في انتظار الاكتتابات الجديدة ببورصة مسقط
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
تابعنا خلال الأشهر الماضية العديد من التصريحات من قبل المسؤولين في بورصة مسقط وهيئة الخدمات المالية وجهاز الاستثمار العُماني عن الاكتتابات المتوقع طرحها خلال العام الجاري ضمن خطة جهاز الاستثمار العُماني لطرح عدد من الشركات الحكومية للاكتتاب العام، غير أن المعلومات عنها -حتى الآن- شحيحة وغير دقيقة، ففي البداية كانت التوقعات تشير إلى 3 اكتتابات غير أن التصريحات الأخيرة تشير إلى طرحين اثنين، ولكن لم يتم تحديدهما بشكل واضح حتى الآن.
ولعله من الأهمية التذكير بأن خطط طرح الشركات الحكومية أو غيرها من الشركات الأخرى للاكتتاب العام ينبغي أن يتم وفق خطط واضحة وجدول زمني يتم تحديده مسبقًا بحيث لا يؤثر الاكتتاب على البورصة أو يسحب السيولة منها، وقد لاحظنا في اكتتاب شركة أوكيو لشبكات الغاز أن البرنامج الزمني وسعر الطرح لم يتم الإعلان عنهما إلا في وقت متأخر جدًا ولم يُتح للمحللين والمستثمرين الوقت الكافي لدراسة خطط الشركة المستقبلية وأدائها المتوقع وسعر الطرح وهو ما ضغط على بورصة مسقط بشكل واضح ودفع المؤشر الرئيسي للتراجع في شهري سبتمبر وأكتوبر بأكثر من 250 نقطة قبل أن تستوعب البورصة الطرح الجديد الذي تم إدراجه في 24 أكتوبر 2023.
وبما أننا دخلنا في النصف الثاني من عام 2024 وبدون أي برنامج واضح للطرح المقبل فإننا نخشى أن يؤثر ذلك على البورصة والمستثمرين فيها ويمحو النتائج الإيجابية التي حققتها البورصة في النصف الأول من العام الجاري بتسجيلها ارتفاعا في قِيَم وأحجام التداول والمؤشر الرئيسي والمؤشرات القطاعية والقيمة السوقية، وفي نظرنا أن المكاسب التي حققتها بورصة مسقط في النصف الأول من العام الجاري هي مكاسب مهمة ينبغي المحافظة عليها، فعلى سبيل المثال ارتفعت قيمة التداول إلى 559.1 مليون ريال عماني مقابل 426.3 مليون ريال عماني في الفترة المماثلة من العام الماضي، وسجّلت الصفقات المنفذة صعودًا بنسبة 53 بالمائة من نحو 78 ألف صفقة إلى أكثر من 119 ألف صفقة، وصعدت القيمة السوقية إلى نحو 24.3 مليار ريال عماني مسجلة مكاسب بأكثر من 336 مليون ريال عماني عن مستواها في نهاية النصف الأول من العام الماضي.
هذه المكاسب -في نظرنا- يمكن أن تساعد المستثمرين في تحديد أهدافهم الاستثمارية للنصف الثاني من العام الجاري وإعادة بناء محافظهم الاستثمارية مستفيدين من الأسعار التي هبط إليها عدد من الأسهم القيادية في شهر يونيو الماضي والأداء الجيد للاقتصاد الوطني مع ارتفاع الناتج المحلي للأنشطة غير النفطة (بالأسعار الجارية) في الربع الأول من العام الجاري إلى نحو 7.2 مليار ريال عماني مسجلا زيادة بنسبة 3.9 بالمائة عن مستواه في الربع الأول من العام الماضي، وارتفاع الصادرات العمانية غير النفطية في الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري بأكثر من 16 بالمائة من نحو 2.1 مليار ريال عماني إلى أكثر من 2.4 مليار ريال عماني، هذا بالإضافة إلى التحسن في أداء المالية العامة والتصنيف الائتماني لسلطنة عُمان وهي جميعها مؤشرات جيدة تدعم النظرة التفاؤلية لدى المستثمرين في بورصة مسقط للنصف الثاني من العام الجاري، وهو ما يتطلب مزيدا من الشفافية بشأن الاكتتابات المقبلة مع الاهتمام أيضا بأن تكون أسعار الطرح مناسبة وعادلة للمستثمرين مع تفادي العناصر التي أثرت سلبا على المستثمرين من فئة الأفراد (صغار المستثمرين) في طرح شركة أوكيو لشبكات الغاز عندما فتح المجال أمام البنوك للتمويل غير المحدود لشراء الأسهم وعدم وجود سقف محدد للاكتتاب وهو ما أثر في النهاية على نسبة التخصيص التي يجدها الكثيرون من فئة الأفراد لا تستحق كل ذلك العناء، واليوم فإن سهم الشركة لا يزال عند مستوى سعر الإدراج وهو 140 بيسة.
إن تقوية سوق رأس المال وتعزيز الاستثمار في بورصة مسقط جهد ينبغي أن تتضافر لتحقيقه جميع الجهات بما في ذلك الشركات التي تطرح أسهمها للاكتتاب العام وليس فقط بورصة مسقط وهيئة الخدمات المالية، وحتى نحافظ على المكاسب التي حققتها البورصة في النصف الأول من العام الجاري ينبغي الإسراع في تحديد الاكتتابات المقبلة وبرمجتها بشكل يضاعف المكاسب المحققة ويضيف قيمة حقيقية للاقتصاد الوطني والمستثمرين ويُسهم في تنمية مدخرات الأفراد.
محمد الشيزاوي كاتب وصحفي عماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأول من العام الجاری النصف الأول من العام ملیار ریال عمانی بورصة مسقط فی النصف
إقرأ أيضاً:
"فودافون" تُتيح لعملائها تجربة معرفية مُتجددة في "معرض مسقط للكتاب"
مسقط- الرؤية
تشارك فودافون عُمان مجددًا في الدورة التاسعة والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب. وتحت شعار "عالم المعرفة"، يقدم جناح فودافون عُمان هذا العام تجربة تحتفي بشغف العلم والتعلم في عالمٍ يشبه زوار المعرض.
ويُعد "عالم المعرفة" تجسيدًا لالتزام الشركة المستمر بالتفاعل مع جيل الشباب، وفهم أفكارهم، وتلبية احتياجاتهم من خلال توفير أدوات تتناسب مع نمط حياتهم. ومن هذا المنطلق، فقد تم تصميم جناح الشركة كمنصة مفتوحة تتيح للعقول الشابة فرصة الغوص في عوالم السرد والسفر والموسيقى وثقافة القهوة، ليكتشفوا روافد جديدة من المعرفة من خلال استضافة سلسلة من النقاشات وورش العمل بمشاركة نخبة من الشخصيات البارزة في المشهد الإبداعي والفكري في سلطنة عُمان.
وتعكس مشاركة فودافون عُمان هذا العام رؤيتها في إعادة صياغة دور مزود الاتصالات؛ ليس كمقدم خدمة فحسب، بل كشريك حقيقي في مسيرة المعرفة والتنمية المجتمعية. فمن تسهيل الوصول إلى الكتب، إلى خلق حوارات ملهمة، وتقديم حلول رقمية تدعم الحياة اليومية، تؤمن فودافون بأن التكنولوجيا قادرة على بناء جسور جديدة نحو التمكين الشخصي والمعرفي. ومن خلال "عالم المعرفة"، تبرز فودافون عُمان حرصها على توفير منصات تفاعلية مبتكرة تواكب تطلعات الشباب وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة لاكتشاف الذات والعالم من حولهم.