منذ فتح الجبهة الجنوبية من قبل حزب الله، معلنا من خلالها إسناده لجبهة غزة في خضم الحرب الإسرائيلية على القطاع، أوضح الحزب أنه لا يسعى إلى مواجهة شاملة، بل أنه يهدف إلى حملة استنزاف محدودة لمساندة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة. وأكّد أنه لن يوقف هذه الحملة إلا عندما تُوقف إسرائيل حربها العدوانية على القطاع.

وفي ضوء طول مدّة الحرب، وتفاقم أزمة المهجّرين الإسرائيليين، وازدياد الضغط على القيادتين، السياسية والعسكرية، لإيجاد حل يمكّنهم من العودة إلى بيوتهم، ومع اقتراب انتهاء "المرحلة الثانية" من الحرب على قطاع غزّة، والعمليات العسكرية المكثّفة فيه، ازدادت تهديدات إسرائيل بشنّ حرب شاملة على حزب الله إذا لم يُوقف هجماته ضدّها.   من هنا، تدفع عوامل عدة إسرائيل إلى التردّد بشأن الدخول في مواجهةٍ عسكريةٍ شاملةٍ مع حزب الله، ومحاولة استنفاد فرص التوصّل إلى حلٍّ سياسي، أهمّها ما يلي:

أولاً، إن نشوء حالة من الردع المتبادل بين حزب الله وإسرائيل، ناجمة عن نجاح حزب الله في مراكمة ترسانة من الأسلحة الحديثة التي تعدّها إسرائيل "كاسرة للتوازن. ومن المتوقّع أن تعمد إيران إلى توفير مختلف أشكال الدعم كي تمكّن حزب الله من الصمود، في حال اندلاع مواجهة، بما في ذلك تشجيع المجموعات الموالية لها في المنطقة على تقديم الدعم والمشاركة في الحرب. وفي ضوء الصمود، يشكّك محللون إسرائيليون في قدرة إسرائيل على إنهاء الحرب ضد حزب الله، بالطريقة التي تبتغيها. وفي حال حدوث حرب شاملة، يمكن أن تتعرّض بنى تحتية وأهداف استراتيجية إسرائيلية مختلفة لهجمات مكثّفة من حزب الله قد تشلّها جزئيّاً أو كليّاً. ولن تتمكّن الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بما في ذلك سلاح الجو، من منع عدد كبير من الصواريخ من بلوغ أهدافها، خاصّة أن حزب الله في إمكانه إطلاق أكثر من خمسة آلاف صاروخ من أنواع مختلفة في اليوم الواحد. ثانياً، يعاني الجيش الإسرائيلي الإنهاك والتعب، وتآكل معنوياته وضعف جاهزيته للقتال، من جرّاء حربه الطويلة في قطاع غزّة. ويتطلب شنّ حربٍ برّية ضد حزب الله، فضلاً عن ذلك، استدعاء قوات الاحتياط المستنزفة. ويفضّل الجيش الإسرائيلي عدم التورّط في حرب شاملة مع حزب الله ما دامت الحرب على قطاع غزّة مستمرّة.

ثالثاً، ما زال المجتمع الإسرائيلي يعاني صدوعاً عميقة بفعل محاولة الانقلاب القضائي التي لم تكتمل بقيادة نتنياهو، وفي الوقت نفسه، لم يخرُج من صدمة عملية طوفان الأقصى التي أفقدته ثقته بمؤسسات الدولة كلّها، وبالقيادتين السياسية والعسكرية، نتيجة الفشل في منع العملية والإخفاق في تحقيق أهداف الحرب على قطاع غزّة، لا سيما استعادة المحتجزين الإسرائيليين. وإضافةً إلى ذلك، لا تفتأ حدّة الخلاف تتعاظم بين حكومة نتنياهو اليمينية المتطرّفة الفاشية والمؤسّسة العسكرية والأمنية، حول جملة من السياسات المتصلة بإدارة الحرب وأهدافها، في حين تتراجع شرعية الائتلاف اليميني المتطرّف الفاشي، رغم استمرار تمتّعه بأغلبية في الكنيست.

رابعاً، تُعارض الإدارة الأميركية شنّ إسرائيل حرباً شاملة ضد حزب الله، وتشجّع الطرفين على عدم توسيع المواجهة بينهما، وتعمل على التوصل إلى اتفاق حدودي بين إسرائيل ولبنان بشأن الأراضي اللبنانية التي تحتلها إسرائيل، شبيه باتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي جرى التوصل إليه بين الطرفين في عام 2022، على نحوٍ يضمن تطبيق قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 وهدنة دائمة، وربما إعادة مزارع شبعا إلى لبنان. وتدّعي أوساطٌ مطّلعةٌ على مجريات الوساطة الأميركية أن الاتفاق شبه جاهز ومقبول من "الأطراف". وجدير بالذكر هنا أن موقف الإدارة الأميركية يُعدّ ذا أهمية بالغة في أيّ قرار تتّخذه إسرائيل فيما يتعلق بشنّ حرب على لبنان لأسباب كثيرة؛ أبرزها اعتماد الجيش الإسرائيلي على الأسلحة والذخائر الأميركية، فضلاً عن حاجة إسرائيل إلى دعم أميركي مباشر في حال اتساع نطاق المواجهة ليشمل سائر حلفاء إيران في المنطقة. 

