تيسير مطر: إلى الحكومة الجديدة.. «الفشل مرفوض»
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
مطالبنا من الحكومة ليست بالمعجزات، بل كل ما نتمناه أن يستمعوا إلى صوت الشعب ونداءاتنا، فهذا هو الطريق الرئيسى للخروج من أى تحديات تواجه وطننا الغالى، استمعوا إلى الشعب وأشركوه معكم فى الحوار والحلول.
على الحكومة المرتقبة أن تجلس مع الجميع وتستمع إلى الكل بهدف الوصول إلى حلول فعّالة وبنّاءة، وكل وزير يجب أن يجلس مع متخصّصى مجاله، خاصة فى الوزارات الحيوية، مثل الصناعة والزراعة والاستثمار، حتى تكون الحلول سريعة وناجزة، ويكون فى الاعتبار تنفيذ مخرجات الحوار الوطنى فى ذلك الإطار، حتى يشعر المواطن المصرى بنتائج حقيقية تمسه على أرض الواقع.
التفاعل مع القوى السياسية والحزبية فى الشارع من أهم المهام على الحكومة المرتقبة، مع ضرورة مد قنوات للتواصل البنّاء والفعّال مع الشارع المصرى، ووضع تصور بلقاءات دورية سواء فى الوزارات أو فى مقرات تلك القوى السياسية، بهدف تنشيط الحياة السياسية فى مصر.
من الضرورى أيضاً اشتباك الحكومة مع القضايا الوطنية، والأمر ذاته مع لجان مجلس النواب فى جلساته العامة، حتى يقوم كل مسئول بمهامه ودوره، ويحقّق بذلك رضا المواطن المصرى الذى هو المعنى فى المقام الأول بهذا التغيير الشامل، ليس فى الأسماء فقط، بل فى السياسات أيضاً.
هناك مسئولية أخرى على الوزراء الجُدد فى غاية الأهمية، وهى صناعة مناخ ملائم لجذب المستثمرين والصناع، ويكون هناك دعم فى هذا الصدد يخلق حالة من الطمأنينة فى نفس المستثمر والمُصنّع دون تضييق من موظفين وغيرهم.
ملفا «الصناعة والزراعة» من الملفات الضرورة، التى يجب أن تكون على قائمة الأولويات، بالإضافة إلى التنفيذ الفورى لتوصيات الحوار الوطنى ومخرجاته، لا سيما أن الحوار ضم كل فئات الشعب المصرى، ومن ثم فإن تلك المطالب على تنوعها، جاءت تلبية لطموحات هذا الشعب، وعلى الحكومة الجديدة تنفيذها.
الابتكار والنزول إلى الشارع بعيداً عن المكاتب من السياسات التى يجب أن تكون أولوية لدى الحكومة الجديدة، فالمرحلة المقبلة تحتاج إلى وجود المسئولين فى الشارع، وليس فى مكاتبهم، والاستماع إلى المواطنين بآذان مصغية تستهدف مصلحته ومصلحة الوطن فى المقام الأول.
بعض عناصر الحكومة السابقة لم يكونوا على قدر المرحلة، وأثبتت تجربة الميدان أنهم غير قادرين على إدارة متطلبات المصريين، لذلك يجب على الوزراء الجُدد وضع أخطاء الماضى أمام أعينهم، والبحث عن بدائل جديدة وحلول ابتكارية، والتعامل بسياسة فى التنفيذ، لا بتنفيذ السياسة القديمة، وهو ما يجب أن يدركه الجميع، فالشارع المصرى لديه مطالب كثيرة وأحلام كثيرة، ويجب أن تسمعها الحكومة المصرية الجديدة.
نحن لا نمتلك الآن رفاهية الوقت، ويجب أن تكون الاختيارات الجديدة من الوزراء متميزة وقادرة على التحديات والحلول، وأن تمتلك لغة سياسية فى التعامل، وكذلك صنعة احترافية فى حل المشكلات، وأن تتواكب مع سرعة الرئيس وصراحته، وطموح الشعب المخلص المحب لوطنه ابن البلد الذى يحب الوطن والقيادة السياسية.
