تتشبه بعض الأماكن في مدينتي طولكرم وجنين، مع مدينة غزة من خلال أعلام حركة حماس الخضراء ولافتات تخليد ذكرى الشهداء من المباني، وقد تعرض العديد منها لأضرار بالغة خلال الاقتحامات الإسرائيلية والغارات الجوية.

وجاء في  تقرير مصور لصحيفة "نيويورك تايمز" في أن "الأزقة تبقى شبه مظلمة بشكل دائم، ومغطاة بقماش مشمع من النايلون الأسود لإخفاء المقاومين الفلسطينيين من المسيّرات الإسرائيلية التي تحلق فوقهم".



ونقل التقرير تصريحات لقائد محلي ضمن هؤلاء المقاومين الشباب، وهو محمد جابر، 25 عاما، في أحد تلك الأزقة المتربة والمحطمة، وقال فيها إنه "أحد أكثر الرجال المطلوبين في إسرائيل، وأنه هو ورفاقه حولوا ولاءاتهم من حركة فتح، التي تهيمن على الضفة الغربية المحتلة من إسرائيل، إلى حركات مثل حماس والجهاد الإسلامي، منذ أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر".


وكانت مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية، مثل تلك الموجودة في طولكرم، مركزا للمقاومة لسنوات عديدة، حيث تصدى المقاتلون للنشاط الاستيطاني الإسرائيلي المتزايد باستمرار.

وجاء في التقرير أن "المقاومين مثل جابر يريدون طرد الإسرائيليين من الضفة الغربية، التي احتلتها إسرائيل بعد حرب عام 1967، ويريد البعض، مثل حماس، طرد الإسرائيليين من المنطقة بالكامل".

وأضاف "يتم تصنيع المزيد من الأسلحة والمتفجرات في الضفة الغربية، وفقا لكل من المقاتلين أنفسهم ومسؤولين عسكريين إسرائيليين، ويقولون إن السلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها فتح، والتي تدير أجزاء من الضفة الغربية، تخسر الأرض لصالح الفصائل الفلسطينية الأكثر تطرفا، التي تقاتل إسرائيل بنشاط وتكتسب المزيد من الدعم من إيران في شكل أموال وأسلحة مهربة إلى المنطقة".

وأكد التقرير أن "فتح تعترف بحق إسرائيل في الوجود وتتعاون مع جيشها، لكن بعض المسلحين المنتمين لها، ويشكلون جزءا من كتائب شهداء الأقصى التي لعبت دورا حاسما في الانتفاضة الثانية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولم يحترموا قط السلطة الفلسطينية وتسوياتها مع إسرائيل والاحتلال، وقد أعلن البعض، مثل جابر، ببساطة عن ولاءهم الجديد للفصائل الإسلامية".

 ويتولى جابر، المعروف على نطاق واسع باسمه الحركي أبو شجاع، قيادة الفرع المحلي لحركة الجهاد الإسلامي، الذي ينشط في مخيم طولكرم، كما أنه يقود مجموعة من كافة الفصائل المسلحة في تلك المنطقة، بما في ذلك كتائب شهداء الأقصى هناك، والتي تعرف باسم الكتيبة. 

وقال إنه "تحول من فتح، لأن الجهاد الإسلامي وحماس هما اللذان ينقلان القتال إلى "إسرائيل" لإنهاء الاحتلال وإنشاء فلسطين بقوة السلاح".

وقد اكتسب جابر "نوعا من المكانة الدينية في الربيع عندما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتله خلال غارة على مخيم طولكرم، وبعد ثلاثة أيام، خرج حيا في جنازة فلسطينيين آخرين قتلوا خلال تلك الغارة نفسها، وسط صيحات فرح من سكان المخيم".

وقالت الصحيفة "التقينا في زقاق جرفته الجرافات الإسرائيلية فحولته إلى طريق ترابي، قبل أن نختبئ في باب أحد المتاجر لتجنب أن ترصدنا المسيّرات. وكان جابر نحيلا وملتحيا، ويرتدي قميصا أسود من ماركة هيوغو بوس ويحمل مسدسا من طراز سيج سوير على وركه، وكان يراقبه ستة من الحراس الشخصيين. وكان بعضهم مسلحا ببنادق M16 وM4 مع مخازن كاملة ومناظير بصرية".

