أنسجة وألوان تبعد عنك الحر الشديد.. فما هي؟
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
في حرارة الصيف، يميل الناس إلى ارتداء أقل قدر ممكن من الملابس، لكن علماء النسيج والمصممين يقولون إن إبقاء الملابس تغطي الجسم قد يكون أفضل.
ووفقا للخبراء، فإنه إذا كنت ترتدي قميصا من دون أكمام وسروالا قصيرا، فإنك تعرض المزيد من بشرتك لأشعة الشمس الشديدة، ما قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
إقرأ المزيدويؤكد الخبراء أن مفتاح التغلب على الحرارة يكمن في القماش باختيار المادة المناسبة ولون الملابس المناسب.
وقالت لاريسا ماري شيبرد، الأستاذة التي تدرس الألياف والأقمشة وصولا إلى المستوى الجزيئي: "إن عدم ارتداء أي شيء ليس بالأمر الجيد. أنا لا أوصي به".
ووجد العلماء أن ارتداء الأقمشة التي تعمل مع أنظمة التبريد الطبيعية لأجسامنا (التقاط العرق والتخلص من حرارة الجسم) يمكن أن يساعد في الحفاظ على برودة الجسم طوال الصيف.
وتوصلت دراسات أجريت على القبائل البدوية الأصلية في الشرق الأوسط أن ألبستهم التقليدية الواسعة كانت أفضل في الحفاظ على برودة أجسادهم من المشاركين الذين كانوا يرتدون الزي الرسمي مع بعض الجلد المكشوف.
وهذا لأن الخبراء قالوا إن الحفاظ على برودة جسمك لا يتعلق بالقمصان والسراويل القصيرة بقدر ما يتعلق بدوران الهواء والرطوبة على بشرتك.
ويؤدي تدفق الهواء فوق الجلد إلى طرد الحرارة منه، مثلما يفعل الجلوس أمام المروحة في يوم حار لتبريدك. وبشكل عام، كلما سمح القماش بدخول المزيد من الهواء، ستشعر بالبرودة.
وبعد ذلك، كلما كانت الملابس أفضل في المساعدة على إزالة الرطوبة من الجلد، شعرت بالبرودة أكثر. وكلما تبخر الماء بشكل أسرع من القماش، أطلق الحرارة في الهواء وأبعدها عنك.
إقرأ المزيدويقول العلماء إن الكتان هو الملك عندما يتعلق الأمر بالملابس الصيفية. وتسمح الفجوات الموجودة بين الألياف المنسوجة لهذا القماش بمرور الهواء، ما يساعد على تبخر العرق من بشرتك بسهولة أكبر، ما يضمن تبريدك.
وعلى النقيض من ذلك، فإن الأقمشة مثل الصوف، التي يتم تعبئتها معا بكثافة، تحبس الحرارة.
ومع الأخذ في الاعتبار هذه العوامل، يقول الخبراء إننا بحاجة إلى النظر إلى معرفة المادة المصنوع منها الملابس.
وتتنفس الألياف الطبيعية بشكل أفضل، وتسحب الرطوبة بعيدا عن الجلد وتسمح لها بالتبخر بسهولة.
وفي حين يتفق المصممون على أن الكتان سيقوم بعمل جيد في الحفاظ على انتعاشك. وهذا النسيج الطبيعي خفيف الوزن مصنوع من نباتات الكتان وهو الخيار الأكثر خفة في الصيف، حسبما صرحت مصممة الأزياء ميراندا هولدر لموقع"ديلي ميل".
وتوصي مصممة الأزياء هيذر نيوبرغر بأقمشة، مثل الليوسيل والبليسيه، المصنوعة من رقائق الخشب والقطن، على التوالي. وقالت إن هذه المواد تبقى باردة مثل الكتان، وتسمح للهواء بالدخول وتمتص الحرارة من الجلد، ولكنها أفضل من الكتان لأنها لن تتجعد.
بمجرد اتخاذ قرار بشأن الخامة التي ستستخدمها، يجب أن تنتبه جيدا لملاءمة ملابسك، حيث أن ارتداء الملابس الضيقة على البشرة تحبس الحرارة والرطوبة، ما يجعلك تشعر بالحرارة والتعرق.
إن اختيار السراويل ذات الأرجل الواسعة والقمصان الفضفاضة من شأنه أن يبقيك أكثر برودة لأنه يسمح بمرور المزيد من الهواء على بشرتك.
وأخيرا، عند ارتداء ملابسك لمواجهة الحرارة، عليك أن تأخذ في الاعتبار لون الملابس.
ويوضح الخبراء أن الأقمشة ذات الصبغات الداكنة، مثل الأسود أو الرمادي أو الأزرق الداكن، تمتص حرارة أكثر من الملابس ذات الألوان الفاتحة، مما قد يجعلك تشعر بحرارة أكبر.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الألوان، مثل اللون الأحمر، يمكن أن تخدعك نفسيا وتجعلك تشعر بالسخونة، كما قالت مصممة الأزياء دينيس كالدويل لصحيفة "واشنطن بوست".