من الضرورى عودة القطاع الخاص بقوة، فكيف لبلد لديه مشكلة اقتصادية أن يكون بلا وزير اقتصاد، وطن لديه مشكلة فى الاستثمار ولا يوجد وزير استثمار، مع أهمية قصوى لدعم ومشاركة القطاع الخاص فى مسيرة التنمية، التى بدأت مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ 10 سنوات فى كل القطاعات.
المواطن ليس مشغولاً بأسماء الوزراء الجدد، بل مشغول بما سيفعلونه، وكيف سيواجهون الأسعار وغلاء المعيشة الذى وصل إلى درجات غير مسبوقة، المواطن يحتاج من كل وزير فى الحكومة الجديدة إلى العمل ليلاً ونهاراً، وأن يقتحم جميع الملفات المرتبطة بمعيشته، خاصة ملفات الكهرباء والأسعار.
مصر تواجه تحديات استثنائية وغير مسبوقة فى ظل تحديات يشهدها العالم أجمع، وبالتالى يجب أن تكون قرارات وتصرّفات وتحركات وتصريحات الحكومة الجديدة «استثنائية»، فليس من الطبيعى أن نواجه مرحلة استثنائية بحالة طبيعية.
على الوزراء الجُدد أن يُدركوا أن المرحلة الراهنة لا تقبل إلا بالنجاح فأى فشل مرفوض تماماً، ونحن كنواب عن الشعب المصرى لن نسمح به، وسوف نتعامل معكم بحزم وحسم ونفعل جميع الأدوات الرقابية حال وجود أى تراخٍ، فالمواطن المصرى إنسان جدع ويتحمّل مع رئيس دولته، ولما تكون المعلومة عنده واضحة بيعمل اللى مايتعملش.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحكومة الحكومة الجديدة الحکومة الجدیدة یجب أن تکون
إقرأ أيضاً:
كاتبة صحفية: موقف المؤسسات الدينية من الطلاق الشفهي مرفوض
قالت الكاتبة الصحفية أمينة خيري، إن المجتمع يحتاج إلى إعادة ضبط من خلال الرسائل الإعلامية المختلفة، وتطوير محتوى الخطاب الديني ومفهوم التدين، الذي نادى الرئيس السيسي به على مدار مؤتمرات عدة.
وأشارت خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج "نظرة" المذاع على قناة صدى البلد، إلى أن مصر يجب أن تكون دولة مدنية ترقى كباقي الأمم، مضيفة: هناك محاولة من قبل بعض رجال الدين يروجون لبعض الأدعية بزوال الفقر والمرض، وهذا الأمر لا علاقة له بالرضا أو الطريق الصحيح لإقناع الآخرين بالشكوى وعلاجها.
وأضافت: هناك نوع من التدين الشكلي عند البعض، فلا علاقة لمكبرات الصوت بالتدين الكبير، ولا أزمة حال تقدم البعض بشكوى من الانزعاج من صوت مكبرات الصوت بالمساجد، ولا يشترط أن يقرأ القرآن في المنزل طوال اليوم عبر الراديو.
وتابعت أمينة خيري: أحد دارسي المنهج الأزهري -من غير علماء الإفتاء- حرم دراسة الفلسفة غير الفلسفة الإسلامية، ولا شرط لرجال الدين أن يكونوا عالمين بأشياء غير دينية، مثل الاقتصاد والسياسة وعلوم الاجتماع وغيرها.
وعلقت قائلة: الاعتماد فقط على الدعاء أمر خاطئ، وانزعجت كثيرا من موقف المؤسسات الدينية من فكرة الطلاق الشفهي؛ لأن إغلاق الباب أمام مؤسسات المجتمع المدني للحوار حول تلك القضية من رجال وسيدات تضرروا من تلك التجربة أمر مرفوض.