يتحدثون عن إدارة غزة وشكل السلطة بها بعد انتهاء الحرب؟ نقول له: نعم.. لأن الخطوات متسارعة الآن لإنهاء الحرب التى أصبحت عبئًا على الجميع.. أمريكا وإسرائيل والغرب الأوروبى.. وأصبح استمرار هذه الحرب يهدد استقرار هذه الدول سالفة الذكر بسبب غضب الشباب والأجيال الجديدة بها من مساندة قياداتهم للإجرام الإسرائيلى غير المسبوق.. وأصبحت الأصوات الرافضة للحرب عالية جدًا ولا يمر يوم دون مظاهرات تعترض على استمرار قتل الأطفال والنساء فى قطاع غزة.
نعود للخبرين - خبر الوفد وتصريح وزير الخارجية الأمريكية - لأنهما يجعلانك تفهم على الفور -إذا أردت قراءة المشهد جيدًا- أن مصر ترفض تمامًا الانسياق وراء الرغبة الأمريكية فى أن تكون القاهرة عنصرًا فاعلًا على الأرض من خلال إدارة قطاع غزة. مصر ترى دائمًا أن أهل مكة أولى وأدرى بشعابها. وعلى الشعب الفلسطينى أن يحكم نفسه ذاتيًا سواء فى قطاع غزة أو فى الضفة من خلال دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.
الموقف المصرى يقطع الطريق تمامًا أمام أى محاولة لسحب أقدامها إداريًا أو عسكريًا فى قطاع غزة الذى نعرفه تمامًا وخبرناه مثلما نعرف أى حى شعبى فى القاهرة، ولكن الموقف الحالى لا يحتمل إلا إدارة القطاع من خلال أبنائه الذين يواجهون الآن القتل الممنهج عبر وسائل إبادة جماعية غير مسبوقة فى التاريخ.. أما مصر فلا تريد أن يتجاوز تدخلها الدور السياسى لحماية الفلسطينيين من استمرار القتل والتدمير.. ومساعدتهم من خلال قوافل تساعدهم على الحياة.. ثم المساهمة فى أدوات إعادة الإعمار.
إذن على الولايات المتحدة أن تستبعد فكرة دخول مصر بقواتها لقطاع غزة.. وبالتالى عليها أن تبحث عن بديل آخر.. وبما أن تصريح وزير الخارجية الأمريكى استبعد من الأساس إسرائيل وحماس.. فلن يتبقى أمام واشنطن سوى منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.. وهذا الاختيار- من وجهة نظرى - سوف يمثل فخًا كبيرًا للرئيس محمود عباس أبومازن..لأن دخول السلطة للقطاع فور انتهاء العدوان الإسرائيلى سوف يؤدى إلى صدام مُحتمل مع عناصر حركة حماس التى ستعتبر أن دخول السلطة الفلسطينية للقطاع هو نُصرة أمريكية وإسرائيلية لمنظمة التحرير فى أتون الصراع الداخلى بين الفصيلين الفلسطينيين المسلحين، وبالتالى قد يجد الفلسطينيون أنفسهم فى قلب صراع مسلح تجرى معاركه واشتباكاته فوق أنقاض غَزة، وهو قطعًا صراع لن يكون أبدًا فى صالح الشعب الفلسطينى..لا خلال الوقت الحالى ولا فى المستقبل.
