بوابة الوفد:
2024-11-17@11:20:16 GMT

صناعة الخرافات وسحق العلم والمدنية

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

فى أرشيفى الصحفى نسخة من جريدة الأخبار المصرية فى الخامس من مايو سنة 1968 ومانشيتها الرئيس يقول «بيان رسمى من البابا كيرلس الخامس يعلن: ظهور العذراء فى كنيسة الزيتون» وأسفله عناوين أخرى تقول «آلاف المواطنين من مختلف الأديان والطوائف قرروا بيقين رؤية العذراء واتفق وصفهم بشهادات جماعية.. العذراء ظهرت فى ليال مختلفة، وأشكال مختلفة وكانت تتحرك وتمشى وتواجه المشاهدين وتباركهم وتشفيهم».

وفى متن الخبر نقرأ أن ظهور العذراء بدأ يوم 2 أبريل 1968، وأنها سبق وظهرت ثلاث مرات فى العالم. وفى تفاصيل الخبر نعرف أن اثنين يعملان فى ورشة إصلاح سيارات فى الزيتون (مسلمي الديانة) اتصلا بالشرطة لأنهما رأيا سيدة ترتدى ملابس بيضاء فوق الكنيسة وتصوروا أن هناك راهبة تحاول الانتحار. وعندما حضرت الشرطة تجمع الناس فرأوا نورًا مبهرًا فوق الكنيسة، وقال حارس الأمن فيها إن هذا النور يمثل السيدة العذراء. وتكررت الواقعة بعد اسبوع ما دفع الكنيسة أن تشكل لجنة لبحث الأمر ودراسته. وتجمع المئات ثم الآلاف للتيقن والمشاهدة وعلى رأسهم الوزراء والمسئولون وأقر كثير منهم بذلك، وكتبت الصحف والمجلات قصصًا وروايات عديدة وصلت إلى حد القول بشفاء كل من شاهد العذراء، وصنعت أفلامًا لتوثق هذا الحدث الخارق. ومن جانبهم حاول رجال الدين تفسير المعجزة تاريخيًا وربطها بأهمية مصر فى التراث القبطى، وبمدلول مباركة السيدة العذراء للأرض الطيبة. ولم يقبل الرأى العام تساؤلات وأطروحات منطقية بشأن المعجزة، كما لم يقبل محاولات تفسير الظاهرة علميا بالقول بأن الوهج الضوئى كان يعبر عن ظاهرة فيزيائية لها علاقة بالطقس.
فى ذلك الوقت تحديدًا، كان الحزن عنوان عام فى مصر. انكسار تام لدى الجميع، إحباطات تحيط بإحباطات، وشعور مكتوم بالغضب تجاه ولاة الأمر. فقبل أقل من عام واحد تعرضت مصر بل العالم العربى كله لهزيمة قاسية من دولة صغيرة، حديثة الولادة، فى حرب خاطفة، كشفت عورات دول عربية عرف قادتها بالصوت الزاعق، والشعارات الرنانة. كانت هزيمة يونيو علامة فارقة بين محطتى الحلم والواقع، ففى ستة أيام فقط خسرت مصر سيناء، وخسرت سوريا الجولان، وفقدت الأردن الضفة الغربية، ثم فقد العرب جميعًا القدس الشريف.
لم يُفكر أحد أن هناك ضرورة لبث روح إيقاظ واستنهاض همم ولو بالكذب والخداع. ربما كانت القصة كلها تلفيقًا مُتقنًا كما يقول كثير من الباحثين الأقباط اليوم. لكن بعيدا عن الواقعة ذاتها، فإن أهم ما تُدلل عليه هو أن الناس فى أوقات المحن يكونون دائمًا على استعداد تام لتقبل الخوارق والمعجزات. فالحسابات الواقعية لا تمنح الأمل فى الانتصار لذا يصبح الأمر كله مربوطًا بالسماء.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: والله أعلم مصطفى عبيد صدام حسين

إقرأ أيضاً:

خلال مباراة الكيان و"الديوك".. فعالية مناهضة لـ"إسرائيل" في فرنسا

باريس - صفا

نظم مواطنون فرنسيون وآخرون عرب الليلة، وقفة احتجاجية على الجرائم الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، وذلك خلال مباراة المنتحب الإسرائيلي مع نظيره الفرنسي في باريس.

وأبدى المواطنون الفرنسيون غضبهم من جرائم الاحتلال الإسرائيلي، عبر رفع لافتات بعنوان "الإسرائيلي برة برة".

كما تخلل الفعالية الاحتجاجية، وضع كرات القدم الملطخة باللون الأحمر، إشارة إلى تلطخ أيدي الإسرائيليين بدماء الشعب اللبناني والفلسطيني.

تأتي هذه الفعالي عقب حادثة أمستردام وتمزيق العلم الفلسطيني، حيث اندلعت اشتباكات بين إسرائيليين ومؤيدين لفلسطين  الخميس الماضي، عقب انتهاء مباراة جمعت بين نادي أياكس أمستردام الهولندي بنادي "مكابي تل أبيب" في الدوري الأوروبي.

تسبب ذلك بردة فعل غاضبة من مؤيدي فلسطين، ما دفعهم للاشتباك مع مشجعي الفريق الإسرائيلي الذين أثاروا الفوضى وأقدموا على تمزيق العلم الفلسطيني.

 

مقالات مشابهة

  • أول قرار بشأن عصابة سرقة الهواتف المحمولة
  • قداس الكنيسة الإثيوبية والإريترية بدير المحرق .. صور
  • البحوث الفلكية يحذر من الخرافات: لا صحة لوجود كائنات في باطن الأرض
  • إقامة قداس الكنيسة الأثيوبية و الإريترية بدير العذراء بجبل قسقام
  • خلال مباراة الكيان و"الديوك".. فعالية مناهضة لـ"إسرائيل" في فرنسا
  • عقب حادثة أمستردام.. فعالية مناهضة ضد "إسرائيل" في فرنسا
  • د. «ميادة»... وثقة سيادة الرئيس
  • "الإنتاج الحربي": لدينا القدرة على لتصنيع جميع المنتجات العسكرية والمدنية
  • مشروع قانون إسرائيلي لـ "حظر" رفع العلم الفلسطيني
  • بين العلم والخيال.. لغز "الهرم الغامض" في القارة القطبية الجنوبية