صحيفة أثير:
2024-12-17@10:35:20 GMT

ماذا يقول القانون العماني في جريمة الإخفاء؟

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

ماذا يقول القانون العماني في جريمة الإخفاء؟

أثير – ريما الشيخ

جريمة إخفاء أموال أو أشياء متحصلة من جريمة ما تثير تساؤلات عميقة حول نطاق تعريفها وتفسيرها في القوانين الجزائية المختلفة.

ولكن، هل يجب أن يكون الإخفاء فعلًا ماديًا وملازمًا لحيازة المال المتحصل من جريمة، أم يمكن أن يشمل أي تصرف يرتبط بالمتحصلات الجرمية دون ظهورها للسلطات؟

يجيب عن هذه التساؤلات المستشار القانوني صلاح بن خليفة المقبالي، خلال حديثه مع ”أثير“ حيث قال: تعد جريمة إخفاء أموال أو أشياء متحصلة من جريمة من أقدم وأخطر أنواع الجرائم والتي يهتم المشرع بصياغة نصوصها جيدا، وحسب ما يستجد من أشكال ارتكاب تلك الجريمة، فالنصَّ القديم من قانون الجزاء ذكر وصف الإخفاء والتصريف، في حين اقتصر النص الجديد على العبارة العامَّة المرنة التي تتسع لهما معاً (وهي وصف الإخفاء)، كما وإن كان ظاهر النص في القانون الجديد قد يُشير إلى أن كلمة الإخفاء تعني تخبئة الشيء بوضعه في مكان خفي عن الأبصار وبعيداً عن نظر السلطات وهذا هو المعنى الضيق، إلا أن الحقيقة أن الإخفاء له مدلول واسع بحيث يتحقق بمجرَّد حيازة الشيء المتحصَّل من جريمة مع علم المتهم بذلك، أي أنه يشمل كل نشاط إيجابي يقوم به الجاني ويؤدي إلى الاتصال الفعلي بالمال المتحصَّل من الجريمة، ويُشترط في فعل الإخفاء أن يقوم الجاني بالاحتفاظ بالشيء المتحصَّل من الجريمة طالت المدة أو قصرت.

وأضاف: إذاً فالركن الأساسيُّ للجريمة هو الفعل المادي المتعلق بحيازة المتهم للشيء المراد إخفاؤه وإبعاده عن أنظار مالكه فمجرَّد استلام المتهم للمال أو الشيء موضوع الجريمة يحقق العنصر أو الركن المادي لجريمة الإخفاء ولا يهم بعد ذلك إن طالت مدة الإخفاء أو قصرت ولا يهم كذلك أن يكون المتهم أخفاها إخفاءً حقيقياً عن الأنظار أم لا، بل إن تخلي الحائز عن الأشياء المتحصَّلة من الجريمة إلى شخص ثالث لا يُعفيه من أنه كان حائزاً لتلك الأشياء بنية الإخفاء كما لا ينظر المشرِّع إلى الكيفية التي استفاد بها الجاني من تلك المتحصَّلات، سواءً أكان ذلك بالشراء أو الهبة أو الوديعة أو غيرها من التصرفات، ما دام قد ثبت أنه عالم بأنها متحصَّلة من جريمة وهذا العلم لا يُفترض، إذ لا بد من إثباته بما يُقنع وذلك من خلال الظروف والملابسات المحيطة بالدَّعوى بسرقتها.

وذكر بأن كافة التشريعات رغم اختلاف النظم القانونية ووجهات النظر تتفق على محاربة السرقة بفرض عقوبات تختلف جسامتها باختلاف الأسلوب المستخدم في الجريمة، غير أن بعض المجرمين في جرائم السرقات يعمدون إلى إتيان أفعال ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسرقة أو بالجريمة بشكل عام لكنها في الوقت نفسه لا تشكل فعلا من الأفعال المكونة للسرقة، كإخفاء الأشياء المتحصلة من الجريمة عند أشخاص لا تربطهم بالجريمة الأصلية أي صلة لكنهم على علم بطبيعتها غير المشروعة.

ولكن ماذا يقول القانون العماني حول ذلك؟

أوضح المقبالي لـ”أثير“ بأن المشرع العماني قد أفرد نصاً خاصاً يعاقب به كل من يخفي أو يصرف متحصلات أي جريمة، إذ تنص المادة (364) من قانون الجزاء “يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن شهر، ولا تزيد على سنة، وبغرامة لا تقل عن (١٠٠) مائة ريال عماني، ولا تزيد على (٥٠٠) خمسمائة ريال عماني، كل من أخفى أموالا أو أشياء متحصلة من جريمة مع علمه بذلك“، ولكون هذه الجريمة من الجرائم العمدية فاشترط المشرع توافر الركن المادي للجريمة، وهو إتيان الفعل وحيازة تلك الأموال بالفعل وإخفاؤها، والركن المعنوي ويتمثل في توافر علم الفاعل بأن تلك الأموال متحصلة من جريمة.