وأضافت "كان اليوم حارا للغاية، وكان الغبار يغطي كل شيء، ويتراكم في طبقات على أوراق الأشجار القليلة. وقد تعرضت المنطقة لأضرار جسيمة بسبب غارات من مسيّرات إسرائيلية وجرافات مدرعة، والتي مزقت أميالا عديدة من الرصف فيما قال الجيش إنه محاولة للكشف عن القنابل المزروعة على الطريق والمتفجرات الأخرى".


وذكرت "كان الجو خانقا، ممزوجا بالحذر، حيث كان المراقبون والحراس الشخصيون يبحثون عن جنود إسرائيليين متخفين، يصلون أحيانا وهم يرتدون زي عمال المدينة أو جامعي القمامة أو البائعين الذين يدفعون عربات الفاكهة والخضروات".

واعتبرت أنه وحتى قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، كانت "إسرائيل تكافح التهديد المتزايد الذي يشكله المقاتلون الفلسطينيون مثل جابر في مخيمات اللاجئين في بلدات ومدن شمال الضفة الغربية، مثل طولكرم وجنين ونابلس. وكانت الجماعات المسلحة تقيم موطئ قدم لها في المخيمات، التي أقيمت في الأصل للاجئين من الحرب العربية الإسرائيلية التي دارت رحاها بين عامي 1948 و1949، لكنها أصبحت فيما بعد مستوطنات حضرية فقيرة".

وفي الأشهر التي سبقت حرب غزة، كانت القوات الإسرائيلية تداهم مخيمات الضفة الغربية لاجتثاث الأسلحة، والعثور على مصانع المتفجرات، واعتقال أو قتل قادة مثل جابر، لقد حدث توغل إسرائيلي كبير في جنين قبل عام تقريبا، من بين عمليات أخرى.

وأشارت إلى أن "السلطة الفلسطينية والشرطة ولم تعد تسيطر على مخيمات اللاجئين هذه، حيث يهدد المسلحون بإطلاق النار على الضباط إذا حاولوا الدخول، بحسب المسلحين ومسؤولين عسكريين إسرائيليين ومسؤولين فلسطينيين، بمن فيهم محافظ جنين كمال أبو الرُّب".

وتهدف الإجراءات الإسرائيلية إلى مكافحة ما "وصفه أحد كبار الضباط العسكريين الإسرائيليين بالبنية التحتية الإرهابية – مراكز القيادة ومختبرات المتفجرات والمرافق تحت الأرض – التي كان المسلحون يحاولون تأسيسها هناك بمساعدة الأموال والأسلحة الإيرانية".

وأشار الضابط إلى أنه في العامين الماضيين، أصبحت "مخيمات الضفة الغربية ملاذات آمنة، لأن السلطة الفلسطينية لم تعد تعمل هناك. وطلب الضابط عدم الكشف عن هويته وفقا للقواعد العسكرية الإسرائيلية".

ويقول السكان إنه عندما يهاجم الجيش الإسرائيلي طولكرم أو جنين، فإن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية تبقى في ثكناتها في وسط المدينة ولا تواجهها.

وعلى الرغم من إصرار  جابر على عدم وجود حرب مع السلطة الفلسطينية، إلا أنه أدان أولئك "الذين يحملون أسلحة ويقفون أمام إسرائيل ولا يفعلون شيئا".

وقال: "تحرير أراضينا هو ديننا. هذا ليس صراعي، بل صراع الشعب، حرب من أجل الأرض والحرية والكرامة".

يوم الأحد، أدت غارة جوية إسرائيلية بمسيّرة على منزل في المخيم إلى استشهاد قريب له، سعيد جابر، 25 عاما، وهو ناشط مطلوب انتقل أيضا من فتح إلى الجهاد الإسلامي.

ولا ينكر أبو الرُّب بقاء القوات الأمنية التابعة للسلطة خارج مخيمات اللاجئين، لكنه يلقي باللوم على "إسرائيل"، قائلا: "إذا لم تأت إسرائيل، فلن تكون هناك مشاكل، إسرائيل تعمل باستمرار على خلق الانقسامات بيننا، لأنهم إذا قتلوا الناس فيمكنهم الاستيلاء على الأرض". 

وقال إن "إسرائيل هي التي تسبب الفوضى، وتدخل مخيمات اللاجئين لدينا دون سبب، وتقتل شبابنا، لإضعاف السلطة الفلسطينية. والتأكد من أن الناس يفقدون احترامهم لحكومتهم".