إذن.. أمام هذه التصورات (رفض مصر الدخول للقطاع أو مخاطر دخول السلطة الفلسطينية للقطاع).. قد نجد أنفسنا - جميعًا - نتعامل مع واقع مرير.. وهو الخيار الثالث الذى أعلن وزير الخارجية الأمريكية رفض واشنطن له وهو (خيار الفراغ أو الفوضى) وهو لا يقل خطورة من حيث النتائج عن غيره من التصورات، لأن ترك غَزة للفوضى سوف يؤدى - قطعًا - إلى تحويل القطاع إلى «مرتع» و«مُلتقى» لقوى مُسلحة أخرى من خارج غَزة.. بل ومن خارج فَلسطين.. ولا أبالغ إذا قلت من خارج المساحة الجغرافية العربية.. وفى هذه الحالة سنصبح فى وضعٍ لن يتحمله أحد.. لن يتحمله العرب.. ولن تتحمله الولايات المتحدة.. وقد لا تطيقه إسرائيل التى تواصل بكل عَنجَهية تدمير غَزة وتسويتها بالأرض وإبادة سكانها وقتل أطفالها ونسائها وشيوخها بلارحمة أو على أقل تقدير بدون عقل ينبه قادتها إلى خطورة هذا العدوان الأحمق على المنطقة كلها.. وفى مقدمة المتأثرين سلبًا هى إسرائيل.. التى لن تتمكن من العيش فى أمان ابدًا بعدما أحرقت ما حولها.. فاقتربت النيران من حُلتها.. ولا أعتقد انها ستخرج من مرحلة الأنين قبل سنوات ستواجه فيها الانتقام مما اقترفه نتنياهو فى غزة من جرائم منذ بدء الأزمة فى السابع من أكتوبر وحتى الآن.
إذا أرادت الولايات المتحدة حل الأزمة دون سقوط المنطقة بأكملها فى الفوضى: عليها أن تضغط على إسرائيل بأسلوب نُصدقه..عليها أن تمنع السلاح وتوابعه عن حكومة نتنياهو.. وعليها أن تُخرج القوات الإسرائيلية من قطاع غَزة على الفور دون تفاوض.. وعليها أن تأمر رئيس الوزراء الإسرائيلى بإيقاف آلة القتل الآن وليس غدًا.. وعليها أن تدعو إلى لقاء لكل الأطراف المعنية من أجل تفاوض جاد قائم على مُعطيات وليس مستندًا إلى رغبات.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطينى رئيس الوزراء الإسرائيلي نور صحيفة الوفد الولایات المتحدة وزیر الخارجیة قطاع غزة من خلال قطاع غ
إقرأ أيضاً:
رسميا بعد قرار الحكومة| موعد انتهاء إجازة عيد الفطر للقطاع الحكومي
تسود حالة من البحث والاهتمام حول موعد انتهاء إجازة عيد الفطر لعام 2025، حيث أعلنت دار الإفتاء المصرية عن نتائج رؤية هلال شهر شوال لعام 1446 هجريا، مشيرة إلى عدم ثبوت رؤية الهلال بعد غروب شمس يوم السبت الموافق 29 مارس 2025.
وبناءا على ذلك، أكدت أن يوم الاثنين 31 مارس 2025 سيكون أول أيام عيد الفطر المبارك، في حين سيعتبر يوم الأحد 30 مارس هو المتمم لشهر رمضان.
وفي هذا الصدد، أعلن مجلس الوزراء عن موعد انتهاء إجازة عيد الفطر للقطاع الحكومي، وذلك بعد إعلان دار الإفتاء المصرية بأن يوم الاثنين الموافق 31 مارس 2025 هو أول أيام العيد، ونتيجة لذلك، تم تمديد إجازة عيد الفطر لهذا العام.
وأوضح قرار رئيس الوزراء أن إجازة عيد الفطر للقطاع الحكومي ستنتهي يوم الأربعاء 2 إبريل 2025، وذلك بناءا على الرؤية الشرعية لهلال شهر شوال، حيث تم تحديد يوم الاثنين 31 مارس 2025 كأول أيام شهر شوال، مما يعني أن الإجازة التي بدأت يوم السبت 29 مارس 2025، ستستمر حتى يوم الأربعاء 2 إبريل 2025.
إجازة عيد الفطر 2025 للقطاع الحكوميوأكد قرار رئيس الوزراء أن إجازة عيد الفطر لعام 2025 ستكون في الفترة من يوم السبت 29 مارس حتى يوم الأربعاء 2 إبريل 2025، وتشمل الإجازة الرسمية المدفوعة الأجر الفئات التالية:
العاملون في الوزارات والمصالح الحكومية.العاملون في الهيئات العامة وشركات القطاع العام.العاملون في شركات قطاع الأعمال العام، ووحدات الإدارة المحلية.وقد قررت الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي منح إجازة عيد الفطر للقطاع الحكومي بدءا من يوم السبت 29 مارس 2025، وتستمر حتى يوم الأربعاء 2 إبريل 2025.