المصدر: العربي الجديد

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: قطاع غز ة حزب الله حرب على

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تزعم: حماس تمتنع عن القتال في الأنفاق وتُركز على هذا الأمر

تقدر أجهزة الأمن الإسرائيلية، أن حركة حماس تمتنع عن إرسال مقاتليها إلى الأنفاق، لأن بعضها يقع حاليا تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، وبدلاً من ذلك، تركّز على تصنيع عبوات ناسفة يمكن استخدامها داخل المباني وفي الشوارع.

ووفقا للتقديرات الأمنية الإسرائيلية التي أوردتها صحيفة "هآرتس"، اليوم الخميس 10 أبريل 2025، فإن حماس نجحت في تحريك عمليات إنتاج الأسلحة وإنشاء مرافق إنتاج بسيطة، وأن الحركة قادرة بشكل محدود على إنتاج المزيد من القذائف الصاروخية.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن حماس نجحت في تعبئة صفوف جناحها العسكري، وهي تضم حاليًا نحو 40 ألف مقاتل. ويُقدّر أن حوالي 700 ألف من سكان قطاع غزة يدعمون حماس، و600 ألف يدعمون حركة فتح، في حين أن نحو 650 ألفًا لا ينتمون لأي فصيل.

وتشير الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى أن هناك ضغوطًا، لا سيما من جانب العشائر الكبيرة لإزاحة حماس عن السلطة، إلا أن التقييم الأمني الإسرائيلي يرى أن هذه الضغوط لا تزال غير كافية لإحداث تغيير حقيقي في قيادة القطاع.

ويرصد الجانب الإسرائيلي، بحسب التقرير، أن حماس تحاول تجنّب إطلاق النار من المناطق السكنية الكثيفة لتفادي ردود فعل إسرائيلية قوية، في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية و"الصعوبات السياسية" التي تواجهها الحركة.

من الناحية العملياتية، أضاف الجيش الإسرائيلي شريطًا جديدًا إلى ما يسميه "المنطقة العازلة" شمال قطاع غزة بعرض كيلومترين، مشيرًا إلى أن هذه المنطقة أصبحت شبه خالية من السكان بعد أن نُقل معظمهم إلى منطقة "المواصي" جنوب غرب القطاع.

وتشير التقديرات إلى أن الجيش الإسرائيلي دمّر حتى الآن نحو 25% فقط من شبكة الأنفاق في قطاع غزة. ومنذ استئناف الحرب في منتصف آذار/ مارس، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي 1000 غارة جوية على غزة، واستُهدف 12 قياديًا في حماس، بينهم خمسة قادة كتائب ونوابهم.

في الوقت ذاته، يواصل الجيش الإسرائيلي نشاطه في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، بينما تعمل قوات من الفرقة 36 في "محور موراغ" جنوبي القطاع. وبحسب مصادر عسكرية، لم يُسجّل حتى يوم أمس (الأربعاء) أي اشتباك مباشر مع مقاتلي حماس في هذه المحاور.

المصدر : وكالة سوا - عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية طيارون إسرائيليون: استمرار الحرب خطر على الجنود والمدنيين والأسرى وكاتس يعلق الشرطة الإسرائيلية تفرق تظاهرة طالبت بوقف حرب غزة صورة: كاتس من محور موراج : خطة تهجير سكان غزة مستمرة الأكثر قراءة مصر تُعقّب على استهداف الاحتلال عيادة تابعة للأونروا في غزة صيدم: فصل رفح عن خانيونس هدفه فرض "التهجير القسري" ملك الأردن: يجب وقف الحرب الإسرائيلية على غزة فورا معبر الكرامة يعمل السبت المقبل بشكل "استثنائي" عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تزعم: حماس تمتنع عن القتال في الأنفاق وتُركز على هذا الأمر
  • هذه طريق سفنُ سلاح حزب الله.. تقريرٌ إسرائيلي يكشفها
  • في عام ونصف.. تقرير: الاحتلال دمر 25% فقط من أنفاق المقاومة في قطاع غزة
  • تصعيد إسرائيلي في لبنان والجيش يدعوه للانسحاب من المناطق التي يحتلّها
  • استجابةً للتحديات التي تواجه صناعتها... إطلاق تجمّع منتجي الدراما في لبنان
  • ما وراء اتساع دائرة رفض الخدمة العسكرية بإسرائيل
  • التهديدات لم تعد كافية.. إسرائيل تنتقل للتنفيذ وترسم حربها
  • كيف تخدم إسرائيل حزب الله؟.. تقريرٌ جديد يتحدّث!
  • حزب الله يخيفُ يهود دولة أوروبية.. القصّة في تقرير أميركي
  • إسرائيل قتلت كل شيء