بوابة الوفد:
2024-11-25@18:20:37 GMT

مجتمع فاشل جدًا

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

عندما سئل الكاتب الروسى (انطون تشيكوف).. كيف تكون المجتمعات فاشلة؟ أجاب فى المجتمعات الفاشلة ثمة ألف أحمق مقابل كل عقل راجح، وألف كلمة خرقاء إزاء كل كلمة واعية، وتظل الغالبية بلهاء على الدوام، ولها الغلبة دائمًا على العاقل.. فإذا رأيت الموضوعات التافهة تعلو فى أحد المجتمعات على الكلام الواعى، ويتصدر التافهون المشهد فأنت تتحدث عن مجتمع فاشل جدًا.

حاول أن تنظر وتتمعن بشكل دقيق كل ما هو حولك.. ستجد أن كل السائدين ومن لهم كلمة وحظوة يتسمون بسمة واضحة للعيان إنها (الهيافة) إنها (المهمبكاتية).. ستجد المهمبكاتى هو الذى يدير أمور الحياة أو أمور المؤسسة التى يعمل فيها.. وتندهش وتتعجب كيف لذلك الهايف المهبكاتى أن يصل إلى هذه الدرجة من السيطرة؟ انه المجتمع الفاشل.. الفاقد للرؤية والاتجاه.. وأن الأمور تسير بشكل عشوائى بلا تخطيط ولا علم.. (على البركة).. (اخطف واجري).. مرحلة الكل يفعل ما يشاء ولا أحد يحاسب أحد.. المهم أن تقدم الرشاوى والهدايا للمسئول الأعلى وعليه ستبقى فى كرسيك والكرسى الأعلى القادم، ولذلك نجد أن المؤسسة تسير من سيئ لأسوأ..عليك أن ترى تلك الهيافة التى تعترى وسائل التواصل الاجتماعى، لأن هناك أحد النجوم أو المغنين المشهورين صفع أحد معجبيه بالقلم.. ولا حديث ولا موضوع إلا هذا الموضوع، وكيف لهذا الفنان أن يفعل هذا الأمر المشين.. ونقيب المدججين بالسلاح يعلن ويتوعد الفنان ولا بد من أخذ الحق.. وسوف يتقدم بمذكرة ويطلب ويطلب ولن تهدأ الأمور إلا بعد رجوع الحق.. ثم نجد ذلك الناقد اللوزعى والمعروف (شو) يدخل ويعلق هنا وهناك وكله مدفوع الأجر.. وكيف لهذه السقطة أن يتم احتواؤها وعليه الآن أن يخرج ويتحدث ويحتوى الموضوع وهناك من يعرض للصفعة بالصورة وكيف وجهت ومن قريب ومن بعيد.. وهل اخطأ المعجب.. وهل لمس المعجب الفنان الكبير، وربما يستدعى اخذ الرأى الشرعى، وكيف يكون التصرف.. وسخافات ما بعدها سخافات لا أحد عاقل يحتملها.. وبرامج هنا وهناك والموضوع العالمى صفعة الفنان لأحد معجبيه، ويدخل على الخط أحد الرأسماليين ويدلى بدلوه.. وتشعر بالفعل بكم المهزلة التى نعانى منها.. وأن مجتمع الهيافة هو السائد والمهيمن على المجتمع.. أيضًا عندما تشعر أن حياة المجتمع برمته متوقفة على مشاركة نادى (س) فى المباراة المرتقبة أمام نادى (ص)، وهل يتم اللقاء وما الذى يحدث لو اعتذر نادى (ص) ومستقبل الكرة المصرية واتحاد الكرة العالمية.. وكلام غريب ونجد هذا الأمر مسار جدال وكثير من المشاحنات فى الشارع بشكل عام.. هنا تشعر بكم الهيافة وكم الفشل الذى يعانى منه هذا المجتمع فى المقابل لا تجد أى مقابلة مع أى رأى رشيد يدعو للتقدم وحل المشكلات التى يعانى منها المجتمع.. هنا بالفعل أنت أمام مجتمع فاشل.. فاشل بامتياز. 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أكاديمية الفنون

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر: مأساة الشعب الفلسطيني‏ تحدث أمام مجتمع دولي يقف متفرجًا

أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الأحد، أن انعقاد النسخة الخامسة من ‏الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية‏، تحت عنوان «حلول مستدامة من أجل مستقبل ‏أفضل: المرونة والقدرة ‏على التكيف في عالم عربي متطور» يثبت أن الدولة المصرية مواكبةٌ ‏لما يجري في ‏الساحة من ‏حراك اقتصادي واجتماعي، وأنَّها حريصة على ‏تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بقيادة الرئيس ‏‏عبد الفتاح ‏السيسي، رئيس الجمهورية، الذي يؤكد دومًا أهمية توفير حياة ‏كريمة لجميع المصريين، واهتمام ‏أجهزة الدولة بمقاومة ومكافحة الفقر وهو ما تبينه بوضوح ‏الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة، رؤيةِ ‏‏مصر2030، التي تمثِّل إرادةً ‏حقيقيَّةً نابعةً من قراءةٍ واعيةٍ للواقع، ومن فكرٍ منظمٍ، ومن أملٍ في ‏مستقبلٍ ‏‏مختلفٍ. ‏

الجامع الأزهر: أعداؤنا يريدون شبابنا بلا هوية حتى يسهل عليهم النيل من أوطاننا التسامح في الإسلام.. ندوة لـ”خريجي الأزهر” بتشاد

وأشار خلال كلمته في المؤتمر الذي عقد بجامعة الدول العربية بالتعاون مع الشركاء من الأمم ‏المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وعدد من الهيئات المعنية في مصر والمنطقة العربية، إلى أهميَّة هذا المؤتمر ‏التي تكمن في محاولة إيجاد صيغٍ للتكامل بين: ‏‏(التنميةِ المستدامة والاقتصادِ الإسلامي بهدف مقاومةِ ‏الفقر) وتبعاته، وذلك ‏من خلال تعزيز الحوار والتفاهم والتفاعل بين الخبراء والمتخصصين في ‏مجالات ‏التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي؛ لبلورة رؤية شاملة حول ‏مقاومة الفقر، ورسم السياسات الحقيقيَّة ‏لمواجهته.‏ كما يمثل المؤتمر جرس إنذار إلى كل العقلاء في العالم كي يتكاتفوا ‏ويكثفوا جهودَهم من أجل ‏انتشال الفقراء من واقعهم المؤلم، حتى لا ‏يصبحوا فريسة سهلة لجماعاتِ العنف والجريمة والإرهاب الذي ‏يصيب ‏الجميع بالألم.‏

‏وقال إن التنمية المستدامة ليست شعارا، بل هو واجب تفرضه الظروف ‏المتغيرة، ولقد أصبحت هذه ‏التنمية المستدامة هدفا ساميا لأي وطن يسعى ‏نحو التقدم والريادة، وسبيلا للمحافظة على الهوية من أي ‏اختراق أو ‏استهداف.‏ وفي ضوء ذلك واستجابةً لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ ‏الأزهر، يعنى الأزهر الشريف بنشر ثقافة الاستدامة، والتأصيل لها، ‏والتوعية بأهميتها، وترسيخ قيمها، ‏وتحقيق أهدافها في المجتمع، وفي مقدمة ‏هذا (مقاومة الفقر)، فعقد الأزهر العديد من المؤتمرات التي تتعلق ‏بالتنمية ‏المستدامة، ومواجهة أزمات الحياة، ومنها: مؤتمر «مواجهة الأزمات ‏المعيشية وتداعياتها.. رؤية ‏شرعية قانونية» بكلية أصول الدين ‏بالمنصورة، ومؤتمر «التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر من منظور ‏‏الفقه الإسلامي والقانون الوضعي» بكلية الشريعة والقانون بتَفهنا الأشراف.‏

وأشار خلال كلمته إلى جهود الأزهر في هذا المسار، وقال إن الأزهر الشريف لم ينفصِل عبر ‏تاريخه الطويل عن قضايا الواقع ومشكلات الأمة ‏ومعضلات المجتمع؛ حيث أسهم برجاله وعلمائه وجميع ‏منسوبيه وقطاعاته ‏وأدواته المتعددة والمتنوعة، في تحقيق التكامل بين التنمية المستدامة ‏والاقتصاد ‏الإسلامي؛ من أجل مقاومة الفقر بكافة صوره وأشكاله، وفي ‏إطار هذه الجهود تم إنشاءُ (بيت الزكاة ‏والصدقات المصري) الذي قام بتنفيذ ‏العديد من البرامج التي تهدف إلى مد يد العون إلى الفقراء والمحتاجين ‏‏والغارمين والمرضى، الذين يجدون صعوبة في تحمل نفقات الحياة وتحمل ‏أعبائها.‏

ودعا وكيل الأزهر إلى تعزيز التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي من ‏أجل القضاء على ‏‏الفقر وآثاره، فهذا لم يعد ترفًا، بل ضرورة ملحة. وأن يسير هذا جنبًا إلى جنب مع التنمية في البناء القيمي ‏‏والأخلاقي ‏والروحي للإنسان، وصيانة حياته حاضرًا ومستقبلًا. وإن هذا التكامل بين التنمية المستدامة ‏‏بمفهومها الإسلامي الأكثر ‏شمولًا وعمقًا، والاقتصاد الإسلامي بأدواته المتعددة ينبغي أن يتجاوز ‏الحلول ‏‏المؤقتة المسكِّنة، إلى حلول دائمة تعزز العدالة الاجتماعية، وتدعم ‏توزيع الثروات على نحو صحيح.‏

