حشد هائل من الملايين يقف خلف هدير واحد يطالب بخلع جماعة الإخوان، ينتظرون بفارغ الصبر بيان الخلاص، فقد اعتاد الشعب المصري أن يثور، ما إن وجد نفسه على هامش الحياة انتفض، وكان الجيش ولا يزال درع وسيف هذا الوطن.. يحميه.. يستمع إلى رسائله غير المكتوبة، وينفذ مطالبه غير المحدودة، فبعد ثورة يناير 2011، اختار الشعب المصري التغيير، وظل على موقفه حتى جاء يوم 3 يوليو، حينئذ خرج حينها عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك ليُلقي بيانا تاريخيا سكتت بعده الأصوات واستمعت بكل ما فيه من مطالب «إن القوات المسلحة استشعرت أن الشعب المصري يدعوها لنصرته».
رسائل واضحة وجهها الشعب نحو التغيير، قبل اليوم المنشود حاول مرارًا ابتلاع مرارة حكم الجماعة، ولكنه في كل مرة كان يصل إلى مسألة لا تحل ولا يوجد لها نموذج إجابة لدى الجماعة نفسها، الوطنية الخالصة لم توجد خلال هذا الحكم، عندما كتب الدستور لجنة تتكون من معظم أعضاء الجماعة أو مؤيدوها ليضعون منهج الشرعية المزعومة دستورا للبلاد، انسحب منها ممثلو الكنائس وبعض الفصائل المصرية الأخرى.
اسكتوا السيدات والفتيات فكُنّ على أول صفوف الجماهير المنادية بخلعهم، تعرض الفن والثقافة والحياة العامة إلى انتهاك صارخ لم تشهده مصر الوسطية، منبر الثقافة والفنون في العالم العربي من قبل، فكانت أول رسالة هي الحرية.
ترمومتر على مدار 100 يوم ابتكره الشعب لـ الرئيس «المعزول» محمد مرسي، حينما وعد بالتغيير خلال تلك الفترة القصيرة، ولكنها كانت مليئة بالأزمات، بداية من أنبوبة البوتاجاز، والبنزين، وحتى قطع الكهرباء لفترات طويلة عشوائية، أزمات اقتصادية طاحنة ليست للحكومة وحسب وإنما للمواطن البسيط في بيته، لذا كان يجب تغيير الواقع فكانت رسالة الشعب الثانية العيش بكرامة، خاصة مع الفشل في حماية جنود الأمن المصري على الحدود، وما أصاب 23 منهم في سيناء.
الصوت ربما هو أهم وأكثر رسائل الشعب المصري إلحاحا والذي استجاب له الجيش، في تلك الفترة، فقد شعر الجميع بأن صوته لا يسمع، يوجد في الصدور غصة، تغشى الأبصار، وانجرف الجميع إلى معارك ثانوية غير معنونة باسم الوطن، فكان كل صوت عالي هو للشيوخ المزعومة الذين يحرّمون حتى الحياة العامة، لا نستطيع مناقشة مستقبل البلاد، وإنما ملابس النساء، ومن هنا جاءت الاستجابة لرسالة أخرى، وهكذا توالت الرسائل بالثورة، تلك الأخيرة كانت آمنة يملأ فيها الجميع الشوارع دون خوف.
جاء يوم 3 يوليو 2013، ليغير مجرى التاريخ المصري، ويؤكد على أن الشعب المصري صوته مسموع، ورسائله تصل، يرفض "أخونة نفسه"، أو تحويله إلى فصيل واحد، برهن على فشل لم يدم طويلا، وقدم خارطة طريق جديدة كليا، ملامحها الحرية والعيش لكل فئات الشعب الذي يريد أن يحكم نفسه، ويرى على كراسي مجلس الشعب سيدات ورجال لا يختلفون عنه إلا ليمثلوا فئة أخرى تشاركه الوطن، رؤى واضحة يعيشها الشعب، طريق باتجاه واحد لا يحمل أكثر من معنى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ثورة 30 يونيو 30 يونيو 3 يوليو الشعب المصری
إقرأ أيضاً:
الحرية المصري: حديث الرئيس فى أكاديمية الشرطة تضمن رسائل طمأنينة ووضوحا وشفافية
ثمن حزب الحرية المصري، كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته التفقدية لمقر أكاديمية الشرطة، مؤكدا حديث الرئيس تضمن رسائل كشفت الكثير من الحقائق واتسم بالشفافية، وكانت رسائل طمأنه قوية للشعب المصري جراء القضايا الإقليمية والدولية المحيطة بالمنطقة.
وأكد النائب أحمد مهني، نائب رئيس حزب الحرية المصرى والأمين العام للحزب وعضو مجلس النواب في بيان صحفي له، أن المنطقة الإقليمية والدولية تشهد حالة من الأزمات تتطلب الوقوف خلف القيادة السياسية، وزيادة الوعي بما يحدث من تحركات وخطط تحاول النيل من مقدرات الوطن، مضيفا أنه فى ذلك الإطار يعكف الحزب للاستعداد لإطلاق مبادرة الحزب للوعي عن خطر الشائعات بعنوان " الأمن القومي.. ودور الجبهة الداخلية"، وحذر منها ومن الانسياق لها، واستغلال البعض لمواقع التواصل الاجتماعي لتزييف الوعي ونشر الأكاذيب والشائعات.
وأوضح مهني، أن الرئيس تناول فى حديثه عددا من الرؤي حول رؤية الدولة لتطوير الصناعة والزراعة والاستفادة من قدرات الدولة فى الطاقة، وهو ما يوفر فرص عمل جديدة ويعزز من استقرار المجتمع، مشيرا إلى أن الدولة حققت إنجازات كبري فى المجالات المختلفة وهو تحاول قوي الشر التشكيك في إنجازات الدولة المصرية وإثارة الشائعات حول المشروعات القومية العملاقة، لاثارة البلبله فى محاولة لزعزعة الاستقرار الداخلي.
وأكد مهني، أن الواقع الذي يعيشه الشعب المصري من إنجازات فى مجالات المختلفة سواء الطرق او مبادرات الصحة او مبادرات حياة كريمة وكذلك المشروعات قومية التى ساهمت في تحسين حياة المواطنين وتعزيز الجمهورية الجديدة، هو أكبر رد على المشككين من أعداء الوطن الذين يسعون لنشر الشائعات والتشكيك فى الإنجازات.