بوابة الوفد:
2025-01-24@08:32:03 GMT

العالم علمين يطارد رائحة الموت

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

«العالم علمين» ميلاد جديد يطارد رائحة الموت والبارود وصمت القبور التى خلفتها الحرب العالمية من ضحايا تشهد عليها القبور الموجودة فى العلمين حيث تنتشر مقابر الألمان والإيطاليين والإنجليز وغيرهم من الجنسيات الأخرى.
اللى شاف «قبل وبعد العلمين الجديدة» هو اللى يعرف الفرق.
لأنى ابن هذه الأرض.. أعرف كثيرًا عنها
كنا نستقل «الباص» أتوبيس غرب الدلتا من القاهرة أو الاسكندرية متوجهين إلى مطروح وتحديدًا مدينة مرسى مطروح عاصمة محافظة مطروح، كنا عندما نتجاوز البوابة ٢١ طريق اسكندرية مطروح الصحراوى نشعر كأننا عزلنا عن العالم، حيث طريق صحراوى لا يوجد به «صريخ ابن يومين» كما يقول المثل، طريق موحش الصحراء من كل جانب.


لو سافرنا وقت النهار كنا نرى يسار الطريق صحراء ليس لها آخر ويمين الطريق البحر، وشواطئه نرى الأمواج من بعيد وكأنها فى الطريق الينا خاصة لو كنا فى الشتاء حيث البحر غير مستقر وهائج بشكل مخيف.
ولو سافرنا ليلًا كانت العتمة تحيط بنا من كل جانب، تجعلك لا ترى يدك وعلاقتك بما لديك سواء أطعمة أو زجاجة مياه، تأتى عن طريق حاسة اللمس أو الشم.
وكل عدد من الكيلو مترات تقطع العتمة نور ضعيف يأتى من اتجاه الصحراء بما يعنى أن هناك منزلًا وسط الصحراء لأسرة بدوية، أو ضوء سيارة فى الاتجاه المقابل، الطريق كان فرديًا، أى حارة ذهابًا وأخرى عودة لا يفصلهما أى شىء لذلك كان يطلق على السيارات البيجو النعش الطائر بسبب كثرة الحوادث الناتجة عن عدم ازدواج الطريق. ومن يريد ان يرى الوضع بالتفصيل عليه العودة فيلم شاطئ الغرام لليلى مراد ومحسن سرحان ليرى مشاهد السفر على طريق مطروح.
كثيرون من أهل مصر لم يروا عتمة هذا الطريق والعواصف التى كانت تقتلع الأشجار والنخيل ولا حدة الشتاء وقسوته فى إقليم مطروح، الذى يبدأ من الحمام شرق مدينة مرسى مطروح عاصمة محافظة مطروح ويمتد حتى السلوم على حدود ليبيا، هذا كان حال طريق الساحل الشمالى حتى وقت قريب.
الآن هذا الطريق أصبح خمس حارات فى كل اتجاه كبارى تنقلك من جهة إلى الاخرى المقابلة، مع وجود عواكس ضوئية تحدد الطريق ليلا، بحيث لا تنزلق السيارة للصحراء.
الاعمار طال الطريق فى كل الاتجاهات، أصبح الساحل الشمالى خاصة منطقة العلمين تدب فيها الحياة ليل نهار وصيف شتاء، الآن وصلت إليه كل وسائل الأمان، مستشفيات، سيارات اسعاف. إلى جانب وسائل ترفيهية، حولت العتمة إلى أضواء، أصبحت هناك مسارح ومراكز للموسيقى والتراث وأماكن للتصوير وناطحات سحاب،اى ان تلك الصحراء الجرداء تحولت إلى مدن تضاهى أجمل مدن العالم، لم يعد الطريق مخيف، سكان الساحل الشمالى أنفسهم لا يعلمون شيئًا عن المنطقة التى يلجأون إليها فى الصيف هربًا من حر القاهرة وباقى المحافظات، هم الآن يرون الطريق به الخدمات على كل جانب، لم يجربوا تعطل السيارة البيجو أو الأوتوبيس بهم فى وسط الصحراء فى عز الشمس أو البرد فى وسط النهار أو منتصف الليل، ولأننى من أبناء محافظة مطروح عشت تلك المشاهد كما وصفتها عندما كنت طفل أسافر مع أهلى وعندما أصبحت طالب فى الجامعة كنت أسافر ما بين الاسكندرية والقاهرة ومطروح، وكنت أتابع وأرصد شكل الطريق وخطورته فى لك الوقت، لذلك عندما شاهدت مهرجان «العالم علمين»عدت بشريط الذكريات، وحدثت نفسى هل هذه العلمين التى لم نكن نرى فيها سوى بقايا الحرب العالمية الثانية، والتى لم يكن بها سوى مظهر حضارى واحد هو متحف العلمين الذى يضم مخلفات من الحرب، وكذلك مقابر جنود من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا، الآن تحولت إلى مدينة النور، كأننا فى أى عاصمة أوروبية، صوت الموسيقى يصدح من كل مكان، المشروعات حولت صمت المقابر «ضحايا الحرب العالمية الثانية» إلى صوت البناء والاستثمار، لا يعى قيمة ما حدث الا ابناء الصحراء الغربية، ابناء محافظة مطروح أو من قاموا بتلك المشروعات العملاقة.
الآن أصبح هناك «العالم علمين»، نسمع موسيقى عمر خيرت وصوت محمد منير وانغام وكاظم الساهر وغيرهم من نجوم الموسيقى والغناء. إلى جانب الليالى المسرحية والسينمائية.
تبدل ليل الصحراء الصامت، المخيف، بليالى موسيقية يستمتع بها سكان الساحل والمناطق المحيطة وتنقل عبر قنوات الشركة المتحدة، إلى العالم أجمع، ليعلم الجميع ان المناطق التى كانت بؤرة لمعارك جيوش العالم أصبحت مصدر بهجة ومتعة للعالم، ولم يعد السائح القادم من أوروبا يأتى لزيارة مقابر ضحايا الحرب فقط، بل جاء لكى يستمتع أيضا بما تقدمة مصر.
مهرجان العالم علمين هو ليس مهرجان فنى فقط، بل هو مهرجان للترويج لهذه المنطقة التى لم تكن تعرف سوى رائحة الموت والحرب «العالم علمين» هو استعراض للقوى الناعمة المصرية، التى بدأت مع شمس التاريخ، نحن الذين قدمنا أول اوركسترا فى التاريخ وأول جملة موسيقية فى التاريخ خرجت من عندنا، وما زلنا قادرين على صنع الفارق، بفضل المبدعين المصريين الذين ورثوا الابداع عن الأجداد والآباء. ولذلك تظل مصر هى بؤرة الابداع، فى عالمنا العربى، وهى أكبر دولة فى العالم لها تراث حضارى وثقافى.
أتصور أن مهرجان مثل العالم علمين القائمين عليه يعون تمامًا قيمة مصر، لذلك يسعون لكى يصبح هذا المهرجان فى عامة الثانى منارة للاشعاع الفنى والثقافى على الصعيد الدولى، انطلاقا من قيمة مصر التاريخية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الزاد أمجد مصطفى محافظة مطروح العالم علمین محافظة مطروح

