بوابة الوفد:
2024-07-05@06:13:09 GMT

العالم علمين يطارد رائحة الموت

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

«العالم علمين» ميلاد جديد يطارد رائحة الموت والبارود وصمت القبور التى خلفتها الحرب العالمية من ضحايا تشهد عليها القبور الموجودة فى العلمين حيث تنتشر مقابر الألمان والإيطاليين والإنجليز وغيرهم من الجنسيات الأخرى.
اللى شاف «قبل وبعد العلمين الجديدة» هو اللى يعرف الفرق.
لأنى ابن هذه الأرض.. أعرف كثيرًا عنها
كنا نستقل «الباص» أتوبيس غرب الدلتا من القاهرة أو الاسكندرية متوجهين إلى مطروح وتحديدًا مدينة مرسى مطروح عاصمة محافظة مطروح، كنا عندما نتجاوز البوابة ٢١ طريق اسكندرية مطروح الصحراوى نشعر كأننا عزلنا عن العالم، حيث طريق صحراوى لا يوجد به «صريخ ابن يومين» كما يقول المثل، طريق موحش الصحراء من كل جانب.


لو سافرنا وقت النهار كنا نرى يسار الطريق صحراء ليس لها آخر ويمين الطريق البحر، وشواطئه نرى الأمواج من بعيد وكأنها فى الطريق الينا خاصة لو كنا فى الشتاء حيث البحر غير مستقر وهائج بشكل مخيف.
ولو سافرنا ليلًا كانت العتمة تحيط بنا من كل جانب، تجعلك لا ترى يدك وعلاقتك بما لديك سواء أطعمة أو زجاجة مياه، تأتى عن طريق حاسة اللمس أو الشم.
وكل عدد من الكيلو مترات تقطع العتمة نور ضعيف يأتى من اتجاه الصحراء بما يعنى أن هناك منزلًا وسط الصحراء لأسرة بدوية، أو ضوء سيارة فى الاتجاه المقابل، الطريق كان فرديًا، أى حارة ذهابًا وأخرى عودة لا يفصلهما أى شىء لذلك كان يطلق على السيارات البيجو النعش الطائر بسبب كثرة الحوادث الناتجة عن عدم ازدواج الطريق. ومن يريد ان يرى الوضع بالتفصيل عليه العودة فيلم شاطئ الغرام لليلى مراد ومحسن سرحان ليرى مشاهد السفر على طريق مطروح.
كثيرون من أهل مصر لم يروا عتمة هذا الطريق والعواصف التى كانت تقتلع الأشجار والنخيل ولا حدة الشتاء وقسوته فى إقليم مطروح، الذى يبدأ من الحمام شرق مدينة مرسى مطروح عاصمة محافظة مطروح ويمتد حتى السلوم على حدود ليبيا، هذا كان حال طريق الساحل الشمالى حتى وقت قريب.
الآن هذا الطريق أصبح خمس حارات فى كل اتجاه كبارى تنقلك من جهة إلى الاخرى المقابلة، مع وجود عواكس ضوئية تحدد الطريق ليلا، بحيث لا تنزلق السيارة للصحراء.
الاعمار طال الطريق فى كل الاتجاهات، أصبح الساحل الشمالى خاصة منطقة العلمين تدب فيها الحياة ليل نهار وصيف شتاء، الآن وصلت إليه كل وسائل الأمان، مستشفيات، سيارات اسعاف. إلى جانب وسائل ترفيهية، حولت العتمة إلى أضواء، أصبحت هناك مسارح ومراكز للموسيقى والتراث وأماكن للتصوير وناطحات سحاب،اى ان تلك الصحراء الجرداء تحولت إلى مدن تضاهى أجمل مدن العالم، لم يعد الطريق مخيف، سكان الساحل الشمالى أنفسهم لا يعلمون شيئًا عن المنطقة التى يلجأون إليها فى الصيف هربًا من حر القاهرة وباقى المحافظات، هم الآن يرون الطريق به الخدمات على كل جانب، لم يجربوا تعطل السيارة البيجو أو الأوتوبيس بهم فى وسط الصحراء فى عز الشمس أو البرد فى وسط النهار أو منتصف الليل، ولأننى من أبناء محافظة مطروح عشت تلك المشاهد كما وصفتها عندما كنت طفل أسافر مع أهلى وعندما أصبحت طالب فى الجامعة كنت أسافر ما بين الاسكندرية والقاهرة ومطروح، وكنت أتابع وأرصد شكل الطريق وخطورته فى لك الوقت، لذلك عندما شاهدت مهرجان «العالم علمين»عدت بشريط الذكريات، وحدثت نفسى هل هذه العلمين التى لم نكن نرى فيها سوى بقايا الحرب العالمية الثانية، والتى لم يكن بها سوى مظهر حضارى واحد هو متحف العلمين الذى يضم مخلفات من الحرب، وكذلك مقابر جنود من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا، الآن تحولت إلى مدينة النور، كأننا فى أى عاصمة أوروبية، صوت الموسيقى يصدح من كل مكان، المشروعات حولت صمت المقابر «ضحايا الحرب العالمية الثانية» إلى صوت البناء والاستثمار، لا يعى قيمة ما حدث الا ابناء الصحراء الغربية، ابناء محافظة مطروح أو من قاموا بتلك المشروعات العملاقة.
الآن أصبح هناك «العالم علمين»، نسمع موسيقى عمر خيرت وصوت محمد منير وانغام وكاظم الساهر وغيرهم من نجوم الموسيقى والغناء. إلى جانب الليالى المسرحية والسينمائية.
تبدل ليل الصحراء الصامت، المخيف، بليالى موسيقية يستمتع بها سكان الساحل والمناطق المحيطة وتنقل عبر قنوات الشركة المتحدة، إلى العالم أجمع، ليعلم الجميع ان المناطق التى كانت بؤرة لمعارك جيوش العالم أصبحت مصدر بهجة ومتعة للعالم، ولم يعد السائح القادم من أوروبا يأتى لزيارة مقابر ضحايا الحرب فقط، بل جاء لكى يستمتع أيضا بما تقدمة مصر.
مهرجان العالم علمين هو ليس مهرجان فنى فقط، بل هو مهرجان للترويج لهذه المنطقة التى لم تكن تعرف سوى رائحة الموت والحرب «العالم علمين» هو استعراض للقوى الناعمة المصرية، التى بدأت مع شمس التاريخ، نحن الذين قدمنا أول اوركسترا فى التاريخ وأول جملة موسيقية فى التاريخ خرجت من عندنا، وما زلنا قادرين على صنع الفارق، بفضل المبدعين المصريين الذين ورثوا الابداع عن الأجداد والآباء. ولذلك تظل مصر هى بؤرة الابداع، فى عالمنا العربى، وهى أكبر دولة فى العالم لها تراث حضارى وثقافى.
أتصور أن مهرجان مثل العالم علمين القائمين عليه يعون تمامًا قيمة مصر، لذلك يسعون لكى يصبح هذا المهرجان فى عامة الثانى منارة للاشعاع الفنى والثقافى على الصعيد الدولى، انطلاقا من قيمة مصر التاريخية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الزاد أمجد مصطفى محافظة مطروح العالم علمین محافظة مطروح

