(عدن الغد)خاص:

تقرير يتناول استهداف الحوثيين أهداف الثورة اليمنية عبر المناهج التعليمية..

لماذا اختارت مليشيا الحوثي 21 سبتمبر عيدا لها وهل اكتفت بإسقاط الدولة؟

كيف تلاعبت وعبثت مليشيا الحوثي بالمناهج الدراسية؟

هل بات المشروع الطائفي السلالي للحوثيين واضحا أكثر من أي وقت مضى؟

سقوط الأهداف.

(عدن الغد) القسم السياسي:

تعمدت مليشيا الحوثي اختيار يوم 21 من سبتمبر2014م عيدا لثورتهم المزعومة، وهو اليوم الذي يصادف تنصيب الإمام البدر آخر إمام هرب من صنعاء بعد تعيينه بخمسة أيام.

لم تكن الرسالة منهم باختيار هذا اليوم سوى أنّهم أعادوا اليمن مجدداً لحكم الأئمة الذين يرون أنّهم أبناء الرسول وأحباؤه وأنقى عرقا وأشرف نسبا وأقرب إلى الخالق الذي -بزعمهم- عصمهم من الوقوع في الشبهات.

وتواصل مليشيا الحوثي وبأريحية تامة تفخيخ مستقبل البلاد ونظامها الجمهوري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي حتى وصلوا إلى أحد أهداف الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م.

هذا الهدف الذي طالته أيادي المليشيا الحوثية بحذفه هو إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات كواحد من أهداف الثورة اليمنية الـ 26 من سبتمبر الخالدة.

وبدأت مليشيا الحوثي بتحريف واجتزاء أهداف الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م، وتدريس هذا المنهج المحرف للطلاب لهذا العام الدراسي.

وفي كتاب التربية الوطنية للصف الخامس من مرحلة التعليم الأساسي، أزالت مليشيا الحوثي الجملة الأخيرة من الهدف الأول في أهداف الثورة، التي تنص على "وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات"، وذلك عقب الفقرة الأولى من الهدف الأول والتي تنص على التحرر من الاستبداد والاستعمار وإقامة حكم جمهوري عادل.

هذا السلوك الحوثي يؤكد ويكشف لمن لا يزال في قلبه مثقال ذرة من شك حول أهداف وحقيقة المشروع الطائفي والعنصري السلالي القبيح الذي يستميت الحوثيون من أجله حتى اليوم.

> عبث بالتاريخ اليمني ومكتسباته الوطنية

لطالما تحدث آباؤنا وأجدادنا عن ثلاثية الجهل والفقر والمرض التي عاشوها في مناطق واسعة من شمال الوطن اليمني خلال قرون من حكم الإمامة، فلم نكن ندرك حقيقة ذلك حتى أثبتت لنا كل ذلك مليشيا الحوثي اليوم منذ انقلابها في 21 سبتمبر 2014م.

ويغرد الصحفي غمدان اليوسفي بقوله: أزالت ثورة الـ26 سبتمبر الفوارق والامتيازات التي صنعتها الإمامة وصعد إلى سدة الحكم أولاد مزارعين بسطاء كالمشير عبدالله السلال والرئيس علي عبدالله صالح، واليوم ينقلب الحوثي على هذا الهدف لثورة سبتمبر، وتستر "بالتقيا" طوال أعوام ويتهيأ للانقضاض على اسم الجمهورية الحوثي والجمهورية لا يجتمعان.

وبالعودة إلى التاريخ السياسي الحديث فقد تحرر شمال الوطن من حكم السلاليين عقب الثورة اليمنية الأم 26 سبتمبر 1962م، ومر شمال الوطن اليمني بمنعطفات تاريخية، لتعود الإمامة بوجه جديد "الحوثيين" من مدعين بأحقية الحكم الإلهي وإحياء الفتنة الطائفية والتحريض المذهبي والحديث في الولاية وعاشوراء، وبالثأر والانتقام يبنون منهجهم ومشروعهم الطائفي والسلالي والمذهبي.

وعمدت مليشيا الحوثي إلى نشر الطبقية وتفكيك المجتمع، وبهذا الفعل أساءت للثورة الإنسانية التي تدعو للمساواة والعدالة وإزالة الفوارق الطبقية والامتيازات بين أفراد المجتمع، وبالمقابل تعزز من فكرة الاصطفاء للعرق السلالي والفوارق بين المواطنين، عبر تحريف المناهج الدراسية لتوائم فكرها الظلامي.