وأوضح وكيل الأزهر أن الاقتصاد الإسلامي يسعى إلى المحافظة على الحياة ومكوناتها ‏ومواردها وإنسانها، ‏‏‏بما فيه من أدوات متعددة تقوم على تبادل المنافع بين ‏الغني والفقير، والتي يتربح منها الأغنياء ليزدادوا ‏‏‏غنًى، وتساعد الفقراء في ‏الارتقاء بحالهم، وتحسين معيشتهم، والحد من درجة الفقر لديهم، ومنها ‏أنواع الزكاة ‏‏‏والصدقات، ومنها الحرص على التوزيع العادل للثروة، ومنها ‏تشجيع العمل والإنتاج، ومنها تطوير الموارد ‏‏‏البشرية، ومنها دعم ‏المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومنها دفع الشركات والمؤسسات إلى ‏مباشرة مسؤوليتها ‏‏‏المجتمعية وغير ذلك من أدوات.‏ فضلا عن أنواع العقود المستحدثة كشركات العِنان والمضاربة، ‏وغيرها من ‏‏‏أنواع الشركات التي أباحتها وأقرتها الشريعة الإسلامية، والتي ‏تعمل على الحد من الفقر، وتحقق التنمية ‏‏‏المستدامة للفرد والمجتمع.‏

وأردف وكيل الأزهر أن الفقر مشكلةٌ صعبة تعاني منها معظم المجتمعات، وللقضاء على هذه المشكلة ‏وآثارها لا بُدَّ من الوقوف على أسبابها.‏ فالفقر ظاهرة ذات جذور ‏متشابكة، وإن ما يدور على الساحة العالميَّة ‏اليوم، من حروب وقتل وتدمير من ‏أبرز الأسباب السياسية والاجتماعية التي تصنع الفقر، وترهق به ‏‏المجتمعات لفترات طويلة؛ لما ينتج عنها من تدهور اقتصادي وعمراني، ‏يتبعه تراجعٌ وتَدَنٍّ في مستوى ‏المعيشة، وفقدانٌ لمقومات الحياة الأساسية، ‏ناهيك بما تتركه الحروب من خلل سياسي مقصود، وكلما ‏اتسعت رقعة الفقر والجوع والتهميش ابتعد العالم عن الأمن ‏والاستقرار.‏

وذكَّر وكيل الأزهر الحاضرين في المؤتمر والضمير العالمي ‏بمأساة الشعب الفلسطيني الأَبي، وما يعانيه ‏الأبرياء الذين يتخطفهم الجوع ‏والخوف، ويتوزعون ما بين ألم التهجير والتشرد والجوع، وبين قسوة القتل ‏‏والتنكيل والترويع، من كِيانٍ محتلٍ ظالمٍ لا يَرقب فيهم إلًا ولا ذمة، فيما ‏يقف المجتمع الدُّولي متفرجًا وعاجزًا ‏عن مساعدتهم ووقف معاناتهم. ‏مشيرًا فضيلته إلى أن التكامل المنشود بين التنمية المستدامة والاقتصاد ‏الإسلامي ‏لمواجهة الفقر، يواجه تحدياتٍ كبيرة في التنفيذ والمتابعة، وهو ما يتطلب ‏تعاونًا دوليًّا وإرادة ‏سياسية قوية، وبناء منظومة شاملة تحقق الأهداف ‏المرجوة من هذا التكامل.‏

مقالات مشابهة

  • خبراء: لولا الحماية الاجتماعية لزاد الفقر
  • وكيل الأزهر: مأساة الشعب الفلسطيني‏ تحدث أمام مجتمع دولي يقف متفرجًا
  • ما هي ”الشّنة“ وكيف تُستخدم لحفظ التمور في العلا؟
  • متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
  • آخر كلام فى مصير قانـــــــون اللاجئين.. برلمانيون: يحمى الأمن القومى ويحفظ حقوق مصر أمام المجتمع الدولى
  • «التضامن»: 35 ألف مؤسسة مجتمع مدني تشارك في النهوض بملف العمل
  • الإمارات.. تعرف إلى أبرز أهداف الخدمة الوطنية في الاستثمار البشري
  • من يوقف الحرب وكيف
  • أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطعة سكر؟
  • حسين فهمي: سعيد بجائزة جولدن جلوب لأنها تحمل اسم صديقي عمر الشريف