الوطن:
2024-07-05@08:30:27 GMT

إكرام بدر الدين يكتب: ثورة الضرورة

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

إكرام بدر الدين يكتب: ثورة الضرورة

ترتبط الثورات بظروف المجتمع وما يواجهه من تحديات وما يسعى لتحقيقه من طموحات وآمال، فالثورة لا تنشأ من فراغ، ولا تنشأ بمحض الصدفة، بل تحدث أى ثورة نتيجة لظروف ومتطلبات سياسية، واجتماعية، وتحديات تواجه المجتمع، وبحيث تصبح الثورة ضرورة للتغلب على التحديات وتحقيق متطلبات المجتمع السياسية والاجتماعية والانتقال إلى الأفضل، ويمكن تطبيق ذلك على ثورة 30 يونيو والتى عكست واقع المجتمع المصرى بكل ما يواجهه من تحديات وما يسعى إلى تحقيقه من طموحات، ويمكن فى هذا الإطار الإشارة إلى الملاحظات التالية:

أولاً: السياسة الخارجية والأمن القومى، حيث عانت المنطقة العربية من العديد من التحديات التى مثّلت تهديداً للأمن القومى المصرى، وكانت تستدعى إحداث تحولات مهمة فى السياسة الخارجية المصرية، ويمكن الإشارة فى ذلك إلى الملفات الساخنة فى المنطقة العربية، وخصوصاً فى دول الجوار، والتى كانت تطرح آثارها على أمن المنطقة بأكملها وعلى أمن مصر القومى، كالملف الليبى، واليمنى، والسورى، والعراقى، والصراعات الداخلية فى بعض الدول العربية والتى وصلت إلى مرحلة الحرب الأهلية، ومثلت أخطر مؤشرات عدم الاستقرار السياسى، كما مثلت تهديداً للمؤسسات القومية، ووحدة الدولة واستمراريتها، ووحدة جيشها، وما ترتب على ذلك من تدخلات أطراف خارجية فى شئون الدول العربية سواء كانت هذه الأطراف إقليمية أو دولية وما يمثله ذلك كله من تهديد للأمن القومى العربى، والأمن القومى المصرى، ونتيجة لذلك كان من المرغوب فيه ومن الضرورى اتباع مصر لسياسة خارجية تتسم بالتوازن، والمرونة، والاستقلالية، وهو ما حققته ثورة 30 يونيو، حيث انفتحت مصر فى سياستها الخارجية على مختلف دول العالم، وتعددت محاور السياسة الخارجية المصرية مثل محور التوجه نحو الجنوب أى نحو القارة الأفريقية، ومحور التوجه نحو الشرق أى نحو القارة الآسيوية، والارتباط القوى بالمنطقة العربية، فضلاً عن استمرارية العلاقات الوثيقة بالدول الغربية، والولايات المتحدة، وكان لهذا التوازن فى سياسة مصر الخارجية أهميته فى الحفاظ على الأمن القومى المصرى.

ثانياً: تحدى الحفاظ على الهوية، وهو أحد التحديات المهمة التى واجهت مصر، فالهوية تعنى الانتماء القومى وتدعيمه، وأن يكون الولاء الأعلى والأسمى موجهاً للدولة ككل ولا تنازعه انتماءات لكيانات طائفية، أو سياسية، أو إقليمية، أو لجماعة معينة تنافس أو تسبق الولاء للدولة ككل، وكان ذلك أيضاً من ضرورات ثورة 30 يونيو، حيث نجحت فى تحقيق الوحدة والانسجام داخل المجتمع، وفى توحيد صفوف فئات وشرائح المجتمع المختلفة لمواجهة التحديات المشتركة، مثل تحدى الإرهاب أو تغليب مصالح جماعة معينة على مصلحة الدولة القومية، وأن تكون هناك شخصية قومية ينطوى فى إطارها الجميع وتفوق أى شكل آخر من أشكال الانتماءات، أو الولاءات الضيقة، أو الانتماءات التى تتعدى حدود الدولة.