وأوضحت الصحيفة "في أزقة مخيم فقير آخر للاجئين في طولكرم، ظهر شاب يرتدي ملابس سوداء عصرية مع شعارات شركتي North Face وUnder Armour.  وقال وهو يبلغ من العمر 18 عاما إنه أصيب عدة مرات ولم يعرّف عن نفسه إلا باسم قتيبة، وهو اسمه الحركي، تكريما لجنرال عربي منذ أكثر من 1000 عام، وهو ينتمي إلى حركة حماس التي تنتشر في معسكره".


ولدى قتيبة ندبة طويلة أسفل ذراعه اليسرى، وندبة أخرى على بطنه، وكان يرتدي رقعة سوداء فوق عينه اليسرى، التي قال إنه فقدها في غارة من مسيّرة في 19 كانون الأول/ ديسمبر. 

وقال إن جروحه السابقة جاءت في أيار/ مايو 2023 عندما دخل جنود إسرائيليون يرتدون زي عمال المدينة إلى المخيم، مضيفا أنه "أصيب بجروح بالغة في تلك الغارة التي قتل خلالها اثنان آخران. وأكد أقاربه في وقت لاحق روايته، لكن لم يتسن التأكد منها مباشرة من السلطات الإسرائيلية".

وذكرت الصحيفة أن "قتيبة كان يحمل بندقية M16 مزودة بمنظار، وهو أحد سلاحين قال إنه سرقهما خلال هجوم في أيار/ مايو على بات حيفر، وهي قرية إسرائيلية متاخمة للضفة الغربية، لقد صدم هذا الهجوم العديد من الإسرائيليين، وبدا أنه يجعل الجزء الهادئ من إسرائيل أقل أمانا، مما ينذر بمزيد من التحركات العسكرية لمواجهة المقاتلين الفلسطينيين.".

وقال قتيبة: "لا يأتيكم أحد ويطلب منكم الانضمام إلى المقاومة. ماذا يوجد لنا هنا على أي حال؟ نحن نعيش في سجن"، مضيفا أنه وأصدقاؤه تعلموا بعض الدروس من غزة.

وأكد "أننا نرى الإسرائيليين يقتلون نساءنا وأطفالنا الأبرياء. خطتهم هي تنفيذ إبادة جماعية هنا بعد ذلك". وغزة على الأقل "ستشجع المزيد في الضفة الغربية على المقاومة".

وفرك قتيبة حذاءه الرياضي الأسود على الرصيف المكسور في الزقاق، وقال توجد قنبلة هنا. عندما يأتي الإسرائيليون".

ويعمل الحراس الشخصيون والمقاتلون المتمركزون على مداخل المخيم في نوبات عمل. وهم يحملون أجهزة اتصال لاسلكية للتحذير من الغارات الإسرائيلية ومن أي شخص غريب قد يخاطر بالتجول في المكان.

وأوضحت الصحيفة أن "معظم هؤلاء المقاتلين، مثل حسن (35 عاما)، قضوا فترات في السجون الإسرائيلية، وحسن لديه ثلاث بنات لكنه لا يريد أن يناقشهن أو يناقش مستقبلهن أو اسم عائلته، بل يريد فقط مهمته".

وأضافت "كان في الزقاق أيضا أيهم سروجي، 15 عاما، من مواليد مخيم اللاجئين، وهو ليس عضوا في أي جماعة مسلحة ويقول إنه جيد في المدرسة، عندما لا يتم إلغاؤها بسبب العنف".

وسألت الصحيفة أحد المتواجدين حول "هل يريد أن يصبح مدرسا ويساعد شعبه بهذه الطريقة؟  فأجاب: أصبح مدرسا؟ لا يوجد شيء من هذا القبيل هنا. ماذا رأيت في حياتي سوى جنود إسرائيليين يقتحمون مخيمي؟".

وعندما سئل عن أحلامه قال: "أريد أن أرى الشاطئ. لم يسبق لي أن رأيت شاطئا في حياتي".