وأضاف: أقر المشرع كذاك في المادة (365) من القانون الجزائي “يعفى الجاني من العقوبة المنصوص عليها في المادة (٣٦٤) من هذا القانون إذا بادر بإبلاغ السلطات المختصة عن الجريمة التي تحصلت منها الأموال أو الأشياء وعن مرتكبيها قبل الكشف عنها“ ؛ وذلك تشجيعا لسرعة الإبلاغ عن مثل تلك الجرائم التي من شأنها أن تفسد المجتمع.

وقال بأنه إذا حصل الإبلاغ بعد الكشف عن الجريمة جاز للمحكمة إعفائه من العقوبة متى أدى الإبلاغ إلى ضبط أي من الجناة أو الكشف عن جرائم أخرى، ومفاد ذلك أنه عند الإبلاغ فإن للمحكمة إعفاء المبلغ عن العقوبة:

– إما إعفاء وجوبيًا: وذلك في حالة المبادرة بالإبلاغ عن الجريمة التي تحصلت منها الأموال أو الأشياء وعن مرتكبيها قبل الكشف عنها.
– أو إعفاء جوازيًا: في حالة الإبلاغ بعد الكشف عن الجريمة متى أدى ذلك إلى ضبط أي من الجناة أو الكشف عن جرائم أخرى.

فعلى الجميع أن يتبين جيدا عن طبيعة أي أشياء يقوم بحيازتها ولو على سبيل الأمانة من صديق أو أيا كان، ومعرفة مصدرها حتى لا يقع تحت طائلة القانون.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: من الجریمة عن الجریمة الکشف عن

إقرأ أيضاً:

عقيص: الشيخ نعيم قاسم يقول للبنانيين إن حزب الله لا يريد أن يبني دولة

كتب النائب جورج عقيص عبر حسابه على منصة "اكس": "بالنسبة إلى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم:

1- اتفاق 27 تشرين الثاني 2024 يتحدث فقط عن تسليم السلاح جنوب نهر الليطاني ولا يتناول شماله.

2- ان نزع سلاح الحزب شمال نهر الليطاني يحتاج إلى حوار داخلي.

اما بالنسبة إلى الحكومة اللبنانية موقعة الاتفاق، والشعب اللبناني، ورعاة الاتفاق لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا، والجيش اللبناني، واللجنة المشرفة على الاتفاق:

1- لا سلاح بيد اي مجموعة مسلحة، ويحصر حمل السلاح بالأجهزة العسكرية والامنية بدءا بالجيش اللبناني وصولا إلى الشرطة البلدية.

2- لا توريد للاسلحة من المعابر إلى المجموعات المسلحة، وهو ما يبدو أنه يحصل بالفعل بعد سقوط النظام السوري.

3- تفكيك الترسانات غير الشرعية يبدأ بالجنوب، وعبارة "يبدأ" تنبئ حتماً وبداهةً بعبارة "وينتهي" (في الاتفاقيات الدولية لا تستعمل الكلمات لغوياً)

اذا للشيخ نعيم قاسم قراءته وتفسيره للاتفاق، ولباقي الكرة الأرضية تفسيرها.

هو يقول باختصار للبنانيين: لا يريد حزب الله ان يبني دولة.

يترتب على اللبنانيين اجابته.... وسريعاً جدا".

مقالات مشابهة

  • المنتخب الوطني يخسر الودية الأخيرة أمام نظيره العماني
  • ماذا يقول الفلسطينيون بعد تجاوز حصيلة القتلى في غزة 45,000؟
  • عقيص: الشيخ نعيم قاسم يقول للبنانيين إن حزب الله لا يريد أن يبني دولة
  • الأسد يقول في بيان من موسكو إنه لم يغادر سوريا "بشكل مخطط له"
  • السفير العراقي بطرابلس: نبحث مع حكومة الدبيبة مكافحة الجريمة المنظمة
  • ‏بوتين يقول إن روسيا سيطرت على 189 بلدة أوكرانية هذا العام
  • إنجازات أمنية لشرطة الحديدة خلال شهر: ضبط الجريمة وتعزيز الأمن
  • برلمانيون ورؤساء جماعات يرفضون الكشف عن نفقات الإنتخابات
  • ترامب يخطط لإلغاء قاعدة الإبلاغ عن حوادث السيارات المرفوض منتسلا
  • علي عبد الرحمن الشهير بـ”كوشيب” يقول “أنا لست علي كوشيب ولا أعرف أحد بهذا الاسم”.