تعيش موريتانيا على إيقاع عدّة احتجاجات وأعمال شغب، منذ أمس، على خلفية نتائج الانتخابات الرئاسية، التي جرت السبت، وفاز فيها الرئيس الحالي، محمد ولد الشيخ الغزواني، بنسبة 56.12 في المئة.

وحسب مراسل "عربي21" شهدت عدد من المدن الموريتانية، بينها العاصمة نواكشوط، ليلة البارحة، احتجاجات، تعبيرا عن رفض نتائج الانتخابات الرئاسية التي أعلنتها اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات.



وفي السياق نفسه، قام المحتجّون بإشعال إطارات السيارات، وهتفوا باسم المرشح الذي حلّ بالمرتبة الثانية، في الانتخابات، وهو بيرام الداه اعبيد.



وتدخّلت قوات الأمن الموريتانية لتفريق المحتجين، فيما قطعت السلطات الانترنت عن الهواتف المحمولة، بينما استمرت شبكة الإنترنت على الأجهزة الثابتة في العمل.

تلويح بالنزول للشوارع
وأعلن المرشّح الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية، بيرام الداه اعبيد، عدم اعترافه بنتائج الانتخابات الرئاسية، بالقول إنه لن يعترف بالغزواني رئيسا لموريتانيا، كما لوّح بدعوة أنصاره للنزول إلى الشارع، من أجل التعبير عن رفضهم للانتخابات، متحدثا عن "تزوير وانقلاب انتخابي".

وأضاف بيرام الداه اعبيد، أن "إدارة حملته تحقّق في النتائج الواردة في محاضر الانتخابات، وأنه لن يقبل ما وصفه بـ"التزوير".

التصدّي لأعمال شغب
ضمن التطورات التي عرفتها البلاد، قالت وزارة الداخلية، إنها تصدّت لأعمال شغب، مؤكدة أنها لن تسمح تحت أي ظرف كان، ومهما كانت تكلفة ذلك، بأيّ إخلال بالأمن والسكينة، وبأن جميع الأجهزة الأمنية لديها التعليمات والوسائل والجاهزية، للتصدي الحازم لأي محاولة للإخلال بالأمن والسكينة العامة في عموم البلاد".



وأشارت الوزارة في بيان لها، اطّلعت "عربي21" على نسخة منه، إلى أنه "تمت ملاحظة بعض الحركات العنصرية والمعروفة بعدائها للوحدة الوطنية وركوب الأمواج، لتحقيق أهدافها الدنيئة".

وأضافت: "هكذا لوحظ أيضا أن بعض الغوغاء والانتهازيين والمراهقين المُغرّر بهم، والمحسوبين على مترشح بعينه، حاولوا، في بعض أحياء العاصمة، التشويش على أجواء السكينة والأمن، من خلال بعض أعمال الشغب مثل إشعال الإطارات، والتأثير السلبي على انسيابية الحركة، ومحاولة ترويع المواطنين المسالمين الآمنين، وإلحاق الضرر بممتلكاتهم".


بدورها، أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بموريتانيا، أمس، عن فوز الرئيس الحالي، محمد ولد الشيخ الغزواني، بولاية رئاسية جديدة مدتها 5 سنوات، وذلك بحصوله على 56.12 في المئة من الأصوات، فيما حل ثانيا، بيرام الداه اعبيد، بحصوله على 22.10 في المئة، وحلّ ثالثا حمادي ولد سيدي المختار، وهو رئيس حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (إسلامي معارض) بنسبة 12.76 في المئة، فيما تقاسم 4 مرشحين آخرين الأصوات المتبقية بنسب متفاوتة.

غزواني يتعهد بتهدئة
في غضون ذلك، تعهّد المرشح الفائز، وهو محمد ولد الشيخ الغزواني، في رسالة مصورة، بأن يكون رئيسا للموريتانيين جميعا، مؤكدا أنه سيواصل سياسة اليد الممدودة والتهدئة والتشاور والحوار، مع كافة الفرقاء السياسيين، "خدمة للمصالح العليا للوطن وعملا بمقتضيات ومضامين برنامجي المجتمعي".

وأضاف بأن "النتائج المؤقتة للانتخابات، أظهرت تجديد ثقة الشعب الموريتاني له، من خلال انتخابه لمأمورية جديدة".

كذلك، عبّر ولد الغزواني، عن شكره لجميع طواقم حملته بمختلف تشكيلاتها، بالإضافة إلى الأحزاب السياسية الداعمة لترشيحه والمبادرات والشخصيات المرجعية التي دعمته وصوتت له.

كما شكر ولد الغزواني، "المنافسين والموريتانيين الذين صوّتوا لهم، وإسهاماتهم في جعل الحملة تتّسم بكثير من السكينة والمسؤولية"، معتبرا أن "الناجح الأول في هذه الانتخابات هو موريتانيا".

إلى ذلك، تسارعت، منذ الأحد، ردود الأفعال من قبل المرشحين وأنصارهم على الانتخابات الرئاسية في موريتانيا ونتائجها.

وفيما يلي تسلسل زمني للتطورات التي عرفتها موريتانيا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة:

السبت 29 حزيران/ يونيو: الشرطة توقف سياسيين بينهم قيادات في حزب "جبهة التغيير" (المقرب من الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز).

فجر الأحد 30 حزيران/ يونيو: المرشح بيرام الداه اعبيد يتحدّث عن انقلاب انتخابي ويقول إن الانتخابات أظهرت هزيمة مرشح السلطة، محمد ولد الشيخ الغزواني.

