بوابة الوفد:
2024-12-28@12:00:42 GMT

مجتمع فاشل جدًا

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

عندما سئل الكاتب الروسى (انطون تشيكوف).. كيف تكون المجتمعات فاشلة؟ أجاب فى المجتمعات الفاشلة ثمة ألف أحمق مقابل كل عقل راجح، وألف كلمة خرقاء إزاء كل كلمة واعية، وتظل الغالبية بلهاء على الدوام، ولها الغلبة دائمًا على العاقل.. فإذا رأيت الموضوعات التافهة تعلو فى أحد المجتمعات على الكلام الواعى، ويتصدر التافهون المشهد فأنت تتحدث عن مجتمع فاشل جدًا.

حاول أن تنظر وتتمعن بشكل دقيق كل ما هو حولك.. ستجد أن كل السائدين ومن لهم كلمة وحظوة يتسمون بسمة واضحة للعيان إنها (الهيافة) إنها (المهمبكاتية).. ستجد المهمبكاتى هو الذى يدير أمور الحياة أو أمور المؤسسة التى يعمل فيها.. وتندهش وتتعجب كيف لذلك الهايف المهبكاتى أن يصل إلى هذه الدرجة من السيطرة؟ انه المجتمع الفاشل.. الفاقد للرؤية والاتجاه.. وأن الأمور تسير بشكل عشوائى بلا تخطيط ولا علم.. (على البركة).. (اخطف واجري).. مرحلة الكل يفعل ما يشاء ولا أحد يحاسب أحد.. المهم أن تقدم الرشاوى والهدايا للمسئول الأعلى وعليه ستبقى فى كرسيك والكرسى الأعلى القادم، ولذلك نجد أن المؤسسة تسير من سيئ لأسوأ..عليك أن ترى تلك الهيافة التى تعترى وسائل التواصل الاجتماعى، لأن هناك أحد النجوم أو المغنين المشهورين صفع أحد معجبيه بالقلم.. ولا حديث ولا موضوع إلا هذا الموضوع، وكيف لهذا الفنان أن يفعل هذا الأمر المشين.. ونقيب المدججين بالسلاح يعلن ويتوعد الفنان ولا بد من أخذ الحق.. وسوف يتقدم بمذكرة ويطلب ويطلب ولن تهدأ الأمور إلا بعد رجوع الحق.. ثم نجد ذلك الناقد اللوزعى والمعروف (شو) يدخل ويعلق هنا وهناك وكله مدفوع الأجر.. وكيف لهذه السقطة أن يتم احتواؤها وعليه الآن أن يخرج ويتحدث ويحتوى الموضوع وهناك من يعرض للصفعة بالصورة وكيف وجهت ومن قريب ومن بعيد.. وهل اخطأ المعجب.. وهل لمس المعجب الفنان الكبير، وربما يستدعى اخذ الرأى الشرعى، وكيف يكون التصرف.. وسخافات ما بعدها سخافات لا أحد عاقل يحتملها.. وبرامج هنا وهناك والموضوع العالمى صفعة الفنان لأحد معجبيه، ويدخل على الخط أحد الرأسماليين ويدلى بدلوه.. وتشعر بالفعل بكم المهزلة التى نعانى منها.. وأن مجتمع الهيافة هو السائد والمهيمن على المجتمع.. أيضًا عندما تشعر أن حياة المجتمع برمته متوقفة على مشاركة نادى (س) فى المباراة المرتقبة أمام نادى (ص)، وهل يتم اللقاء وما الذى يحدث لو اعتذر نادى (ص) ومستقبل الكرة المصرية واتحاد الكرة العالمية.. وكلام غريب ونجد هذا الأمر مسار جدال وكثير من المشاحنات فى الشارع بشكل عام.. هنا تشعر بكم الهيافة وكم الفشل الذى يعانى منه هذا المجتمع فى المقابل لا تجد أى مقابلة مع أى رأى رشيد يدعو للتقدم وحل المشكلات التى يعانى منها المجتمع.. هنا بالفعل أنت أمام مجتمع فاشل.. فاشل بامتياز. 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أكاديمية الفنون

إقرأ أيضاً:

دبابات البابا

من جديد عاد البابا فرنسيس الأول، بابا الڤاتيكان، إلى إدانة الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، ولكنه هذه المرة وصفها بأنها ليست حربًا، لأنها تتجاوز الحرب التقليدية التى تعرفها الدول، إلى حرب الإبادة التى تترصد شعبًا بكامله. 