ثالثاً: التحديات الداخلية، فقد كانت هذه التحديات سواء السياسة منها أو الاقتصادية والتنموية من الأمور التى جعلت من ثورة 30 يونيو ضرورة ملحة، ويمكن الإشارة على سبيل المثال إلى ضرورة الحفاظ على الاستقرار السياسى وحماية الشعب من الانقسام والصراعات الداخلية، بالإضافة إلى مواجهة الإرهاب وما يمثله من آثار خطيرة على الدولة ومؤسساتها وأمنها واستقرارها، ويضاف إلى ذلك أيضاً التحدى التنموى أى العمل على تحقيق التنمية، ومواجهة التحديات الاقتصادية المترتبة على أزمات الاقتصاد العالمى والتى طرحت آثارها على دول العالم المختلفة ومنها مصر.

ويمكن القول فى النهاية إن ثورة 30 يونيو كانت ضرورة فرضتها العديد من التحديات سواء كانت سياسية، أو اقتصادية، أو أمنية، وسواء كانت داخلية أو خارجية، وبحيث جاءت لمواجهة هذه التحديات، وتحقيق الآمال والطموحات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: 30 يونيو الاخوان الإرهاب الإخوان ثورة 30 یونیو

إقرأ أيضاً:

محمد الباز: الحكومة الجديدة نقلة ضخمة في فلسفة الدولة «مش مجرد تعديل»

قال الإعلامي الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير الدستور، إن أحدث التغييرات الوزارية هي محمد جبران وزيرًا للعمل، وأحمد هنو وزيرًا للثقافة، وتعيين اللواء طارق مرزوق محافظا للدقهلية، واللواء محب حبشي محافظا لبورسعيد، وهشام أبو النصر محافظا لأسيوط، وأيمن إبراهيم عطية محافظا للقليوبية. 

التحديات التي تواجهها الحكومة

أضاف «الباز» خلال حلقة اليوم من برنامج «الحياة اليوم»، أن درجة التحديات كانت ضخمة خلال السنوات الماضية، ولجأت الحكومة نتيجة هذه التحديات، إلى الاعتراف بالصعوبات، والجهد الذي تحتاج الدولة لبذله لمواجهتها، منوهًا بأن الدولة ليست أمام تغيير وزاري شامل، إنما أمام نقلة ضخمة في فلسفة التفكير للدولة المصرية، بداية من مشاورات التشكيل الوزاري، التي تمت من خلال أكثر من 65 لقاء مع المرشحين للوزارات.

وواصل: «كانت قبل ذلك عند وجود تغيير وزاري يكون هناك معرفة بقائمة المرشحين كاملة قبلها بمدة، لكن هذه المرة ليس إخفاء، وإنما الدولة كانت بحاجة على قدر كبير من تخفيف الأحمال عن المواطن، وهذا موجود في التوجيه الأساسي للحكومة أن تدرس هذا الموضوع».

مقالات مشابهة

  • الابيض في مؤتمر اتحاد الأطباء في طرابلس: الاستقرار والتقدم مستحيلان من دون عدالة
  • أمين صندوق العلاج الطبيعي: النقابة كانت توجهها سياسيا لخدمة "الجماعة الإرهابية" قبل ثورة 30 يونيو
  • محمد احمد فؤاد امين الخبير العقاري يحتفل بعيد زواجه التاسع وبتلك المناسبة يكتب لزوجته
  • محسن محيي الدين: عقدة النجومية لم تصب داليدا.. وكانت تعشق هذه الأكلات
  • محمد الباز: الحكومة الجديدة نقلة ضخمة في فلسفة الدولة «مش مجرد تعديل»
  • إيهاب رمزي يكتب: ثورة شعب وإرادة أمة
  • د. محمد حجازي يكتب: ثورة 30 يونيو بين حاضر ومستقبل أمة
  • بالفيديو.. رئيس جامعة سوهاج: حكم الإخوان نفق مظلم و30 يونيو ثورة الشعب بكل فئاته
  • رئيس جامعة سوهاج في ذكرى 30 يونيو: "حكم الإخوان يشبه النفق المظلم" (فيديو)