فجر الأحد 30 حزيران/ يونيو: المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني يشدّد على ضرورة عدم إعلان أي نتائج قبل أن تعلنها لجنة الانتخابات بشكل رسمي، ويشيد بأداء فريق حملته.


صباح الأحد 30 حزيران/ يونيو: مظاهرات في بعض أحياء نواكشوط، حيث أشعل محتجون إطارات السيارات وهتفوا باسم المرشح بيرام الداه اعبيد.

مساء الأحد 30 حزيران/ يونيو: المرشح بيرام الداه اعبيد، يعلن رسميا عدم اعترافه بالنتائج الأولية الصادرة عن لجنة الانتخابات.

مساء الأحد 30 حزيران/ يونيو: وزير الداخلية يعقد مؤتمرا صحفيا ويتهم حركات وصفها بـ"العنصرية" بأنها تعمل للتشويش على أجواء السكينة.

صباح الاثنين 1 تموز/ يوليو: لجنة الانتخابات تعلن فوز المرشّح، محمد ولد الشيخ الغزواني، بولاية رئاسية ثانية مدتها 5 سنوات وذلك بعد حصوله على نسبة 56.12 في المئة من الأصوات.

مساء الإثنين 1 تموز/ يوليو: مرشّحو المعارضة يدرسون موقفا موحدا من نتائج الانتخابات.

مساء الإثنين 1 تموز/ يوليو: المرشّح ممادو بوكار با، يقول في تصريحات صحفية، إن ولد الغزواني ما كان ليحصل على نسبة 10 في المئة لو كانت ظروف الانتخابات طبيعية، متهما النظام بـ"الاستغلال المفرط لوسائل الدولة".

مساء الإثنين 1 تموز/ يوليو: احتجاجات ليلية متزامنة في عدة مدن، وقوات الأمن تتصدى لها.
فجر الثلاثاء 2 تموز/ يوليو: السلطات تقطع الانترنت عن الهواتف، فيما استمرت الخدمة على الأجهزة الثابتة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية موريتانيا الانتخابات الرئاسية نواكشوط موريتانيا الانتخابات الرئاسية نواكشوط المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محمد ولد الشیخ الغزوانی الانتخابات الرئاسیة نتائج الانتخابات فی المئة

إقرأ أيضاً:

المرشح المؤيد لروسيا يتصدر جولة الانتخابات الرئاسية الأولى في رومانيا

تصدّر المرشح المؤيد لروسيا كالين جورغيسكو الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الرومانية متقدماً على رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا مارسيل شيولاكو، مثيراً بذلك مفاجأة في رومانيا.

فبعد أن أعطته استطلاعات الرأي أقل من 10% من نوايا التصويت في بادئ الأمر، حصل كالين جورغيسكو (62 عاماً) المنتمي إلى اليمين المتطرف والمؤيد لروسيا على 22.59%، في مقابل 19.55% لشيولاكو، وذلك بعد فرز 98.66% من الأصوات.

Far-right candidate takes shock lead in Romania presidential election https://t.co/5Lgmye3Y00

— BBC News (World) (@BBCWorld) November 25, 2024

ومن المقرر إجراء الجولة الثانية من الانتخابات في 8 ديسمبر (كانون الأول).

وحلّت إيلينا لاسكوني (52 عاما)، وهي رئيسة بلدية مدينة صغيرة تترأس حزباً من اليمين الوسط، في المركز الثالث بحصولها على 18.84% من الأصوات، أمام المرشح القومي جورج سيميون (13.94%).

وقال المحلل السياسي كريستيان بيرفوليسكو إن "اليمين المتطرف هو الفائز الأكبر في هذه الانتخابات"، إذ إنه فاز بأكثر من ثلث الأصوات.

ويرى خبراء أن اليمين المتطرف أفاد من مناخ اجتماعي وجيوسياسي متوتر في هذه الدولة الموالية للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والواقعة على حدود أوكرانيا. ويشكل ذلك زلزالاً سياسياً في هذا البلد البالغ عدد سكانه 19 مليون نسمة.

وأدلى الرومانيون بأصواتهم، الأحد، في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية وسط ارتفاع التضخم ومخاوف بسبب الحرب في أوكرانيا المجاورة.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة 7:00 صباحاً بالتوقبت المحلي الساعة 05:00 بتوقيت غرينتش وأغلقت عند الساعة 21:00 بالتوقبت المحلي.

ومع هذا الاقتراع، ينطلق أسبوعان من الانتخابات في الدولة الفقيرة العضو في حلف شمال الأطلسي، مع انتخابات تشريعية في الأول من ديسمبر (كانون الأول) ومع الدورة الثانية للاقتراع الرئاسي في الثامن منه.

مقالات مشابهة

  • ألمانيا.. ترشيح أولاف شولتس للمنافسة على منصب المستشار
  • المرشح المؤيد لروسيا يتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا
  • المرشح المؤيد لروسيا يتصدر جولة الانتخابات الرئاسية الأولى في رومانيا
  • كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
  • كيف ينظر الأميركيون لترشيحات ترامب لإدارته المقبلة؟
  • الخراز: تأخير إعلان نتائج الانتخابات البلدية يثير مخاوف من التزوير
  • بن ستيتي: “نتائج قرعة “الكان” مقبولة نوعا ما ونيجيريا المرشح الأبرز”
  • العرفي: تأخير المفوضية في إعلان نتائج الانتخابات يطرح علامات استفهام
  • العرفي: تأخير إعلان نتائج الانتخابات البلدية يطرح علامات استفهام كثيرة
  • ليبيا.. انتخابات بلدية بلا نتائج ومفوضية تفاقم الانقسام السياسي