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الشمس الطقس المناخ معلومات عامة الحفاظ على
إقرأ أيضاً:
تقرير: الحرب تخطف فرحة العيد في غزة .. قصص من مخيمات النزوح
حكمت الصري "عمان": قالت ايناس حسن (32) عامًا، وهى تحمل بيدها بعض الأدوية لطفلها الذى تدهورت حالته الصحية بعد اصابته في قصف خيمتهم في بيت حانون شمال قطاع غزه الاسبوع الماضي " يحلّ على العالم الإسلامي عيد الفطر المبارك، لكنه لم يعد العيد الذي يجلب الفرح والسعادة في قلوبنا في غزة في ظل استمرار الحرب والنزوح ، مجىء العيد يقلّب مواجعنا ويضاعف آلامنا، هذا العيد الثالث الذي يأتي في ظل الحرب ، لا سلع ولا رواتب ولا ملابس لاطفالنا الصغار الذين باتوا ضحية لهذه الحرب التى قتلتهم وقتلت أحلامهم وامالهم ومستقبلهم ".
وأضافت إيناس وقد بدت على وجهها علامات التعب والحسرة وهى تنظر الى طفلها الذي يبلغ من العمر خمس سنوات وهو ملقى على سرير مستشفى الاندونيسي يئن ويتألم بعد أن بترت قدمه بسبب القصف ؛ لتصف كيف كانت تستقبل العيد بتحضير الكعك والمعمول وشراء الملابس لأطفالها.
"حالياً حُرمنا من معنى الحياة ، حرمنا من الشعور بالأمان لا نعلم إن كان سيأتي العيد ونحن على قيد الحياة في ظل القصف المتواصل والجوع الشديد ، لقد حٌرمنا نحن واطفالنا من أن نكون بخير ، الحرب أتعبتنا لدرجة أننا نسينا معنى أن نكون بخير".
وتابعت حديثها بالقول : "غزة دمرت وبيوتنا دمرت وعائلاتنا تشتت وفقدنا الكثير من الأهل والأحبة، لا أحد في غزة بخير ولا مكان لجملة كل عام وأنت بخير، فنحن لسنا بخير ، انظري الى طفلى الذي كان يحلم بشراء ملابس العيد ، أيعقل ان يعيش حياته مبثور القدم بسبب الحرب ؟ أي مسقبل ينتظره ؟!".
ساد الصمت المكان وبكت العيون على الحال الصعب الذي وصل إليه سكان قطاع غزة، الذين عاشوا ما بين ويلات الحرب والدمار والنزوح والإبادة والتجويع.
أن الاحتفال بأي مناسبة في غزة توقف منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث قضى العدوان الإسرائيلي على فرحة الناس في استقبال كل المناسبات أو المواسم، بسبب القلق والفقد، وبسبب الحرمان وتردي الأوضاع الاقتصادية.
لكن مع توقيع اتفاق التهدئة في 19 يناير 2025، وعودة الهدوء الى قطاع غزة ، عاد النازحين من شمال قطاع غزة الى بيوتهم المدمرة ، وحاولوا رغم الدمار والخراب الذي خلفته الحرب، بدايه حياتهم من جديد بالتزامن مع تدفق الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى قطاع غزة، ادى ذلك الى انخفاض أسعار بعض السلع؛ غير أن هذا الانخفاض لم يدم طويلاً، حيث عادت الأسعار إلى الارتفاع بشكلٍ حادّ بعد إعادة إغلاق المعابر من قبل الاحتلال خلال التصعيد العسكري للجيش الإسرائيلي على القطاع ، ارتفاع أسعار السلع الأساسية خلال هذه الأيام تسبب بنقص حادّ في الإمدادات. هذا النقص في السلع انعكس بشكل مباشر على حياة السكان الذين يعانون تدهور اقتصادي كبير جرّاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي امتدت خمسة عشر شهرًا.
ومن وجهة نظر ام حسام السيد (55) عامًا ، فإن موسم عيد الفطر كان مرتبطاً بشراء الملابس الجديدة للأطفال وتزيين المنزل وصناعة الكعك والاكلات الشعبية الفلسطينية ، قالت وهى تجلس أمام خيمتها ، داخل مخيم يعج بالنازحين " هذا العام الوضع مختلف، فالأسعار مرتفعة للغاية، والمصاريف تزداد بشكل كبير، إلى جانب القصف والخوف الذي يجعل من الصعب التفكير في أي تجهيزات احتفالية تخص العيد ، عشنا شهر رمضان ونحن نعانى من التقشف والعوز ".