إقرأ أيضاً:

السيسي: العالم والمنطقة يمران بصراعات وتحديات غير مسبوقة

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الاحتفال بذكرى عيد الشرطة هذا العام يأتى في وقت يمر فيه العالم والمنطقة بشكل خاص، بصراعات وتحديات غير مسبوقة، تعصف بدول وتدمر مقدرات شعوبها.

وأضاف الرئيس السيسي، خلال كلمته باحتفالية الذكرى الـ 73 لعيد الشرطة بمقر أكاديمية الشرطة، أذاعته قناة “إكسترا نيوز”: "ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى؛ ثم بالجهود الدءوبة التى تبذلها القوات المسلحة والشرطة، ستظل بلادنا بمأمن من تلك الاضطرابات، بل إن مصر أصبحت، كما كانت على مر العصـور، واحـة للامن والســلام فى المنطقة، فقد اختارها الملايين من أصحاب الجنسيات الأخرى، ملاذا آمنا لهم، اقتداء بقول الله تعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".

 

وتابع: “تستضيف مصر، ما يزيد على تسعة ملايين ضيف، وتقدم لهم الدولة المصرية الخدمات التى يحصل عليها المصريون .. كونهم ضيوفا كراما لدينا، فى إطار من الامتثال للتعاليم الدينية السمحة، والاحترام للمنظومة القانونية المصرية”.

مقالات مشابهة

  • تشيلسي يطارد موهبة مغربية
  • حادثة مؤسفة على طريق المطار.. طفلتان على جانب الطريق (صورة)
  • «إيلون ماسك».. من أغنى رجل في العالم إلى «صداع مزمن»
  • مصرع وإصابة 7 أشخاص بحادث سير على طريق الموت
  • السيسي: العالم والمنطقة يمران بصراعات وتحديات غير مسبوقة
  • “دافوس 2025 “.. العالم يقف عند نقطة تحول حاسمة و”التعاون” الطريق الوحيد
  • «دافوس 2025».. العالم يقف عند نقطة تحول حاسمة و«التعاون» الطريق الوحيد
  • «دافوس 2025».. العالم يقف عند نقطة تحول حاسمة و«التعاون» الطريق الوحيد
  • قوافل المساعدات المصرية في الطريق إلى غزة.. شاحنات التحالف الوطني تحمل مواد غذائية وأدوية ومستلزمات طبية للمتضررين
  • انطلاق مشروع «التعليم من أجل الغد» للمُعلمين والموجهين في كفر الشيخ