وحسب متابعين، تواصل ميليشيا الحوثي استهدافها للجمهورية والثورة عبر المناهج التعليمية وبشكل ممنهج للعام السادس على التوالي.

وحول "الحوثيون" المناهج الدراسية إلى نسخة مقيتة من ملازم الهالك حسين الحوثي، بهدف تنشئة جيل متطرف ومشوه الفكر والعقيدة.

يرى مراقبون أن كل ما يجري على الأرض من تجريف حوثي لكل مناحي الحياة في المناطق الخاضعة له، يتجه على قدم وساق لتثبيت الطبقية والامتيازات وإدارة المجتمع بنفس العقلية التي كانت أيام الحكم الأمامي الكهنوتي مع وجود اختلاف بعض المسميات الشكلية ليس إلا.

وما استهدافهم لأهداف الثورة اليمنية 26 سبتمبر إلا تواصل لهذا السلوك المليشاوي الذي يفضح بشاعة جريمتهم التي تستهدف حاضر ومستقبل الأجيال اليمنية.

ولم يتجرأ الحوثيون بإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات كهدف من أهداف الثورة اليمنية، إلا لأنهم الصورة الحية للنظام الأمامي الطبقي العفن الذي ثار عليه اليمنيون منذ فجر الثورة الخالدة 26 سبتمبر.

ويعد الكثيرون من الشعب اليمني هذه الممارسات التجريفية المبطنة ضد الجمهورية والأهداف السامية لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، وانتقلت مليشيا الكهنوت الحوثية إلى المجاهرة بعدائها وشرعت في إلغاء فقرات من أهداف الثورة وضمنتها مشوهة في المناهج المفخخة بمناطق سيطرتها المسلحة.

فمن المؤكد أن الفوارق والامتيازات بين الطبقات صناعة سلالية جاءت ثورة 26 سبتمبر لتقضي عليها، وتجعل ذلك الهدف من أهم أهدافها واليوم تطمس الحوثية السلالية ذلك الهدف السامي من استهداف مليشيا الحوثي لأهداف الثورة اليمنية في المنهج الدراسي خير دليل على ذلك.

> حملة إعلامية تستهجن هذا السلوك

يرى المؤرخون في التاريخ السياسي اليمني الحديث أن ثورة الـ(26) من سبتمبر تشكل كابوسا مؤرقا لأتباع الحكم الأمامي ومليشيا الحوثي ذراع إيران في اليمن، إذ تعد هذه الثورة أكبر إدانة تاريخية لمشروعها الكهنوتي، ذلك المشروع الذي ورثته عن أجدادها الأئمة السلاليين الكهنوتيين، وسعت إلى محو كل ما له علاقة بثورة 26 سبتمبر.

ولم يمر حذف هذه الفقرة من أهداف الثورة اليمنية مرور الكرام، فقد انطلقت حمله إعلامية إلكترونية قادها إعلاميون وسياسيون وناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي، استنكروا واستهجنوا هذه الخطوة الحوثية.

وذكرت الحملة بأهداف ثورة 26 سبتمبر التي حذفتها المليشيا الحوثية، واجتزأتها من المناهج الدراسية بما في ذلك حذف "إزالة الفوارق وإلغاء الامتيازات بين الطبقات".

وكشفت هذه الحملة عن عبث مليشيات الحوثي الإيرانية بالمناهج التعليمية وتفخيخها بالأفكار العنصرية التي تستهدف قيم الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان.

وفي هذا السياق علق رئيس تحرير صحيفة (عدن الغد) فتحي بن لزرق على هذه الإجراء الحوثي بتغريدة على حسابه في "تويتر" قائلا: بحذف الحوثيين لأحد أبرز أهداف الثورة اليمنية المتمثل برفض التمييز بين الناس على أساس طبقي وعنصري يكون مشروعهم السياسي والمجتمعي أشد وضوحا اليوم أكثر من أي وقت مضى.

وعليه فإنك حينما تناصر هذا المشروع فلا خيار أمامك إلا أن تكون فردًا من طائفتين في المجتمع لا ثالث لهما إما من السادة أو من العبيد وعليك أن تختار.

ويقول الإعلامي عبدالكريم المدي إن الحوثيين يريدون بحذف أهداف ثورة 26 سبتمبر فرض معادلة على اليمنيين بتغيير المناهج الدراسية بالتقسيط والشعب يرفض هذا، ويقول لهم لن أكون عبدا لجماعة استأثرت بالسلطة، ونهبت السلاح وتتعامل معي وفق منهج "أنا سيد وأنت عبد"، فمنهج الحوثي العنصري هذا يرفضه اليمنيون ويقولون هذه ثورتي العظيمة وثوابتها الخالدة.