فمن قبل لم يُفوّت البابا أى فرصة وجدها مناسبة، إلا ودعا فيها إلى وقف الحرب على القطاع، ولكنه فى هذه الإدانة الأخيرة يحرج حكومة التطرف فى تل أبيب بشدة، لأن هناك فرقًا بين أن يُدين أى مسئول دولى هذه الحرب، وبين أن يكون الذى يفعل ذلك هو بابا الڤاتيكان الذى يجلس على رأس الكنيسة الكاثوليكية، وبكل ما يمثله من ثقل ومن مكانة لدى عواصم الغرب. 

وهذا هو ما دفع اسرائيل إلى شن هجوم عنيف عليه، ثم إلى أن تصفه بأنه يمارس ازدواجية المعايير، لأنه يبادر إلى إدانة أى إرهاب حول العالم، فإذا قاومت هى الإرهاب الجهادى فى القطاع كما تقول، فإنه يعترض ويدين ويحتج! 

وهذا طبعًا نوع عجيب من خلط الأوراق من جانب حكومة التطرف فى تل أبيب، لأن البابا عندما أدان واعترض على مسمع من العالم، أعاد تذكير الإسرائيليين ومعهم الدنيا كلها بأن عدد القتلى والجرحى فى غزة منذ بدء الحرب فى السابع من أكتوبر قبل الماضى وصل ١٥٣ ألفًا!.. وهذا عدد مخيف كما نرى، بل إنه عدد لضحايا حروب بين دول، لا مجرد حرب من جانب دولة معتدية على شعب فى أرض محتلة. 

وإذا كانت الدولة العبرية قد فقدت صوابها عندما سمعت بإدانة البابا، فلأنه صاحب نفوذ روحى ضخم لدى عواصم الغرب.. فهو لا يملك سلطة سياسية يستطيع بها التأثير على إسرائيل أو منعها من مواصلة المقتلة التى تمارسها مع الأطفال والنساء والشيوخ فى غزة، ولكن كل ما يملكه أن يعلن بأعلى صوت أن البابوية ضد ما ترتكبه حكومة نتنياهو على طول الخط. 

ونحن نذكر أن الزعيم السوفيتى جوزيف ستالين كان فى أثناء الحرب العالمية الثانية قد سمع أن البابا يقول كذا وكذا، فتساءل بسخرية عما إذا كان لدى البابا دبابات يترجم بها ما يعلنه من آراء إلى مواقف عملية على الأرض؟ 

ولم يكن البابا يملك شيئًا من هذا طبعًا.. صحيح أنه كان يملك رأيه أو صوته فقط، وصحيح أن صوته كان أقوى من الدبابات والمدافع من حيث مدى تأثيره ووصوله إلى الناس فى أنحاء الأرض، ولكن الأمر يظل فى حالة مثل حالة اسرائيل إلى قوة توقفها عند حدودها وتمنعها من المضى فى هذه العربدة التى طالت لأكثر من السنة. 

 

 

مقالات مشابهة

  • ماكس فيبر تاني
  • تسونامي آتشيه والمحيط الهندي.. ما الذي حصل؟ وكيف تغير الحال هناك؟
  • "ترند فاشل" يُصيب شابة بحروق.. ومحاولة ثانية تثير الجدل
  • «أبوالفنون» يفتح ذراعيه للجمهور احتفالا بليلة رأس السنة
  • مدربون عراقيون:منتخب فاشل لمدرب فاشل
  • «معاً» تدعو الجمهور للمساهمة في إحداث 4 تأثيرات إيجابيه مستدامة
  • الفنان محمد صبحى فى نادى سموحة
  • دبابات البابا
  • كوريا الجنوبية تتحول إلى مجتمع «فائق الشيخوخة»
  • «إعلام جمرك الإسكندرية» ينظم حملة لمكافحة الشائعات وبناء مجتمع واعٍ