أغلى وأهم ما فى ثورة 30 يونيو هو هذا التوافق الذى حدث بين إرادة وطموح وآمال شعب، وتلاقيها مع قدرات وإرادة قواته المسلحة، وسميت ما دار منذ وقوع هذا الحدث الأهم فى تاريخ أمتنا بأنه معركة يخوضها الشعب وقواته المسلحة مماثلة لمعركة العبور.

ولكن هذه المرة هى عبور للداخل، واجهت فيه البلاد بقيادة واعية ومستنيرة وجيش وطنى مخلص وشعب صاحب إرادة ووعى للسير بخطى ثابتة نحو تحقيق عدة أهداف كان أبرزها فى بداية الثورة وبعدها مباشرة خوض معركة بناء مؤسسات الدولة بعد انهيارها، والحفاظ، وهو الأهم، على كيان الدولة القومية.

بعد إدراك استراتيجى أن هدف أعداء الداخل والخارج هو تشتيت مؤسسات الدولة والعمل على انهيارها، وتشتيت قوات وقدرات الشعب المسلحة بإذكاء أخبث الأعداء وهو الإرهاب الذى كان القضاء عليه متوجباً، فهو الخطر الأشرس والعدو الأخبث الذى ما كان يمكن للثورة الوليدة أن تحقق أهدافها مع تفشى الإرهاب، وتعد ملحمة القضاء عليه، رغم كل ما بذل فى سبيل ذلك من تضحيات، إحدى أهم معارك وبطولات قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة وشعبنا البطل المساند.

ولم تغفل ثورة 30 يونيو أهمية بناء اقتصاد عصرى سليم وفقاً لقواعد دولية جادة وصارمة تحمّل شعبنا البطل أعباء عملية إصلاح اقتصادى مستمر، وتحمل ضغوط وأعباء هذا البرنامج، كما تحمل بجلد وصبر ما صاحبها من أزمات تسببت فيها الجائحة أو الحرب الروسية - الأوكرانية.

وبعد عشرة أعوام من عمر ثورته شهد الشعب المصرى ثماراً لا يمكن إنكارها وإنجازات لم تتحقق فى تاريخه فى هذه الفترة الزمنية القصيرة فى عمر الشعوب، فدبت الثورة يد النماء لتبنى وتعمر فى قلب الصحراء فنشأت المدن الجديدة ورصفت الطرق وأقيمت الكبارى وهى شرايين الجغرافيا التى على أساسها يصح الجسد وينهض الاقتصاد.

وتم تحديث البنى التحتية المعلوماتية والبنكية وشبكة الاتصالات، وتم بناء العاصمة الإدارية الجديدة من الجيل الخامس للمدن، وهى مدينة عصرية حديثة خلقت عناوين للصحراء من القاهرة إلى السويس، ومن جميع الاتجاهات صوب العاصمة، حيث تتجدد كل يوم مسارات لإعمار وتحديث لا يتوقف.

من أبرز إنجازات الثورة المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» التى أعادت وجه الحياة للريف المصرى، إدراكاً أن تنمية الريف، وبه نصف سكان مصر، تثرى الدولة ويستعيد الاقتصاد الوطنى قدراته وعافيته.

واليوم.. ونحن على أعتاب الجمهورية الجديدة نخوض مرحلة نأمل أن يكون الإنسان دوماً فى قلبها، وأساساً لحركة ثورة يونيو الخلاقة والمبدعة، فالاهتمام بالإنسان وصحته وتعليمه وبناء وعيه وثقافته والمحافظة على صحته وكرامته وفرصه فى الحياة وخلق منافذ لكسب الرزق ستكون عنواناً بارزاً للمرحلة القادمة.

فكما اهتمت المراحل الأولى برأب الصدع واستعادة الوحدة الوطنية وبناء مؤسسات الدولة وخوض معركة ضد الإرهاب، وتحقيق النهضة المعمارية والاقتصادية، فإن بناء وعى الإنسان ورعايته صحياً وتعليمياً وتبنى مشروع تنويرى خلاق يعنى بالتعليم والثقافة والبحث العلمى والاعتناء بصحة الإنسان وسكنه الكريم وتوفير فرص عمل كريم له سيكون هو الأساس الذى يمكن لثورة 30 يونيو أن تعمل لتحقيقه ليضيف هذا المشروع التنويرى وفى قلبه الإنسان المصرى فرصة لمستقبل أفضل للبلاد.