وبدوره كتب الناشط السياسي والإعلامي عبدالله الحميقاني سلسلة تغريدات قال فيها: إن مليشيا الجهل والفقر والمرض الحوثية تواصل بتعديل المناهج التعليمية في المدارس الحكومية والأهلية، وفرضت فريقا سلاليا ينتمي لأسر هاشمية من أجل تعديل المنهج وفق نظام الولاية وحذف الأحداث والرموز الوطنية واستبدالها بنصوص متخلفة من الفكر الإمامي.

ويضيف "الحميقاني" إن هذه التغييرات امتدت مؤخراً إلى مناهج المواد العلمية حيث حرصت على تكريس رموزها في كل المناهج وفرضت تدريس ما يسمى بملازم المدعو حسين الحوثي وإقامة الفعاليات الطائفية أسبوعياً في المدارس العامة والخاصة لإفراغ مفهوم الثورة والجمهورية، وهذا العبث الحوثي بالتعليم والتجريف الممنهج في المناهج الدراسية وصل إلى حذف وتعديل أهداف ثورة 26 سبتمبر التي أنهت حكم الإمامة الطاغوتي وأقامت النظام الجمهوري التعددي.

> تحريف وتجريف المناهج

وكما يحلو لها تنشر مليشيا الحوثي الطائفية وترسخ أحقاد الماضي في عقول النشء والشباب، بغية خلق جيل من حاملي الأفكار الكهنوتية والعنف والكراهية عبر تطييف المناهج الدراسية وإجراء تغييرات متسارعة عليها، بما يخدم أهداف مشروعها المنبوذ من عامة اليمنيين.

وفي هذا الشأن نفذت مليشيا الحوثي سلسلة من التغييرات في المناهج الدراسية واتخذت قراراً باستبدال لجنة المناهج في وزارة التربية والتعليم بلجنة أخرى افتتحت سلسلة التغييرات في مناهج التربية الإسلامية والتربية الوطنية.

وتعمل المليشيا الحوثية من خلال هذا التجريف للمنهج الدراسي على تمجيد زعماء مليشيا الحوثي التي أوغلت في الدم، وحشوها في المناهج الدراسية لطلبة مرحلة التعليم الأساسي، وتقدم هذه المناهج زعماء الميليشيات كقادة ورموز واللعب على الورقة المذهبية وتغذية النزعة العدائية.

ويشبه البعض هذه التعديلات التي أجراها الحوثي على المناهج الدراسية، تلك التي في المنهجين الإيراني والعراقي، وهي تهدف لفرض تعليم يتبنى فكر وعقيدة ولاية الفقيه بعيدا عن النظام الجمهوري وأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.

وسخر البعض من هذه التغييرات للمنهج الدراسي من قبل الحوثيين بتكريس التخلف العلمي والثقافي، مقارنة مع ما يحدث في البلاد العربية المجاورة التي تواكب التطورات العلمية وتقرر إدراج مواد علوم الأرض والفضاء وهندسة البرمجيات والذكاء الاصطناعي ضمن المناهج الدراسية للطلاب.

> الحوثيون يدافعون.. وجميح يرد

وعقب الحملة الإعلامية الإلكترونية التي شنها ناشطون بعث محمد علي الحوثي رئيس ما يسمى بـ "اللجنة الحوثية" رسالة إلى وزير التربية ورئيس لجنة المناهج المعينين من قبلهم، بالتعميم إلى مدرسي مادة الوطنية بكتابة الهدف الثوري على سبورة الصف بنصه الكامل: "ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﻣﺨﻠﻔﺎتهما، ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺣﻜﻢ ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ ﻋﺎﺩﻝ ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ والامتيازات بين الطبقات"، وتصحيحه في أي نسخة باعتباره سقط منها سهوا، حد زعمه.

وفي سلسلة تغريدات رد الدكتور محمد جميح على رسالة محمد الحوثي بقوله: بالمناسبة قول محمد الحوثي "نحن تبنينا منذ نعومة أظافرنا أهداف ثورة 26 سبتمبر"، إليكم هذه الحقائق.

لقد ظل بدر الدين الحوثي يحارب الجمهورية مع البدر إلى أن اندحر البدر عن اليمن واستقر في بريطانيا، وعندما عاد بدر الدين لليمن أسس حزب الحق، والحق يعني "الحق في الإمامة".

ويضيف "جميح " عندما سئل بدر الدين الحوثي عن رأيه في "النظام الجمهوري" قال: ما علينا!