توقفت عن الحديث ثم أضافت بنبرة مليئة بالأسى: "في السنوات السابقة كنا ننتظر قدوم العيد، ونتجهز له ، كانت الأجواء مميزة ، كنا نتوجه للسوق، ونشتري الملابس ، اليوم نعيش أجواء مأساوية.. لسنا قادرين على استقبال العيد، ولا قدرة لنا على أن نكون بخير".
على مقربة من خيمتها كان يقف السيد زياد عرفات (54) عاما ، الذي يعمل مسعف منذ اليوم الأول للحرب على قطاع غزة ، وقد لخص بعبارات يائسة من فم أب راحت منه أسرته في شهور الحرب.
يقول: "أيام ونستقبل العيد ووضعنا مأساوي ومصيرنا مجهول لا نعلم ما القادم، ولا ندري ما الذي ينتظرنا ، بت وحيدًا بدون اسرتي ، بقيت ذكرياتهم الجميلة وضحكاتهم التى لن انساها ".
اضاف هو يقلب بعض صور احفاده عبر هاتف يحمله في يده : " كنت على رأس عملى داخل المستشفى عندما توجهت الى مكان القصف في بيت لاهيا ، كنت اتلقى العنوان من زميلى وانا اسير بالاسعاف مسرعًا لإنقاذ المصابين، تفاجأت اننى اقف امام منزلى المدمر بالكامل وفيه زوجتى وابنائي واحفادي ، كنت احاول انقاذ حياتهم لكنهم غادروا جميعًا وتركوني وحيدًا ، لا أحد في قطاع غزة بخير ، نحن ننتظر مصيرنا المجهول. فقدنا أحبتنا وبيوتنا، سنفتقد أجواء العيد وصلاة العيد، فقدت دفء العائلة وعيدية الأطفال وأصواتهم وفرحتهم بالعيد، وشراء الملابس وكعك العيد".
لم يكن حال الشاب عبود الحداد (31) عامًا بائع الملابس أفضل، فقد حُرق محل الملابس الذي كان يمتلكه بالكامل جراء القصف الإسرائيلي مما اضطره لفتح بسطه في السوق الشعبي بشارع عمر المختار.
وقد وصف عبود الوضع داخل السوق خلال الأسبوع الاخير من شهر رمضان قائلًا " اضطر لإغلاق بسطة الملابس قبيل أذان المغرب بسبب الأوضاع غير المستقرة، بعد ان فقدت كل شيء أصبحت مضطر للعمل فقط من أجل توفير قوت أسرتى واحتياجاتها الأساسية، أن التجهيز للعيد والأجواء المترافقة معه باتت خارج حسابات الأسرة بسبب الوضع الاقتصادي السيء" .
ويبين الحداد أنه بدأ بالعمل على البسطة بفعل عدم قدرته على ترميم محله التجاري خلال الفترة الحالية بسبب عدم استقرار الأوضاع إلى جانب الأسعار الخيالية لمواد البناء، موضحاً أن عمله الحالي لسد الرمق، ولا يتعلق بالموسم صاحب الاحتياجات والتجهيزات المختلفة. ويلقي تجدد الحرب في غزة بظلاله الثقيلة على موسم عيد الفطر لهذا العام، حيث تم تقليص التجهيزات وتضررت الأسواق بشكل كبير، جراء القصف ومشاهد الدمار، وما تلاها من أوضاع اقتصادية صعبة، ما أثر على الأجواء الاحتفالية المعتادة في الأيام العشرة الأخيرة من شهر الصوم.
وفي تصريح صدر عن برنامج الأغذية العالمي جاء فيه أن "الجوع يلوح في الأفق مرة أخرى في قطاع غزة مع بدء نفاد مخزونات الغذاء لدينا ".
وأضاف المصدر انه لم تدخل أي إمدادات غذائية إلى غزة منذ أكثر من 3 أسابيع ، وان المخزونات الغذائية كافية للأسبوعين المقبلين فقط. اضافة الي ان مئات الآلاف في غزة معرضون مرة أخرى لخطر الجوع الشديد وسوء التغذية.
فيما ورد في التصريح ايضا ان النشاط العسكري الواسع في غزة يعطل بشدة عمليات المساعدات ويعرض حياة عمال الإغاثة للخطر.
وفي سياق متصل أوضح المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا في تصريح صحفى له انه لم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة منذ أكثر من 3 أسابيع، وهذه أطول فترة يعيشها القطاع بدون أي إمدادات منذ بدء الحرب وان الآباء لا يستطيعون إيجاد طعام لأطفالهم والمرضى بلا دواء في غزة فيما يستمر منحى الجوع بالتزايد في غزة بينما يلوح في الأفق خطر انتشار الأمراض ويستمر القصــ.ـف الإسرائيلي فيما أكثر من 140 ألف شخص في غزة اضطروا إلى النزوح بسبب أوامر الإخلاء التي أصدرتها إسرائيل.
وحسب ما ورد عن وزارة الصحة بغزة فإن هناك ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 50,208 شهداء و113,910 إصابات وذلك منذ السابع من أكتوبر عام 2023