إقرأ أيضاً:

تجار الموت.. صادرات الاحتلال من الأسلحة تغذي الصراعات الدموية في العالم

عاما بعد عام، تكسر دولة الاحتلال الرقم القياسي في صادراتها من الأسلحة والوسائل القتالية، مما يُغدق عليها عشرات المليارات التي تتدفق، لكنها تطرح خلفها أسئلة عميقة مخفية، حول الأسباب الحقيقية لبيعها هذه الأسلحة غير جني الأموال والأرباح التي بلغت قيمتها 13 مليار دولار، فيما تخوض حربا عدوانية على الشعب الفلسطيني في غزة، وما تسبب لها من كراهية حول العالم.

الحاخام أفيدان فريدمان الباحث بجامعة "بار إيلان"، نقل معطيات نشرتها وزارة الحرب حول "صادرات الأسلحة الإسرائيلية للخارج التي تعطي مؤشرات سيئة للغاية، وسيئة بما يكفي لإفساد ما يشعر به الإسرائيليون من فرحة بسبب تحصيل الأموال الطائلة، مما يطرح أسئلة أساسية عميقة عليهم يجب أن يواجهوا بها أنفسهم، وأهمها هل أن هذه الصفقات العسكرية الدموية التي تترك خلفها تاريخا مؤلما حول حاجتهم للبقاء بسبب ما يشعرون به من تهديدات محيطة بهم بشكل متكرر، مما يستدعي منهم أن "يعيشوا على السيف" بشكل دائم، وفي سبيل هذا البقاء يبررون أي وسيلة ضرورية لتحقيقه".