وعندما سئل عن الإمامة قال: لا تكون إلا في واحد من "أهل البيت"، وأما غيرهم فلهم الاحتساب.

ويؤكد "جميح" أن هذا مما هو معلوم من الدين بالضرورة في الفقه والعقيدة الهادوية.

وسخر "جميح" قائلا: الصدق.. حلوة نكتة محمد الحوثي عن "نعومة أظافرنا"!

وتعد جريمة حذف الفقرة الأساسية من أهداف ثورة 26 سبتمبر 62م المتمثلة بإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات، محاولة حوثية بائسة لإعادة إنتاج واقع ما قبل ستينيات القرن الماضي، في ردة رجعية على منجزات اليمن الجمهورية.

ولو لم تكن لثورة سبتمبر من حسنة سوى إزالة الفوارق الطبقية والامتيازات وطمس معالم العنصرية السلالية لكفى بهذا الثورة نعمة.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: المناهج الدراسیة ملیشیا الحوثی فی المناهج من سبتمبر

إقرأ أيضاً:

الحركة الشعبية – التيار الثورى الديمقراطى: الحكومة الموازية لا تخدم وحدة السودان ولا تساهم فى الإسراع لإنهاء الحرب

شاركت الحركة الشعبية لتحرير السودان - التيار الثورى الديمقراطى فى إجتماعات نيروبي التى عقدت فى الفترة من 18 - 23 يناير 2025، وفى اللجنة التى كلفت بمناقشة قضية الحكومة الموازية فى الفترة من 24- 25 يناير 2025 ولقد تلقيت إتصالات عديدة حول موقف الحركة الشعبية لتحرير السودان - التيار

تصريح صفحى من الناطق الرسمي للتيار الثورى الديمقراطى - نزار يوسف - حول الجبهة المدنية وتشكيل الحكومة الموازية