إن لدى مصر فرصة تاريخية للانطلاق نحو المستقبل واللحاق بمن سبقنا وتعويض ما فاتنا، ولدينا العقول ولدينا الجيش والشعب والقيادة السياسية الحكيمة التى بنت أحلامها وخططها لبناء مصر القادرة القادمة بكل عزم على خطى المستقبل، إن ثورة 30 يونيو هى نداء من أجل مستقبل واعد لشعب التف حول جيشه وقيادته، والتى ستعمل كما كان عهدها دائماً من أجل خير الوطن والمنطقة والعالم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: 30 يونيو الاخوان الإرهاب الإخوان ثورة 30 یونیو

إقرأ أيضاً:

وزير الاعلام السوداني: القوات المسلحة حافظت على كيان الدولة وحررت الإرادة الوطنية

 حيا وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة  خالد علي الإعيسر، القوات المسلحة وكل من حمل السلاح لتحرير الارادة الوطنية.

وقال في تصريحات له من داخل القيادة العامة، إن القوات المسلحة حافظت على كيان الدولة السودانية، مرسلا تحية تقدير واجلال لها ولقيادتها وجنودها كافة وللقوات المساندة لها، معربا عن سعادته بزيارة القيادة العامة رمز السيادة.

واكد الناطق الرسمي بإسم الحكومة، أن الدولة السودانية بخير وفي مأمن وبأن قيادة الجيش لم ترهن سيادة الدولة وارادتها الحرة الشريفة التى تترجم عظم الوطنية والمدرسة التي ينتمون لها، مهنئأ القيادة العسكرية على محافظتها على كيان الدولة، مبشرا بأن النصر سيكون قريبا.

ودعا الادارات الأهلية في كردفان ودارفور للعمل على إخراج الشباب الذين غرر بهم من صفوف المليشيا المتمردة وعودتهم الى صوابهم

كما وجه رسالة للشباب للعودة للخرطوم لتهيئة البنى التحتية توطئة لمرحلة البناء والإعمار

وجدد الإعيسر، دعم الحكومة للمجهود الحربي قاطعا بأن السودان لن يكون ساحة للمؤامرات ولن تكون فيه إرادة للسفراء وليس هناك مكان لمن يسئ للمؤسسة العسكرية

وقال إن القوى التي جندت نفسها في حرب الاجندات وباعت ضمائرها للمجتمع الاقليمي والدولي بأن معركتها قد خسرت ولن يكون هناك موطئ قدم لكل إنسان اجرم في حق الشعب السوداني وأن مؤسسات العدالة ستطاله، كما أن من لم يجرم في حق الشعب ولم تثبت ضده جريمه سيعود عزيزا لوطنه.

ودعا وزير الثقافة والإعلام الادارات الأهلية في كردفان ودارفور للقيام بدورها المجتمعي تجاه الشباب الذين تم خداعهم بالانخراط في صفوف المليشيا المتمردة بالعودة الى الصواب.

وحيا جهود والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة لتثبيت اركان جهاز الدولة التنفيذي.

مقالات مشابهة

  • أبناء سلوى حجازي يروون كواليس صعبة من وفاة والدتهم: روحنا نستقبلها قالولنا ماتت
  • قلم رصاص
  • محمد حجازي: الدبلوماسية المصرية وحدت الموقف العربي والدولي ضد التهجير
  • حمدان بن محمد: زورق كورفيت الإمارات P111 إضافة نوعية لدور القوات البحرية الإماراتية
  • وزير الاعلام السوداني: القوات المسلحة حافظت على كيان الدولة وحررت الإرادة الوطنية
  • محافظ أسوان يشدد على إنهاء كافة الحالات المخالفة عبر المتغيرات المكانية
  • وزير الأوقاف: الإعلام شريك أساسي في بناء الإنسان وتعزيز الوعي
  • مدير مكتبة الإسكندرية: يجب أن نربى الأجيال الجديدة على ثقافة التعددية وقبول الآخر
  • عادل حمودة يكتب: أسوأ ما كتب «بوب وود ورد»
  • مدير مكتبة الإسكندرية: يجب أن نربى الأجيال الجديدة على ثقافة التعددية