وأضاف: "أحلم برؤية القدس محررة. الإسرائيليون يعيشون في أرضنا ويستمتعون بها، ونريد أن نجبرهم على الخروج مما سرقوه، انظروا ماذا نستيقظ عليه. هل ترى حتى الرصيف؟ أحيانا أحلم برصيف ممهد".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية طولكرم غزة الإسرائيلية الفلسطينيين جنين إسرائيل فلسطين غزة جنين طولكرم المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة مخیمات اللاجئین الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

أحدثُه اعتقال السمودي .. الاحتلال يوسّع استهدافه للصحفيين في الضفة الغربية

"اقتحموا المنزل مع ساعات الفجر، بطريقة همجية، فتشوا كل شيء، وحطموا كثيرا من محتوياته، ثم اقتادوا والدي ووضعوه في آلية بوز النمر وغادروا"، كلمات وصف بها محمد لحظات اعتقال الجيش الإسرائيلي لوالده الصحفي علي السمودي من منزله في حي الزهراء في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت منزل السمودي في الخامسة من فجر اليوم الثلاثاء، بعد تفجير مدخله، وأخضعته للتحقيق الميداني لمدة 20 دقيقة، كما حاولوا تفتيش زوجة نجله الأكبر رغم أنها حامل في الأشهر الأخيرة، ورفعوا الأسلحة الرشاشة على ابنته البالغة من العمر 20 عاما. 

السمودي أصيب برصاص الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر بالتزامن مع استهداف الزميلة شيرين أبو عاقلة (وكالات) تنكيل

وبحسب العائلة، لم يبلّغ جنود الاحتلال عن سبب اعتقال الأب، كما لم يحمل الاستجواب في منزله تفسيرا، حيث ركز الجنود على طبيعة عمل السمودي، ووضع منزله وكيف جهّزه وبناه.

يقول محمد (28 عاما) للجزيرة نت "كان والدي موجودا في المنزل مع أختي وزوجة أخي فقط، ولم يوجد أحد منا نحن الشباب في المنزل، لكن تصرف الجنود كان همجيا جدا، حيث دمروا مقتنيات المنزل بشكل كامل وأرهبوا الموجودين، الأهم من ذلك أنهم جردوا والدي من ملابسه في الشارع، وأدخلوه الآلية العسكرية من دونها".

إعلان

ويضيف "والدي يعاني من أمراض مزمنة، حيث يعاني من قرحة في المعدة، والسكري والضغط، ويحتاج لعلاج يومي يُؤخذ مرتين في اليوم، كما أنه يحتاج إلى حقنة أنسولين لتنظيم السكري تؤخذ كل يومين، وللأسف لم يُسمح له بأخذ علاجه معه وهذا ما يستدعي القلق على حالته الصحية".

ولم تبلَّغ العائلة عن الوجهة التي اقتاد الاحتلال السمودي إليها، وهو ما صعّب من تواصلهم مع محامي لمتابعة قضيته، وأكد محمد "لا معلومات لدينا، المحامي قال لي يجب أن نعرف على الأقل أين هو للمباشرة بالقضية، لكن نادي الأسير وعدني بعد اتصال أجراه معي أن يتولى محامٍ من النادي قضية الوالد وحالته الصحية"، وهو ما أكده النادي أيضا للجزيرة نت.

ويحمّل محمد جيش الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن أي تدهور في وضع والده الصحي، خاصة وأنه عانى قبل 3 أشهر من سكتة قلبية، ويوضح "والدي يحتاج لنظام غذائي صحي لأنه مريض سكري، ولا يناسبه الطعام العادي ولا حتى الجاهز، كما أنه يحتاج أدوية يومية، وحالته الصحية غير مستقرة أبدا، ونحن في العائلة نخشى أن يصيبه أي أذى، أو أن تتدهور صحته".

 

استهداف متكرر

منذ بدء عملية "السور الحديدي" العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، عرقل الاحتلال الاسرائيلي عمل الصحفيين الفلسطينيين في المخيم ومنعَهم من التغطية واحتجز عددا منهم.

وكان من بينهم السمودي، الذي احتجز لأكثر من مرة في محيط المخيم، كان آخرها عندما تم احتجازه على مدخل مخيم جنين القريب من مستشفى جنين الحكومي قبل أسبوعين، وسُحب هاتفه المحمول لعدة ساعات، وتم تهديده إن وُجد في محيط المخيم مستقبلا.

وسبق أن تعرض السمودي -الذي يبلغ من العمر 58 عاما- لإصابة مباشرة برصاص الاحتلال في الجزء العلوي من الصدر وخرجت من الظهر، بالتزامن مع استهداف الزميلة شيرين أبو عاقلة واغتيالها عند مدخل مخيم جنين الغربي، المعروف باسم "دوار العودة"، كما أصيب عام 2023 بشظايا رصاص حي في الرأس داخل مخيم جنين أثناء تغطيته لاقتحام قوات الاحتلال للمخيم.

