بوابة الوفد:
2024-12-18@00:55:24 GMT

صناعة الخرافات وسحق العلم والمدنية

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

فى أرشيفى الصحفى نسخة من جريدة الأخبار المصرية فى الخامس من مايو سنة 1968 ومانشيتها الرئيس يقول «بيان رسمى من البابا كيرلس الخامس يعلن: ظهور العذراء فى كنيسة الزيتون» وأسفله عناوين أخرى تقول «آلاف المواطنين من مختلف الأديان والطوائف قرروا بيقين رؤية العذراء واتفق وصفهم بشهادات جماعية.. العذراء ظهرت فى ليال مختلفة، وأشكال مختلفة وكانت تتحرك وتمشى وتواجه المشاهدين وتباركهم وتشفيهم».

وفى متن الخبر نقرأ أن ظهور العذراء بدأ يوم 2 أبريل 1968، وأنها سبق وظهرت ثلاث مرات فى العالم. وفى تفاصيل الخبر نعرف أن اثنين يعملان فى ورشة إصلاح سيارات فى الزيتون (مسلمي الديانة) اتصلا بالشرطة لأنهما رأيا سيدة ترتدى ملابس بيضاء فوق الكنيسة وتصوروا أن هناك راهبة تحاول الانتحار. وعندما حضرت الشرطة تجمع الناس فرأوا نورًا مبهرًا فوق الكنيسة، وقال حارس الأمن فيها إن هذا النور يمثل السيدة العذراء. وتكررت الواقعة بعد اسبوع ما دفع الكنيسة أن تشكل لجنة لبحث الأمر ودراسته. وتجمع المئات ثم الآلاف للتيقن والمشاهدة وعلى رأسهم الوزراء والمسئولون وأقر كثير منهم بذلك، وكتبت الصحف والمجلات قصصًا وروايات عديدة وصلت إلى حد القول بشفاء كل من شاهد العذراء، وصنعت أفلامًا لتوثق هذا الحدث الخارق. ومن جانبهم حاول رجال الدين تفسير المعجزة تاريخيًا وربطها بأهمية مصر فى التراث القبطى، وبمدلول مباركة السيدة العذراء للأرض الطيبة. ولم يقبل الرأى العام تساؤلات وأطروحات منطقية بشأن المعجزة، كما لم يقبل محاولات تفسير الظاهرة علميا بالقول بأن الوهج الضوئى كان يعبر عن ظاهرة فيزيائية لها علاقة بالطقس.
فى ذلك الوقت تحديدًا، كان الحزن عنوان عام فى مصر. انكسار تام لدى الجميع، إحباطات تحيط بإحباطات، وشعور مكتوم بالغضب تجاه ولاة الأمر. فقبل أقل من عام واحد تعرضت مصر بل العالم العربى كله لهزيمة قاسية من دولة صغيرة، حديثة الولادة، فى حرب خاطفة، كشفت عورات دول عربية عرف قادتها بالصوت الزاعق، والشعارات الرنانة. كانت هزيمة يونيو علامة فارقة بين محطتى الحلم والواقع، ففى ستة أيام فقط خسرت مصر سيناء، وخسرت سوريا الجولان، وفقدت الأردن الضفة الغربية، ثم فقد العرب جميعًا القدس الشريف.
لم يُفكر أحد أن هناك ضرورة لبث روح إيقاظ واستنهاض همم ولو بالكذب والخداع. ربما كانت القصة كلها تلفيقًا مُتقنًا كما يقول كثير من الباحثين الأقباط اليوم. لكن بعيدا عن الواقعة ذاتها، فإن أهم ما تُدلل عليه هو أن الناس فى أوقات المحن يكونون دائمًا على استعداد تام لتقبل الخوارق والمعجزات. فالحسابات الواقعية لا تمنح الأمل فى الانتصار لذا يصبح الأمر كله مربوطًا بالسماء.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: والله أعلم مصطفى عبيد صدام حسين

إقرأ أيضاً:

الأنبا غبريال يدشن معمودية كنيسة العذراء ببني سويف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ترأس الأنبا غبريال، أسقف إيبارشية بني سويف، اليوم الثلاثاء، صلاة طقس تدشين معمودية كنيسة العذراء "مقر  المطرانية"، وذلك بعد التجديدات التي تمت بالكنيسة.

وقدم الأنبا غبريال كلمة شكر وتقدير للحاضرين، معبرًا عن فرحته بإنجاز التجديدات التي تمت في الكنيسة التي تعد من أهم أماكن العبادة في المنطق، كما أكد على أهمية هذا العمل في خدمة أبناء الكنيسة وتعميق الروحانية في المجتمع.

وفي نفس السياق، تم تكريم عدد من أبناء الكنيسة الذين ساهموا في دعم أعمال التجديد والترميم، وقد حضر مراسم التدشين عدد من الآباء الأساقفة والكهنة، بالإضافة إلى عدد من أفراد الشعب الذين شاركوا في هذه المناسبة الروحية الهامة.

وكان قد ترأس الأنبا بموا أسقف السويس، القداس الإلهي بكنيسة الشهيد مار مينا والقديس البابا كيرلس السادس بمدينة السلام التابعة للإيبارشية، ورسامة الخادم مايكل سامي شماسًا كاملًا باسم دياكون مينا، للخدمة بالكنيسة ذاتها.

470181035_907780404877619_6534296257934060411_n 470186343_907780561544270_5773312117144090618_n 470534035_907780474877612_2090845465098210241_n

مقالات مشابهة

  • برج العذراء.. حظك اليوم الأربعاء 18 ديسمبر 2024: رخاء مالي
  • الأنبا غبريال يدشن معمودية كنيسة العذراء ببني سويف
  • للعام السادس.. احتفالية الميلاد لكنيسة «العذراء» بالقصيرين
  • للعام السادس.. احتفالية الميلاد لكنيسة "العذراء" بالقصيرين
  • شهر كيهك وصوم الميلاد في الكنيسة القبطية.. روحانية خاصة واستعداد للفرح
  • برج العذراء.. حظك اليوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2024: تجنب الإنفاق المتهور
  • التقرير المبدئي لحادث انهيار جزئي بسقف الصالة الرياضية بمركز شباب التجمع الخامس
  • حظك اليوم الاثنين| توقعات الأبراج الترابية.. الجدي في مزاج جيد
  • برج العذراء.. حظك اليوم الإثنين 16 ديسمبر 2024 : الاستثمار بحكمة
  • حظك اليوم الأحد| توقعات الأبراج الترابية.. خطط لتحركاتك بعناية