ومن جانبه، قال الدكتور الحسين حسان، خبير التنمية المحلية، إن جميع الموظفين يحق لهم الاستفادة من الإجازات الرسمية وفقا لقرار رئيس مجلس الوزراء.
وأضاف حسان- خلال تصريحاته لـ "صدى البلد"، أنه من الممكن استدعاء بعض الموظفين للعمل في بعض الجهات الهامة، والتي لا يمكن تعطيلها خلال الإجازات الرسمية، بشرط أن يحصلوا على أجر مضاعف أو يوم بديل.
وأعلن وزير التربية والتعليم، الدكتور محمد عبداللطيف، عن منح إجازة رسمية للطلاب في جميع مدارس الجمهورية بمناسبة عيد الفطر.
وقد بدأت الإجازة يوم السبت 29 مارس 2025، وتستمر حتى يوم الجمعة 4 إبريل 2025. ومن المقرر استئناف الدراسة يوم السبت 5 إبريل 2025.
إجازة عيد الفطر 2025 للمعاهد الأزهريةوبتوجيه من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، أعلن وكيل الأزهر الشريف، فضيلة الدكتور محمد الضويني، عن منح طلاب المعاهد الأزهرية إجازة رسمية مشابهة. وبدأت الإجازة يوم السبت 29 مارس 2025، وستستمر حتى يوم الجمعة 4 إبريل 2025، على أن تستأنف الدراسة يوم السبت 5 إبريل 2025.
إجازة عيد الفطر 2025 للقطاع الخاصوفيما يخص القطاع الخاص، أعلن وزير العمل محمد جبران عن تعديل مدة إجازة عيد الفطر لعام 2025، حيث ستبدأ الإجازة من يوم السبت 29 مارس 2025، وتستمر حتى يوم الأربعاء 2 إبريل 2025.
واستطلعت دار الإفتاء المصرية هلال شهر شوال لعام 1446 هجريًا بعد غروب شمس يوم السبت 29 مارس 2025، وأعلنت أن نتائج الرؤية البصرية الشرعية لم تثبت رؤية الهلال، مما يعني أن يوم الاثنين 31 مارس 2025 هو أول أيام عيد الفطر المبارك لعام 1446 هجريا.
وفي هذا السياق، صرح الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، قائلا: "لقد تحقق لدينا شرعا من نتائج هذه الرؤية البصرية الشرعية الصحيحة عدم ثبوت رؤية هلال شهر شوال لعام 1446 هجريا".
الإجازات الرسمية خلال شهر أبريل 2025وبناءا على ذلك، أعلنت دار الإفتاء المصرية أن يوم الاثنين 31 مارس 2025 هو أول أيام شهر شوال وأول أيام عيد الفطر المبارك لعام 1446 هجريا، بينما سيكون اليوم الأحد هو المتمم لشهر رمضان المبارك.
وتمتد إجازة عيد الفطر المبارك إلى يوم الأربعاء المقبل الموافق 2 إبريل 2025.
- يوم الأحد الموافق 1 أبريل 2025 يوافق إجازة ثالث أيام عيد الفطر.
- يوم الإثنين الموافق 21 أبريل 2025 هو إجازة عيد شم النسيم.
- يوم الجمعة الموافق 25 أبريل 2025 إجازة عيد تحرير سيناء.
والجدير بالذكر، أن قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 قد نظم الإجازات وحقوق العامل، والواجبات المفروضة على صاحب العمل، وتحديدا فى الإجازات الرسمية مثل إجازة عيد الفطر.
والقانون قرر فى مواده الحق فى الحصول على إجازات مدفوعة الأجر وإجازات مرضية وإجازات عارضة، ولكن بشروط.
فنصت المادة 52 من القانون أنه للعامل الحق فى إجازة بأجر كامل فى الأعياد التى يصدر بتحديدها قرار من الوزير المختص بحد أقصى ثلاثة عشر يومًا فى السنة.
ولصاحب العمل تشغيل العامل فى هذه الأيام إذا اقتضت ظروف العمل ذلك، ويستحق العامل فى هذه الحالة، بالإضافة إلى أجره عن هذا اليوم مثلى هذا الأجر.