إعلان

وتعتبِر العائلة أن اعتقال علي السمودي قد يكون مقدمة لاستهداف الصحفيين في جنين واعتقالهم، إثر محاولتهم تغطية عمليات الجيش الإسرائيلي في المخيم، فقد سبق أن اعتقلت قوات الاحتلال 3 صحفيين آخرين من جنين، هم مجاهد السعدي، وحمزة زيود، وحمزة علاونة، وتعرضت الطواقم الصحفية لاعتداءات كثيرة خلال تغطيتها لاقتحامات الاحتلال المتكررة لمخيم جنين وبلدات المحافظة.

ويعمل علي السمودي حاليا مراسلا لصحيفة القدس الفلسطينية، إضافة لتعاونه مع عدد من الوكالات الإخبارية المحلية، كراديو البلد في جنين، وهو أب لـ4 أبناء، ويعمل صحفيا منذ نهاية التسعينيات.

 

تضييق على الصحفيين

سجلت نقابة الصحفيين الفلسطينيين ارتفاعا بعدد الاعتداءات الإسرائيلية خلال الربع الأول من العام الجاري بحق الطواقم الصحفية في الضفة، ووثقت 343 واقعة انتهاك واعتداء وجريمة، من بينها اعتداءات لفظية وتهديد وغرامات مالية وحذف مواد صحفية.

وجاء في التقرير الذي نشر السبت الماضي أن "الارتفاع المرعب كان في وقائع الاستهداف المباشر بالرصاص الحي، حيث تم تسجيل 49 واقعة، كان الموت فيها قريبا جدا من الصحفيين، بحجة تحذيرهم من الاقتراب أو إبعادهم عن المكان، في منهجية إرهابية لا مثيل لها بالعالم".

كما تعرض نحو 117 صحفيا لقمع واحتجاز، وتمت ملاحقة الطواقم الصحفية ومنعها من التغطية، وسجلت أغلب الحالات في القدس وجنين، حيث تعرض نحو 14 صحفيا لاعتداءات جسدية مثل الضرب بأعقاب البنادق والركل بالأقدام، فيما سُجلت 16 حالة مصادرة معدات للعمل وتحطيمها.

وبحسب نادي الأسير، فإن سلطات الاحتلال تواصل اعتقال 49 صحفيا منذ بدء الحرب على قطاع غزة، مؤكدا أنّ سلطات الاحتلال في الضّفة تستهدف الصحفيين عبر عمليات الاعتقال الإداري، أي تحت ذريعة وجود "ملف سري"، حيث يصل إجمالي الصحفيين المعتقلين إداريا إلى 19 صحفيا، كان آخرهم الصحفيان سامر خويرة، وإبراهيم أبو صفية.

إعلان

كما تعتقل قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحفيين على خلفية ما يسمى بـ"التحريض"، حيث تحوّلت منصات التواصل الاجتماعيّ إلى أداة لقمع الصحفيين، وفرض المزيد من السيطرة والرّقابة على عملهم وعلى حرية الرأي والتعبير.

مقالات مشابهة

  • “حماس” تشيد بمقاومة بيتا وتدعو للتصدي لاقتحامات العدو وجرائم المستوطنين
  • الجيش الإسرائيلي يهدم منزلي عائلتين في قرية قبيا شمال الضفة الغربية المحتلة
  • حماس” تشيد بمقاومة بيتا وتدعو للتصدي لاقتحامات العدو وجرائم المستوطنين
  • عاجل. جنبلاط: إسرائيل تسعى لاستغلال الدروز لإحداث فتنة في سوريا
  • جيش الاحتلال يقتحم بلدة حجة شرق قلقيلية في الضفة الغربية
  • أحدثُه اعتقال السمودي .. الاحتلال يوسّع استهدافه للصحفيين في الضفة الغربية
  • قوات العدو تعتقل 14 فلسطينياً في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدن الضفة الغربية
  • حماس: “الحرب الشاملة محاولة إسرائيلية يائسة لكسر المقاومة الفلسطينية
  • حماس: الاحتلال يُحاول يائسا كسر المقاومة الفلسطينية