شاركت الحركة الشعبية لتحرير السودان - التيار الثورى الديمقراطى فى إجتماعات نيروبي التى عقدت فى الفترة من 18 - 23 يناير 2025، وفى اللجنة التى كلفت بمناقشة قضية الحكومة الموازية فى الفترة من 24- 25 يناير 2025 ولقد تلقيت إتصالات عديدة حول موقف الحركة الشعبية لتحرير السودان - التيار الثورى الديمقراطى من هذه القضايا وأود أن ألخص موقف حركتنا من هذه القضايا الهامة.
*⭕الجبهة المدنية والقضايا الإستراتيجية وموقفنا من وحدة السودان ،فصل الدين عن الدولة، ودولة المواطنة بلا تمييز.*
تميزت إجتماعات نيروبي بمشاركة فاعلة من حركات المقاومة والنضال المسلح وأطراف أخرى مهمة لم تكن طرفا فى التحالفات القائمة وكانت بدعوة من حركة وجيش تحرير السودان، وشاركت فيها تنظيمات من القوى الوطنية والديمقراطية وقوى الثورة المنضوية تحت التحالفات القائمة، وشاركت فى الإجتماع ممثلة لتنظيماتها لا كممثلة للتحالفات القائمة، وكانت لجان المقاومة وشخصيات نسوية وشخصيات وطنية حضور فى هذا الإجتماع، ومن جانبنا شارك رئيس التيار الثورى الديمقراطى ولم تتمكن نائبة الرئيس الأستاذة بثينة دينار من المشاركة لأسباب لوجستية وكانت جزء من اللجنة التحضيرية لهذا الإجتماع.
سيعقد المكتب القيادي للتيار الثورى الديمقراطى إجتماعا لتقييم حصيلة ما تم فى إجتماعات نيروبي وإطلاع الرأى العام على نتائج هذا التقييم، وأود أن أوضح الحقائق الآتية إلتزاما بمبدأ الشفافية مع الرأى العام ووسائل الإعلام:
⭕1- بناء جبهة مدنية لإنهاء الحروب وتأسيس الدولة على أعمدة ( حرية، سلام، وعدالة) يعد هدفا إستراتيجيا لإكمال ثورة ديسمبر وهزيمة الفلول ورفض مكافئهم على حربهم اللعينة بل محاسبتهم على جرائمهم، ومحاسبة كل من إرتكب الجرم فى حق الوطن والمواطن فى هذه الحرب وإقامة العدل وعدم الإفلات من العقاب.
⭕2- حرب 15 أبريل هى أم الحروب ولم تأتى من سماء زرقاء ولابد من معالجة أسباب الحروب سيما بعد دمار الدولة وتشتت المجتمع نقف مع البداية الجديدة لبناء الدولة وفى الصف المطالب والذى يعمل لمعالجة جذور الأزمة، وعلى رأسها الفصل التام بين الدين والدولة وإقامة دولة المواطنة بلا تمييز ونظام الحكم المدنى الديمقراطى وبناء قوات مسلحة واحدة مهنية وغير مسيسة وتعكس التنوع السودانى. إن هذا وقضايا أخرى هو الأساس المتين لوحدة السودان والوصول لعقد إجتماعى جديد دون تلتيق وإصلاحات شكلية لا تنهى الحروب ولا تأسس الدولة ولا تكمل الثورة ولا تنهى التهميش.
⭕ 3- نعمل من أجل حزمة واحدة لإيقاف وإنهاء الحرب، مدخلها معالجة الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين وعملية سياسية تقيم حكم مدنى ديمقراطي وليس إتفاق على قسمة السلطة بين أطراف الحرب يستخدم المدنيين كغطاء شكلى لحكم العسكريين.
⭕ 4- مشاورات نيروبي لبناء جبهة مدنية عريضة خطوة فى غاية الأهمية وفى الطريق الصحيح، ولابد من وحدة قوى الثورة والتغيير فى وجه قوى الحرب، وحرب 15أبريل فى جوهرها ضد ثورة ديسمبر وقد شهدنا بالأمس كيف إستهزأ الفلول بشهداء الثورة، إننا نتطلع لمشاركة فاعلة للجان المقاومة ومنظمات النساء فى هذه العملية وكذلك مشاركة الحزب الشيوعي السوداني وخصوصا بعد مبادرته لوحدة قوى الثورة والتغيير.
إن بناء الجبهة المدنية العريضة التى تنهى الحروب وتكمل الثورة السودانية منذ ثورة 1924 إلى ثورة ديسمبر 2019 هى عملية وليست حدث.
*⭕ الحكومة الموازية:*
⭕1- تياران أفرزهما واقع الحرب داخل تحالف تقدم، إحداهما يسعى لإقامة حكومة موازية والآخر يدعوا للحفاظ على طبيعة تحالف تقدم كتحالف مدنى ليس له صله بأى من أطراف الحرب بل يعمل لوقف وإنهاء الحرب وإكمال الثورة وتأسيس الدولة، والتيار الثورى الديمقراطى سبق وأن أعلن موقفه فى ضرورة الحفاظ على تقدم كتحالف مدنى بعيدًا عن أطراف الحرب وعدم الدخول فى حكومة موازية، وهذا هو الموقف الذي عبرنا عنه في نيروبي ونتمسك به.
⭕2- الحكومة الموازية لا تخدم وحدة السودان ولا تساهم فى الإسراع لإنهاء الحرب ولا سبيل للحفاظ على طبيعة تحالف تقدم المدنية والديمقراطية إذا شاركت فى حكومة موازية أو إنحازت لأى من أطراف الحرب، وندعوا لحل هذه القضية برفض قيام الحكومة الموازية والإستمرار فى النضال من أجل وقف وإنهاء الحرب والعمل على إكمال مهام ثورة ديسمبر وتأسيس دولة المواطنة بلا تمييز.

*لندن 26 يناير 2025*  

مقالات مشابهة

  • نقابة الصحفيين السودانيين تؤكد رفضها العبث بمكتسبات ثورة ديسمبر أو السخرية من رموزها .. نددت بسلوك كتائب البراء بن مالك
  • اليمن تدين التدابير القمعية التي اتخذتها مليشيا الحوثي بحق الإعلامية سحر الخولاني
  • مليشيا الحوثي تداهم شركة ميديكس كونكت بصنعاء وتنهب معداتها
  • مليشيا الحوثي تستحدث مواقع عسكرية في الضالع وتدفع بتعزيزات عسكرية إلى جبهات مأرب
  • ‏مليشيا الحوثي تستهدف الموروث الثقافي والتاريخي اليمني
  • الجوف.. مليشيا الحوثي تحاصر منازل مواطنين وتختطف العائدين في مديرية المتون
  • الحركة الشعبية – التيار الثورى الديمقراطى: الحكومة الموازية لا تخدم وحدة السودان ولا تساهم فى الإسراع لإنهاء الحرب
  • الاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة يدعوان مليشيا الحوثي للإفراج عن الموظفين الأمميين فوراً
  • الحكومة اليمنية تُندد باعتقال حركة الحوثي لموظفي الامم المُتحدة
  • عجائب الدنيا.. لماذا تعتبر المدرجات اليمنية القديمة من أرقى إبداعات الإنسان؟