وأضاف في مقال نشره موقع "ويللا" العبري، وترجمته "عربي21" أن "أحد الدوافع لاستمرار دولة الاحتلال بإبرام صفقات الأسلحة القاتلة حول العالم شعورها بأنها تعيش وسط هواجس الخوف من الموت، ولذلك تتفاخر وزارة الحرب بما تعتبرها منشورات "مبهجة" حول تحطيم الرقم القياسي على الإطلاق لهذه المبيعات، مما يزيد من الصراعات الدموية حول العالم بسبب أسلحتنا ووسائلنا القتالية، مما يجعل الإسرائيليين مع مرور الوقت، أو هكذا يتهيأ لهم، أنهم يربطون بقاءهم باستمرار الحروب في العالم، ويضعون أنفسهم في موقف مفاده أن استمرار الحرب أمر يخدمهم، وكأن مصلحتهم تعتمد على معاناة الآخرين حول العالم".

وأشار إلى أنه "لو كانت صفقات الأسلحة الإسرائيلية اقتصرت على المبيعات فقط للدول التي لديها احتياجات مشروعة للدفاع والحماية والأمن، لاستخدام هذه الأسلحة بشكل مشروع، فربما لم يكن هناك مجال للشكوى أو الانتقاد، لكن هذا ليس ما عليه الأمور، حيث تسمح دولة الاحتلال بتصدير الأسلحة إلى 130 دولة في العالم، بما في ذلك الدول التي تنتهك حقوق الإنسان بشكل خطير، وترتكب عمليات التطهير العرقي والإبادة الجماعية، مما يكشف عن مدى التواطؤ الإسرائيلي في معاناة الأبرياء في مختلف أنحاء العالم، وهذه في النهاية سياسة ستحول الاحتلال إلى دولة تستفيد من الموت والحرب، بل وتفتخر بها، لأنها تخدم مصلحتها في البقاء".


وأوضح أن "الأرقام القليلة التي نشرتها وزارة الحرب تظهر أن هذه الصفقات يتم إبرامها عن سابق إصرار وتعمّد، مما يعني قناعة الإسرائيليين بـ"العيش على السيف"، والاستفادة منه، وسط رفض لأي مطالبات بفرض حدود أخلاقية على هذه الصادرات، والاكتفاء بتقديم أعذار غير مقنعة مفادها أن هذه القيود من شأنها أن تقضي على صناعة السلاح، وتلحق أضرارا جسيمة بالاقتصاد الإسرائيلي".

وكشف أن "دولة الاحتلال تمكنت من تحطيم الرقم القياسي على الإطلاق في مبيعات الأسلحة، في وقت تجاوز فيه معدل صادراتها من الأسلحة الجوي نسبة الثلث، مع ذهاب 1بالمئة منها للقارة الأفريقية بأكملها، رغم انخفاضها بشكل كبير إلى دول التطبيع ضمن اتفاقيات أبراهام، ويتمتع الكثير منها بسجل إشكالي للغاية في مجال حقوق الإنسان، فيما وصلت نسبة الأسلحة الإسرائيلية إلى أذربيجان نسبة 70 بالمئة في العقد الماضي، وبمساعدته نفذت الدولة تطهيرا عرقيا للأرمن في ناغورنو كاراباخ، ورغم ذلك فإن هذه الصادرات لم تجعلها تؤيدنا وتصوت لنا في الأمم المتحدة بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر".

مقالات مشابهة

  • روان مسعد تكتب: في الصيف.. حقا العالم علمين
  • أمانة الشرقية تبدأ المرحلة الأولى لأعمال الصيانة بطريق الملك فهد بالدمام
  • بدء المرحلة الأولى لأعمال الصيانة بطريق الملك فهد بالدمام
  • ميشيجان تبني أول طريق سريع ذكي في الولايات المتحدة
  • مهرجان «العالم علمين» يخصص 60% من أرباحه لدعم فلسطين
  • حل أزمة مياه الشرب ورصف الطرق أبرز المطالب في المحافظات الساحلية من الحكومة الجديدة
  • مهرجان العالم علمين.. 50 يوما من الإبداع والدعم للشعب الفلسطيني
  • محافظ كفرالشيخ يتفقد أعمال رصف طريق بيلا
  • تجار الموت.. صادرات الاحتلال من الأسلحة تغذي الصراعات الدموية في العالم